دعاء سيدنا يعقوب لرد ابنه يوسف
دعاء سيدنا يعقوب لرد ابنه يوسف من الأدعية الهامة التي تحمل عبرة للمسلمين جميعًا، حيث تدل على أن فرج الله آتٍ لا محالة، فيمكن أن يُبتلى العبد في ولده، ويسيطر الإحباط عليه، لذا نجد أن في قصة سيدنا يعقوب -عليه السلام- أمل لكل من يشعر بذلك، وسنتعرف على هذا الدعاء من خلال منصة وميض.
دعاء سيدنا يعقوب لرد ابنه يوسف
إن الدعاء هو اللغة التي يتبعها العبد مع ربه، ويتواصل بها دائمًا للتقرب من المولى –عز وجل-، ولقد أمرنا الرسول الكريم -صلي الله عليه وسلم- به، حيث قال: “الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَة”، وهذا الدعاء يساعد على الفرج وجلب الرزق الوفير للعبد، ومن أهم الأمور التي تجلب الفرج أيضًا هي الصبر ثم الصبر.
الصبر لا تعتبر مجرد كلمة تقال هكذا إنما يجازي الله –سبحانه وتعالى- الصابرون بما صبروا، والدليل على ذلك قوله تعالى: “إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا“، فإذا ابتلى الله –عز وجل- أحدهم في ولده سواء كان في مرض أو موتٍ.
فإن الله تعالى يقول للملائكة مناديًا: “يا ملائكتي قبضتم ولد عبدي، قالوا نعم يا رب، فقال ماذا فعل، قالوا: حمدك واسترجع وقال إنا لله وإنا إليه راجعون“.
إذًا نجد أن العبد المؤمن بما كتبه الله تعالى مثل قصة سيدنا يعقوب وصبره على فراق سيدنا يوسف –عليهما السلام-، حتى لاقاه، وصبر أيضًا على مرضه لأعوام من دون كلل، لكنه كان كل ما يفعله هو الدعاء للمولى عز وجل، لذا سنعرض الآن دعاء سيدنا يعقوب لرد ابنه يوسف فيما يلي:
- دعاء سيدنا يعقوب لرد ابنه يوسف هو: “قالَ إِنَّما أَشكو بَثّي وَحُزني إِلَى اللَّـهِ وَأَعلَمُ مِنَ اللَّـهِ ما لا تَعلَمونَ”؛ هنا يعني أنه يقوم بالشكوى للمولى –جل وعلا- ويقر له بمصيبته التي لا يعلمها إلا هو سبحانه، وذلك لأنه يُدرك جيدًا إحسان الله تعالى له، وأنه على عند ظن العبد به.
- لقد دعا أيضًا ربه عندما أخبره أبناءه أن أبنه يوسف -عليه السلام- أكله الذئب وهم يكذبون: “قالَ بَل سَوَّلَت لَكُم أَنفُسُكُم أَمرًا فَصَبرٌ جَميلٌ وَاللَّـهُ المُستَعانُ عَلى ما تَصِفونَ“؛ أي أنه سوف يصبر صبرًا من دون أن يجزع أو يشتكي، ولن يستعين إلا بالله وحده على هذه الكذبة التي قاموا بها.
- هناك دعاء آخر لسيدنا يعقوب عندما أخبره أبناءه أن ابنه الصغير “بنيامين” احتجز من قبل عزيز مصر: “قالَ بَل سَوَّلَت لَكُم أَنفُسُكُم أَمرًا فَصَبرٌ جَميلٌ عَسَى اللَّـهُ أَن يَأتِيَني بِهِم جَميعًا إِنَّهُ هُوَ العَليمُ الحَكيمُ“؛ يقصد هنا أنه لن يشكو ألمه هذا إلا للمولى –عز وجل- رغبةً منه في أي يستجيب ويرد إليه يوسف وبنيامين، فهو وحده العالم بحاله، وهو الحكيم في قضائه.
من الجدير بالذكر أن هناك دعاء لسيدنا يعقوب لرد ابنه يوسف متداول بكثرة، ولكنه ليس له أي أصل من الصحة، حيث جاء في حديث منكر، هو: “أي ربِّ! أما ترحمُ الشيخَ الكبيرَ؟ أذهبتَ بصري، وقوَّستَ ظهري، فاردُدْ عليَّ ريحانَتي أشمُّه شمَّةً قبل الموتِ، ثم اصنعْ بي ما أردتَ قال: فأتاه جبريلُ فقال: إنَّ اللهَ يُقرِئُكَ السلامَ ويقول لك أَبشِرْ ولْيفْرَحْ قلبُك، فوعزَّتي لو كانا مَيِّتَينِ لنشرتُهما“.
لا يوجد أصل لهذا الحديث، ولم يرد عن النبي –صلى الله عليه وسلم-، ولا يجوز الاقتداء به على الإطلاق أو نسبة إلى سيدنا يعقوب –عليه السلام.
اقرأ أيضًا: أجمل دعاء لشخص عزيز تحبه
هل استجاب الله تعالى دعاء سيدنا يعقوب؟
جميعًا نعلم أن دعاء الأنبياء من الأمور المستجابة دائمًا، وهذا ليقينهم التام وإيمانهم بالله –عز وجل- وقدرته على صُنع المعجزات، ونجد أنه استجاب بالفعل له، ورد له ابنيه سيدنا يوسف وبنيامين.
كما إنها شفاه من العمى ورد له بصره أيضًا، وذلك بعدما أُلقي عليه قميص يوسف، ولقد ذكر المفسرون والمؤرخون المسلمون أن المدة ما بين دعاء سيدنا يعقوب لرد ابنه يوسف وبين الإجابة ما يُقارب 40 عامًا.
اقرأ أيضًا: فوائد سورة يوسف الروحانية
كيف كان حال سيدنا يعقوب عندما دعا الله؟
لقد قام نبي الله يعقوب بالدعاء إلى ربه وهو قلبه يعتصر من الحزن والألم، والشوق الشديد لابنه، إلى درجة أنه فقد بصره نتيجة لهذا الحزن الشديد على فقد ولديه، ولكنه كتم هذا الحزن داخل قلبه، ولم يشكو لأحد سوى ربه –عز وجل-، وكان له خير المعين، وذلك لعمله ويقينه أنه الله فقط هو القادر على تقديم العون له.
اقرأ أيضًا: كلمات عن الفرج بعد الصبر
دعاء الفرج من السنة النبوية
ضمن عرض دعاء سيدنا يعقوب لرد ابنه يوسف وجب الإشارة إلى بعض الأدعية المستجابة التي يمكن أيضًا الدعاء بها لجلب الفرج وكشف الضيق والهم، ولأن هذا هو أفضل ما يمكن فعله عند تعرضه لموقف صعب أو أمر عسير، سوف نعرض لكم هذه الأدعية من خلال السطور التالية:
- “اللهم إني أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثم، والفوز بالجنة والنجاة من النار، اللهم لا تدع لي ذنباً إلا غفرته، ولا هماً إلا فرجته، ولا حاجة من حوائج الدنيا هي لك رضا إلا قضيتها برحمتك يا أرحم الراحمين”.
- “لا إله إلا الله، الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل بر والسلامة من كل اثم، اللهم لا تدع لي ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته ولا حاجة هي لك رضا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين”.
- “اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ الرِّجالِ”.
- “اللَّهمَّ رحمتَك أَرجو فلا تَكِلني إلى نَفسِي طرفةَ عينٍ، وأصلِح لي شَأني كلَّه لا إلَه إلَّا أنتَ وبعضُهم يزيدُ علَى صاحبِهِ”.
- “اللهم إني أستعيذك من شر الهم والغم والمرض والفقر والدين وكيد الأعادي والبشر، ومن كل أنثى وذكر وكل متكلم بسوء وإبصار الظالمين وإعراضهم، وكف عني أهل الشر أجمعين، واحجب عني ظلمهم وظلم الظالمين والطاغين والداعين برحمتك يا أرحم الراحمين”.
- “لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ ورَبُّ الأرْضِ، ورَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ”.
- “اللهمَّ إني عبدُك، وابن عبدِك، وابن أَمَتِك، ناصيتي بيدِك، ماضٍ فيَّ حكمُك، عدلٌ فيَّ قضاؤُك، أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سميتَ به نفسَك، أو علَّمتَه أحدًا من خلقِك، أو أنزلتَه في كتابِك، أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندَك، أن تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همِّي”.
- “اللهم يا سامع الصوت ويا سابق الفوت ويا كاسي العظام لحماً بعد الموت، أسألك أن تجعل لي في ساعتي هذه فرجاً ومخرجاً، وأن ترزقني من حيث أحتسب ومن حيث لا أحتسب، ومن حيث أعلم ومن حيث لا أعلم، ومن حيث أرجو ومن حيث لا أرجو، سبحان الملك القدوس سبحان الله وبحمده”.
- “اللهم يا نور السماوات والأرض، يا عماد السماوات والأرض يا جبار السماوات والأرض، يا ديان السماوات والأرض، يا وارث السماوات والأرض، يا مالك السماوات والأرض، يا عظيم السماوات والأرض، يا قيوم السماوات والأرض، يا رحمن الدنيا ورحيم الآخرة فرج عني وخفف عني ما أنا فيه، فإنك تعلم يا الله، وهذه دعوة المضطر، أغثني”.
- “اللّهُمَّ إنّي أسألُكَ الْيُسْرَ بَعْدَ الْعُسْرِ، والْفَرَجَ بَعْدَ الْكَرْبِ، والرَّخاءَ بَعْدَ الشِّدَةِ، اللّهُمَّ ما بِنا مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْكَ، لا إله إلّا أنتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وأتُوبُ إلَيْكَ”.
- “يا رب افتح لي بخير، واختم لي بخير، واجعل لي من لدنك سلطانًا نصيرًا“.
دعاء سيدنا يعقوب لرد ابنه يوسف من الأدعية التي استجاب لها الله تعالى بعد أعوام طويلة، الأمر الذي يوصل إلى المسلمين أن الله تعالى قد يؤخر الإجابة، ولكنه لا ينساها؛ لذا لا يجب اليأس من رحمته.