الفرق بين الابداع والابتكار
ما الفرق بين الابداع والابتكار؟ وكيف يمكن إدارتهما؟ فالإنسان منذ ولادته وعلى مدار مراحل عمره يسعى جاهدًا بالتطور، وذلك يرجع إلى الفطرة الرافضة التخلف والجهل، فهو يحاول مواكبة كافة التطورات بالعصر مع الوعي بتاريخ الماضي لمعرفة ما مر به الإبداع والابتكار على مر العصور، لذا نعرض لكم الفرق بين تلك الصفات عبر منصة وميض.
الفرق بين الابداع والابتكار
الملل أبرز ما يصيب الإنسان خلال قيامه بكافة المهام على نفس الوتيرة يوميًا، لذا تكون هناك الحاجة للتفكير خارج الصندوق، وهنا يأتي دور الابتكار والإبداع في محاولةً لبدء عمل ناجح.
حيث إن أغلب عمليات التفكير واتخاذ القرارات العقلية توجد بالفص الجبهي، أما العمليات الإبداعية فهي عمل وتكامل مجموعة من الشبكات العصبية حيث الشبكة التنفيذية والشبكة الافتراضية والشبكة البارزة.
أما عن الفرق بين الابداع والابتكار فهو أن الأول يعني إنشاء خطة أو خلق فكرة جديدة، أما الثاني فيعني إنشاء شيء جديد بالسوق لم يتواجد من قبل، لذا فإن الإبداع هو العمل على خلق الخيالات والأفكار والإمكانيات الجديدة، أما الابتكار هو إضافة شيء فعال وجديد للأسواق.
فالإبداع أساسه يعتمد على الخيال والتفكير بأمور جديدة، أما الابتكار يعني العمل الإنتاجي البعيد عن الخيال، لذا فإن الفرق بين كلا الصفتين نُظهره لكم بالنقاط التالية:
- الابتكار من العمليات الإنتاجية، أما الإبداع فهو من العمليات الابتكارية.
- نوع التفكير بالأفكار الجديدة وكيفية إضافتها للواقع يعني الابداع، أما الابتكار فهو تنفيذ الأفكار الإبداعية وجعلها تُنفذ.
- الإبداع غير قابل للقياس على عكس الابتكار الذي يمكن قياسه.
- الابداع يتعلق بتوليد الأفكار الفريدة والجديدة، مقارنة بالابتكار المقدم أفضل شيء بالسوق.
- الابتكار محفوف بالمخاطر على عكس الابداع.
اقرأ أيضًا: ما هو التفكير الإبداعي
تعريف الإبداع والابتكار
استكمالًا لعرضنا الفرق بين الإبداع والابتكار، فنعرض الفرق بينهما من خلال تعريف كل من تلك الصفات على حده، وذلك في الفقرات الآتية:
1- تعريف الابداع
يعني قدرة الإنسان على استخدام المهارات العقلية لتوليد أفكار جديدة خارجة عن المعروف، أي التمكن من خلق واكتشاف الأفكار الجديدة والمبتكرة.
حيث إنه ليس من السلوكيات التي تورث ولكنه سلوك يمكن تعلمه والتطور فيه، فهو مهارة البحث عن الأفكار وحل المشكلات، ولكن ينبغي أن تكون تلك الأفكار فريدة ونادرة.
2- تعريف الابتكار
هو تمكن الإنسان من إيجاد الأساليب والأفكار أو المفاهيم الحديثة، ومحاولة تنفيذها بطريقة جديدة غير مألوفة عند الآخرين، ولكنها يجب أن تتلائم مع مواقف معينة، وبها تعبير عن قدرة الإنسان على استخدام لكافة المعلومات والأفكار والأدوات المتاحة في شكل فريد وحديث.
عناصر الإبداع
في صدد معرفة الفرق بين الابداع والابتكار، نستعرض عناصر العمليات الإبداعية، وذلك بالنقاط الآتية:
- الطلاقة: تعني توليد وحدات من خلال المعلومات، فهي غزارة الإنتاج، ومن أبرز أمثلة ذلك إمكانية تقديم المعلومات الرابط الجزء بالكل أو كلمات تضاد أو تطابق معنى معين.
- المرونة: تعني سهولة استدعاء وتنظيم المعلومات، مع السهولة في إعادتها مرة أخرى، والتمكن من النظر إلى المسائل عبر أكثر من جانب.
- الأصالة: الأفكار المستنبطة تتصف بالتميز كما أن المدعين يتصفون بالانفتاح العقلي والانفعالي.
اقرأ أيضًا: دور الشباب في التنمية الاقتصادية والاجتماعية
أنواع الإبداع
قام الباحثين على تقسيم الإبداع إلى نوعين أساسيين، نذكرهما بشكل مفصل في النقاط الآتية:
- الإبداع الاداري: يتواجد في الهيكل الإداري والتنظيمي بالمؤسسات، وله التأثير الغير مباشر بنشاطات المؤسسة.
- الإبداع الفني: هو الإبداع في الإنتاج سواء بالخدمات أو السلع، على أساس النشاط الأساسي للمؤسسة.
لكن كالفت تايلور قد قسم أنواع الأبداع في أشكال أخرى، نعرضها لكم فيما يلي:
- الإبداع الإنتاجي: هدفه الأول تطوير السلع والمنتجات والخدمات المقدمة من المؤسسات، كذلك الاهتمام بزيادة وتطوير الآلات المستخدمة بالمؤسسة.
- الإبداع التعبيري: لا يكترث ذلك النوع من الإبداع بكفاءة الأفكار ولا الأصالة.
- الإبداع الاختراعي: يهتم بإيجاد وخلق الأساليب والأفكار الجديدة.
- الإبداع الانبثاقي: من حالات الإبداع النادرة، فهو يوجد الأفكار الجديدة الفريدة.
- الإبداعي الابتكاري: همه الأول الاستمرار بإيجاد الأفكار الإبداعية وتطويرها بالمؤسسة.
سمات الشخصية المبدعة
إن الشخصيات الإبداعية مالكة لبعض الصفات التي تميزها عن غيرها، حيث الإبداع عبر الخطط الواضحة إلى تنفيذها والاستمرار بها، ويمكن إظهار ذلك الأمر في خمس صفات نعرضها بالنقاط التالية:
- الفضول الشديد، فهم يرغبون العلم بكل الأمور، فهم مالكين للخيال الواسع للإجابة عن كل ما يطرحه العقل، مثل: محاولة معرفة طريقة عمل أمر معين أو التركيز بتفاصيل طريقة بناء شيء محدد.
- المرونة: يظهر ذلك بالانفتاح بالتفكير وعدم التركيز في طريقة واحدة بتأدية المهام، فالمرونة تساهم في الابتكار بسبب بحثها عن أكثر من حل للمشكلات، بالإضافة إلى التعزيز من إمكانية إدراك أن هناك حل معين لا يعمل، لذا يكون من الضروري التغيير وإيجاد حل وطريقة جديدة.
- الإيجابية: هي أساس مرونة المبدع الفضولي نحو كل المحيط بالعالم، فالإيجابيين لديهم التشجيع بالبحث عن التفاصيل والحلول والتساؤلات، ولكن ذو المتسمين بالسلبية فهي مانعة للنظرة الفضولية تجاه العالم مع منع فرض الاحتمالات.
- الشجاعة: يؤمن المبدع بقيمة أفكاره في مجال معين، فهو مالك للشجاعة سعيًا لتحقيقها دون الإحساس بالقلق وصحة الأفكار من خطأها.
- التصميم والحافز القوي: تلك الصفة تميز المبدع عن مالك الأفكار الإبداعية دون أن يعمل بها، فعملية البناء الواقعي للأفكار من الأجزاء الأساسية للإبداع، ولكي تتطبق الأفكار يجب امتلاك الدافع القوي بجانب التصميم والمتابعة دون الشعور بالملل أو الإحباط.
أهمية الإبداع
الابداع من الصفات ذات التأثير الإيجابي على الفرد والجماعة، حيث إن أهميته تظهر في النقاط التالية:
- التشغيل الزائد للعقل.
- التعلم الزائد للمعالجة.
- تحرير العقل، حيث الكفاءة باستيعاب المعرفة.
- التفكير بشكل غير تقليدي؛ بسبب تحرير العقل من عادات وأساليب التفكير القديمة.
- الكشف عن الطرق البديلة بالتفكير.
- اكتشاف الجوانب الخفية بالشخصيات، حيث إنه يعزز من علاقة الفرد بنفسه، مما يؤدي إلى الانفراد بإظهار القدرات والمواهب الداخلية.
- الإحساس الزائد بالتعاطف مع الآخرين.
- الإبداع في المشاركات الجماع والتعزيز من قدرات التعاون.
أهمية الابتكار
في صدد عرض الفرق بين الابداع والابتكار، نذكر أهمية تلك الصفة في النقاط الآتية:
- تنمية مهارات التفكير عبر التفاعل الجمعي وجلسات العصف الذهني.
- تحسين وتطوير جودة المنتجات.
- خلق روح المنافسة بالمؤسسات.
- تعزيز صورة المؤسسة بذهن عملائها.
- تحسين جودة القرارات الخاصة بحل المشكلات.
- المساهمة في كشف الأساليب التي تزيد من حجم المبيعات بالمؤسسة.
- التشجيع على تميز المؤسسات عبر التقليل من فترات إصدار المنتجات، مما يجعلها من قائمة المؤسسات المنافسة مقابل الوقت.
اقرأ أيضًا: أكثر الوظائف طلبا في المستقبل
سمات الشخصية الابتكارية
بالإضافة إلى ما تم ذكره عن الفرق بين الابداع والابتكار، نستعرض سمات الشخص المبتكر التي تميزه عن الآخرين، وذلك في النقاط التالية:
- القدرة على استخدام أسلوب اللاوعي والوعي بتحديد الأهداف.
- القدرة الخارقة على حل المشكلات مقارنة بأنماط الشخصيات الأخرى.
- إمكانية التعبير المنطلق مع استخدام المصطلحات.
- الوعي بجوانب المشكلات التي يتم المرور بها.
- الاتصاف بالليونة بالأفكار.
- الذاكرة القوية.
- الشعور بالمسؤولية.
- الريادة والمبادرة.
- الهمة العالية.
- إمكانية التفاعل والمشاركة مع الآخرين.
- الطموح.
- الإصرار.
- الثقة بالنفس، أي الإحساس بإمكانية تحقيق أمر معين.
كيفية إنشاء نظام داعم للابتكار
في إطار عرضنا الفرق بين الابداع والابتكار، فيجب أن يكون الابتكار هدفًا، حيث عن بعض الشركات لا تجعله أولوية ولا تضع له التقدير المناسب، لذا يجب إنشاء النظام الأساسي له الخالي من التقيد، مع تحديد الأهداف والأسواق والتقنيات المتاحة المراد تطويرها.
ذلك بالإضافة إلى تنظيم الوقت وتخصيص بعض منه للابتكار بأربعة طرق نذكرها في النقاط الآتية:
- الوقت المنقضي: يوجد به محاضرات وأحداث ومسابقات واجتماعات محددة هدفها الأول العصف الذهني والاهتمام بالمبادرات الإبداعية.
- الوقت المنقضي: أي تقدير المؤسسة للوقت المقضى بالابتكار.
- وقت الفراغ: حيث يختار الموظفين الوقت المخصص للمشروعات المبتكرة.
اقرأ أيضًا: الذكاء العاطفي في العمل وأثره في النجاح والتطور في بيئة العمل
كيفية إدارة الإبداع والابتكار
بينما نتناول الفرق بين الابداع والابتكار، فتوجد بعض الطرق التي يجب اتباعها لإدارة تلك الصفات، ونذكرها بالنقاط الآتية:
- تحفيز مستخدمي طرقهم الإبداعية والخاصة بالعمل، مع منحهم الفرصة والإمكانيات لتوليد واقتناص الأفكار الإبداعية الحديثة.
- تخصيص وقت لمقابلة العاملين والنقاش في أفكارهم الجديدة عبر الاجتماعات، مع السعي المستمر لإيجادهم.
- تشجيع العمال على تنفيذ أفكارهم الإبداعية أكثر من الحديث عن تلك الأفكار.
- تحفيز مقدمي الإنجازات ومنحهم المكافآت وتكليفهم بالمهام الجديدة الملائمة لهم.
- التشجيع على اكتشاف الأفكار الجديدة عبر علاج مشكلات المؤسسة لتجنب تبعاتها.
- اكتشاف العراقيل التي تقلل من فاعلية إيجاد وتنفيذ الأفكار الإبداعية، مع محاولة التخلص أو التقليل منها.
إن الإبداع والابتكار بينهما فرق كبير، فالأول يعني خلق الأفكار الجديدة، أما الثاني هو اقتناص الأفكار وإعادة توظيفها مع موقف معين بشكل جديدة الأسواق بحاجة إليه.