من هو قائد معركة بلاط الشهداء
من هو قائد معركة بلاط الشهداء؟ وما أبرز إنجازاته؟ فالعرب بعد دخول الإسلام بدؤوا بخوض الكثير من الفتوحات الإسلامية التي طالت بلاد كثيرة، وأبرزها بلاد الغرب؛ لنشر الإسلام بكافة بقاع الأرض، وكان ينتج عن تلك المعارك انتصار المسلمين تارة وهزيمتهم تارة أخرى، لذا نجيب لكم عن تساؤل ماهية قائد معركة بلاط الشهداء عبر منصة وميض.
من هو قائد معركة بلاط الشهداء
جاءت معركة بلاط الشهداء الشهيرة بمعركة بواتييه أو معركة التور في طور الفتوحات الإسلامية لقارة أوروبا، والتي تعد سبيلًا لفتح القسطنطينية، ومن ذلك بدأت التخطيط لفتح فرنسا وإسبانيا تمهيدًا لدخول القسطنطينية.
أما عن إجابة سؤال من هو قائد معركة بلاط الشهداء؟ فهو عبد الرحمن الغافقي، فهو من التابعين الأجلاء المعروف بلقب أبي سعيد، أصله من قبيلة عكة، وتم ولادته ونشأته في اليمن.
عٌرف عبد الله الغافقي بعبادة الله تعالى، حيث إنه علم القرآن الكريم والأحاديث الشريفة على يد عدد من الصحابة الأجلاء –رضوان الله عليهم- مثل: عبد الله بن عمر –رضي الله عنه-.
كذلك كان شهيرًا بالتقى والورع، والتدرب على فنون القتال والفروسية، بالإضافة إلى إجادة التخطيط والقيادة، مما نتج عنه بروزه وسط أقرانه، فهو تميز عسكريًا بالحسم الذي يٌعد من أهم المبادئ اللازم تواجدها في أي قائد كيلا يتشتت ويبتعد عن هدفه خلال فترات التراخي عن اتخاذ القرارات.
فقد ورد عنه من الذهبي رحمه الله-: ” عبد الرحمن بن عبد الله الغَافِقِيّ أمير الأندلس وعاملها لـهشام بن عبد الملك. روى عن ابن عمر، وعنه عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، وعبد الله بن عياض، وذكره ابن بشكوال فيمن دخل الأندلس من التابعين”
إنجازات عبد الرحمن الغافقي
في صدد تناولنا من هو قائد معركة بلاط الشهداء، فإنه عبد الرحمن بن مخش بن زيد بن جبلة بن ظهير بن العائذ بن عائذ بن غافق الشاهد بن علقمة بن عك بن عدنان.
تتمثل إنجازاته في رحيله إلى إفريقيا ثم وفوده إلى سليمان بن عبد الملك الخليفة الأموي، ثم ذهب إلى المغرب ومنها للإقامة في ديار موسى بن نصير وعبد العزيز ابنه خلال إقامتهم بالأندلس بعد تولي عمر بن عبد العزيز خلافة المسلمين، وبعدها تم اختياره كقائد للشاطئ الشرقي للأندلس.
انضم الغافقي إلى جيش والي الأندلس السمح بن مالك الخولاني، وفي تلك الفترة كان يرى ضرورة الدخول أوروبا وصولًا إلى القسطنطينية من الغرب، فكان يرغب بجعل البحر المتوسط بمثابة البحيرة الإسلامية.
لذا رأى وجوب الدخول إلى فرنسا واخضاعها للحكم الإسلامي، فجهز الجيوش وتم الانطلاق إلى طولوشة التي تعرف اليوم بتلوز الموجودة على حدود فرنسا، وذلك بالعام 721م الموافق 102 هـ.
قاتل والي الأندلس في تلك المعركة باجتهاد حتى أنه قد أصيب بطعنه كادت أن تقتله، وحينها اضطربت بشدة صفوف المسلمين، لذلك اختاروا عبد الرحمن الغافقي ليكون قائدًا لهم بشكل مؤقت، وبالفعل قاد الجيش للمنطقة الجنوبية منسحبًا، وهنا برز نجمع بالمعارك.
بعدها عاد إلى أربونة وحينها انتخبه المسلمون أميرًا لها، ولكن عند حدوث خلاف بين عنبسة بن سحيم وبينه، تم عزله، وعاد مجاهدًا غازيًا بالحروب، إلى أن جعله هشام بن عبد الملك واليًا على الأندلس، ومن بعدها بدأ يتجول في البلاد لتجهيز فتح غاليا التي تعرف حاليًا بفرنسا.
أصلح الغافقي خلال توليه الأندلس الضرائب وأعاد تنظيم صفوف الجيش، ورد المظالم لأهلها، كذلك أسس من فرسان البربر فرق النخبة، بالإضافة إلى إخماده القلاقل والفتن، وذلك كي تكون البلاد جاهزة لاستئناف الفتوحات الإسلامية.
إلى جانب دعوته للمجاهدين من كافة بقاع العالم الإسلامي، ومن هنا وفدوا إليه من مختلف بقاع الأرض، كما ذُكر عنه أنه كان يُلهم جنوده فكان يتصف معهم بالمرونة والحب والعدل، حيث إنه كان من عشاق الجهاد والشهادة بسبيل الله، وبالتالي منح الجيش الروح المعنوية اللازمة للقتال.
اقرأ أيضًا: جبابرة العرب في الجاهلية
معركة بلاط الشهداء
استكمالًا لحديثنا عن من هو قائد معركة بلاط الشهداء، فإن فرنسا تولدت بها الحركة السياسية الكبيرة اتي كانت تحت قيادة شارل مارتل القائد الصليبي، والهدف من تلك التحركات حشد وتجميع طاقات الجنود وتجنب الخلافات الموجودة بالبلاد لمواجهة الفتوحات الإسلامية القادمة لهم من الجنوب.
نجح مارتل بذلك الأمر، وتمكن من إقناع أبناء الدوق بالإعراض عن كافة الخلافات المتواجدة بينهم بينهم وبينه وبين أخيه، ومن هنا بدأت الجيوش الصليبية بالاستعداد في كي يواجههوا الحملات الإسلامية.
في تلك الفترة كان الجيش الإسلامي تحت قيادة عبد الله الغافقي ذهب إلى المدينة الفرنسية أكيتانيه وهي أرض الدوق، وتمكنوا من هزيمة الصليبيين في هزيمة عسكرية كبيرة.
ساعد على ذلك أن تلك الأرض كانت تفتقر للموارد البشرية، فتلك المعركة خلفت وراءها عدد كبير من القتلى، ثم استكملت الحملة الإسلامية طريقها في اتجاه الشمال الشرقي نحو مكان معركة بلاط الشهداء.
اقرأ أيضًا: من الذي حرر الحرم من جهيمان
ماذا حدث في معركة بلاط الشهداء
في شهر رمضان الكريم عام 114هـ الموافق 732م، خرج الجيش الإسلامي المقاد من قبل عبد الرحمن الغافقي في عدد مقارب للخمسين ألف مقاتل، والتقى مع جيش الصليبيين بسهل في شمال بواتييه الذي جمعه مارتل من كل مكان بالأرض حيث الفرنجة، المرتزقة، الأمراء، الهمج، العامة، والعبيد.
استمر القتال لأسبوع، وبعدها تحول لصدام عنيف، ففي البداية كانت المعركة لصالح جيش المسلمين، ولكن مع الوقت اشتداد هجمات الصليبيين وحلفائهم، كذلك قاموا بالهجمات الخلفية، مما نتج إصابة صفوف جيش المسلمين بالخلل، واستغلوا ذلك لمهاجمة القائد عبد الرحمن الغافقي وأصابوه بسهم جعله شهيدًا، ولما انتشر الخبر تزعزع نظام الجيش، ثم استغلوا ذلك ودخلوا إلى قلب صفوف المسلمين وقتلوهم، مما اضطرهم للانسحاب والاتجاه نحو أرونة تاركين ورائهم مجموعة كبيرة من العتاد التي استولى عليها الجيش الصليبي.
ثم الهزيمة التي أوقفت الكثير من الفتوحات الإسلامية بالجنوب الفرنسي، وتم الاكتفاء فقط بوضع اليد على شبه الجزيرة الايبيرية.
لماذا سميت معركة بلاط الشهداء بذلك الاسم
بالإضافة إلى ما تم ذكره عمن هو قائد معركة بلاط الشهداء، نذكر أن كلمة بلاط باللغة العربية تعني القصر، فالمعركة تمت بالقرب من قصر مهجور حيث تم القتال على الطريق المُعبد منذ الرومان.
أما كلمة الشهداء فوضعت نسبة إلى عدد شهداء المسلمين الكبير بتلك المعركة، ولكن الأوروبيين أنسبوا المعركة إلى مدينة تورز لذا أطلق عليها معركة التور أو بواتييه؛ لأنها وقعت على مقربة من بلدة بنفس الاسم.
اقرأ أيضًا: اسماء العشرة المبشرين بالجنة بالترتيب
لماذا هُزم جيس المسلمين بمعركة بلاط الشهداء
هناك العديد من العوامل التي نتج عنها هزيمة المسلمين بمعركة بلاط الشهداء، لذا نعرضها لكم بالنقاط الآتية:
- تجمع جميع الإمارات بغالة بالإضافة إلى وقوفها أمام الجيش الإسلامي، ذلك بالإضافة إلى تعودهم على تضاريس موضع المعركة ومعرفتهم طرق وطبيعة المواقع الفرنسية.
- تواجد عناصر من العرب والبربر بجيش المسلمين، والتي كان بينها بعض الصراعات وعدم التفاهم خلال المعركة.
- المسلمين كانوا خائفين على الغنائم التي تم جمعها بالسابق قبل تلك المعركة.
إن قائد معركة بلاط الشهداء هو عبد الرحمن الغافقي الذي يعد من التابعين، فاشتهر بالتقى والصلاح، والتمكن من القيادة بسبب الحسم إلى جانب المرونة وحب الجيش.