مقدار المال الذي تجب فيه الزكاة
مقدار المال الذي تجب فيه الزكاة من الأمور التي يتساءل عنها المسلمون بشكل دائم حيث إنهم لا يرغبون في أن يقصروا في حق من حقوق الله تعالى عليهم، حيث إن الله فرض الزكاة لمساعدة الفقراء والمساكين على العيش، إلى جانب تطهير المال والحفاظ عليه من الضياع وزيادته بفضل الله تعالى، لذا سوف نوضح كل ما يخص الزكاة من مقدارها وشروطها وتعريفها، وغير ذلك بشيء من التفصيل من خلال منصة وميض.
مقدار المال الذي تجب فيه الزكاة
مقدار المال الذي تجب فيه الزكاة أو ما يعرف باسم النصاب يختلف من شخص لآخر تبعًا لنوع النصاب حيث إنه قد يكون نقود ورقية، وقد يكون حبوب وثمار، وقد يكون أنعام، أو غير ذلك، لذا سنوضح الأمر بشيء من التفصيل في الفقرة التالية:
1- نصاب الحبوب والثمار
إذا كان المسلم يمتلك الكثير من الحبوب والثمار فيجب عليه أن يقوم بإخراج جزء منها في صورة زكاة، ولكن أشترط الدين الإسلامي أن تكون هذه الحبوب والثمار ملكًا للمسلم الذي يريد إخراج الزكاة وليست ملك أي شخص آخر.
كما يجب أن تبلغ المقدار الذي يجب عليه الزكاة، وهو 612 كيلوجرام، مع العلم أن مقدار الزكاة يتباين تبعًا لطريقة الري على النحو التالي:
- إذا قام صاحب الأرض بسقيها بنفسه، فإن زكاته تكون 5% من إجمالي المحصول، والدليل على ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (فِيما سَقَتِ السَّمَاءُ والعُيُونُ أَوْ كانَ عَثَرِيًّا العُشْرُ، وما سُقِيَ بالنَّضْحِ نِصْفُ العُشْرِ).
- إن لم يدفع صاحب الأرض أي مقابل مادي من أجل ري الأرض أي أنه تم سقيها بواسطة الأنهار أو العيون أو المطر، فإن الزكاة تكون 10% من إجمالي المحصول.
- إذا تم ري الأرض الزراعية بواسطة ماء السماء وماء المزارع، فإن الزكاة تكون 7.5% من إجمالي المحصول، إذا لم يستطيع المسلم أن يحدد الأمر، فيجب عليه أن يخرج زكاة تبلغ 10% من قيمة الزكاة.
اقرأ أيضًا: هل يجوز إعطاء الزكاة للوالدين
2- أنصبة الأثمان
أنصبة الأثمان لا تقتصر على نوع واحد فقط بل إنها تتخطى ذلك لتكون 3 أنواع، لذا سنتناولهم بشيء من التفصيل في النقاط التالية:
- النقود الورقية: إذا كان المسلم يمتلك مال يصل إلى حد النصاب، فيجب عليه أن يحول قيمته إلى قيمة الفضة أو الذهب، ومن ثم يقوم بحساب مقدار الزكاة الذي فرضه الله تعالى.
- الذهب: ينبغي على المسلم أن يخرج زكاة إذا كان يمتلك ذهب يصل إلى 20 دينار ذهبيًا أو أكثر، وإذا كان أقل من ذلك فلا ينبغي على المسلم أن يخرج زكاة.
- الفضة: إذا امتلك المسلم 200 درهم من الفضة أو أكثر، فيجب عليه أن يخرج الزكاة أو إذا امتلك أقل من ذلك، فلا يفرض عليه الدين الإسلامي زكاة.
3- أنصبة الأنعام
تجب زكاة الأنعام على المسلم الذي يمتلك بقر أو أغنام أو إبل، ويعتبر هذا النوع من أهم أنواع الزكاة حيث إن الرسول أوصى المسلمين أن يحرصوا عليه، والدليل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم:
(ما مِن صَاحِبِ إبِلٍ، وَلَا بَقَرٍ، وَلَا غَنَمٍ لا يُؤَدِّي زَكَاتَهَا إلَّا جَاءَتْ يَومَ القِيَامَةِ أَعْظَمَ ما كَانَتْ، وَأَسْمَنَهُ تَنْطَحُهُ بقُرُونِهَا وَتَطَؤُهُ بأَظْلَافِهَا، كُلَّما نَفِدَتْ أُخْرَاهَا، عَادَتْ عليه أُولَاهَا، حتَّى يُقْضَى بيْنَ النَّاسِ)
، لذا سنوضحها في السطور التالية:
أولًا: نصاب زكاة البقر
مقدار المال الذي تجب فيه الزكاة من البقر يختلف من مسلم إلى آخر تبعًا لعدد البقر، لذا سنوضحه في الجدول الآتي:
عدد البقر | مقدار الزكاة |
1: 29 | لا يتم إخراج زكاة |
30: 39 | تبيع أو تبيعة |
40: 59 | مسنة واحدة |
60: 69 | 2 تبيعة |
70: 79 | مسنة وتبيع |
80: 89 | 2 مسنة |
90: 99 | 3 أتبعة |
100: 109 | مسنة وتبيعان |
110: 119 | مسنتان وتبيع |
120: 129 | 3 مسنات و4 أتبعة |
تنبيه: التبيع أوالتبيعة هي البقرة التي تبلغ من العمر عام واحد فقط، والمُسنة التي تبلغ من العمر عامين.
اقرأ أيضًا: من يستحق الزكاة من الأقارب
ثانيًا: نصاب زكاة الإبل
يجب أن نعلم أن مقدار المال الذي تجب فيه الزكاة من الإبل يتباين من شخص لآخر تبعًا لعدد الإبل الذي يمتلكه المسلم، لذا سنتناول المقدار في الجدول الآتي:
عدد الإبل | مقدار الزكاة |
1: 4 | لا يتم إخراج زكاة |
5: 9 | شاة من الغنم |
10: 14 | 2 شاة من الغنم |
15: 19 | 3 من الشياه |
20: 24 | 4 من الشياه |
25: 35 | بنت مخاض |
36: 45 | بنت لبون |
46: 60 | حقة |
61: 75 | جذعة |
76: 90 | 2 بنت لبون |
91: 120 | 2 حقة |
تنبيه: المخاض هي أنثى الأبل التي يكون عمرها حول واحد، واللبون هي الأنثى التي يكون عمرها عامين، والحقة تبلغ من العمر 3 أعوام، والجذعة يصل عمرها إلى 4 أعوام.
ثالثًا: نصاب زكاة الأغنام
لا يمكن الجزم بذكر مقدار نصاب معين دون أن نعلم عدد الأغنام التي يمتلكها المسلم حيث إن الأمر يتعلق بالعدد بشكل كبير، وذلك ما سنوضحه في الجدول الآتي:
عدد الأغنام | مقدار الزكاة |
1: 39 | لا يتم إخراج زكاة |
40: 120 | شاة واحدة فقط |
121: 200 | 2 شاة |
201: 399 | 3 شياه |
400: 499 | 4 شياه |
500: 599 | 5 شياه |
4- نصاب زكاة المعادن والركاز
قام علماء الدين الإسلامي بالتفرقة بين كلًا من الركاز والمعادن في الزكاة، لذا سنوضح رأيهم في كلًا منهما في النقاط التالية:
- زكاة المعادن: المعادن في أي شيء يتم استخراجه من باطن الأرض سواء كان في هيئة صلبة مثل الحديد، والنحاس، والفضة، والذهب، والرصاص، أو في هيئة سائلة مثل البترول، ويرى علماء المالكية والشافعية أن مقدار الزكاة يكون الخمس بينا يرى علماء الشافعية والحنابلة أن مقدار الزكاة يكون ربع العشر.
- زكاة الركاز: كان العرب في الجاهلية يقومون بدفن الكنوز والمعادن، وهذا النوع يعرف باسم الركاز حيث يتم الحصول على المعادن دون بذل مجهود شاق مثل ما تحدثنا عنه سابقًا، ويكون مقدار الزكاة في هذه الحالة هو الخمس، وذلك مصداقًا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (والمَعْدِنُ جُبارٌ، وفي الرِّكازِ الخُمُسُ).
اقرأ أيضًا: شروط الزكاة وعلى من تجب
تعريف الزكاة
في إطار العلم بمقدار المال الذي تجب فيه الزكاة، ينبغي أن نعلم أن الزكاة لها الكثير من المعاني والمفاهيم سواء كان تعريفها لغويًا أو اصطلاحيًا، لذا سنوضح كلاً منهما على حدِة في الفقرة التالية:
أولًا: التعريف الاصطلاحي للزكاة
الزكاة هي مقدار معين من المال أو غيره يتم إخراجه لناس تستحقه، وذلك في حالة كان مال المسلم قد وصل حد النصاب الذي فرضه الشرع، وهناك من يرى إن الزكاة تعني مبلغ معين من المال قد فرضه الله تعالى على المسلم حتى يمنحه لمن يستحقونه.
مع العلم أن اسم الزكاة يمكن إطلاقه على المال الذي يخرجه المسلم، كما يتم إطلاقه على فعل الزكاة ذاته.
ثانيًا: التعريف اللغوي للزكاة
في ظل التعرف على مقدار المال الذي تجب فيه الزكاة، يجب أن نكون على دراية بأن تعريف الزكاة لغويًا لا يقتصر على معنى واحد فقط كما هو موضح في النقاط التالية:
- مصدر كلمة الزكاة زكو، ويمكن جمع الزكاة على أنها زكوات.
- كان العرب قديمًا يقصدون بالزكاة الأناقة والملائمة حيث إنهم كانوا يرددون لا يزكو أي لا يليق أو لا يناسب.
- إحدى معاني الزكاة هي الزيادة والنمو، فمثلًا عندما نقول زكا النبات أي نما وكبر.
- قد يكون المقصود بالزكاة الصلاح، فمثلًا عندما نقول الرجل زكى إنه يتصف بالهداية والتقوى.
- تعتبر الطهاة إحدى معاني الزكاة حيث إن الزكاة تعمل على تطهير مال المسلم من أي شبهات قد تجعله محرمًا.
اقرأ أيضًا: لمن تعطى الزكاة من الأقارب
حكم الزكاة
الزكاة تعتبر من العبادات الواجبة على كل مسلم حيث فرضها الله تعالى بهدف تطهير أموال المسلمين من أي محرمات إلى جانب المساهمة في العدل بين البشر حيث إن كافة الناس سواسية تحت ظل الإسلام، ونجد الدليل على إنها واجبة قول الله تعالى:
(خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (سورة التوبة: الآية 103).
نجد دليل آخر على وجوبها في السنة النبوية، وذلك في الحديث الشريف الذي قاله الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى معاذ حيث أرسله إلى اليمن، وهو:
(إنكَ تأتي قومًا أهلَ كتابٍ فادعُهُمْ إلى شهادةِ أن لا إلهَ إلا اللهُ وأني رسولُ اللهِ فإن هم أطاعوا لذلكَ فأَعْلِمْهُمْ أنَّ اللهَ افترضَ عليهم صدقةً في أموالِهم تُؤخذُ من أغنيائِهم وتُرَدُّ في فقرائِهم فإن هم أطاعوا لذلكَ فإياكَ وكرائمَ أموالِهم واتَّقِ دعوةَ المظلومِ فإنَّها ليسَ بينَها وبينَ اللهِ حجابٌ).
أصناف الزكاة
القرآن الكريم أكد على أن مستحق الزكاة لا يكون شخص واحد بل يتعدد مستحقين الزكاة، وذلك مصداقًا لقول الله تعالى:
(إنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (سورة التوبة: الآية 60).
ذلك ما اتضح لنا عند البحث عن مقدار المال الذي تجب فيه الزكاة، لذا سنوضح الأشخاص الذين يجب منحهم الزكاة بشيء من التفصيل في النقاط التالية:
- المساكين: هم الناس التي تقدر على توفير القوت والطعام، ولكن هذا الطعام لا يسد كافة الاحتياجات بسبب قلته.
- الفقراء: يحتاجون الزكاة أكثر من المساكين، وذلك لا يقدرون على توفير الاحتياجات الأساسية من الشراب والطعام.
- المكاتب: الشخص الذي يقوم بدفع المال إلى سيده حتى يحصل على الحرية ويتخلص من الرق نهائيًا يعرف باسم العبد أو المكاتب، لذا شجع الدين الإسلامي منح الزكاة لذلك الشخص حتى يتم التخلص من التفرقة، ويصبح الناس سواسية.
- المؤلفة قلوبهم: قد يتم منح الزكاة إلى الأمراء والسلاطين الذين يمتلكون سلطة وجاه لا مثيل لهما، وذلك تجنبًا لإصابة الأمة الإسلامية بأي ضرر منهم، وتكون هنا الزكاة بهدف الحفاظ على المسلمين.
- الغارم: قد يكون شخص يعاني من كثرة الديون، أو قد أصابه أي في ماله أدى إلى فقدانه مثل الحرائق، والزلازل، وقد يكون أيضًا الشخص الذي يعمل على حل الخلافات بين الجماعات حتى يعم السلام على الأرض.
- العاملون على الزكاة: يتم منح الزكاة إلى هؤلاء الأشخاص لأنهم المسؤولون عن تجميع المال من أجل توزيعه على المستحقين.
- ابن السبيل: هو الشخص المسافر الذي لا يمتلك أي طعام أو شراب يساهم في استكمال رحلته بسلام، ولكن يشترط الدين الإسلامي أن تكون الطرق جميعها انقطعت به حتى يتم منحه زكاة.
- المجاهد في سبيل الله: المجاهد الذي لا يحصل على راتب دائم من بيت مال المسلمين يجب عليه الزكاة، حتى يقدر على القتال والتنقل بين البلاد.
اقرأ أيضًا: حكم إخراج زكاة الفطر بعد صلاة العيد
شروط وجوب الزكاة
نعلم أن الزكاة من الأمور التي فرضها الله على كل مسلم، ولكن هناك الكثير من الشروط التي يجب توافرها في المسلم حتى تجب عليه الزكاة، وذلك ما علمناه خلال البحث عن مقدار المال الذي تجب فيه الزكاة، لذا سنتناولها فيما يأتي:
- يجب أن يكون الشخص يعتنق الدين الإسلامي بالفعل، وذلك لأن الزكاة لا تجوز شرعًا على الكافر.
- تجب الزكاة على الشخص البالغ حيث إن الصبي لا تفرض عليه الزكاة حتى لو بلغ ماله حد النصاب، ورأى العلماء أن من يقوم بدفع الزكاة عنه هو وليه بينما رأى أصحاب مذهب الحنفية أن الصبي لا يخرج الزكاة سواء بنفسه أو من خلال وليه، وذلك لأنه ليس من أهل التكليف.
- ينبغي أن يكون المسلم يتمتع بالحرية ولا يعيش في ظل العبودية، وذلك لأن العبد لا يقدر على التحكم في ماله حتى يخرج منه مقدار المال الذي تجب فيه الزكاة.
- مقدار المال الذي تجب فيه الزكاة يجب أن يكون تابع لملكية المسلم بشكل تام حتى يخرج منه الزكاة، وإذا كان يتشارك مع شخص في ملكية مال، فلا يجوز إخراج زكاة من هذا المال.
- إذا كان المسلم ليس عاقل بشكل كافي أو لا يمتلك الأهلية الكافية، فلا يجب عليه إخراج الزكاة.
- يجب أن يمر عام على امتلاك المسلم المال الذي بلغ حد النصاب، فإذا لم يمر عليه عام كامل، فلا يجب عليه الزكاة.
- إذا لم يبلغ مال المسلم حد النصاب فلا يجب عليه أن يخرج منه زكاة، ولكن يجوز إخراج الصدقات.
يجب على المسلم قبل أن يتسائل عن مقدار المال الذي تجب فيه الزكاة أن يكون على دراية كافية بشروط وجوب الزكاة حتى تتم تلك الفريضة بشكل صحيح.