أحاديث عن صلة الرحم
أحاديث عن صلة الرحم كثيرة وتدفع المسلم ألا يتخلى عن تلك العادة الدينية التي بدأت في الاندثار بسبب ظهور طرق تواصل الإنترنت المستحدثة، فقد أصبحنا نطمئن على أهلنا وذوينا من خلال كتابة بعض الحروف الصامتة التي لا روح فيها ولا تندرج تحت بند صلة الرحم، لذا ومن خلال منصة وميض سوف نتعرف على الأحاديث التي جاءت في ذلك الأمر عبر السطور التالية.
أحاديث عن صلة الرحم
صلة الرحم من أهم التشريعات الدينية التي أمرنا الله عز وجل بها، كونها تعمل على ترابط المجتمع، فقطع الرحم من الأمور التي تدعو إلى الفساد في الآية رقم 22: “فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ“
لذا كان من الضروري أن نعود إلى ما أمرنا الله به عز وجل، بعد أن بات الأمر غير جيد على الإطلاق، فنجد الأخ لا يعرف شيئًا عن أخيه لمدة طويلة قد تصل إلى العام على الرغم من عدم وجود مسافة كبيرة بينهما، فقد أصبح الأمر مخيفًا كوننا تركنا الاعتصام بحبل الله عز وجل.
لذا دعونا نذكركم بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك الأمر، حيث ترك لنا عدة أحاديث عن صلة الرحم، لعلها توقظ قلوبنا وترجعنا إلى طريق الخير والرشاد مرة أخرى، فقد روى أبو أيوب الأنصاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“أن رجلاً قال: يا رسولَ اللهِ! أخبرني بعملٍ يُدخِلُني الجنةَ؟ فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: تعبدُ اللهَ ولا تشركُ به شيئًا، وتقيمُ الصلاةَ، وتُؤتي الزكاةَ، وتَصِلُ الرَّحمَ ذرْها كأنه كان على راحلتِه“ (صحيح).
نعلم جيدًا أن مشاغل الحياة من شأنها أن تسحبنا بعيدًا، فكل منا لديه اهتماماته المتفاقمة التي لا تنتهي، لا يجب أن يكون ذلك سببًا حتى نخسر آخرتنا، فالله عز وجل قد قال لنا من خلال الآيات القرآنية الحكيمة إن الآخرة هي دار المستقر، وهي الأبقى.
لذا حري بنا كما نعمل في دنيتنا، فنذهب إلى أشغالنا، ونقوم بالمذاكرة، ونسعى للوصول إلى أعلى المناصب، ألا ننسى أقربائنا، أولئك من قال فيهم الله عز وجل إنهم الأولى بالمعروف، لذا هيا بنا مع حديث آخر من أحاديث عن صلة الرحم، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية أبي هريرة:
“إنَّ اللَّهَ خَلَقَ الخَلْقَ حتَّى إذا فَرَغَ منهمْ قامَتِ الرَّحِمُ، فقالَتْ: هذا مَقامُ العائِذِ مِنَ القَطِيعَةِ، قالَ: نَعَمْ، أما تَرْضَيْنَ أنْ أصِلَ مَن وصَلَكِ، وأَقْطَعَ مَن قَطَعَكِ؟ قالَتْ: بَلَى، قالَ: فَذاكِ لَكِ. ثُمَّ قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: اقْرَؤُوا إنْ شِئْتُمْ: {فَهلْ عَسَيْتُمْ إنْ تَوَلَّيْتُمْ أنْ تُفْسِدُوا في الأرْضِ وتُقَطِّعُوا أرْحامَكُمْ، أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فأصَمَّهُمْ وأَعْمَى أبْصارَهُمْ، أفَلا يَتَدَبَّرُونَ القُرْآنَ أمْ علَى قُلُوبٍ أقْفالُها}”.
اقرأ أيضًا: آيات قرآنية وأحاديث عن بر الأبناء
صلة الرحم في السنة النبوية
أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم من خلال أحاديث عن صلة الرحم أن ينوهنا إلى أهمية الأمر، فعدم السير على خطاه في ذلك الأمر يولد الجفاء بين المسلمين، فنجد أنهم لا يهتمون إلى أمر بعضهم البعض، بل إنه من الممكن أن يصاب أيٍ منهم بأمرٍ ما، ولا يمكننا أن نعرف إلا من خلال السوشيال ميديا.
يزيد الأمر سوءً عندما نقوم بالرد على ذلك من خلال خدمة المحادثة، كيف ومتى وصلنا إلى هذا الحد من الإهمال في تشريعات الله عز وجل؟
فهيا بنا نعود إلى السنة النبوية التي إن سرنا عليها وجدنا أن الخير الكثير قد أصاب حياتنا، ولم تعد ضنكًا كما أصبح الكثيرين يشتكون من الأمر، فقد روى أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“أنَّ رَجُلًا قالَ: يا رَسُولَ اللهِ، إنَّ لي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي، وَأُحْسِنُ إليهِم وَيُسِيؤُونَ إلَيَّ، وَأَحْلُمُ عنْهمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ، فَقالَ: لَئِنْ كُنْتَ كما قُلْتَ، فَكَأنَّما تُسِفُّهُمُ المَلَّ وَلَا يَزَالُ معكَ مِنَ اللهِ ظَهِيرٌ عليهم ما دُمْتَ علَى ذلكَ” صحيح.
كذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية أبي بكر نفيع بن الحارث: “ما من ذنبٍ أجدرُ أن يُعجِّلَ اللهُ تعالى لصاحبِه العقوبةَ في الدنيا، مع ما يَدِّخِرُه له في الآخرةِ من قطيعةِ الرَّحِمِ، والخيانةِ، والكذبِ، وإنَّ أَعجلَ الطاعةِ ثوابًا لصلَةُ الرَّحِمِ، حتى إنَّ أهلَ البيتِ ليكونوا فجَرةً، فتنمو أموالُهم، ويكثُرُ عددُهم، إذا تواصَلوا” صحيح.
رسولنا الكريم خاتم النبيين ورحمة الله للعالمين، هو من يجب أن نعود إلى سنته ونصل رحمنا كما أمرنا، فقد روي عن عبد الرحمن بن عوف:
“اشتَكى أبو الرَّدَّادِ، فعادَهُ عَبدُ الرَّحمنِ بنُ عَوفٍ، فقال أبو الرَّدَّادِ: خَيرُهم وأوصَلُهم، ما علِمتُ، أبا محمدٍ. فقال عَبدُ الرَّحمنِ بنُ عَوفٍ: إنِّي سمِعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقولُ: قال اللهُ عَزَّ وجَلَّ: أنا اللهُ، وأنا الرَّحمنُ، خلَقتُ الرَّحِمَ، وشقَقتُ لها مِنَ اسْمي، فمَن وصَلَها، وصَلتُهُ، ومَن قطَعَها، بتَتُّهُ” صحيح.
ينبغي كذلك على المسلم أن يكون على علم أن صلة الرحم تفتح أبواب الرزق أمامه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَن أحَبَّ أنْ يُبْسَطَ له في رِزْقِهِ، ويُنْسَأَ له في أثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ” صحيح رواه أنس بن مالك.
من خلال الأحاديث عن صلة الرحم، نجد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما ذهب إلى المدينة تاركًا مكة، بأمر من الله عز وجل، ألقى العديد من النصائح على المسلمين، حتى يتسنى لهم أن ينعموا بحياتهم.
أين نحن من تلك الفترة التي كان فيها السلام متفشيًا والأرحام موصولة؟ فقد أصبحنا عبيدًا لهواتفنا التي تأسرنا ولا نكاد نتركها من أيدينا، فلم تبعدنا عن صلة الأرحام فقط، بل بعدتنا عن الكثير من صالح الأعمال، لذا هيا بنا نعود من جديد إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم والعمل به، حيث روى عبد الله بن سلام:
“لمَّا قدمَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ المدينةَ، انجَفلَ النَّاسُ قبلَهُ، وقيلَ: قد قدمَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ، قد قدمَ رسولُ اللَّهِ، قد قدمَ رسولُ اللَّهِ ثلاثًا، فَجِئْتُ في النَّاسِ، لأنظرَ، فلمَّا تبيَّنتُ وجهَهُ، عرفتُ أنَّ وجهَهُ ليسَ بوَجهِ كذَّابٍ، فَكانَ أوَّلُ شيءٍ سَمِعْتُهُ تَكَلَّمَ بِهِ، أن قالَ: يا أيُّها النَّاسُ أفشوا السَّلامَ، وأطعِموا الطَّعامَ، وصِلوا الأرحامَ، وصلُّوا باللَّيلِ، والنَّاسُ نيامٌ، تدخلوا الجنَّةَ بسَلامٍ” صحيح.
أما عن الحديث الشريف الذي نود أن نختتم به اليوم معكم هو حديث اكتمال الإيمان الذي يوضح أنه حري بالمسلم أن يقوم بعدة أعمال، من شأنه أن تكون سببًا في الإصلاح واكتمال إيمانه بالله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم، والذي قال في رواية أبي هريرة:
“مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أوْ لِيَصْمُتْ” صحيح.
اقرأ أيضًا: بر الوالدين بعد موتهما وأفضل دعاء للميت وأشهر الأحاديث الشريفة عن البر
اقرأ أيضًا: أحاديث عن فضل نشر العلم
يجب على المسلم أن يعلم أن منهاجه في هذه الدنيا هو القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، فإن سار تبعًا لهما سعد في الدارين الأولى والآخرة.