كم تكبيرة في صلاة الجنازة

كم تكبيرة في صلاة الجنازة؟ وما فضل صلاة الجنازة؟ فالموت مصير كل إنسان في الدنيا فهو السبيل إلى الدار الآخرة، وهو بيد الله تعالى، ومن مظاهر اهتمام الإسلام بالفرد بعد موته صلاة الجنازة، وشرعها الله للدعاء للميت حتى تكون شفاعة له، وتتفق في بعض أركانها مع الصلاة، وتختلف في البعض الآخر، ويمكنك معرفة كيفية أداء صلاة الجنازة من خلال منصة وميض.

كم تكبيرة في صلاة الجنازة

اختلف الصحابة في كم تكبيرة في صلاة الجنازة، فبعضهم قال أربعة، وذهب آخرون إلى أنها خمسة، وأجمع أهل العلم أن صلاة الجنازة تصلى بأربع تكبيرات، فقد ثبتت في عهد سيدنا عمر رضي الله عنه على ذلك، واستدلوا بما ورد عن جابرٍ بن عبد الله رضي الله عنهما،
قال: (أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم صلَّى على أَصْحمَةَ النجاشيِّ، فكبَّر عليه أربعاً)
، ولا يجوز الصلاة بأقل من أربع تكبيرات.

وذهب آخرون أن تكبيرات صلاة الجنازة من الممكن أن تصل إلى تسع تكبيرات، ويرى ابن عثيمين أنه لا يوجد ضرر من كلاهما، فلا يوجد ضرر من الأخذ بأحد الآراء، ولكن الأفضل في صلاة الجنازة أربع تكبيرات لأنه آخر ما ثبت عن النبي.

اقرأ أيضًا: من فاتته صلاة الجنازة هل يصلي على القبر

كيفية أداء صلاة الجنازة

صلاة الجنازة، لها أركان لا تتحقق الصلاة إلا بها، ويجب في أداءها كل ما يجب في الصلاة من وضوء ونية واستقبال القبلة، وتختلف عنها في عدد التكبيرات، وأنها لا سجود فيها ولا ركوع، وتكون كالآتي:

  • توجيه رأس الميت إلى القبلة، ويستقبل الإمام والمصلين القبلة أيضًا، خلف الميت.
  • قبل البدء في معرفة كيفية أداء الصلاة، يجب معرفة كم تكبيرة في صلاة الجنازة.
  • صلاة الجنازة أربع تكبيرات بإجماع العلماء، ي
  • يبدأ الإمام الصلاة بتكبيرة الإحرام، يقرأ بعدها سورة الفاتحة، ويستحب قراءة سورة قصيرة،

ورد عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال: (صَلَّيْتُ خَلْفَ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْهما علَى جَنَازَةٍ فَقَرَأَ بفَاتِحَةِ الكِتَابِ قَالَ: لِيَعْلَمُوا أنَّهَا سُنَّةٌ).

  • ثم يكبر الإمام التكبيرة الثانية، ثم يشرع في الصلاة على النبي.
  • ثم التكبيرة الثالثة، يقوم فيها الإمام بالدعاء للميت ويجب مراعاة تاء التأنيث أو الجمع إذا كانت الميتة أنثى أو كانوا جماعة، وهناك أدعية خاصة بصلاة الجنازة، ومنها:
  • (اللهم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا وصغيرنا وكبيرنا وذكرنا وأنثانا فإنك تعلم متقلبنا ومثوانا، إنك على كل شيء قدير، اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام والسنة، ومن توفيته فتوفه عليهما، اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله، ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله دارا خيرا من داره، وزوجا خيرا من زوجه، وأدخله الجنة، وقه من عذاب القبر ومن عذاب النار وأفسح له في قبره ونور له فيه).
  • اللهم اغفر لحينا وميتنا، وشاهدنا وغائبنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأنثانا، اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان.
  • ويقال في الدعاء إذا كان الميت طفلًا:

(اللهم اجعله ذخرا لوالديه وفرطا وأجرا وشفيعا مجابا، اللهم ثقل به موازينهما، وأعظم به أجورهما، وألحقه بصالح سلف المؤمنين، واجعله في كفالة إبراهيم، وقه برحمتك عذاب الجحيم).

  • ثم يكبر التكبيرة الرابعة، واختلف العلماء في الدعاء بعد التكبيرة الرابعة، على قولين:
  • أنه يجوز الدعاء للميت بعد التكبيرة الرابعة، لأنه لا يزال في الصلاة، مما يجيز الدعاء.
  • وذهب آخرون إلى أن بعد التكبيرة الرابعة يكون التسليم مباشرة، ولو كان هناك دعاء، فيلزم الإتيان بتكبيرة خامسة للفصل بين الدعاء والتسليم.

حكم الصلاة على الميت

أجمع العلماء على أن صلاة الجنازة فرض كفاية على المسلمين، واستدلوا على ذلك بحديث سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال:
(أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم أُتِيَ بجِنازةٍ ليُصلِّيَ عليها، فقال: هل عليه مِن دَينٍ؟ قالوا: لا، فصلَّى عليه، ثم أُتِيَ بجِنازةٍ أخرى، فقال: هل عليه مِن دَينٍ؟ قالوا: نعمْ، قال: فصلُّوا على صاحبِكم. قال أبو قتادة: عليَّ دَينُه يا رسولَ الله، فصلَّى عليه).
فهذا الحديث يدل على أن الرسول عندما أمر أصحابه أن يصلوا على من عليه دين، ولا يوجد ما يرد دينه، فهذا يعني أن صلاة الجنازة فرض يجب أدائها، وعدم صلاته عليه يدل على أنها فرض كفاية، أي: إذا فعله بعض الناس سقط الإثم عن الآخرين، فلو كانت فرض عين لكان الرسول هو الذي يصلي عليه دون الاكتفاء بالصحابة، ويستحب أن يصلي على الميت عدد كبير من الناس لزيادة البركة، والدعاء للميت.

اقرأ أيضًا: ماذا يقرأ في صلاة الجنازة

الذين لا يصلى عليهم

هناك بعض من الناس لا يصلى عليهم، وهم:

  • غير المسلم، فلا يجوز الصلاة على الكافر،

لقوله تعالى: (وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنهُم ماتَ أَبَدًا وَلا تَقُم عَلى قَبرِهِ إِنَّهُم كَفَروا بِاللَّـهِ وَرَسولِهِ وَماتوا وَهُم فاسِقونَ)

  • الشهيد، فلم يرد أن النبي صلى على شهيد، ولم يصلي على شهداء غزوة أُحد، وقد

جاء في حديث عن جابر -رضي الله عنه- قال: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَجْمَعُ بيْنَ الرَّجُلَيْنِ مِن قَتْلَى أُحُدٍ في ثَوْبٍ واحِدٍ، ثُمَّ يقولُ: أيُّهُمْ أكْثَرُ أخْذًا لِلْقُرْآنِ، فَإِذَا أُشِيرَ له إلى أحَدِهِما قَدَّمَهُ في اللَّحْدِ، وقَالَ: أنَا شَهِيدٌ علَى هَؤُلَاءِ يَومَ القِيَامَةِ، وأَمَرَ بدَفْنِهِمْ في دِمَائِهِمْ، ولَمْ يُغَسَّلُوا، ولَمْ يُصَلَّ عليهم)

  • الغائب، اختلف العلماء في الصلاة على الغائب، فمنهم من قال إن الصلاة على الغائب لا تجوز، ومنهم من قال بجواز الصلاة عليه بعد شهر أو أكثر من موته.

فضل صلاة الجنازة

صلاة الجنازة لها فضل كبير يعود على الميت والحي، فقد حثنا عليها الرسول لما لها من أفضال، ومنها:

  • إذا صلى على الميت أربعون رجلًا مسلمًا، يكونون السبب في الشفاعة له يوم القيامة،

عن ابن عباسٍ رضي الله عنه قال: سمعت رسول يقول: (مَا مِنْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ يَمُوتُ فَيَقُومُ عَلَى جَنَازَتِهِ أرْبَعُونَ رَجُلاً، لا يُشْرِكُونَ بِالله شَيْئاً إِلا شَفَّعَهُمُ اللهُ فِيهِ).

  • الصلاة على الميت واتباع جنازته، تعود على المسلم بأجر عظيم وثواب كبير، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم:

(مَنِ اتَّبَعَ جَنَازَةَ مُسْلِمٍ، إيمَانًا واحْتِسَابًا، وكانَ معهُ حتَّى يُصَلَّى عَلَيْهَا ويَفْرُغَ مِن دَفْنِهَا، فإنَّه يَرْجِعُ مِنَ الأجْرِ بقِيرَاطَيْنِ، كُلُّ قِيرَاطٍ مِثْلُ أُحُدٍ، ومَن صَلَّى عَلَيْهَا ثُمَّ رَجَعَ قَبْلَ أنْ تُدْفَنَ، فإنَّه يَرْجِعُ بقِيرَاطٍ).
اقرأ أيضًا: طريقة الصلاة على الميت بعد دفنه

 بعض الأحكام المتعلقة بصلاة الجنازة

هناك بعض الأمور التي يجب معرفتها، والأخذ بها عند أداء صلاة الجنازة، ومنها:

  • سرعة تجهيز الميت ودفنه، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (أَسْرِعُوا بالجِنَازَةِ، فإنْ تَكُ صَالِحَةً فَخَيْرٌ تُقَدِّمُونَهَا، وإنْ يَكُن سِوَى ذلكَ، فَشَرٌّ تَضَعُونَهُ عن رِقَابِكُمْ)
  • أولى الناس بإمامة الصلاة، هم أهل الميت وأقاربه، فإن لم يوجد فتكون الإمامة للولي، فإن لم يوجد فتكون الإمامة لأكثرهم حفظًا لكتاب الله.
  • يستحب أن تتوالى خلف الإمام الكثير من صفوف المصلين.
  • يجوز رفع اليدين في تكبيرة الإحرام فقط، ولا يجوز في باقي التكبيرات.
  • يمكن أن تصلى الجنازة في المسجد أو في أي مكان آخر يجوز فيه الصلاة، ولكن من الأفضل أن تكون صلاة الجنازة في المسجد فهي سنة عن النبي، فقد ورد عن أبي هريرة، أنه قال:

(أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَعَى النَّجَاشِيَّ في اليَومِ الذي مَاتَ فِيهِ، وخَرَجَ بهِمْ إلى المُصَلَّى، فَصَفَّ بهِمْ، وكَبَّرَ عليه أرْبَعَ تَكْبِيرَاتٍ)

  • اتباع الجنازة والبقاء فترة في قبره والدعاء له، ينفع الميت.
  • يجوز للنساء أن تشارك في صلاة الجنازة، ونهى الرسول أن تتبع الجنازة أو زيارة المقابر،

لحديث أم عطية: (نُهِينَا عَنِ اتِّبَاعِ الجَنَائِزِ، ولَمْ يُعْزَمْ عَلَيْنَا)

  • لا تجوز الصلاة على الكافر، أو الدعاء له.
  • لا يجوز الصلاة على الميت قبل غسله.
  • يجب تقديم الميت على المصلين، فلا تصح الصلاة إذا كان الميت خلف المصلين.
  • قضاء الدين عن الميت.

يجب الحرص على أداء صلاة الجنازة، لما لها من فضل عظيم على كل من الميت والمصلي، وللحصول على الأجر والثواب، وحتى تكون سببًا في الشفاعة للميت والدعاء له بالرحمة والمغفرة.

شاركنا أفكارك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.