لمن تعطى الزكاة من الأقارب
لمن تعطى الزكاة من الأقارب؟ وهل تجوز الزكاة على الأم والأب؟ الزكاة ركن من أركان الإسلام الخمسة، فلا يكمل إيمان العبد إلا بتطبيق هذا الركن، وقد فرض الله على عباده الزكاة حتى يتساوى الغني والفقير، فيعطي الغني الفقير ولا يتكبر عليه، والزكاة تعطى للفقراء، والمساكين ولا يجوز إعطائها لغني، ومن خلال منصة وميض سنعرف لمن تعطى الزكاة من الأقارب.
لمن تعطى الزكاة من الأقارب؟
أقر العلماء بوجوب إعطاء الزكاة للأقارب فهم أولى بالمعروف عن غيرهم، واستدلوا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (الصدقةُ على المسكينِ صدقةٌ، وعلى ذي الرحمِ ثِنتانِ، صدقةٌ وصلةٌ) حديث صحيح، رواه سلمان بن عامر الضبي، مصدره البدر المنير.
فصل العلماء في أمر إعطاء الزكاة للأقارب حسب صلة القرابة، فالزكاة تعطى للأخوة، والأعمام، وبني الأعمام، والعمات والخالات، وغيرهم، إذا كانوا فقراء أو محتاجين، أو غارمين، حيث قال الله تعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ) (سورة التوبة: 60).
أما الآباء، والأمهات، والأزواج، والأبناء، والأجداد فلا تجوز إعطاء الزكاة لهم، لأنهم نفس الدرجة، فالولد بضعة من أبيه، أمه، وجده، فيجب عليه أن ينفق عليهما، ولكن دون إعطائهما الزكاة، فينفق عليهم من ماله الشخصي إن كانوا فقراء أو محتاجين، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنتَ ومالُكَ لأبيكَ) حديث صحيح، رواه جابر بن عبد الله وسمرة بن جندب وابن مسعود، مصدره الجامع الصغير.
كذلك الأولاد يجب النفقة عليهم ولا يجوز إعطائهم الزكاة، فالوالد أحق على أبيه أن ينفق عليه، وكذلك الأم حق أن تنفق على ولدها إن كانت قادرة.
إذًا خلاصة القول للرد على سؤال لمن تعطى الزكاة من الأقارب؟ بأن الزكاة تجب على الأقرب فهم أولى بالمعروف، ولكن لا تجب على الأصول والفروع منهم، فالأصول مثل الآباء والأمهات، والأجداد والجدات.
أما الفروع كالأولاد وأولاد الأولاد وأولاد البنات، وبهذا عمل بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (صدقةُ ذي الرحمِ على ذي الرحمِ صدقةٌ وصلةٌ) حديث صحيح، رواه محمد جار الله الصعدي، مصدره النوافح العطرة.
اقرأ أيضًا: ما الفرق بين الزكاة والصدقة
هل تجوز الزكاة على الأخت المتزوجة؟
يجوز إعطاء الزكاة للأخت المتزوجة إذا كانت فقيرة، وزوجها فقير، ويعجز عن سد ديونه، ولا يقدر على كفاية بيته، ففي هذه الحالة تكون الزكاة لهم أفضل من الزكاة على غيرهم، وقد أورد ابن عثيمين -رحمه الله- أن إعطائهما الزكاة يدخل في باب الصدقة، وصلة الأرحام كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم.
هل يجوز دفع الزكاة للأخت المطلقة؟
علمنا لمن تعطى الزكاة من الأقارب؟ فكذلك إن كانت الأخت المطلقة فقيرة أو لا تعمل، وتحتاج إلى المال لسد أغراضها فيستحب أن تعطى لها الزكاة، فهي أولى من غيرها، وبهذا قد جمع أيضًا بين صلة الرحم وثواب الصدقة على الأقارب.
هل يجوز إعطاء الزكاة للقريب العاطل عن العمل تكاسلًا؟
أول شروط الزكاة أن تعطى لمن هو غير قادر على العمل، أو الفقير المحتاج، أما إن كان الشخص ذا قوة وقادر على العمل، ولكن لا يعمل تكاسلًا منه فلا يجوز إعطاء الزكاة له، فهناك من أولى بها منه، وقد أكد على ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين قال: (لا تَحِلُّ الصدقةُ لغَنِيٍّ، ولا لذي مِرَّةٍ سَوِيٍّ) حديث حسن، رواه عبد الله بن عمرو، مصدره سنن الترمذي، والمقصود من ذي مرة، أي ذي قوة.
إذًا فلا تجوز الزكاة لمن هم قادرين على العمل، ولكن يتقاعسون، فهذا يدخل ضمن حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي ذكرناه، لذلك فالأولى أن تدفع الزكاة لِمن هو فقير، ولا يقدر على العمل.
حكم دفع زكاة المال للأقارب الموظفين ذوي الدخل المحدود
تعددت آراء العلماء في حكم دفع الزكاة للأقارب العاملين أصحاب الدخل المحدود، فقد قالوا بجواز دفع الزكاة لهم، ولكن شريطة أن يكونوا محتاجين لها فلا تجوز عليهم إن كان دخلهم يقضي حاجتهم، أما إن كان دخلهم لا يكفيهم في معيشتهم فيجوز إعطائهم الزكاة فهم أولى من غيرهم، والأقربون أولى بالمعروف، فبذلك تكون صدقة، وصلة للرحم.
اقرأ أيضًا: بحث عن الزكاة كامل مع المراجع
فضل إخراج الزكاة
الزكاة لها فضل عظيم على الإنسان فهي سبب في تطهير نفسه، وقلبه، وقربه من الله جل وعلا، ويكفي أنها الركن الثالث من أركان الإسلام كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ) حديث صحيح، رواه عبد الله بن عمر، مصدره صحيح البخاري.
لذلك سنوضح لكم فضل إخراج الزكاة، وذلك في إطار موضوع مقالنا لمن تعطى الزكاة من الأقارب؟ هذا من خلال النقاط التالية:
- إكمال إسلام المرء بإيفائه لركن من أركان الإسلام الأساسية.
- طاعة الله جل وعلا، والتقرب إليه من خلال فعل ما أمر به.
- زيادة صلة المحبة بين الأشخاص، والأقارب.
- نزع الكبر والغرور من النفس، وتثبيت المحبة بين الغني، والفقير.
- إيتاء الزكاة أحد أهم أسباب دخول الجنة.
- تطهير النفس البشرية من الشح، والبخل.
- زيادة البركة، والرزق في الأموال.
- سبب نزول رحمة الله على العبد حيث قال تعالى: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ).
- تعد الزكاة خير معلم للإنسان لعدم نسيان شكره لنعمة المال الذي أنعمه الله عليه.
الأموال التي تجب فيها الزكاة
اتفق العلماء، وأصحاب المذاهب الأربعة على الأموال التي تجب فيها الزكاة، وقسموها إلى أربعة أنواع سوف نوضحهم لكم ضمن موضوع مقالنا لمن تعطى الزكاة من الأقارب؟ فيما يلي:
- الأثمان؛ أي الذهب، والفضة، وما يساويهما من النقود.
- الزروع والثمار.
- الأنعام من الإبل، والبقر، والغنم.
- عروض التجارة.
اقرأ أيضًا: لمن تعطى الزكاة من الأقارب وشروط وجوبها
عقوبة الممتنع عن إخراج الزكاة
أعد الله -عز وجل- عذابًا شديدًا لم يمنع إخراج الزكاة جحودًا منه، وقد عده العلماء كافرًا، أما من تركها بخلًا وتكاسلًا فاتفق العلماء على فسوقه، وأنه بذلك ارتكب جرمًا عظيمًا، وقد توعد الله -جل وعلا- في كتابه بالعذاب الأليم لمن يكنز الذهب والفضة ولا يخرجها في سبيل الله.
قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ. يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُون) (سورة التوبة: 34، 35).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما مِنْ صاحِبِ ذهَبٍ ولا فِضَّةٍ لا يؤدِّي منها حقَّها إلَّا إذا كان يومُ القيامةِ، صُفِّحَتْ له صفائِحُ مِن نارٍ، فأُحْمِيَ عليها في نارِ جهنَّمَ، فيُكوى بها جنبُه وجبينُه وظهرُه، كلَّما بَرُدَت أُعيدَتْ له، في يومٍ كان مقدارُه خمسينَ ألفَ سَنةٍ، حتَّى يُقضَى بين العبادِ؛ فيُرَى سبيلَه؛ إمَّا إلى الجنَّةِ، وإمَّا إلى النَّارِ) حديث صحيح، رواه أبو هريرة، مصدره صحيح مسلم.
الزكاة ركن من أركان الإسلام الخمس، وقد فرضها الله على عباده لحكمة منه، فبها صلاح للنفس من الفتن، وتطهيرها من الذنوب والخطايا، وهي سبب من أسباب وصول الجنة.