تجربتي مع الصدقة اليومية

تجربتي مع الصدقة اليومية كانت نتائجها مبهرة، حيث يجهل الكثير من المسلمين المكاسب التي قد تعود عليهم من الصدقات، رغم امتلاء القرآن والأحاديث النبوية الشريفة بشرح فضائل الصدقات، ومدى تأثيرها على الفرد والمجتمع، ربما لا يعرفون ما سبب تشريع الصدقة، ومواضع ذكرها بالقرآن، وهذا ما سنعرفه من خلال منصة وميض.

تجربتي مع الصدقة اليومية

أنا علا عندي 20 عام في طالبة في كلية العلوم، وتجربتي مع الصدقة اليومية بدأت عندما كنت طالبة في الثانوية، وكنت لا أنجح في المواد الدراسية ألا بدرجات الرأفة، ودائما ما كان أبي يوبخني بسبب تدني علاماتي الدراسية.

كنت خائفة للغاية لأن أبي لم يتوقف عند حد الصراخ بوجهي كلما قابلني، بل هددني بالحرمان من المصروف والحبس في المنزل، ما لم أحصل على ما يزيد عن 85% في السنة الدراسية، لأن كل الأقارب والأصحاب يقومون بالتباهي بأولادهم ودرجاتهم المفرحة، أما أنا فأنجح بصعوبة بالغة إذا نجحت من الأساس.

بدأت بالبحث عن طرق مذاكرة جديدة ونظفت غرفتي وأخرجت منها التلفاز، وبدأت بالمذاكرة ليل نهار لكن للأسف المعلومات لم تكن تثبت لأكثر من 5 دقائق بعقلي ثم تتبخر بشكل يثير الإحباط، شعرت بالفشل وانتابني اكتئاب حاد، إلى أن نصحني أحد الأصدقاء بالتقرب إلى الله والدعاء لفك الكرب.

قال لي أنه يحاول يوميًا قبل أن يبدأ بالمذاكرة أن يدعو الله قائلا اللهم زدني علمًا أو اللهم أرزقني علم نافع في الدنيا والآخرة، كما قال لي أنه كلما خرج من البيت لحضور درس خصوصي أو ما إلى ذلك، يعطي أي متسول يقابله قدر يسير من المال الذي يملكه بنية التوفيق في الدراسة والفهم والبركة في الحفظ.

بالفعل استمعت لنصيحته وبدأت أفعل مثله، وسبحان الله النتائج كانت مذهلة ليس لأبي فقد ولكن لي أيضا، فقد بدأت معدلاتي الدراسية تتحسن بشكل ملحوظ، حتى أن الأساتذة كانوا يتصلون بأبي ليشكروه ويبلغوه مدى التحسن الذي وصلت له.

بعد انتهاء السنة الدراسية كنت أجلس على أحر من الجمر، وقلبي ينتفض الله يعلم قدر الجهد والدعاء والسهر وكم الصدقات التي قدمتها، ولكني كنت خائفة ولم أستطع كبت شعوري، فنزلت أتمشى في شوارع المدينة لأفرج عن نفسي قليلًا، وفي الطريق أوقفتني امرأة تطلب صدقة لم يكن معي من المال ما يكفي أن أعود للبيت بالمواصلات، ولكنى أعطيتها على أي حال.

حين عدت للبيت وجدت أمي سعيدة ومبتهجة، وعندما سألتها عن السبب أخبرتني أنني نجحت وبعلامات عالية جدًا، حمدت الله كثيرًا ومن وقتها وأنا أتصدق باستمرار.

اقرأ أيضًا: قصتي مع الصدقة والشفاء

فضل الصدقات للانجاب

أنا مريم عمري 40 عام سأروي لكم تجربتي مع الصدقة اليومية، فقد تزوجت وأن في أواخر الثلاثينات من عمري، وكان زوجي وهو أخر الفرص المتاحة لي، بعد أن لقبني جميع من حولي بالألقاب المعروفة في مجتمعنا العربي، لم تتوقف القريبات عن التشمت والسخرية فكلما رأوني يبدأ الغمز واللمز عنى، ولا يستحون أبدًا حتى حين يلاحظون أني سمعت كلماتهم الثقيلة.

بعد الزواج لم ارتح منهم أيضًا حيث إنهم ظلوا يسألونني كلما تقابلنا في مناسبة عن الأطفال، ولماذا لم أنجب بعد؟ وكيف لم أنجب وعمري كبير؟ ويجب أن أسرع في الأنجاب، وألا قد لا تأتي الفرصة مرة أخرى.

لكن زوجي كان يمر بعثرة مالية، ولم يكن حالنا يسمح بالأنجاب ورغم ذلك وتحت تأثير الضغط ذهبنا لطبيبة، عندما فحصتني قالت إن الإنجاب ليس احتمال وارد وفقًا لحالتي الصحية، ولكن أعطتني بعض الأدوية وأمرت ببعض التحاليل المكلفة.

قالت إننا سنحاول ولكن يجب ألا نأمل كثيرًا، حيث إن فرص الانجاب لمن هم في مثل حالتي ضئيلة جدًا وقد تكون معدومة، وللحق بذل زوجي كل ما في وسعه ليجلب لي الأدوية والعلاج اللازم.

في الوقت نفسه كانت أمي تقول لي قال الرسول صلى الله عليه وسلم (داووا مرضاكم بالصدقة) وأن الله سيكتب لي الفرج والرزق، لأني لم أُوذي أحد وهذا الكلام الذي تقوله الأمهات دائما لذا بالفعل نفذت كلمات أمي بالحرف، كنت أصلي الفجر وأدعو الله أن يرزقني بالذرية الصالحة، وكل فترة أقوم بتوفير جزء من ميزانية المنزل وأشتري طعام ثم أنزل للشوارع، وأعطي هذا الطعام لأطفال الشوارع والمشردين.

أحيانًا كنت اشتري حلويات وألعاب وأوزعها على الأطفال في دار الأيتام القريب من بيتي، والغريب في الأمر أن الرزق بدلًا من أن يقل كان يزيد ويربو، حتى أن زوجي فتح مشروع خاص به وكنا نشعر بالبركة في كل شيء.

لكن الحمل لم يحدث وبعد سنة من العلاج يأست من موضوع الحمل، ولم أعد أذهب للطبيبة وأهملت العلاج، ولكني نفسيًا لم أكن أشعر بالضيق فرؤيتي للأطفال الأيتام المسرورين من الأشياء التي أجلبها لهم في كل زيارة، كانت تنسيني كل السوء والكلام الجارح الذي ًتعرض له من أهل زوجي وأقاربي.

في يوم ما شعرت بالاضطراب والتوعك الشديد، وحين جاء زوجي وجدني مغمى علىّ وممددة على الأرض، أخذني وذهب للطوارئ بمشفى قريب، وبعد عدد من الفحوصات الطبية والتحاليل، أخبرنا الطبيب أني حامل في الشهر الثاني، لم أصدق ولم يستوعب زوجي الأمر، وخر ساجدًا يشكر الله على كرم، وبكيت من الفرحة كانت هذه تجربتي مع الصدقة اليومية.

بعد ولادة طفلي سليم معافى لم اتوقف قط عن الصدقة وتقديم العطايا للأولاد الأيتام، بل أنني كنت أخذ طفلي الصغير معي، وكانوا يحبونه ويلعبون معه ويرفضون أن نرحل حين يأتي موعد ذهابنا.

اقرأ أيضًا: قصص واقعية عن الصدقة

فضل الصدقات في شفاء المرضى

أنا عبير سأحكي تجربتي مع الصدقة اليومية الواقع أنه ليس لي في الدنيا بأكملها شخص إلا أمي، هي حبي الأول والأخير، كنت طول سنين الدراسة والجامعة اعتبرها أعز أصدقائي، ولم أكن اهتم بالخروج في نزهات مع الصديقات كيلا اترك أمي وحدها في المنزل، وكنا نفعل كل شيء سويًا، فأنا ابنتها الوحيدة وأبي قد توفي من زمن طويل.

بيوم من الأيام عدت من العمل ووجدت أمي في حالة سيئة أخذتها على غير رغبتها لمستوصف قريب، أعطانا بعض المسكنات وطلب تحاليل وأشعة، في البداية لم اقلق فأمي سنها تعدي الـ 60 وطبيعي أن تشعر ببعض الإرهاق، وعزيت هذا التعب إلى نوبات السكر أو مشاكل بالمعدة لأنها تعاني من القولون العصبي.

حين حصلت على الأشعة جريت للطبيب، وأخبرني بكل برود وجفاء أنه ورم خبيث في المرحلة الثانية، ستأخذ جلسات كيماوي وإشعاع بعدها سيرى هل تصلح الحالة لعمل عملية أم أن المرض ميؤوس منه، حاولت إخفاء الأمر عنها ولكنها كعادتها فهمت كل شيء من نبرة صوتي وملامح وجهي.

حاولت طمأنتها قدر المستطاع ولكني كنت مرعوبة لحد أنني كنت أرتعش، وبالفعل بدأنا جلسات العلاج وهناك وجدنا مئات الأشخاص يعانون من هذا الداء اللعين.

تعرفنا على سيدة مسنة وشابة في العشرينات، والعجيب أنهم كانوا متصالحين تماما مع المرض، ومؤمنين بالله وبقدرته على شفائهم أكثر حتى من ثقتهم في الأطباء والعلاج، وفي إحدى الجلسات نصحتني السيدة بالتصدق بنية شفاء أمي.

ذهبنا للطبيب ويدي على قلبي خشية أن يقول لا علاج لكم عندي، ولكن بفضل الله حدد موعد للعملية، وخلال هذا الوقت كنت صرفت نصف المال الذي أدخره على العلاج والنصف الأخر على الصدقات، ولكن ليس هذا ما كان يشغل بالي، بل شفاء أمي، والحمد لله تم إزالة هذا الورم بأكمله، وحضرت أمي حفل زفافي، ضمت إلى صدرها الحنون أول ابنائي، الحمد لله كانت هذه تجربتي مع الصدقة اليومية فبفضل الصدقة تم شفاء أمي.

اقرأ أيضًا: فضل الصدقة في رمضان

تجربتي مع الصدقة اليومية تؤكد أن الصدقة لها فضائل كثيرة، ولا يشترط أن تكون بالمال فإن الابتسامة في وجه المسلم صدقة، لذلك يجب المداومة عليها.

شاركنا أفكارك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.