فضل الصدقة في رمضان
فضل الصدقة في رمضان هي أحد الأسباب التي يسعى المسلم لتأدية الصدقة من أجلها، لما أكدته العديد من الأحاديث النبوية التي تحث على ضرورة إخراج الصدقة في الشهر الكريم باعتبارها واحدة من أحب الأعمال في كل الأوقات وليس فقط في الشهر الكريم، لهذا سنتكلم اليوم بمنصة وميض عن فضلها وثوابها الذي يحصل عليه المؤمن المتصدق.
فضل الصدقة في رمضان
قد تكون على علم بأن الزكاة ركن من أركان الإسلام الخمسة لكن لا تعلم ما هو فضلها، وما مدى قدر الثواب الكبير الذي تحصل عليه عند التصدق في الشهر الكريم، فقد ورد بالعديد من الأحاديث النبوية الشريفة فضل إخراج الزكاة والتصدق خاصةً في شهر رمضان.
حيث إن للصدقة مكانة عظيمة وكبيرة في رمضان أكثر من باقي أيام العام، وهي أحب الأعمال إلى الله، لما يفعله المسلم من عمل صالح يتمثل في مساعدة المساكين والمحتاجين وإعانتهم على الحياة خلال هذا الشهر من خلال تلبية احتياجاتهم الأساسية للحصول على إفطار، بعد يوم طويل من ساعات الصيام.
مقابل هذا العمل يكتب الله سبحانه وتعالى للمسلم الكثير من الحسنات والأجر العظيم، الذي يناله بشكل أكبر إن قام بهذا التصدق في شهر رمضان خاصةً وهو صائم.
إذ إن الله يمن على عبادة المسلمين المتصدقين بالرحمة والمغفرة الواسعة جزاءً لما يعملون له فضل يعود عليهم بالرزق الواسع، لهذا السبب يمكن القول إن الصدقة هي أساس من الأسس التي يجب أن يقوم بها الصائم باعتبارها أحب الأعمال في تلك الأيام.
لذلك السبب فرض الله سبحانه وتعالى ضرورة التصدق وإخراج الزكاة بالإفطار في أواخر شهر رمضان، لتطهير الذنوب من اللغو الذي يتعرض له الصائم، كما أن هناك علاقة بين الصيام والصدقة باعتبارهما موجبات لدخول المسلم الجنة.
اقرأ أيضًا: ما الفرق بين الزكاة والصدقة
أحاديث عن فضل إخراج الصدقة في شهر رمضان
توثيقًا لفضل إخراج الصدقة في الشهر الكريم، يمكن الإشارة على مجموعة من الأحاديث الصحيحة التي وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم، حتى يمكن أن تكون على علم من السنة النبوية عن فضلها وضرورة القيام بها ومنها:
- حيث ورد في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما: كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدَ النَّاسِ بالخَيْرِ، وكانَ أجْوَدُ ما يَكونُ في رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وكانَ جِبْرِيلُ عليه السَّلَامُ يَلْقَاهُ كُلَّ لَيْلَةٍ في رَمَضَانَ، حتَّى يَنْسَلِخَ، يَعْرِضُ عليه النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ القُرْآنَ، فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ عليه السَّلَامُ، كانَ أجْوَدَ بالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ. [صحيح البخاري].
- عن عُقبة بن عامر رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله “كلُّ امرِئٍ في ظِلِّ صدقتِه حتى يُقْضَى بين الناسِ” [صحَّحه الألباني].
- عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما تصدَّق أحدٌ بصدَقةٍ من طيِّبٍ – ولا يقبلُ الله إلا الطيب – إلا أخذَها الرحمنُ بيمينِه، وإن كانَت تَمرةً في كفِّ الرحمن، حتَّى تَكونَ أعظمَ من الجبل؛ كما يربِّي أحدُكم فَلُوَّه أو فصيلَه” [الترمذي وصححه الألباني].
- عن حذيفة بن اليمان رضي الله تعالى عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم “أسندتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى صدري فقال من قال لا إلهَ إلَّا اللهُ خُتم له بها دخل الجنَّةَ ومن صام يومًا ابتغاءَ وجهِ اللهِ خُتم له به دخل الجنَّةَ ومن تصدَّق بصدقةٍ ابتغاءَ وجهِ اللهِ خُتم له بها دخل الجنَّةَ” [صححه الألباني].
- عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله عليه وسلم: “سبعةٌ يُظِلُّهمُ اللهُ عز وجل يومَ القيامةِ يومَ لا ظلَّ إلا ظُّله: إمامٌ عادلٌ، وشابٌّ نشأَ في عبادةِ اللهِ عز وجل، ورجلٌ ذكرَ اللهَ في خلاءٍ ففاضتْ عيناه، ورجلٌ كان قلبُه معلَّقًا في المسجدِ، ورجلان تحابَّا في اللهِ عز وجل، ورجل دعتْه امرأةٌ ذات منصبٍ وجمالٍ إلى نفسِها فقال: إني أخافُ اللهَ عز وجل، ورجل تصدقَ بصدقةٍ فأخفاها حتى لا تعلمَ شمالُه ما صنعت يمينُه. [النسائي وصححه الألباني].
- عن أبي هرير رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كُلُّ سُلامَى مِنَ النَّاسِ عليه صَدَقَةٌ، كُلَّ يَومٍ تَطْلُعُ فيه الشَّمْسُ، يَعْدِلُ بيْنَ الِاثْنَيْنِ صَدَقَةٌ، ويُعِينُ الرَّجُلَ علَى دابَّتِهِ فَيَحْمِلُ عليها، أوْ يَرْفَعُ عليها مَتاعَهُ صَدَقَةٌ، والكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ، وكُلُّ خُطْوَةٍ يَخْطُوها إلى الصَّلاةِ صَدَقَةٌ، ويُمِيطُ الأذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ [صحيح البخاري].
على أساس تلك الأحاديث التي تحث المسلم على فضل إخراج الصدقة في الشهر الكريم، من الضروري الاقتداء برسولنا الكريم بأن نقوم بإخراج الزكاة والتصدق تضرعًا لطلب المغفرة وطمعًا في الحصول على الجنة ومضاعفة الأعمال الصالحة التي يسعى إليها الناس بالإحسان والبر والتقوى.
اقرأ أيضًا: هل يجوز صيام أيام التشريق
أفضل طرق إخراج الصدقة في رمضان
أشار الرسول صلى الله عليه وسلم إلى تلك الطرق المحبب بها إخراج الصدقة وهو ما يوضح فضل الصدقة في رمضان، وهي ما وردت أيضًا ببعض آيات القرآن الكريم، لما فيه ضرورة باتباعها للحصول على أجرها العظيم، وهي التي تتمثل في:
1- إخراج الصدقة سرًا
ليس من المستحب إظهار إخراج الصدقة، أو التظاهر بها، لأن هذا يبطل من أجرها المحتسب لك، إذ إن إخراج الصدقة في السر تعتبر من الطرق التي تشير إلى أنها خالصة لله أكثر من الطرق التي فيها إعلان.
2- إخراج الصدقة في السراء والصحة
لا تنتظر تلك الفترة التي يصيبك فيها البأس أو المرض حتى تفكر في إخراج الصدقة، بل اسرِع في القيام بذلك وأنت في كامل تمتعك بالصحة الجيدة شكرًا لله على ما وهبك من رزق ونعمة لا يمكن أن تحصى، فإخراج الصدقة في الصحة والسراء أفضل عند الله من إخراجها وقت الابتلاء أو بعد الموت.
3- التصدق على الجيران والأقارب
أولى الناس بالصدقة هم الأقربون والمساكين والجيران المحتاجين إليها، فقد أوصانا رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم بذلك.
اقرأ أيضًا: كم مقدار زكاة الفطر للفرد الواحد
من تحرم عليهم الصدقات
في سياق توضيح فضل الصدقة في رمضان يحرى بنا قول الفئات المحرمة عليهم إعطاء الصدقة إن الصدقة ليست مباحة على جميع الأشخاص، حيث توجد بعض الفئات المحرم إخراج الصدقة لهم، لأن هناك من أولى بها عنهم، ويجب على هذه الفئات المحرم عليهم الصدقة أن يتكفلوا بأنفسهم، وهو ما أشارت إليه سنة الرسول وآيات القرآن الكريم، فيما يلي:
- الأغنياء أو من كان لديه في عائلته من يمكن أن يتكفل به، لكن هناك خمسة من فئات الأغنياء يستثنى تحريم الصدقة عليهم وهم: (العامل على الصدقة ـ فقير تصدق عليه بها فأهدى منها الغني ـ الغارم ـ المجاهد في سبيل الله).
- أهل النبي صلى الله عليه وسلم حيث حرم التصدق على كلٍ من بني هاشم وبني المطلب.
- الكفار وغير المسلمين المؤلفة قلوبهم من القيام بالصدقات وتأدية النوافل.
إن الصدقة هي أحب الأعمال الصالحة عند الله سبحانه وتعالى لهذا من الضروري العمل بها طول أيام السنة وليس في الشهر الكريم فقط للحصول على ثوابها.