علاج العقل الباطن من الوسواس
علاج العقل الباطن من الوسواس يشمل مجموعة من الإجراءات التي يمكن أن يقوم بها الفرد، وذلك يشمل عِدة أبعاد، منها ما هو منزلي ومنها ما يرتبط بالجانب الطبي النفسي، فالوسواس من أكثر الأمراض النفسية العصبية انتشارًا، ويُعرف بكونه يُصيب مختلف الفئات، ومن خلال منصة وميض سنتعرف إلى هذا المرض أكثر.
علاج العقل الباطن من الوسواس
المصاب بذلك المرض يعاني من وجود نمط من الأفكار والمخاوف غير المُبررة، والتي تتسم كثيرًا بكونها لا تمت للواقع بصلة، هذا ما يُطلق عليه وصف الهاجس.
تؤثر تلك الهواجس على الفرد فتدفعه مُكرهًا ليقوم بسلوكيات قهرية حتى يتخلص من تلك الأفكار، تترك أثرًا سلبيًا على حياة الفرد، ذلك متمثلًا في الإزعاج وتعطيله عن ممارسة مهامه اليومية.
يُمكننا أن نُدرك معنى الوسواس من أن يكون الشخص لديه خوف من تأدية الوضوء بشكل غير صحيح مثلًا، فيتوضأ جيدًا ويتقن ذلك فيأتي له هاجس أنه لم يتوضأ جيدًا، أو نسي أن يغسل قدمه أو أذنه، فيذهب ليعيد الوضوء مرة، مرتين وخمسة حتى تتشقق يده من فرط استعمال المياه وتدفقها بين خلاياها.
إن لم يقم بتلك السلوكيات القهرية سيشعر بالضيق والانزعاج، مما يدفع إلى السير خلف هواجسه، بالتأكيد هو أمر مُرهق للغاية، لذا يكثُر البحث عن علاج العقل الباطن من الوسواس، ويُمكن ذلك من خلال ما يلي من وسائل:
1- مواجهة الهواجس والمخاوف
إن الهروب من الهواجس والأفكار التي تراود المصاب يزيد الأمر سوءًا إذ تؤدي على زيادتها وزيادة إلحاحها، لذلك يُنصح المريض هنا بتعريض نفسه للمحفزات التي تسبب تلك الأفكار.
بعدها يسعى لمحاولة مقاومتها والسيطرة عليها، فيما بعد سيلاحظ المريض أنه صار قادرًا التحكم في تلك الهواجس، وأكثر قدرة على التعامل معها.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع وسواس الموت والأحلام
2- تجنب التركيز على المحفز
من ضمن طرق علاج العقل الباطن من الوساوس وعدم الانتباه للمحفزات هي تجنب التركيز على المُحفز، وهذا لا يتنافى مع مواجهتها في الواقع، فتعريض النفس للهواجس يكون من باب العمل على تقليل أثرها.
إنما فكرة التجنب تكمُن في عدم الالتفات إليها في الوقت الذي تشعر بالخوف منها، مثل قيامك بالامتناع عن القيام بأمرٍ ما في حال ما شعرت أنك قُمت به بالفعل، وفي حالة التعرض لها وبدأ نوبة جديدة من تدفق الأفكار عليه أن يشتتها عن طريق ممارسة أي فعل آخر، كالركض أو القراءة وغيرها.
3- تحديد محفزات الوسواس
التعرف على المحفزات التي تثير الأفكار من أهم ما يجب فعله في سبيل العلاج، حيث في حالة الوضوء مثلًا يجب التركيز جيدًا، والشعور بكل حركة لقطع أي أفكار ستأتي فيما بعد لتشكك في سلامة الوضوء وصحته، كما يُمكن تذكر موقف مُعين ووضعه في ذهنك لتسهل فكرة التذكر.
4- كتابة وتسجيل أفكار ومحفزات الوسواس
من أساليب العلاج كذلك كتابة الأفكار التي تصيب عقل الشخص أثناء التعرض لنوبة من نوبات الوسواس، ويجب القول هنا إن الاستمرار في كتابة الأفكار تلك حتى لو كانت مكررة سيساعد فيما بعد على إضعافها وفقدانها قوتها.
كذلك يمكن الاستعاضة عن الكتابة بعمل تسجيل صوتي يقوم فيه المريض بالحديث بصوت مسموع عن الأفكار التي تراوده في تلك الحالة، ويُنصح بالحديث عن كل فكرة على حدا في كل تسجيل، وبعد مرور وقت سيلاحظ المريض أن حدة الأفكار قد قلت بشكل ملحوظ.
5- تغيير نمط الحياة
كسر الروتين يعمل على تشتيت العقل، مما يبعد الأفكار والوساوس، ويشمل ذلك الإجراء ممارسة الرياضة أو التنزه مع الأصدقاء، كما يجب هنا تجنب تناول المشروبات الكحولية والتدخين، وكذلك ممارسة الاسترخاء.
اقرأ أيضًا: هل يشفى مريض ثنائي القطب
علاج المتخصصين للوسواس القهري
فيما مضى تعرفنا على طريقة علاج العقل الباطن من الوسواس، ولكن من الوارد أن تكون الحالة صعبة لدرجة لا يصلح معها العلاج الطبيعي، ويلزم اللجوء إلى أحد المتخصصين، وهؤلاء يقومون بالعلاج عن طريق بعض الطرق منها ما يلي:
1- العلاج بالأدوية
هناك مجموعة من الأدوية التي يمكن أن يصفها الطبيب لعلاج مشكلة الوسواس القهري، وهنا يجب التنويه إلى ضرورة الالتزام بالعلاج كما وصفه الطبيب دون زيادة أو نقصان، ولا يتم إيقاف الدواء بشكل مفاجئ أو إيقافه دون استشارة الطبيب حتى لا تتفاقم الحالة، ومن أمثلة الأدوية التي يمكن أن يصفها الطبيب ما يلي:
- مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية: تشمل بعض الأدوية التي منها الفلوكستين وفلوفوكسامين وسيراترالين، ويجدر الذكر أن المريض هنا يحتاج من ثمانية إلى اثني عشر أسبوعًا ليشعر بتحسن، ويمكن لبعض الأشخاص أن يقابلوا تحسن في وقت أقصر.
- الأدوية المضادة للذُهان: يمكن أن يصف الطبيب بعض أدوية ذلك المرض لعلاج الوسواس القهري ومن أمثلتها دواء الريسبيريدون.
- مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات: مثل دواء كلوميبرامين.
2- العلاج النفسي
من العلاجات الفعالة التي يمكنها أن تُحدث فارقًا في مشكلة الوسواس القهري وملائمة للبالغين والأطفال كذلك، ويمكن أن تصل فاعلية هذا النوع من العلاج إلى فاعلية الأدوية أو تزيد، ويتفرع إلى بعض المناهج، ومنها العلاج السلوكي المعرفي والتدريب عكس العادة.
إحدى وسائل العلاج المعرفي السلوكي هي التعرض ومنع الاستجابة، وقد توصلت الدراسات إلى قدرة تلك الوسيلة على علاج الوسواس القهري بشكل فعال لهؤلاء الذين لم يستجيبوا للأدوية.
3- علاجات تحفيز الدماغ
هذه العلاجات تستخدم في علاج الاضطرابات النفسية التي لا تستجيب للعلاج بالأدوية والعلاج النفسي، وهنا يتم العلاج بواسطة التيارات الكهربائية للتأثير على الدماغ إما بالتثبيط أو التنشيط، ومن أمثلة العلاجات تلك المعالجة بالتخليج الكهربائي، وتحفيز العصب المبهم، والتحفيز العميق للدماغ.
أسباب الإصابة بالوسواس القهري
بعد أن تعرفنا على علاج العقل الباطن من الوسواس بالطرق المختلفة ننتقل الآن للتعرف على الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بمثل تلك المشكلة، والتي تكون من أبرزها ما يلي:
- اضطراب في مستوى السيريتونين في الدماغ، فإن قل عن مستواه الطبيعي تحدث العديد من المشكلات النفسية والذهنية، ومنها الوسواس القهري.
- المشكلات الاجتماعية والعوامل البيئية.
- العوامل الوراثية، حيث وجدت الدراسات أن 30% من أقارب المصاب يعانون من المرض.
اقرأ أيضًا: تمارين لعلاج الوسواس القهري
أنواع الوسواس القهري
مرض الوسواس القهري ينقسم إلى مجموعة من الأنواع، والتي تختلف باختلاف الأفكار التي تراود المريض، ومن أبرزها ما يلي:
- وسواس الأفكار: هنا تسيطر على العقل الباطن للمصاب أفكار محددة، ثم تظهر على العقل الواعي مما ينعكس على تصرفاته.
- وسواس الاجترار: هنا يصاب المريض بالكثير من الأسئلة التي تراوده، ولا يمكنه دفعها، وتكون عادة أسئلة وجودية.
- وسواس الاندفاعات: يكون المريض هنا تحت تأثير مجموعة من الأفكار التي تدفعه ليقوم بسلوك معين، كالقفز من مكان مرتفع.
- الوسواس الحركي: يصاب المريض بنوبة من الأفكار التي تدفعه للاعتقاد في أمور غير صحيحة، مثل أن يده متسخة ويجب عليه غسلها، وهو النوع الأكثر شيوعًا وانتشارًا.
المعاناة مع الوسواس القهري من أكثر الأشياء إيلامًا وإزعاجًا وتدميرًا لحياة الفرد، لذلك من المهم الوعي به والتعرف على طرق علاجه بأسرع ما يمكن.