كلمات عن الفرج بعد الصبر
يُعد تبادل الكلمات عن الفرج بعد الصبر من أكثر الأمور التي تُمثل عُنصر التحفيز ودوافع الاستمرارية بالنسبة للبشر بشكل عام، والمؤمنين من المُسلمين على وجه الخصوص، فالفرج مهما ضاقت بنا الدُنيا آت، وهذا وعد الله تبارك اسمه وتعالى جده، ولا يخلف الله وعده، وفي سبيل تقديم الدعم المعنوي قررنا عبر منصة وميض مُشاركتكم أجمل الكلمات عن الفرج بعد الصبر.
كلمات عن الفرج بعد الصبر
على مدار حياتنا وفترة عيشنا في الحياة الدُنيا نمر بالعديد من المواقف التي تجعلنا نشعر بالضيق والحُزن، وفي واقع الأمر تتعدد تلك الأسباب التي تدفعنا للوصول إلى هذه المرحلة الصعبة، وفي الكثير من الأحيان يختبر الله بهذه الصعاب قُدرة تحملنا، عزيمتنا وإيماننا بالله جلَّ وعلا.
فمن الطبيعي أن يمُر المرء بمراحل حياتية يكون عنوانها الأول والأبرز الضيق والكرب، والجدير بالذكر أن للضيق أسباب كثيرة وأنواع أكثر، فقد نشعر بالضيق بسبب بعض الأزمات المادية، المشكلات الصحية، الصعوبات الاجتماعية وغيرها من العقبات التي يتفاوت ويختلف تأثيرها علينا بسبب خلق الله لنا مُختلفين في المقام الأول.
خلال هذه الفترة يبدأ المرء بالبحث عن طُرق للتعامل مع الضيق والهم، فهُناك من يُفضل مواجهته، والبعض يُحاول الهرب منه فحسب، ومثل كُل جوانب الحياة الدُنيا هُناك من يسعى للاعتياد على هذا الضيق وعدم تحريك ساكن، ولكن ما هو ضروري في هذه المرحلة الثقيلة أيًا كانت طريقة تعاملك معها هو الصبر.
فالصبر إيمان بالله وتوكل عليه، ومن يتوكل على الخالق فهو نعم الحسب وخير الوكيل، كما أن صبرك يُعتبر الجُزء الذي يقع على عاتقك من الاتفاق الإلهي والوعد الذي قال فيه بارئ الدُنيا وخالقها:
{وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} [سورة البقرة: الآية رقم 155].
فاصبر لتكون بُشرى الله لك خير، وقول الله دائمًا وأبدًا أعظم الكلمات عن الفرج بعد الصبر، وهناك أمثلة أُخرى لهذه الكلمات منها ما يلي:
- دائًما ما تؤدي حلاوة الظفر إلى نسيان مرارة الصبر.
- لا يُولد الفرج إلا عندما يشتد الضيق ويزداد القنط، فهذا هو حال الدُنيا.
- إدخال الوهم إلى قلبك أكثر الداء، والإيمان أغلب الدواء، والصبر هو سبيل الشفاء.
اقرأ أيضًا: كلمات عن الظلم من أقرب الناس
عبارات عن اليُسر بعد العُسر
يُعتبر الصبر مُفتاح اليُسر الأول، فهو يختص بفتح أبواب الشدة، الضيق والعُسر، وقد وعدنا الله بأن العُسر لا بُد وأن يلحق به اليُسر، وحاشا لله أن يخلف وعدًا قطعه على نفسه العظيمة وأقسم عليه، فقد قال الفرد الصمد في كتابه الحكيم:
{فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} [سورة الشرح: الآيات 5-6].
فلكُل مهمومٍ ومُبتلى، لكل مُضطرٍ ومُهتم، لكل من ضاقت عليه الدُنيا بما فيها قُم بالتفكير واعمل على وقف وقفةٍ مع نفسك وذاتك، وتوكل على الله فهو القادر على كُل شيء، وإياك والابتئاس أو الاكتئاب.
فالجأ إلى الوسائل التي ترى فيها راحتك، مثل قراءة كلماتٍ عن الفرج بعد الصبر، فالكثيرون يرون فيها ضالتهم للخروج من فوهة الزُجاجة، ومن أبرز هذه الكلمات المؤثرة ما يلي:
- قُمت بغرس أوجاعي وآلامي في تُربة مخصبة بالأمل والتفاؤل، فما جنيت إلا ثمارًا طيبًا تعويضًا على كُل ما مررت به.
- الصبر والتحمل من أوائل الأمور التي على المرء تعلمها مُنذ ولادته، فهي العوامل والمقومات التي ستجعله يحيا فيما بعد ويتخطى أعتى الصعاب.
- قدر الله مُتشابك، وما تمر به من أحداث جميعها مُقدرة، حاول الربط بينها وستعلم أن الفرج ليس إلا مرحلة من مراحل هذه الأحداث.
- جاء على لسان إمام الإسلام وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه أنه قال: “كُلّ متوقعٍ آتٍ، فتوقّع ما تتمنّى” فعند الضيق ثق تمام اليقين أن الفرج آت.
- إن غد الأمل لناظره من الصابرين قريب.
- فاقد الصبر هو إنسان فر منه سجين ضلوعه هاربًا وأصبح بلا روح.
- لا يدخل الإيمان القلب إلا بالتقوى، وما التقوى إلا نتاج الصبر، فاصبر تؤمن بكون ما كتب الله عليك هو الخير، وتعلم ذلك علم اليقين.
- لا تؤخذ الدُنيا إلا بالصبر، ولا ينال العُلا إلا الصابرون.
مقتطفات من كتاب الفرج بعد الشدة
من أجمل ما جاء من كلمات عن الفرج بعد الصبر هو ما ورد في الكتاب الذي ألفه المُحسن بن علي التنوخي، والذي يحمل اسم “الفرج بعد الشدة” والجدير بالذكر أن التنوخي يُعتبر واحدًا من أبرز الأسماء اللامعة في عالم الأدب على الصعيدين العربي والإسلامي.
الجدير بالذكر أنه أورث ما يمتلكه من قُدرات لغوية وإمكانيات نحوية وإبداعية في فنون لُغة الضاد إلى ابنه وولده أبو القاسم علي بن المُحسن، والذي لمع نجمه في عالمي الشعر والقضاء.
استكمالًا لحديثنا الذي اختص بالكلمات عن الفرج بعد الصبر نستعرض لكم مُقتطفات كتابه الذي أتحف المكتبة العربية وأثراها فوق ثرائها، والجميل في هذا الكتاب هو كونه تفصيل لا نهاية له لمعاني الآيات والسور التي ارتبطت بالفرج والبُعد عن التشاؤم، ومن أبرز ما جاء في الكتاب من عبارات وقصص ما يلي:
1- قصة يعقوب وجبريل عليهما السلام
جاء في صفحات الكتاب أن عُبيد بن أبي الدُنيا قال: “حدثني مدلج بن عبد العزيز، عن شيخ من قريش أن جبريل عليه السلام، هبط على يعقوب، فقال: يا يعقوب! تملق ربك، قال: يا جبريل، كيف أقول؟ قال: قل: يا كثير الخير، يا دائم المعروف. قال: فأوحى الله عزوجل إليه: لقد دعوتني بدعاء لو كان ابناك ميتين لنشرتهما لك“.
لك أن تتخيل مدى فضل الله علينا وتفريجه لهمومنا بعد الكرب، فمجرد تلفظ سيدنا يعقوب عليه السلام بالدعًاء الذي علمه إياه الروح الأمين سيدنا جبريل عليه السلام قال فيه سيدنا جبريل أن الله يقول لو كان ابني يعقوب عليه السلام أمواتًا لأحياهم.
لا شك في كون هذا الدُعاء من أجمل الكلمات عن الفرج بعد الصبر، فابني سيدنا يعقوب هُما سيدنا يوسف عليه السلام وأخوه بنيامين، وهم اللذان بكى سيدنا يعقوب عليهما حتى أُغشي بصره.
لك فقط أن تتخيل أن سيدنا يعقوب صبر أربعة عقود حتى التقى بفلذة كبده يوسف عليه السلام، فما أجمله من فرج، وما أعطره من قلبٍ عامرٍ بالإيمان.
2- فرج سيدنا يوسف عليه السلام يؤتي ثماره
لا يقتصر الصبر في قصة سيدنا يوسف عليه السلام على جانب والده يعقوب عليه السلام فحسب، فسيدنا يوسف عليه السلام عانى في سجنه واشتد كربه، ونتج عن ذلك أجمل الكلمات عن الفرج بعد الصبر، فقد جاء في الكتاب أن جعفر بن سُليمان نقل قول غالب القطان الذي قال فيه:
“لما أشتد كرب يوسف، وطال سجنه، واتسخت ثيابه، وشعث رأسه، وجفاه الناس، دعا عند تلك الكربة، فقال: اللهم أشكو إليك ما لقيت من ودي وعدوي، أما ودي فباعوني وأخذوا ثمني، وأما عدوي فسجنني، اللهم اجعل لي فرجا ومخرجا، فأعطاه الله ذلك“.
اقرأ أيضًا: كلمات قلب مجروح من الحب
3- سبب ابتلاء الله لعباده
هُناك الكثير من الكلمات عن الفرج بعد الصبر التي يُمكن أن يلجأ لها المرء ويقتبس منها، ولكن ما هو سبب ابتلاء الله لنا في المقام الأول، ولما يُقال لمن يُبلتى إن الله يُحبك؟ ورد السبب وراء ذلك فيما جاء من مقتطفات كتاب الفرج بعد الشدة، فقد ذُكر فيه أن كردوس بن عمرو أحد أكثر القُراء النهمين الذين عرفهم التاريخ قال:
“فيما أنزل الله عز وجل من الكتب: أن الله عزوجل يبتلي العبد وهو يحبه، ليسمع تضرعه” فالله لا يبتلينا إلا لنعود إلى طريق الحق والصواب، فيعز على بارئنا وخالقنا الرحمن الرحيم أن نضل، والله يهدي من يشاء ويضل من يشاء وبيده الأمر كُله.
4- نصيحة العدنان خير الأنام لرديفه
كان عبد الله بن عباس رضي الله عنه وأرضاه رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم أي أنه كان يركب خلف رسولنا الكريم في السفر، وفي مرةٍ من المرات نصحه أشرف الخلق بنصيحةٍ يُمكن اعتبارها بكونها من أجمل الكلمات عن الفرج بعد الصبر على الإطلاق.
فجاء في الأحكام الشرعية الكُبرى بتحديث عبد الحق الإشبيلي أن عبد الله بن عباس قال:
“كنت رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا غلام أو يا بني ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن قلت بلى فقال احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده أمامك تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله فقد جف القلم بما هو كائن؛
فلو أن الخلق كلهم جميعاً أرادوا أن ينفعوك بشيء لم يقضه الله لك لم يقدروا عليه وإن أرادوا أن يضروك بشيء لم يقضه الله لك لم يقدروا عليه واعمل لله بالشكر واليقين واعلم أن في الصبر على ما تكره خيراً كثيراً وأن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسراً”
لم يكن رسولنا الكريم ينطق عن الهوى فيما يخص أمور الدين على وجه التخصيص، وإنما هو وحيٌ يوحى، وفي هذا الحديث يُبين رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل الصبر في نيل الفرج، فما أشقى من لا صبر لهم، وما أتعس من يجهل أن تفريج الكرب آتٍ بوعد الحق الذي لا يخلف وعده.
اقرأ أيضًا: عبارات تحفيزية للنجاح
5- قول عبد الله بن مسعود
من أبرز الكلمات عن الفرج بعد الصبر هو قول الصحابي الجليل والفقيه المُقرئ والمُحدث الكبير عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وأرضاه حين قال: “لو أن العسر دخل في حجر لجاء اليسر حتى يدخل معه، ثم قال: قال الله عز وجل: {فإن مع العسر يسرا * إن مع العسر يسرا}”.
ما يُقصد بهذا القول أعلاه هو كون اليُسر من مُلازمات العُسر، فمهما بلغت صعوبة الفترة الحالية وما تُعانيه فيها من صعاب تيقن وتأكد من كون فرج الله قريب، فاليُسر مُتتبع بارعٌ للعُسر، وتروى، فالشجاعة صبر ساعة، أما الجزع فلا يدفع القدر وجُل ما يقوم به إحباط الأجر.
يُعتبر الضيق والشدة من أكثر المحن التي تقع على عاتق بني آدم صعوبة، فهذه الأحاسيس والمشاعر كفيلة بتحويل الحياة برُمتها إلى بؤرة وبوتقة تخلو من كُل شيءٍ إلا الانفعال والتوتر بالإضافة إلى التقلبات الذهنية والمزاجية، فأعن نفسك على الخروج منها حتى تستطيع الحياة، ولا بأس في طلب يد العون.