أحاديث نبوية مع شرح مبسط

أحاديث نبوية مع شرح مبسط من شأنها تعريف الناس بتعاليم الإسلام، حيث إن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان خير الناصح، فلم يترك كبيرة ولا صغيرة إلا وتحدث عنها في السُنة النبوية المطهرة، وهذا ما نوافيكم إيّاه بشيء من التفصيل، من خلال منصة وميض.

أحاديث نبوية مع شرح مبسط

جاء الإسلام ليُخرج الناس من الظلمات التي عاشوا فيها سنوات طويلة، واختار الله -عز وجل- نبي الهدى محمد -صلى الله عليه وسلم- ليكون آخر الأنبياء والمرسلين، ونحن أمة الإسلام علينا أن نقتدي به فعلًا وقولًا لكي ننعم في الآخرة بالجنة بالنظر إلى أحاديث نبوية مع شرح مبسط لها.

1- حديث كل راعٍ مسئول عن رعيته

حثنا النبي -صلى الله عليه وسلم- على الالتزام وتحمُل المسؤولية، فقد قال: “كُلُّكُمْ راعٍ فَمَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، فالأمِيرُ الذي علَى النَّاسِ راعٍ وهو مَسْئُولٌ عنْهمْ، والرَّجُلُ راعٍ علَى أهْلِ بَيْتِهِ وهو مَسْئُولٌ عنْهمْ، والمَرْأَةُ راعِيَةٌ علَى بَيْتِ بَعْلِها ووَلَدِهِ وهي مَسْئُولَةٌ عنْهمْ، والعَبْدُ راعٍ علَى مالِ سَيِّدِهِ وهو مَسْئُولٌ عنْه، ألا فَكُلُّكُمْ راعٍ وكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ”.

إن الله عز وجل لا يكُلف الإنسان أكثر من طاقته، لذا إن كان هناك أمر كُلّف به فحتمًا عليه أن يُعينه لأنه سوف يُسأل عنه يوم القيامة، وفي هذا الحديث الشريف يوضح النبي -صلى الله عليه وسلم- أن كل شخص عليه القيام بواجبهِ تجاه أهل بيته سواء كانت زوجته، أو أبنائه، أو حتى العاملين لديه وغيرها من الأمثلة.

فالراعي هو كل شخص مُلتزم بواجب مُعين تجاه شخص آخر، وبالتالي يتعين عليه الحفاظ على واجباته نحوه، فمثلًا العبد أو الخادم مسؤول عن ماله من يعمل لديه وسوف يُسأل عنه إن أهدره، وكما أن الرجل راعي على زوجته، هي أيضًا عليها أن ترعى شؤون بينها وتحافظ على أبنائها.

اقرأ أيضًا: أحاديث عن صلة الرحم

2- حديث الحياء شعبة من الإيمان

إنه الحديث الأكثر شيوعًا، ويحث على أن الإيمان بالله -عز وجل- لا يكون قولًا فقط، فعلينا فعل ما يُثبته لنيل رضا الله تعالى، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الإِيمَانُ بضْعٌ وسِتُّونَ شُعْبَةً، والحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإيمَانِ“.

يكمُن معنى الإيمان بالله تعالى في التصديق على كل ما ورد في القرآن الكريم، وما حثنا عليه الرسول صلى الله عليه وسلم، وفي هذا الحديث الشريف شبه الرسول الإيمان كأنه شجرة لها جذور وسيقان ضخمة وتحمل أوراق وأزهار وثِمار، وهي المُتمثلة في أعمال اللسان مثل الذكر وقول الشهادة.

كذلك أعمال القلب والمُتمثلة في عقد النية الصالحة الخالصة لوجه الله تعالى، بالإضافة إلى أعمال البدن مثل الصيام والصلاة، وذكر الرسول -صلى الله عليه وسلم- الحياء في حديثه لكونه شُعبة أساسية من شُعب الإيمان، ويأتي الحياء بمعنى حُسن الخُلق وترك كل ما هو قبيح نهى عنه الإسلام والسنة النبوية المطهرة.

3- حديث من رغب عن سُنتي فليس مني

إن سُنة النبي -صلى الله عليه وسلم- هي المرجع لنا في الحياة، فهي التي تُرشدنا إلى الطريق الصحيح، وحثنا النبي على الاقتداء بسُنته، فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال:

(جاء ثلاثةُ رهطٍ إلى بيوتِ أزواجِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يسأَلون عن عبادةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فلمَّا أُخبِروا كأنَّهم تقالُّوها فقالوا: وأينَ نحنُ مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قد غُفِر له ما تقدَّم مِن ذنبِه وما تأخَّر؟! قال أحدُهم: أمَّا أنا فإنِّي أُصلِّي اللَّيلَ أبدًا وقال الآخَرُ: أنا أصومُ الدَّهرَ ولا أُفطِرُ وقال الآخَرُ: أنا أعتزِلُ النِّساءَ ولا أتزوَّجُ أبدًا فجاء رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: أنتم الَّذي قُلْتُم كذا وكذا؟ أمَا واللهِ إنِّي لأخشاكم للهِ وأتقاكم له لكنِّي أصومُ وأُفطِرُ وأُصلِّي وأرقُدُ وأتزوَّجُ النِّساءَ فمَن رغِب عن سنَّتي فليس منِّي).

يوضح النبي -صلى الله عليه وسلم- أن من ترك السُنة التي كان يتبعها فإنه ضل طريقه وابتعد عن الدين الإسلامي، كما يُنفي الرهبانية التي قد يتّبعها بعض العباد مُتناسيين أن دين الإسلام هو دين سماحة، ولم يأمُر بأن يجنو الإنسان على نفسه، حيث إنه يفطر لكي يكون قادرًا على الصيام.

كما عليه أن يأخذ قسط من الراحة وينام جيدًا لكي يقدر على قيام الليل، أمّا الزواج فإنه كان إشباع رغبته، وتكثير للنسل، وكذلك صون عفافه، لذا فإن ضل عن هذه الأشياء أو تمادى في فعلها بطريقة خاطئة فإنه ضل سُنة النبي صلى الله عليه وسلم.

4- حديث إن المؤمن للمؤمن كالبنيان

يوجد في السنة النبوية المطهرة أحاديث شريفة تشير إلى أهمية التعاون وفضله على الأمة الإسلامية كلها، ومن بينها: قال أبو موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المُؤْمِنَ للمؤمنِ كالبُنْيانِ يشدُّ بَعضُهُ بعضًا”.

قام الرسول صلى الله عليه وسلم بتشبيه المسلمين وترابطهم وتعاونهم مثل البناء القوي الذي لا يُهزم إن وقف صامدًا وتماسك أمام الخطر، فلا يُمكن للبناء أن يختل توازنه أو ينهار إن كانت لبناته متراصة بجانب بعضها، وهذه الصورة تمامًا مثل المسلمين حينما يقفوا بجانب بعضهم البعض ويحمون أنفسهم من أخطاء المُعتدين.

قام الرسول صلى الله عليه وسلم بتشبيك أصابعهِ في بعضِها لإيضاح المعنى بشكل أدق، ويعتبر الاتحاد والتعاون بين المؤمنين من الأشياء التي أمرنا بها الله -عز وجل- في كتابه العزيز، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ) سورة الصف، الآية: 4

اقرأ أيضًا: أحاديث عن فضل نشر العلم

5- حديث إن الله كتب على ابن حظه من الزنا

إن الله -عز وجل- خلق الإنسان ليكون خليفته في الأرض، ويضعه في اختبارات، فمن أطاع الله تعالى دخل الجنة، ومن عصى ربه واتبع شهواته فإن له جهنم وبئس المصير، فقد قيل:

(ما رَأَيْتُ شيئًا أشْبَهَ باللَّمَمِ ممَّا قالَ أبو هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ اللَّهَ كَتَبَ علَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنَ الزِّنا، أدْرَكَ ذلكَ لا مَحالَةَ، فَزِنا العَيْنِ النَّظَرُ، وزِنا اللِّسانِ المَنْطِقُ، والنَّفْسُ تَمَنَّى وتَشْتَهِي، والفَرْجُ يُصَدِّقُ ذلكَ كُلَّهُ ويُكَذِّبُهُ)

“اللمم” تدل على كل ما يُلم به الإنسان وتتمثل في الشهوات وهي أصغر الذنوب، فقد كتب الله عز وجل على كل عبد نصيبه من الشهوات أو الزنا فلا حيلة له فيها، ولكنه ليس مُجبرًا على فعله.

فعلى سبيل المثال، إن الله -عز وجل- خلق العين، فإن نظرت إلى السماء فلا حرج من ذلك، ولكن إن نظرت إلى المحارم مثل النساء الأجانب فيُسمى ذلك زنا النظر، وكذلك اللسان الذي بإمكانِه ذكر الله تعالى، أو زِنا المنطِق، لذا فإن النفس دائمًا تميل إلى التلذُذ بالشهوات، ويشهد الفرج على الزنا ويُكذبه.

لذا فيُمكن الاستنتاج أن الزنا نوعان، وهما زنا الفرج وهو الإثم الكبير، وزنا الجوارح وهي الإثم الأصغر وتشتمل على زنا العين، واللسان.

اقرأ أيضًا: أحاديث نبوية عن الصدق

أحاديث نبوية عن الأخلاق وشرحها

هناك أحاديث نبوية مع شرح مبسط كثيرة وجميعها تؤكد على أن الأخلاق الحميدة تعتبر سبب من أسباب دخول العبد إلى الجنة، وهو ما أشار إليه القرآن الكريم في أكثر من آية قرآنية.

1- حديث أكثر ما يُدّخل الناس الجنة

عن أبي هريرة رضي الله عنه: (سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة فقال: تقوى الله وحسن الخلق، وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار فقال: الفم والفرج)

يدل الحديث السابق على أن الأخلاق الحميدة وتقوى الله -عز وجل- قد تكون سببًا في دخول الجنة، أمّا قول الزور أو فاحشة الزنا تقود صاحبها للنار.

2- حديث أثقل ما في الميزان يوم القيامة

قال صلى الله عليه وسلم: (ما من شيء في الميزان أثقل من حسن الخلق)، ويُشير الحديث إلى أن الإنسان يُجازى خيرًا كثيرًا من الله تعالى حينما يتحلى بالأخلاق الحميدة، وأن حُسن الخلق من أثقل الأشياء في الميزان يوم القيامة.

3- الأخلاق الحسنة تُعمّر الديار

قال صلى الله عليه وسلم: (حسن الخلق وحسن الجوار يعمران الديار ويزيدان في الأعمار)

يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث أن التحلي بالأخلاق الحميدة، ومعاملة الجار معاملة حسنة من أكثر ما يُعمّر المنزل أي تزيد من خيره، كما تزيد العُمر، وتزيد البركة فيها ويوفق الله تعالى العبد في فعل الطاعات.

يوجد في السنة النبوية المطهرة الكثير من الأحاديث النبوية مع شرحها، وهي من الأمور التي علينا إحاطتها جيدًا، حيث إن الاقتداء برسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقود الإنسان إلى الجنة.

شاركنا أفكارك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.