حديث قدسي عن القضاء والقدر
حديث قدسي عن القضاء والقدر حقيقي أم مجرد إشاعة لا صحة لها؟ فلله عز وجل العديد من الأحاديث القدسية التي أوحى الله بها على رسوله محمد – صلى الله عليه وسلم- وأغلبها يكون مختص بأمور العباد والعبادات المخفية التي يكون جزائها عظيم، ومن خلال منصة وميض نساعدكم في التعرف على أحد الأحاديث القدسية ومدى صحته، وما هي الأحاديث الأخرى التي تحدثت بهذا الشأن.
حديث قدسي عن القضاء والقدر
يتداول مجموعة من الناس حديث قدسي في شأن الرضا بقضاء الله وقدره وهو:
- “يا ابن آدم، خلقتك لعبادتي؛ فلا تلعب، وقسمت لك رزقك؛ فلا تتعب، وفي أكثر منه فلا تطمع، فإن رضيتَ بما قسمتُ لك أرحتُ نفسك، وكنتَ عندي محمودًا، وإن لم ترض بما قسمت لك، فوعزتي وجلالي لأسلطنَّ عليك الدنيا، تركض فيها ركض الوحوش في البرية، ثم لا يكون لك فيها إلا ما قسمتُ لك، وكنت عندي مذمومًا“
فحسب مراجعة الأدلة والعلماء والفقهاء في الدين أن هذا النص المسبوق ليس بحديث على لسان الرسول محمد – صلى الله عليه وسلم – إنما ورد في بعض الكتب التي تنهج الإسرائيليات الموجودة في التوراة، ويغني عنه الحديث الصحيح الذي ورد ويوريه الرسول محمد – صلى الله عليهم وسلم – عن ربه هو:
- “إنَّ اللَّهَ تعالى يقولُ يا ابنَ آدمَ: تفرَّغْ لعبادتي أملأْ صدرَكَ غنًى وأسدَّ فقرَكَ وإن لا تفعَل ملأتُ يديْكَ شغلاً، ولم أسدَّ فقرَكَ” [صحيح الترمذي].
أحاديث عن الرضا بقضاء الله
في إطار التأكد من حديث قدسي عن القضاء والقدر، فيمكننا استعراض مجموعة من الأحاديث النبوية التي تحدثت عن قضاء الله وقدره:
- “إذا أرادَ اللهُ بعبدٍ الخَيرَ عجَّلَ له العُقوبَةَ في الدُّنيا، وإذا أرادَ اللهُ بعَبدِه الشَّرَّ مَسَكَ عنه بذَنْبِه حتى يُوافِيَه يَومَ القيامةِ” [حسن].
- “”إن عِظَمَ الجزاءِ مع عِظَمِ البلاءِ، وإن اللهَ – عز وجل – إذا أَحَبَّ قومًا ابتلاهم؛ فمن رَضِيَ فله الرِّضَى، ومن سَخِطَ فله السُّخْطُ” [حسن].
- “ألا أعلِّمُكَ – قالَ هاشمٌ: أفلا أدلُّكَ – على كلِمةٍ من كَنزِ الجنَّةِ من تحتِ العرشِ: لا قوَّةَ إلَّا باللَّهِ ، يقولُ : أسلَمَ عبدي واستَسلمَ” [ صحيح الجامع].
اقرأ أيضًا: آيات وأحاديث عن التسامح
آيات عن الرضا بالقضاء والقدر
أثناء تناولنا مقالنا حديث قدسي عن القضاء والقدر، فقد ورد في عدد من مواضع القرآن الكريم مجموعة من الآيات التي تحدثت عن الرضا بالقضاء والقدر وأهميته:
- {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} [الحديد: 22].
- {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ۚ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۚ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} [الأنعام: 59].
- {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ ۖ قُلْ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ ۖ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} [سبأ: 3].
معنى القضاء والقدر
إن القدر هو علم الله ـ عز وجل ـ بحال الكائنات في المستقبل، والقضاء هو أن يجد الله تعالى الأمور حسب إرادته وعلمه فقط.
اقرأ أيضًا: أحاديث عن صلة الرحم
قصة أحد التابعين في الرضا بقضاء الله وقدره
استكمالًا لموضوع حديث قدسي عن القضاء والقدر، نستعرض معكم مجموعة من القصص عن التابعين والسلف الصلح وطرق إخبارهم للناس عن رضاهم بقضاء الله وقدره، وأشهر هذه القصص ما يلي:
1- قصة عروة بن الزبير
في أحد الأيام أصيب عروة بن الزبير – رحمه الله – إصابه في قدمه، وقيل إنها في ذلك الوقت تستوجب التخلص من جزء منها، فأخبروه أن يطلبوا له طبيبًا؟ فأخبرهم بأنه لا يحتاجه، فقالوا له نسقيك ما يذهب عقلك؟ فلم يعجبه ذلك أيضًا، ووضع المنشار على قدمه ولم يسمع له حس، فلما انتهى قال لئن أخذت لقد أبقيت ولئن ابتليت لقد عافيت، وقيل في كتب أخرى أنه أمر بقطعها أثناء صلاته.
2- قصة قصيرة عن الرضا بالقضاء والقدر
يحكى أن هناك رجل من العرب كان له أحد الأحصنة الأصلية وكان يحبه، وفي أحد الأيام فر هذا الجواد بعيدًا فأتاه الناس يواسونه لكنه لم يهتم لمواساتهم، وبعد عدة ليال عاد الجواد ومعه مجموعة من الأحصنة البرية ف عاد الناس يأتونه مباركين له ما أتاه لكنه لم يهتم لذلك أيضًا.
لم تمض أيام حتى بدأ ابنه بتدريب الأحصنة، ولكنه سقط من على أحدهم وكسرت قدمه، وجاء الناس يواسونه على الحظ العاثر لكن ما زال رده واحد، حتى أعلن البلاد عن قتال في مواجهة الأعداء وأنه سيتم تجنيد جميع الشباب، ولكن ابن ذلك الرجل أعفي بسبب إصابته، وبعد انتهاء الحرب مات الكثير من الشباب؟ فهنا قال الرجل للناس أنه لا وجود لحظ سعيد وحظ عاثر، الأمر كله تمهيد لشيء سيحدث وصمتي كان من أجل رضائي بقضاء الله وقدره في كل الأحوال.
اقرأ أيضًا: أحاديث الصبر على البلاء
الفرق بين الأحاديث القدسية والقرآن الكريم والأحاديث النبوية
في نهاية حديث قدسي عن القضاء والقدر، يرجى العلم أنه ليست كل الأحاديث أحاديث نبوية مؤخذة عن الرسول محمد – صلى الله عليه وسلم – بل هناك مجموعة قيلت بطريقة مختلفة على لسانه – صلى الله عليه وسلم- وهي:
الأحاديث القدسية | القرآن الكريم | الأحاديث النبوية |
هو كلام نقل من الرسول الكريم محمد – صلى الله عليه وسلم – عن الله عز وجل من غير القرآن ويقال عنه أنه كلام الله | كلام منزل غير مخلوق يقرأ به في الصلاة وأحد معجزات الله سبحانه وتعالى لنبيه محمد – صلى الله عليه وسلم – | هو كلام النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – الذي ثبت عنه ولا ينسب إلى الله وهو يقال عنه سنة وهو حجة واجبة الاتباع. |
الفرق بين الرضا والصبر عند المصائب
هناك فارق بين الرضا والصبر في العديد من الجوانب خاصة من أجل التعامل مع المصائب، والفارق بينهما هو:
الرضا عند المصائب | الصبر عند المصائب |
الراضي لا يتكلم ولا يحزن فيسلم أمره لله | الصابر يحزن ويخرج من غضبه بعض الكلمات التي يندم عليها بعد قليل من الوقت |
الرضا في منزلة أعلى | الصبر في منزلة دون منزلة الرضا |
الرضا من العبادات التي يستحب للعبد القيام بها | الصبر من العبادات الواجبة على العبد |
يكون الرضا رد فعل عن المصائب ولا يتمنى حدوث شيء آخر | يكون العبد صابرًا لكنه غير راضٍ لبلائه ويدعوا بتغيير الأمور |
الرضا أعلى مقامًا عند الله وجزاءه أعظم | الصبر أسهل من الرضا |
اقرأ أيضًا: أحاديث نبوية عن الصدق
أقوال السلف الصالح عن الرضا بالقضاء والقدر
بعد التعرف على حديث قدسي عن القضاء والقدر، فإنه يذكر التاريخ عدد من المواقف الجميلة في الإيمان بقضاء الله وقدره، ويمكن ذكر مجموعة من الأمثلة مثل:
- رؤية سيدنا علي بن أبي طالب لأحد المبتلين فهو عليه قائلًا: “يا عدي إنه من رضي بقضاء الله جرى عليه فكان له أجر، ومن لم يرض بقضاء الله جرى عليه فحبط عمله.“
- وذكر عن عمر بن الخطاب أنه قال: “ما أبالي على أي حال أصبحت على ما أحب أو على ما أكره؛ لأني لا أدري الخير فيما أحب أو فيما أكره.“
الرضا من الأرزاق التي ينعم بها الله، وترفع من درجات العبد المؤمن ومن شأنه تعظيم الله وتقواه فالمسلم العارف لدينه ومؤمن بأن رب الخير لا يأتي إلا بالخير، يكون الرضا لديه رد فعل غير إرادي على كل ما يحدث له.