هل يجوز أن أصلي التراويح 4 ركعات
هل يجوز أن أصلي التراويح 4 ركعات في أيام شهر رمضان المبارك، من التساؤلات التي يبحث عنها الكثيرين مِمّن يقومون بأداء صلاة التراويح، فمنهم من يقوم بصلاتها 2 ركعة وآخرون يؤدونها 4، وهناك أحكام شرعية تتعلق بكيفية أداء صلاة التراويح مثل دخول وقتها وحكم القيام بها وغير ذلك ممّا سنتعرف عليه فيما يلي عبر منصة وميض.
اقرأ أيضًا: كيفية صلاة التراويح في البيت
هل يجوز أن أصلي التراويح 4 ركعات
تعد صلاة التراويح من السنن التي وردت عن الرسول صل الله عليه وسلم، والتي تعني قيام الليل في شهر رمضان المبارك، ولم يُذكر لها عدد ركعات محدد فالمسألة غير مقيدة، وقد ذكرت السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي صل الله عليه وسلم كان يصلي التراويح بـ 11 ركعة في رمضان.
أما بالنسبة لجواز صلاة التراويح 4 ركعات، فإنه يجوز بشرط أن يتم التسليم من ركعتين، فقد جاء عن النبي صل الله عليه وسلم بأنه كان يقوم بصلاة التراويح ركعتين ثم يُسلم ثم ركعتين ثم يُسلم وهكذا.
أما في حالة أداء صلاة التراويح 4 ركعات ثم يُسلم تسليمة واحدة، فهذا لا يجوز وفقًا لما جاء عن الإمام ابن باز رحمه الله تعالى قال:
“هذا العمل غير مشروع، بل مكروه أو محرّم عند أكثر أهل العلم؟ لقول النبي صل الله عليه وسلم: صلاة الليل مثنى مثنى”، متفق عليه.
فيما ثبت عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت:
“كان النبي صل الله عليه وسلم يُصلي من الليل إحدى عشرة ركعة يُسلم من كل اثنتين ويوتر بواحدة”، متفق على صحته.
الوقت الصحيح لأداء صلاة التراويح
يتم القيام بأداء صلاة التراويح من بعد صلاة العشاء وحتى طلوع الفجر، وقد ذكر الإمام النووي رحمه الله تعالى:
“يَدخُل وقت التراويح بالفراغ من صلاة العشاء، ويبقى إلى طلوع الفجر”.
وذلك بالنسبة إلى المصلي الذي يؤدي التراويح في البيت منفردًا، أما إذا كان المصلي إمامًا في المسجد فمن الأولى أن يقوم بصلاة التراويح من بعد أداء صلاة العشاء فور انتهائها ولا يؤخرها إلى آخر الليل حتى لا يَشُق على المصلين إذا كان بينهم نساء أو أطفال أو كبار في سن الشيخوخة.
جاء عن ابن قدامة في كتابه المغني: “قيل للإمام أحمد: تُؤخر القِيام يعني في التراويح إلى آخر الليل؟ قال: لا، سُنَّةُ المسلمين أحبُّ إلىَّ”.
اقرأ أيضًا: هل يجوز صلاة قيام الليل قبل الساعة ١٢
هل صلاة التراويح سنة أم فرض؟
يوضح أهل العلم استنادًا على ما تم روايته عن عائشة رضي الله عنها قالت:
“أنَّ رسول الله صل الله عليه وسلم صَلَّى في المسجد ذات ليلة، فَصَلَّى بصلاته ناس، ثم صَلَّى من القابلة، فكثر الناس، ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة أو الرابعة فلم يخرج إليهم رسول الله صل الله عليه وسلم، فلمَّا أصبح قال: قد رأيت الذي صنعتم فلم يمنعني من الخروج إليكم إلّا أنَّي خَشيت أن تُفرض عليكم، قال: وذلك في رمضان”.
وهذه الرواية تؤكد أن صلاة التراويح في شهر رمضان المبارك سُّنة مؤكدة عن النبي صل الله عليه وسلم، كما أنها تُصَلَّى مَثنى مَثنى وهذا يوضح الإجابة عن هل يجوز أن أصلي التراويح 4 ركعات كما أكد الفقهاء والله تعالى أعلى وأعلم.
آراء العلماء في صلاة التراويح بأربع ركعات
يقول أهل العلم حول إجابة سؤال هل يجوز أن أصلي التراويح 4 ركعات، بأنه لم يحدث ذلك الأمر عن الرسول صل الله عليه وسلم قط.
- يقول الخطيب الشربيني رحمه الله تعالى: “لو صلى أربعًا بتسليمة لم تصح، لأنه خلاف المشروع، بخلاف سنة الظهر والعصر، والفرق بينهما أن التراويح لمشروعية الجماعة فيها أشبهت الفرائض فلا تغير عمّا وردت” مغني المحتاج.
- كما قال الكاساني الحنفي رحمه الله: “تجديد التحريمة لكل ركعتين ليس بشرط عندنا، هذا إذا قعد على رأس الركعتين قدر التشهد، فأما إذا لم يقعد فسدت صلاته عند محمد وعند أبي حنيفة وأبي يوسف يجوز” بدائع الصنائع.
فيما ورد عن فقهاء المذاهب الأربعة بأنه ليس مشروعًا قيام صلاة التراويح بأربع ركعات، بل هي ركعتين ركعتين، ومن قام بذلك فقد خالف السُّنة النبوية، وبذلك تم بطلان أداء التراويح 4 ركعات عمد الشافعية بينما الحنابلة والحنفية والمالكية قالوا: أنها في حكم الكراهة.
طريقة أداء صلاة التراويح منفردًا
يستطيع كل مسلم ومسلمة القيام بأداء صلاة التراويح في البيت ببدء الصلاة بتكبيرة الإحرام، ثم يدعو بدعاء الاستفتاح، ويقول:
“اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد”.
ثم يبدأ الصلاة بركعتين ثم تسليمة، ثم ركعتين وبعدها تسليمة إلى أن يُتمم 11 ركعة من صلاة التراويح، وإذا رغب في أن يتزوّد فلا حرج في ذلك بشرط أن يُصلَّى ركعتين ركعتين ثم يختتم بركعة الشفع والوتر.
اقرأ أيضًا: طريقة ختم القران ثلاث مرات في رمضان
وإلى هنا نصل إلى نهاية موضوعنا حول إجابة سؤال هل يجوز أن أصلي التراويح 4 ركعات، وكانت الإجابة لا يجوز الصلاة متواصلة بأربع ركعات ثم تسليمة واحدة أو تشهُّد واحد، إذ أنه لا يجب تغيير الثوابت المحمدية والسُّنة النبوية المطهرة، حيث لم يثبت عن النبي صلوات الله عليه وسلم بأنه قام بصلاة التراويح على هذه الصورة أو عن صحابته رضوان الله عليهم.