هل اكل التمساح حلال
هل اكل التمساح حلال؟ وما يثبت حكم حرمانية أكله من عدمها؟ وغيرها من الأسئلة المهمة التي يجب أن يكون عالمًا بها كل مسلم، فالله حرم علينا بعض الأطعمة وأحل البعض الآخر، وكان ذلك لحكمة وسبب، فما حرمه الله يضر بصحة الإنسان، وقد حرم الله لحومًا كثيرة على الإنسان أن يأكلها فهل التمساح من بينهم؟ هذا ما سنتعرف إليه فيما يلي من خلال منصة وميض.
هل اكل التمساح حلال
التمساح من الحيوانات المفترسة التي تعيش في الماء، وتتغذى على غيرها من الحيوانات، واختلف العلماء في حكم جواز أكلها حيث إنه يمتلك أنياب وهو ما حُرم أكله، فعن أبي ثعلبة الخشبي:
“ أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ نَهَى عن أَكْلِ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ. وفي رواية: نَهَى عن كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السَّبُعِ” [حديث صحيح – صحيح مسلم].
ذهب أغلب جمهور أهل العلم إلى تحريم أكله، وعلى الجهة الأخرى ذهب الإمام أحمد ومذهب المالكية إلى حكم جواز أكله وذلك لكونه يدخل في قول الله تبارك وتعالى:
(أُحِلَّ لَكُمۡ صَيۡدُ ٱلۡبَحۡرِ وَطَعَامُهُۥ مَتَٰعٗا لَّكُمۡ وَلِلسَّيَّارَةِۖ وَحُرِّمَ عَلَيۡكُمۡ صَيۡدُ ٱلۡبَرِّ مَا دُمۡتُمۡ حُرُمٗاۗ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِيٓ إِلَيۡهِ تُحۡشَرُونَ) [سورة المائدة – الآية 96]،
وجاء في تفسير هذه الآية أن المقصود بصيد البحر هو كل ما يعيش في البحر، أما طعامه هو ما وُجد ميتًا.
كذلك يستند جواز أكله إلى الحديث عن أبي هريرة وعن جابر بن عبدلله وبن الفراسي– رضي الله عنهم – أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال:
“هو الطَّهورُ ماؤه، الحِلُّ مَيْتَتُهُ” [حديث صحيح – صحيح الجامع].
قال الإمام ابن عثيمين – عليه رحمة الله – “
جميع حيوانات البحر التي لا تعيش إلا في الماء حلال حيها، وميتها”.
كذلك عندما سُئل المحب الطبري الشافعي عن جواز أكله أجاب أنه محرم ولا يجوز، وأيضًا أوضح الرافعي من خلال شرحه أنه حيوان محرم أكله لأنه يحتوي على قدر من الضرر والخبث وصاحب أنياب مفترسة.
اقرأ أيضًا: سمك القرموط حلال ام حرام
شيخ سعودي يجيب عن هل اكل التمساح حلال
كما تعرفنا فيما سبق أثناء الحديث عن سؤال هل أكل التمساح حلال، أن الإجابة عليها اختلاف كبير بين العلماء، فمنهم من يحلل ومنهم من يحرم، وجاء أحد الشيوخ السعوديين وهو على قدر من العلم ألا وهو الشيخ سعد الخثلان رئيس مجلس الجمعية الفقهية السعودية، وأستاذ بكلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود.
قال إنه لا يمكن أن نأكل لحم التمساح واختلف مع الأئمة الذين يرون جواز أكله، وكان يتفق مع رأي باقي الأئمة من الشافعية والحنابلة والحنفية الذين حرموا أكله، وذلك لأنه من الحيوانات التي لها أنياب فيمكنها أن تفترس الإنسان أو تلحق به الضرر، كذلك الحال مع الحيوانات الأخرى.
أضاف أيضًا أن التمساح من الحيوانات البرمائية وليس من الحيوانات البحرية كما يعتقد البعض، وهو ما يجعله خارج تصنيف صيد البحر الذي أحله الله تبارك وتعالى.
الهدف من التحريم في الإسلام
في موضوعنا هل اكل التمساح حلال يجب أن نتطرق إلى ذكر الهدف من تحريم بعض الأطعمة، فالله سبحانه وتعالى لم يخلق الإنسان ليعذبه ويضيق عليه، ومنعه من شيء يكون لغرض ولحكمة معينة تقيه الضرر على المستوى المادي أو المستوى النفسي أو الجسدي، ويقول الإمام راغب الأصفهاني في تفسيره لأسباب التحريم ثلاث أسس أو أسباب وهي ما يلي:
- تحريم كل الشيء الغير صالح للأكل، من حشرات أو فضلات تخرج من الجسم وغيرها مما يشابه ذلك، وهذا ممنوع من الشرع ومن المنطق ولا يتقبله العقل.
- كل ما يضر أكثر مما ينفع، حتى لو اعتقد الناس عكس ذلك فالله أعلم وأحكم منهم ويرى ما لا نراه.
- تحريم أشياء لها نفع ولكنه غير ضروري أو مؤقت، ولك من أجل تهذيب النفوس أو إبعاد الشهوات وغيرها من الأسباب.
اقرأ أيضًا: هل شرب الخمر من الكبائر
الأطعمة المحرمة في الإسلام
تعرفنا على إجابة سؤال هل اكل التمساح حلال، وهو ما جعلنا نتطرق لذكر تحريم بعض الأطعمة وما الغرض من التحريم، ولكن ما هي الأطعمة التي حرمها الله علينا؟ هذا ما سوف نتعرف عليه فيما يلي:
- الميتة: يقصد بها كل من مات ولم يتم تذكيته بشكل شرعي، ويندرج تحته كل ما مُزق من حيوان وهو على قيد الحياة، ويستثنى من ذلك السمك والجراد.
- الدم المسفوح.
- لحم الخنزير.
- المنخنقة: المقصود بذلك الحيوان الذي مات مختنقًا.
- الموقوذة: أي الحيوان الذي مات من أثر الضرب.
- المتردية: الذي مات من أثر السقوط من فوق مكان مرتفع.
- النطيحة: الذي مات من أثر نطحة من حيوان آخر.
- الحيوان المجروح من حيوان مفترس آخر، وكذلك الحيوان الذي أُكل منه.
- ما ذُبح لغير الله تعالى، أي ما لم يسمي الله عليه قبل ذبحه.
- الحُمر الأهلية.
- البغال.
- السباع.
- الطيور الجارحة.
- ما يتغذى على القاذورات.
- ما أمر النبي – صلى الله عليه وسلم – بقتله من الحيوانات، وما أمر بإبقائه حيًا.
يقول الله تعالى:
(حُرِّمَتۡ عَلَيۡكُمُ ٱلۡمَيۡتَةُ وَٱلدَّمُ وَلَحۡمُ ٱلۡخِنزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ لِغَيۡرِ ٱللَّهِ بِهِۦ وَٱلۡمُنۡخَنِقَةُ وَٱلۡمَوۡقُوذَةُ وَٱلۡمُتَرَدِّيَةُ وَٱلنَّطِيحَةُ وَمَآ أَكَلَ ٱلسَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيۡتُمۡ وَمَا ذُبِحَ عَلَى ٱلنُّصُبِ وَأَن تَسۡتَقۡسِمُواْ بِٱلۡأَزۡلَٰمِۚ ذَٰلِكُمۡ فِسۡقٌۗ ٱلۡيَوۡمَ يَئِسَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمۡ فَلَا تَخۡشَوۡهُمۡ وَٱخۡشَوۡنِۚ ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ نِعۡمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَٰمَ دِينٗاۚ فَمَنِ ٱضۡطُرَّ فِي مَخۡمَصَةٍ غَيۡرَ مُتَجَانِفٖ لِّإِثۡمٖ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ) [سورة المائدة – الآية 3].
اقرأ أيضًا: هل يجوز شرب حليب الزوجة
الأطعمة المباحة في الإسلام
بعد أن تعرفنا على غاية التحريم والأطعمة التي حرمها الله تعالى، نتحدث عن تحريم الطعام، والأصل في الشريعة الإسلامية أن كل الطعام محلل وجائز ما لم يأت نص صريح من الله تعالى أو من رسوله الكريم – صلى الله عليه وسلم – يفيد تحريمه.
يقول الإمام الغزالي في هذا الشأن أن الجماد والحيوانات أكثر من أن يتم عدها أو أن يتم احصائها، فهي محللة ما لم يحرم الله منها، ويستدل على حديثه ذلك بقول الله تعالى:
(قُل لَّآ أَجِدُ فِي مَآ أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَىٰ طَاعِمٖ يَطۡعَمُهُۥٓ إِلَّآ أَن يَكُونَ مَيۡتَةً أَوۡ دَمٗا مَّسۡفُوحًا أَوۡ لَحۡمَ خِنزِيرٖ فَإِنَّهُۥ رِجۡسٌ أَوۡ فِسۡقًا أُهِلَّ لِغَيۡرِ ٱللَّهِ بِهِۦۚ فَمَنِ ٱضۡطُرَّ غَيۡرَ بَاغٖ وَلَا عَادٖ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ) [سورة الأنعام – الآية 145].
كذلك جميع الأطعمة القديمة المعروفة أو الحديثة التي تُبتكر أو تُكتشف حديثًا محللة لا حرمانية فيها إلا بظهور سبب قاطع يحرمها، فيقول الله تعالى:
(قُلۡ مَنۡ حَرَّمَ زِينَةَ ٱللَّهِ ٱلَّتِيٓ أَخۡرَجَ لِعِبَادِهِۦ وَٱلطَّيِّبَٰتِ مِنَ ٱلرِّزۡقِۚ قُلۡ هِيَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا خَالِصَةٗ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمٖ يَعۡلَمُونَ) [سورة الأعراف – الآية 32].
كذلك يقول الله تبارك وتعالى أيضًا في كتابه العزيز:
(يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي ٱلۡأَرۡضِ حَلَٰلٗا طَيِّبٗا وَلَا تَتَّبِعُواْ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيۡطَٰنِۚ إِنَّهُۥ لَكُمۡ عَدُوّٞ مُّبِينٌ) [سورة البقرة – الآية 168].
من المهم أن يتحرى المسلم موطأ الحلال والحرام في سعيه وعبادته لله تعالى، وكذلك في التأكد من جواز ما يأكله ويشربه بخلاف التأكد من مصدر الأموال التي يربحها ليأكل بها.