ما الفرق بين الذنب والسيئة
ما الفرق بين الذنب والسيئة؟ وما عقوبة كلًا منهم في الإسلام؟ فيعرف أغلب المسلمين أن الذنب أو السيئة ما هم إلا القيام بعكس الطاعات أو مخالفة أوامر المولى عز وجل والوقوع في عكس ما نهى عنه، لكن لا يعرف الكثير ما هو الاختلاف بين ارتكاب الذنب والسيئة، لذا من خلال منصة وميض يمكن التعرف على أهم التفاصيل حول الذنوب والسيئات.
ما الفرق بين الذنب والسيئة
أتى المولى عز وجل بقرآنه الكريم الذي يتضمن كل الأحكام التي يحتاجها البشر للتعامل في الحياة الدنيا فوضح عز وجل موقفه من الكافرين الذين قاموا بأعمال مختلفة ليشير إلى عظمة أعمالهم السيئة عنده عز وجل، كما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بتوضيح العديد من المواضع من القرآن الكريم ومن موقف المولى عز وجل من عدة أنواع من الناس.
لذا على المسلمين أن يكونوا أشد خوفًا من الأقوام السابقة للإسلام حيث وضح المولى عز وجل ما أنزل به من عقاب أولئك القوم فجعلهم عبرة لكل البشر، وبالرغم من ذلك يستمر الإنسان الخطاء بطبعه في ارتكاب العديد من المعاصي حتى مع شعوره بالخوف من عقاب الله ويظل يتساءل ما الفرق بين الذنب والسيئة وما عقوبتهم.
فتكمن الإجابة عن سؤال ما الفرق بين الذنب والسيئة؟ في أن الذنب يشير إلى الجرم والمعصية فقال الله تعالى عندما كان يناجي سيدنا موسى عليه السلام
(وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنبٌ فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ)،
ففي هذه الآية تشير كلمة ذنب إلى القتل وذلك ما يدل على أنه يدل على الفعل الشنيع.
بينما السيئة هي العمل السيء أو القبيح فهي تأتي من كلمة الإساءة التي تدل على أن الشخص أساء التصرف في موقف معين أو أساء التعامل مع المحيطين به، لكنها لا تشير إلى أكبر من ذلك لكن لا تقتصر الإجابة عن سؤال ما الفرق بين الذنب والسيئة؟ في ذلك فقط.
حيث يرى العلماء عدة مواضع من خلالها يمكن تأكيد إجابة سؤال ما الفرق بين الذنب والسيئة بوضوح وتتمثل آرائهم في الآتي:
- يرى الرأي الأول أن الذنوب هي المعاصي الكبيرة التي يرتكبها الشخص لكن السيئات هي تقصيره في عدة أعمال تخص طاعة المولى عز وجل.
- يوجد رأى آخر يرجع إلى الإمام السرقندي أن الذنوب هي فعل الشخص الكبائر لكن السيئات تدل على الشرك بالله والعياذ بالله.
- ارتكاب الشخص لذنب هو قيامه بواحدة من الكبائر لكن السيئات هي الصغائر التي يمكن أن يُكفرها الشخص بالصيام أو صلاة النوافل وذلك كان الرأي الأكثر صحة.
- بينما يوجد رأي مختلف كل الاختلاف مع الآراء السابقة وهو يوضح أن السيئات لا تختلف مع الذنوب فهم مصطلحات مختلفة لنفس الشيء.
اقرأ أيضًا: حكم من يتوب ثم يعود إلى نفس الذنب
عقوبات ارتكاب المعاصي
في حين أن إجابة سؤال ما الفرق بين الذنب والسيئة؟ ليست واضحة بشكل متفق عليه، فيجب على المسلم محاولة تجنب كل ما يغضب المولى عز وجل سواء كان أمر كبير أو أمر صغير لأن الله رحيم لكن عقوبته شديدة، حيث تُقسم العقوبات على الآثام الذي يقوم بها المسلم إلى ثلاثة وهي تتضمن الآتي:
أولًا: عقوبات آنية
في ذلك النوع من العقوبات يمكن ذكر العديد من القصص التي تشير إلى أن الله لم يؤخر عن البشر العذاب ويمكن أن يعذبهم في الحياة الدنيا قبل تعذيبهم في الحياة الآخرة، وتشمل هذه العقوبات ارتكاب نوع معين من المعاصي وقد حصرها رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبعة نقاط.
حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقَاتِ، قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، وَما هُنَّ؟ قالَ: الشِّرْكُ باللَّهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بالحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ اليَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَومَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ المُحْصَنَاتِ المُؤْمِنَاتِ الغَافِلَاتِ) ويقول العلماء أن النقطة الثامنة لهم هي عقوق الوالدين.
حيث يعاقب المولى عز وجل في الدنيا فقال تعالى في ذلك: (الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) ويمكن الإشارة إلى بعضهم بالتفصيل في الآتي:
1- الشرك بالله
أكد الله عز وجل في قوله تعالى
(إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)
على عظمة الشرك بالله، كما حد المولى عز وجل عقوبة ذلك في قوله تعالى
(إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّـهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّـهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ)،
فذلك هو أقبح الذنوب لوصف الله له بالظلم الشديد.
حيث حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه من القيام بذله في قوله
(اجتنِبوا السبعَ الموبقاتِ: الشركُ بالله…)،
وأشار العلماء أن كلمة الموبقات تعني المهلكات لأن في ذلك الذنب إنكار وجود المولى عز وجل وتفضيل الأشياء الأخرى عليه وذلك ما يوجب على صاحبه المكوث في النار.
اقرأ أيضًا: دعاء التوبة من الذنب المتكرر
2- أكل الحقوق
في سياق التعرف على الكبائر التي لا تغتفر أثناء الإجابة عن سؤال ما الفرق بين الذنب والسيئة؟ يمكن التأكد أن أعظم ما يقوم به المسلم هو أكل الحقوق ويشمل ذلك السرقة والتحايل والنصب والزنا وقذف المحصنات والغيبة والنميمة، فلا يمكن التوبة من هذه الذنوب إلا من خلال مسامحة الشخص الذي قام العبد بأكل حقه لكي يسامحه المولى عز وجل.
فإن سامحه الشخص يتوب المولى عز وجل عليه لكن إن لم يسامحه يظل العبد يستغفر حتى يتقبل الله توبته ومراعاة ندمه، بالإضافة إلى نشر الحديث بالخير على نفس الشخص في المجالس تكفيرًا على ما ارتكبه في حقه.
3- قتل النفس
قال الله تعالى (وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً)،
فيعد ذلك من الكبائر التي لا تغتفر بعد الشرك بالله، وذلك يشمل قتل النفس وقتل الغير حيث يعد قتل الغير أشد حرمة.
ثانيَا: عقوبات مؤجلة
يمهل الله عز وجل ولا يهمل فيمكن أن يقع الناس في بعض الأخطاء لكن الله يؤجل عقابهم، فمن الناس من ترك القرآن وأهمله بعدما أتم حفظه والآخر الذي ينتكس ويرجع إلى طريق الضلال، حيث يصبر المولى عز وجل عليه حتى يشعر العبد بالذنب الذي اقترفه.
فيمكن بعد مرور الوقت يشعر العبد بالذنب ويضيق صدره بما قام به ويتمنى أن يموت من شدة الندم، أو لم يعيش إلى ذلك اليوم الذي قام بارتكاب الذنب فيه فيمكن أن تجتمع العقوبات كلها معًا في الآخرة، لذا على العبد أن يقوم بالاستغفار وترديد الأدعية التي بفضلها يتوب المولى عليه عز وجل.
اقرأ أيضًا: هل يغفر الله الذنب المتعمد
ثالثًا: عقوبات في القبر
مازلنا نتعرف على إجابة سؤال ما الفرق بين الذنب والسيئة؟ ويشمل ارتكاب مختلف الذنوب والسيئات عقاب المولى عز وجل لعباده في القبر، فينتقل الإنسان إلى حياة البرزخ عند موته ويبقى فيها إلى يوم البعث ومن خلالها يرى العبد جزء من مصيره في الآخرة.
فإن كان يعمل الصالحات فإنه يرى جزء من الجنة ومكانه فيها وأهله معه، بينما إن كان يقوم بارتكاب المعاصي والفواحش يتعذب جزء لا يُقارن من عذابه يوم القيامة، وروى عن عثمان بن عفان رضي الله عنه يظل يبكي حتى يتل صدره عند وقوفه على القبر وذلك على لأنه يتذكر الجنة والنار ويخاف من ذلك.
فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” إِنَّ الْقَبْرَ أَوَّلُ مَنْزِلٍ مِنْ مَنَازِلِ الْآخِرَةِ، فَإِنْ نَجَا مِنْهُ، فَمَا بَعْدَهُ أَيْسَرُ مِنْهُ، وَإِنْ لَمْ يَنْجُ مِنْهُ، فَمَا بَعْدَهُ أَشَدُّ مِنْهُ“،
وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” مَا رَأَيْتُ مَنْظَرًا قَطُّ إِلَّا الْقَبْرُ أَفْظَعُ مِنْهُ“.
فعذاب القبر من الأمور الحقيقية فروى انس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ” الْعَبْدُ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ وَتُوُلِّيَ وَذَهَبَ أَصْحَابُهُ، حَتَّى إِنَّهُ لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ، أَتَاهُ مَلَكَانِ فَأَقْعَدَاهُ فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَيَقُولُ: أَشْهَدُ أَنَّهُ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ ، فَيُقَالُ: انْظُرْ إِلَى مَقْعَدِكَ مِنَ النَّارِ ، أَبْدَلَكَ اللَّهُ بِهِ مَقْعَدًا مِنَ الْجَنَّةِ ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَيَرَاهُمَا جَمِيعًا ، وَأَمَّا الْكَافِرُ أَوِ الْمُنَافِقُ فَيَقُولُ: لَا أَدْرِي، كُنْتُ أَقُولُ مَا يَقُولُ النَّاسُ، فَيُقَالُ: لَا دَرَيْتَ وَلَا تَلَيْتَ، ثُمَّ يُضْرَبُ بِمِطْرَقَةٍ مِنْ حَدِيدٍ، ضَرْبَةً بَيْنَ أُذُنَيْهِ، فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهَا مَنْ يَلِيهِ إِلَّا الثَّقَلَيْنِ “.
كما روى أبي أيوب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج وسمع صوتًا فقال صلى الله عليه وسلم ” يَهُودُ تُعَذَّبُ فِي قُبُورِهَا “، كما روى عبد الله به عمر رضي الله عنهما ” عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ فِي هِرَّةٍ سَجَنَتْهَا حَتَّى مَاتَتْ، فَدَخَلَتْ فِيهَا النَّارَ، لَا هِيَ أَطْعَمَتْهَا، وَلَا سَقَتْهَا إِذْ حَبَسَتْهَا، وَلَا هِيَ تَرَكَتْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ”.
ولشدة عذاب القبر تروي عائشة أم المؤمنين رضي الله عنه عندما قالت: (دَخَلَتْ عَلَيَّ عَجُوزَانِ، مِنْ عُجُزِ يَهُودِ الْمَدِينَةِ فَقَالَتَا لِي: إِنَّ أَهْلَ الْقُبُورِ يُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ، فَكَذَّبْتُهُمَا وَلَمْ أُنْعِمْ أَنْ أُصَدِّقَهُمَا، فَخَرَجَتَا وَدَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّ عَجُوزَيْنِ وَذَكَرْتُ لَهُ، فَقَالَ: ” صَدَقَتَا، إِنَّهُمْ يُعَذَّبُونَ عَذَابًا تَسْمَعُهُ الْبَهَائِمُ كُلُّهَا “، فَمَا رَأَيْتُهُ بَعْدُ فِي صَلَاةٍ، إِلَّا تَعَوَّذَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ)
مهما كان الفرق بين السيئة والذنب يجب على المسلم اقتراف كل ما نهى المولى عز وجل عنه وأكد رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تجنب المسلم القيام به.