ماذا يقرأ في صلاة الجنازة
ماذا يقرأ في صلاة الجنازة؟ ومن الذين لا يصلى عليهم؟ فإن الدين الإسلامي أمر بالصلاة على الميت غير الشهيد وجعلها بمثابة فرض كفاية من أجل تكريمه وتعزيزه، ووضح طريقة الصلاة وما ينبغي قراءته خلالها، فماذا يقرأ في صلاة الجنازة؟ وهذا ما سنتعرف إليه اليوم من خلال منصة وميض.
ماذا يقرأ في صلاة الجنازة؟
سعى الإسلام إلى الاهتمام بالفرد خلال حياته وحتى بعد مماته، فلقد أمر رسول الله – صلى الله عليه وسلم- بأن يتم الإحسان إلى الميت وذلك من خلال الصلاة عليه عند دفنه.
إلى جانب القيام بالأعمال التي تنفعه وتجعله على أفضل حال وهو في قبره إلى أن يأتي يوم القيامة، كما أمر بأن يتم الدعاء له بالثبات عند السؤال.
من الأمور التي نصب النبي – صلى الله عليه وسلم- اهتمامه عليها على وجه التحديد هي صلاة الجنازة وانتظار نزول الميت إلى داخل اللحد.
فلقد روى أبو هريرة – رضي الله عنه- عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- أنه قال “مَن شَهِدَ الجَنازَةَ حتَّى يُصَلِّيَ، فَلَهُ قِيراطٌ، ومَن شَهِدَ حتَّى تُدْفَنَ كانَ له قِيراطانِ، قيلَ: وما القِيراطانِ؟ قالَ: مِثْلُ الجَبَلَيْنِ العَظِيمَيْنِ“.
صلاة الجنازة هي فرض كفاية إذ إنه في حالة قيام البعض بها سقطت عن الآخرين، وهي صلاة تتم على الميت غير الشهيدة بالنسبة للمسلمين، ويتم أداؤها قيامًا، حيث إنه لا يوجد ركوع فيها أو سجود، ولكن التساؤل هنا ماذا يقرأ في صلاة الجنازة؟
في حقيقة الأمر صلاة الجنازة تشمل أربع تكبيرات، وفي كل تكبيرة منهم يتم قول شيء معين، فللتعرف إلى إجابة سؤال ماذا يقرأ في صلاة الجنازة، ينبغي التعرف إلى ما يتم في كل تكبيرة منهما، كما سنوضح في الفقرات التالية:
1- التكبيرة الأولى
يقوم الإمام بقول الله أكبر عند بدء صلاة الجنازة كتكبيرة أولى، ثم يقرأ سورة الفاتحة:
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)).
اقرأ أيضًا: كيفية الصلاة على الميت
2- التكبيرة الثانية
نظرًا لاختلاف الفقهاء في أداء صلاة الجنازة، فلقد اتجه العديد إلى التساؤل عن ماذا يقرأ في صلاة الجنازة، فكما أسلفنا الذكر بأن التكبيرة الأولى يتم قراءة سورة الفاتحة فيها، أما التكبيرة الثانية فإنه يقرأ فيها النصف الأخير من التشهد.
حيث يعرف ذلك النصف باسم الصلاة الإبراهيمية، ويكون كالآتي عن كعب بن عجرة عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- “ اللَّهمَّ صلِّ علَى محمَّدٍ وآلِ محمَّدٍ كما صلَّيتَ علَى إبراهيمَ وبارِك على محمَّدٍ وآلِ محمَّدٍ كما بارَكتَ على إبراهيمَ إنَّكَ حميدٌ مجيدٌ”.
3- التكبيرة الثالثة
استكمالًا لموضوعنا الذي يجيب عن سؤال ماذا يقرأ في صلاة الجنازة، فإنه في التكبيرة الثالثة من صلاة الجنازة يتم قراءة أدعية الموتى، ومن بين هذه الأدعية والأكثر شيوعًا هو دعاء النبي – صلى الله عليه وسلم-.
فعن عوف بن مالك الأشجعي قال ” سمِعتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ يصلِّي علَى مَيِّتٍ فسمِعتُ في دعائِهِ وَهوَ يقولُ : اللَّهمَّ اغفرْ لَهُ وارحمهُ ، وعافِهِ واعفُ عنهُ ، وأكْرِم نُزَلَهُ ، ووسِّع مُدَخلَهُ ، واغسلْهُ بالماءِ والثَّلجِ والبَردِ ، ونقِّهِ منَ الخطايا كما نقَّيتَ الثَّوبَ الأبيضَ منَ الدَّنسِ ، وأبدِلهُ دارًا خَيرًا مِن دارِهِ ، وأهلًا خَيرًا مِن أهلِهِ ، وزَوجًا خَيرًا مِن زَوجِهِ ، وأدخِلهُ الجنَّةَ ونجِّهِ منَ النَّارِ ـ أو قالَ ـ : وأَعِذْهُ مِن عذابِ القبرِ“.
4- التكبيرة الرابعة
أما عن التكبيرة الرابعة والتي ننهي بها إجابتنا عن سؤال ماذا يقرأ في صلاة الجنازة، فإنه يتم قول فيها دعاء أيضًا للميت، وهو كالآتي:
عن أبو هريرة – رضي الله عنه- قال “ صلَّى رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ على جِنازةٍ فقالَ اللَّهُمَّ اغفِر لحيِّنا وميِّتِنا وصغيرِنا وَكبيرِنا وذَكَرِنا وأنثانا وشاهدِنا وغائبِنا اللَّهُمَّ مَن أحييتَه منَّا فأحيِهِ علَى الإيمانِ ومَن تَوفَّيتَه مِنَّا فتوفَّهُ على الإسلامِ اللَّهُمَّ لا تحرِمنا أجرَه ولا تُضِلَّنا بعدَه“.
اقرأ أيضًا: كيفية وضع الميت في القبر بالصور
معلومات هامة عن صلاة الجنازة
بعد أن تعرفنا إلى إجابة سؤال ماذا يقرأ في صلاة الجنازة، فإننا سوف نذكر لكم في النقاط التالية مجموعة من المعلومات الهامة حول صلاة الجنازة، إذ ينبغي أخذها في عين الاعتبار قبل بدء التكبيرات الأربعة:
- صلاة الجنازة تعد صلاة فرض كفاية، فكما أسلفنا الذكر بأنه يكفي أدائها بعض المسلمين.
- من السنن أن يقف الإمام أثناء صلاة الجنازة عند رأس الرجل، وبالنسبة للمرأة يقف عند وسطها، على أن يكون متجهًا للقبلة.
فعن أبي غالب قال “ رأيتُ أنسَ بنَ مالكٍ صلَّى على جِنازة رجُلٍ، فقامَ حِيالَ رأسِه، فجيءَ بجِنازة أخرى؛ بامرأةٍ، فقالوا: يا أبا حمزةَ، صلِّ عليها، فقام حيالَ وسَطِ السَّريرِ، فقال له العلاءُ بنُ زياد: يا أبا حمزةَ، هكذا رأيتَ رسولَ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم قامَ مِن الجِنازةِ مَقامَك مِن الرَّجُلِ، وقامَ مِن المرأةِ مقامَك من المرأةِ؟ قال: نعَمْ“.
- من السنن أيضًا أن يقوم الإمام بالتقدم على المأمومين، وفي حالة إن لم يجد المأمومين مكانًا لكي يقفوا فيه فإنه من الممكن أن يتم الوقف إلى يمين ويسار الإمام.
- يسن أن يقوم المصلين برفع يديهم مع كل تكبيرة من تكبيرات صلاة الجنازة، والدليل على ذلك عن نافع عن ابن عمر – رضي الله عنهما أنه “ كان يرفعُ يَديهِ في كلِّ تكبيرةٍ على الجِنازة “.
أصناف من الناس لا يصلى عليهم صلاة الجنازة
في سياق تناولنا لذكر إجابة سؤال ماذا يقرأ في صلاة الجنازة، فإننا سوف نسرد لكم الأشخاص الذين لا يتم إجراء صلاة الجنازة عليهم، وهما كالآتي:
- الشخص الكافر، فإنه لا يجوز أن يصلى عليه صلاة جنازة ويعد ذلك الأمر حرامًا كما جاء في قوله تعالى (وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰ أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِ ۖ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ) [التوبة: 84].
- الطفل، فطالما لم يبلغ الطفل لا يمكن أن يتم إداء صلاة الجنازة له، وذلك كما جاء عن السيدة عائشة أم المؤمنين – رضي الله عنها- “ماتَ إبراهيمُ بن النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ وَهوَ ابنُ ثمانيةَ عشرَ شَهْرًا فلَم يصلِّ علَيهِ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ“.
- الشهداء، فلقد روى جابر بن عبد الله قائلًا “ كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَجْمَعُ بيْنَ الرَّجُلَيْنِ مِن قَتْلَى أُحُدٍ في ثَوْبٍ واحِدٍ، ثُمَّ يقولُ: أيُّهُمْ أكْثَرُ أخْذًا لِلْقُرْآنِ، فَإِذَا أُشِيرَ له إلى أحَدِهِما قَدَّمَهُ في اللَّحْدِ، وقَالَ: أنَا شَهِيدٌ علَى هَؤُلَاءِ يَومَ القِيَامَةِ، وأَمَرَ بدَفْنِهِمْ في دِمَائِهِمْ، ولَمْ يُغَسَّلُوا، ولَمْ يُصَلَّ عليهم“.
اقرأ أيضًا: صلاة الجنازة عند المالكية
أخطاء شائعة في الجنائز
على الرغم من أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بين لنا أحكام الجنازة وماذا يقرأ في صلاة الجنازة وما هو يجب على أهل الميت فعله حينها، إلا أن هناك أخطاء شائعة يتم الوقوع فيها عند الجنائز، وهي غير جائزة، وتكون كالآتي:
- التأخر عن دفن الميت مع عدم وجود ضرورة لذلك، فإن النبي – صلى الله عليه وسلم- قال كما روى أبو هريرة “ أسرِعُوا بالجنازَةِ، فإنْ تكُ صالِحةً فخيرٌ تُقدِّمُونَها إليه، وإنْ تَكُ سِوَى ذلكَ فشَرٌّ تَضعونَهُ عن رِقابِكمْ“.
- التكاسل وتأخير الصلاة على الميت، مما يؤدي إلى تضيع الأجر وكذلك تضيع حق الميت عليك.
- التأخر في سداد ديون الميت، فلقد أمر رسول الله أصحاب بسداد دين أحد الصحابة قبل الصلاة عليه.
- البكاء بصوت عالٍ، فلقد نهى الإسلام عن ذلك، وكذلك شق الثياب أو شد الشعر، فلقد روي عبد الله بن مسعود عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- أنه قال “ ليسَ مِنَّا مَن لَطَمَ الخُدُودَ، وشَقَّ الجُيُوبَ، ودَعَا بدَعْوَى الجَاهِلِيَّةِ“.
- إسدال شعر المرأة المتوفاة على صدرها، حيث إنه من الواجب نفض الشعر أو عمل الضفائر.
- غسل الميت في حالة إن كان جنبًا أو الحائضة مرتين، حيث إن الصواب هو الغسل مرة واحدة.
- اتباع المرأة الجنائز، وذلك لأن أم عطية نسيبة بنت كعب روت قائلة “ كُنَّا نُنْهَى عَنِ اتِّبَاعِ الجَنَائِزِ، وَلَمْ يُعْزَمْ عَلَيْنَا“.
- شتم الأموات حتى وإن كانوا من الكافرين، وكذلك المشي أو الجلوس على القبور.
- خروج الزوجة من بيتها قبل انتهاء عدة الموت دون داعٍ.
يقرأ في صلاة الجنازة في التكبيرة الأولى سورة الفاتحة، وفي التكبيرة الثانية النصف الأخير من التشهد، بينما التكبيرة الثالثة والرابعة يتم قول أدعية مقتبسة عن الرسول – صلى الله عليه وسلم- للموتى.