خريطة ذهنية عن الصلاة
خريطة ذهنية عن الصلاة من الوسائل التي يمكن الاستعانة بها لتعليم الصلاة للصغار والكبار الذين أسلموا حديثًا أو المسلمين الذين منّ الله عليهم بالهداية مؤخرًا، فالصلاة هي عماد الدين والتسليم من كل هموم الدنيا ومشكلاتها بين يدي الله تعالى، ومن خلال منصة وميض سنتعرف أكثر إلى هذا الموضوع.
خريطة ذهنية عن الصلاة
إن الخريطة الذهنية للصلاة من الممكن أن تساعد في فهم شروط الصلاة، وكذلك في فهم أركانها وحفظها في العقل حتى يُتقنها المرء تمامًا، وفيما يلي نتعرف على شروط الصلاة:
1- اعتناق الإسلام
إن أول شرط يجب وضعه في خريطة ذهنية عن الصلاة هو الإسلام أي أن يكون الشخص مُعتنق للدين الإسلامي سواء رجل أو امرأة، ويستدل على ذلك الحديث الذي روي عن عبد الله بن عباس – رضي الله عنه – أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال:
“أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَعَثَ مُعَاذًا رَضِيَ اللَّهُ عنْه إلى اليَمَنِ، فَقالَ: ادْعُهُمْ إلى شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَنِّي رَسولُ اللَّهِ، فإنْ هُمْ أطَاعُوا لذلكَ، فأعْلِمْهُمْ أنَّ اللَّهَ قَدِ افْتَرَضَ عليهم خَمْسَ صَلَوَاتٍ في كُلِّ يَومٍ ولَيْلَةٍ، فإنْ هُمْ أطَاعُوا لذلكَ، فأعْلِمْهُمْ أنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عليهم صَدَقَةً في أمْوَالِهِمْ تُؤْخَذُ مِن أغْنِيَائِهِمْ وتُرَدُّ علَى فُقَرَائِهِمْ” [صحيح البخاري].
اقرأ أيضًا: الصلاة بعد الشروق بكم دقيقة
2- أن يكون عاقلًا
المقصود هنا أن يكون الذي يؤدي فريضة الصلاة في كامل قواه العقلية أي لا يعاني من اضطراب أو مرض عقلي، ويُستدل على ذلك بالحديث الذي رُوي عن على بن أبي طالب – رضي الله عنه – أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال:
“رُفِع القلمُ عن ثلاثةٍ: عن النَّائمِ حتَّى يستيقظَ، وعن الصَّبيِّ حتَّى يشِبَّ وعن المعتوهِ حتَّى يعقِلَ” [صحيح الجامع].
في حالة نسى الشخص الصلاة أو كان نائمًا فيجب عليه أن يقضي ما فاته عندما يستيقظ أو يتذكر وذلك وفقًا لما رُوي عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – أن الرسول قال:
“مَن نَسِيَ صَلَاةً، أَوْ نَامَ عَنْهَا، فَكَفَّارَتُهَا أَنْ يُصَلِّيَهَا إِذَا ذَكَرَهَا” [صحيح مسلم].
3- الوصول إلى مرحلة البلوغ
إن الولد أو الفتاة لا يُحاسب على الصلاة ما دام لم يبلغ بعد، وقد نصح الرسول – صلى الله عليه وسلم – أن نعلم أبنائنا الصلاة وهم في عمر السابعة والتشديد عليها في عمر العاشرة حيث ينشأ الابن أو الابنة على حب الصلاة وتأديتها دون الإحساس بثقل، ويرى بعض الفقهاء أن تعليم الصلاة بداية من عمر السابعة أمر واجب.
4- عدم وجود موانع شرعية
هذا الشرط مختص أكثر بالنساء، والمقصود هنا أنه لا يجوز الصلاة للمرأة في فترة الحيض وفترة النفاس، وليس مطلوبًا منها أن تؤدي ما فاتها من صلاة، ويُستدل على ذلك السؤال الذي وُجه إلى السيدة عائشة أم المؤمنين – رضي الله عنها – عن سبب قضاء الصيام وعدم قضاء الصلاة؟
فقالت: “كانَ يُصِيبُنَا ذلكَ، فَنُؤْمَرُ بقَضَاءِ الصَّوْمِ، ولَا نُؤْمَرُ بقَضَاءِ الصَّلَاةِ” [صحيح مسلم]، أي أنه يلزم قضاء الصيام الذي يفوت المرأة بسبب الحيض أو النفاس بينما الصلاة لا يلزمها ذلك.
5- دخول وقت الصلاة
تكون الصلاة في وقتها ولا يصح الصلاة في حالة عدم وجود علم يقيني بأنه حل وقتها سواء بسماع الأذان أو أي وسيلة أخرى يتم التأكد بها، وذلك لقول الله تعالى:
(فَإِذَا قَضَيۡتُمُ ٱلصَّلَوٰةَ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ قِيَٰمٗا وَقُعُودٗا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمۡۚ فَإِذَا ٱطۡمَأۡنَنتُمۡ فَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَۚ إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ كَانَتۡ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ كِتَٰبٗا مَّوۡقُوتٗا) [النساء – الآية 103].
اقرأ أيضًا: دعاء السجود في الصلاة
6- ضرورة الطهارة
عند صنع خريطة ذهنية عن الصلاة فمن المهم أن نذكر مسألة الطهارة التي بدونها لا تصح الصلاة، وتنقسم إلى نوعين أولهما الطهارة الحقيقية التي يُقصد بها طهارة الملابس والمكان والجسد من أي أوساخ أو أي منجسات.
الثانية هي الطهارة الحكمية والتي تعني الطهارة من الحدثين الأصغر والذي يُتخلص منه بالوضوء مثل الوضوء بعد قضاء الحاجة، والآخر الذي يُلزم الاغتسال في حالة الحيض أو النفاس للمرأة أو في حالة الجنابة التي تلي الجماع.
7- ستر العورة
هذا من الشروط اللازم توفرها حتى لو كان الشخص وحيدًا أو كان في مكان مُظلم لا يراه أحد، ومن الأفضل أن يستر المرء جسده بالكامل عند الصلاة.
8- عقد النية
إن تأدية أي عمل أو طاعة لله تعالى من المهم أن يسبقها النية، والنية محلها القلب بمعنى أن يستشعر المرء أنه سيؤدي طاعة لله ولا يلزم أن يفصح بذلك شفهيًا، وكذلك تكون العبادة إخلاصًا لله تعالى وحده وليس رياءً ومحاولة للفت انتباه الآخرين.
9 – استقبال القبلة
من المهم أن تؤدى الصلاة في اتجاه القبلة، وفي حالة عدم معرفة القبلة أو صعوبة تحديدها وكذلك في حالة الخوف من شيء ما كما في حالة الحرب، فمن الممكن أن تؤدى الصلاة في أي جهة.
اقرأ أيضًا: دعاء الاستفتاح في الصلاة
أركان الصلاة
يمكن أيضًا عمل خريطة ذهنية عن الصلاة بخصوص أركانها وهي الأمر الهام الذي يجب على المسلم مراعاته لإتمام الصلاة بالشكل الصحيح، وفيما يلي نتعرف على تلك الأركان:
1- الصلاة واقفًا
تكون الصلاة جماعة أو بشكل منفرد عن طريق قيام المسلم واقفًا منتصبًا، وفي حالة لم يستطع الوقوف فيمكن الصلاة جالسًا وذلك لما ورد عن عمران بن الحصين – رضي الله عنه –: “كَانَتْ بي بَوَاسِيرُ، فَسَأَلْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَنِ الصَّلَاةِ، فَقالَ: صَلِّ قَائِمًا، فإنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فإنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ” [صحيح البخاري]، أي في حالة عدم القدرة على الصلاة واقفًا فمن الممكن أن يصلي الفرد جالسًا أو مستلقيًا.
2- تكبيرة الإحرام
تُفتح بها الصلاة حيث يرفع المُصلي يديه إلى أذنيه ويقول الله أكبر ثم يشرع في الصلاة، وبدونها لا تصح الصلاة لذلك لا يجب إغفالها.
3- قراءة سورة الفاتحة
يبدأ الفرد بقراءة سورة الفاتحة وذلك في كل ركعة من الصلاة وفي كل صلاة، وقد ورد عن عبادة بن الصامت – رضي الله عنه – أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال:
“لَا صَلَاةَ لِمَن لَمْ يَقْرَأْ بفَاتِحَةِ الكِتَابِ” [صحيح البخاري].
اقرأ أيضًا: الدعاء قبل التسليم من الصلاة
4- الركوع والسجود
بعد الانتهاء من قراءة الفاتحة وآيات من القرآن الكريم تُرفع اليد بالتكبير ثم لركوع وترديد سبحان ربي العظيم ثلاث مرات ثم الرفع وحمد الله تعالى، ثم السجود وترديد سبحان ربي الأعلى ثلاث مرات ثم النهوض، ومن المهم أن يتم ذلك بتمهل وهدوء.
فقد ورد عن أبي هريرة – رضي الله عنه -:
“ أنَّ رَجُلًا دَخَلَ المَسْجِدَ فَصَلَّى، ورَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في نَاحِيَةِ المَسْجِدِ، فَجَاءَ فَسَلَّمَ عليه، فَقَالَ له: ارْجِعْ فَصَلِّ فإنَّكَ لَمْ تُصَلِّ فَرَجَعَ فَصَلَّى ثُمَّ سَلَّمَ، فَقَالَ: وعَلَيْكَ، ارْجِعْ فَصَلِّ فإنَّكَ لَمْ تُصَلِّ قَالَ في الثَّالِثَةِ: فأعْلِمْنِي..
قَالَ: إذَا قُمْتَ إلى الصَّلَاةِ، فأسْبِغِ الوُضُوءَ، ثُمَّ اسْتَقْبِلِ القِبْلَةَ، فَكَبِّرْ واقْرَأْ بما تَيَسَّرَ معكَ مِنَ القُرْآنِ، ثُمَّ ارْكَعْ حتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ رَأْسَكَ حتَّى تَعْتَدِلَ قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حتَّى تَسْتَوِيَ وتَطْمَئِنَّ جَالِسًا، ثُمَّ اسْجُدْ حتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حتَّى تَسْتَوِيَ قَائِمًا، ثُمَّ افْعَلْ ذلكَ في صَلَاتِكَ كُلِّهَا” [صحيح البخاري].
5- التشهد والتسليم
هناك تشهد في ثاني ركعة يكون حتى قبل الصلاة الإبراهيمية وتشهد آخر في آخر ركعة من الصلاة، ويكون التشهد كامل حتى نهاية الشهادة الإبراهيمية، وفي حالة الصلوات ذات الركعتين فقط فيُقال التشهد الأكبر في الركعة الثانية.
الصلوات المفروضة
قد فرض الله على أمة النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – في رحلة الإسراء والمعراج عددًا من الصلوات، ولكن الرسول سأل الله أن يخفف عن أمته فخففها الله إلى خمس صلوات مفروضة في اليوم وهم كما يلي:
- الفجر: ركعتان.
- الظهر: أربع ركعات.
- العصر: أربع ركعات.
- المغرب: ثلاث ركعات.
- العشاء: أربع ركعات.
اقرأ أيضًا: أفكار عن الصلاة للاطفال
فضل الصلاة
إن الصلاة من العبادات العظيمة التي هي العهد بيننا وبين الكفار، وقد أمرنا الله تعالى بها في أكثر من موضع بالقرآن الكريم، وذلك لما لها من فضل كبير ومنه ما يلي:
- أفضل الأعمال بعد نطق الشهادتين.
- من يمشي إلى الصلاة يكون له ضيافة وكرم في الجنة.
- الحصول على الراحة والسلام.
- البعد عن مظاهر الدنيا الفانية.
- اللجوء إلى الله تعالى والاعتزاز به.
- خلق النظام في حياة الإنسان.
- ترفع درجات الإنسان في الجنة وتحط من خطاياه.
- صلة بين العبد وبين الله فيستطيع مناجاته وسؤاله ما يريد فيها.
إن الإنسان يمكنه أن يتواصل مع الله تعالى بأداء الصلاة ويكون قريبًا منه، فنصح بالمواظبة عليها وجهاد النفس في الانتظام وتعليمها الأطفال من خلال الخرائط الذهنية.