أقوال الإمام علي عن الموت
أقوال الإمام علي عن الموت كانت من أكثر الكلمات ذات التأثير البالغ في نفس من سمعها، فهو أحد الخلفاء الراشدين الذي أهتم في شعره وأقواله بقضية الموت باعتبار أنها أكثر الأمور التي كانت سبب في ألمه بالدنيا خاصةً عندما فارق زوجته، لذا من الممكن اتخاذ أقوله التي سنذكرها لكم اليوم على منصة وميض عبرة في حياتنا حتى لا ننسى تلك الحقيقة التي يغفل عنها الكثير منا.
أقوال الإمام علي عن الموت
الموت هو أكثر حقيقة لا يمكن أن ينكرها الإنسان، وهي أمر حق على كل مخلوقات الله تبعًا لوقتها المعلوم عنده في علم الغيب.
وقد تكون تلك الحقيقة مؤلمة لما تكون سبب في الشعور بالفراق وألمه الشديد، وخير من وصف هذا الألم وشعور فراق الموت هو الإمام علي ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم في أقواله المأثورة التي ما زال الكثير منا حتى الآن يتخذها عبرة في حياته يحتذي بها في بعض الأمور التي يتعرض لها، ومن الأقوال التي رصدت عن الإمام علي ما نذكره في النقاط التالية:
- لقد غفلنا عن الموت غفلة أقوام غير نازل بهم وكنا إلى الدنيا وشهواتها ركون أقوام قد أيقنوا بالمقام وغفلنا عن المعاصي والذنوب غفلة أقوام لا يرجون حسابا ولا يخافون عقابا.
- حقيقة السعادة أن يختم الرجل عمله بالسعادة وحقيقة الشقاء أن يختم للمرء عمله بالشقاء.
- ما الدليل على إثبات الصانع؟ قال: ثلاثة أشياء تحويل الحال وضعف الأركان ونقض الهمة.
- يا عباد الله ما بعد الموت لمن لا يغفر له أشد من الموت القبر فاحذروا ضيقه وضنكه وظلمته وغربته إن القبر يقول كل يوم أنا بيت الغربة أنا بيت التراب أنا بيت الوحشة أنا بيت الدود والهوام.
- بصنع الله يستدل عليه وبالعقول تعتقد معرفته وبالتفكر تثبت حجته معروف بالدلالات مشهور بالبينات.
- تحدث عن إثبات الصانع فقال: البعرة تدل على البعير والروثة تدل على الحمير وآثار القدم تدل على المسير فهيكل علوي بهذه اللطافة ومركز سفلي بهذه الكثافة كيف لا يدلان على اللطيف الخبير.
- قَصِّرِ الْأَمَلَ وَاذْكُرِ الْمَوْتَ وَازْهَدْ فِي الدُّنْيَا فَإِنَّكَ رَهْنُ مَوْتٍ وَغَرَضُ بَلَاءٍ وَصَرِيعُ سُقْمٍ.
- فاعملوا وأطيعوا ولا تتكلوا ولا تستصغروا عقوبة الله عز وجل فإن من المسرفين من لا تلحقه شفاعتنا إلا بعد عذاب ثلاثمائة ألف سنة.
- كم من غافل ينسج ثوبا ليلبسه وإنما هو كفنه ويبني بيتا ليسكنه وإنما هو موضع قبره.
- أكثروا ذكر الموت ويوم خروجهم من القبور وقيامكم بين يدي الله عز وجل تهون عليكم المصائب.
اقرأ أيضًا: شعر الإمام علي عن الصبر
شعر الإمام عليّ عن الموت
كان الإمام عليّ بن أبي طالب من الأئمة الذين أنعم الله سبحانه وتعالى عليهم برجاحة العقل وفصاحة اللسان، ورشادة الحكمة وقدرة التنظيم في قول العبارات التي يعجز الكثير من الأشخاص في نفس عصره لقولها، وهو ما ساعده بشكل كبير في قول العديد من الأقوال والعبارات.
كما أن ذلك كان سبب في أن تحصل قصيدته التي تتحدث عن الموت التي قالها عندما توفيت زوجته على مكانة كبيرة في قلوب من سمعها، نظرًا لما تحتويه من كلمات مأثورة، وهي التي تتمثل في قصيدة رثاء السيدة فاطمة رضي الله عنها وأرضاها، وهي على النحو التالي:
ألا هــل إلى طــول الـحـيـاة ســبـيـــلٌ … وأنـــى هـــذا الـــموت لـــيس يــحولُ
وإنـــي وإن أصــبحت بـالموت موقناً … فـــلي أمــلٌ مـــن دون ذاك طـــويـــلٌ
وللــدهـر ألــــوانٌ تـــروح وتـغـــتدي … وإنّ نفـــوســـاً بـــيـــنهـــن تـــسيـــلُ
ومــنــزل حــــقٍ لا مـــعــرّج دونـــــه … لكلِّ امـــرئ مـــنـــهـــا إلـــيـــه سبيلُ
قــــطعـــت بـأيـــام الـــتــعـــزر ذكـره … وكـــلُّ عـــزيـــز مـــــا هـــنـــاك ذلــيلُ
أرى عــلـــل الـــدنيـــا عـــليَّ كــثيرةً … وصــــاحـبـــها حــتَّى الـــممات عليلُ
وإنـــي لمـــشتـــاق إلـــى من أحبـــه … فـــهل لـــي إلى من قد هويت سبيل؟
وإنـــي وإن شطّـــت بــي الدّار نازحاً … وقد مـــات قـــبلي بـــالفراق جـــمـيلُ
فقد قال في الأمثال في الـــبين قـــائلٌ … أضــــرَّ بـــه يـــوم الـــفراق قـــليـــلُ
لـكلِّ اجـــتماعٍ مــن خـــليلين فرقـــة … وكـــلُّ الـــذي دون الـــفـــراق رحـيلُ
وإن افـــتقـــادي فـــاطماً بـــعد أحـمدٍ … دلــــيـــلٌ عـــلـــى أن لا يـــدوم خـليلُ
اقرأ أيضًا: حكم الإمام علي عليه السلام
قصيدة النفس تشكو للإمام عليّ
أيضًا من تلك الأبيات الشعرية التي ذكرت ضمن أقوال الإمام علي عن الموت بأنه الحقيقة الفاجعة قصيدة النفس تبكي، وفيها وصف تلك الحياة بأنها زائفة ومؤقتة، وسر السعادة الحقيقة في تلك الدنيا هو بالفعل ترك ملذاتها، ثم عاد يقول إن لا دار لمعيش الإنسان دائمة بعد الموت إلا بما قام به قبل موته في تلك الحياة.
مستشهدًا بذلك أن كل شيء فاني حتى هؤلاء الملوك الفطاحل، وتلك السلطات قائلًا إن الموت يفني كل شيء، ثم قال إن مكارم الأخلاق تتمثل في التمسك بالدين ورجاحة العقل والتمسك بالعلم والحلم والجود والفضل، وتلك هي قيم الدنيا وسر الحصول على السعادة.
بعد ذلك أكد أن نفسه تعلم أنه لا يصدق تلك الأمور التي تهواها وتجري ورائها، وأنه يعمل إلى الدار الآخرة ذاكر جنة الرضوان وأن خير من وجدوا معه في تلك اللحظة هو الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن الله يكون بجانبه.
بعد ذلك حاول أن يصف ما في الجنة من أمور جميلة مستعين بما ورد بالآيات القرآنية التي بالفعل وصفت الجنة خير أوصافها.
النفس تبكي على الدنيا وقد علمت.…. أن السعادة فيها ترك ما فيها
لا دارٌ للمرءِ بعـد المــوت يسكُنهـا.…….إلا التي كانَ قبل الموتِ بانيها
فـــإن بناهـا بخير طـاب مسكنُـه.…..وإن بناهــا بشر خــاب بانيـــها
أموالنا لــذوي الميراث نجمعُها.…..ودورنا لخــراب الدهــر نبنيـــها
أين الملوك التي كانت مسلطــنةً.… حتى سقاها بكأس الموت ساقيها
فكم مدائنٍ في الآفاق قـــد بنيت.… أمست خرابا وأفنى الموتُ أهليها
لا تركِنَنَّ إلى الدنيــا وما فيــهـا.… فالمـوت لا شـك يُفـنـيـنا ويُفنيــها
لكل نفس وان كانت على وجــلٍ.…. من المَنِـيـَّةِ آمـــالٌ تــقــــويـــهـــا
المرء يبسطها والدهر يقبضُهــا.…..والنفس تنشرها والموت يطويها
وإنــما المكــارم أخــــلاقٌ مطهـرةٌ.… الـدين أولها والعــقل ثـانـيــــها
والعلم ثالثها والحلم رابعهــــا.…. والجود خامسها والفضل سادسها
والبر سابعها والشكر ثامنها.…. والصبر تاسعــها والليـــن باقيــــها
والنفس تعلم أنى لا أصادقها.…. ولست ارشــدُ إلا حيـــن اعصيـــها
يعز غني النفس ان قل ماله.… ويغنى غني المال وهو ذليل
اقرأ أيضًا: حكم الإمام عليّ في التعامل مع الناس
أبيات الإمام علي عن الموت وفراق الأحبة
أثنى الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام على ما يتحلى به الإمام عليّ بن أبي طالب وما يمتلكه من عقل راجح ووجه خيرًا، وحسن البلاغة والفصاحة التي يمتلكها جعلت أقوال الإمام علي عن الموت مترددة على ألسنة الكثير إلى اليوم.
ولقد كتب العديد من الأبيات التي تجمع أيضًا بين الموت وفراق الأحبة باعتبار أنهم من أكثر الأمور المؤلمة التي يمكن أن يتعرض لها الإنسان في حياته، فقال:
واعمل لدار ٍغداً رضوانُ خازنها ! *** والجــار احمد والرحمن ناشيها
قصورها ذهب والمسك طينتــــها *** والزعفـران حشيشٌ نابتٌ فيــها
أنهارها لبنٌ محضٌ ومن عسـل *** والخمر يجري رحيقاً في مجاريها
والطير تجري على الأغصان عاكفةً *** تسبـحُ الله جهراً في مغانيها
من يشتري الدار في الفردوس يعمرها *** بركعةٍ في ظــلام الليـل يحييها
صن النفس واحملها على ما يزينها *** تعش سالما والقول فيك جميل
وان ضاق رزق اليوم فاصبر إلى غد *** عسى نكبات الدهر عنك تزول
مجمل أقوال الإمام علي عن الموت وضحت أن الحياة زائلة والحقيقة التي يجب الاعتراف بها هو الموت مهما بلغ الإنسان من ملذات الحياة أو طال عمره، فما سيتبقى معه هو ما فعله وليس ما كسبه من ماديات.