كيف نعرف ليلة القدر
كيف نعرف ليلة القدر؟ وما هو ثواب قيام تلك الليلة؟ ليلة القدر هي الليلة الأعظم في شهور السنة كلها، حيث أنزل الله فيها القرآن الكريم على رسوله الكريم، كما أن لها ثواب كبير عند الله، فقد عظمها الله في القرآن الكريم بذكرها في سورة كاملة، وليلة القدر غير محددة بتاريخ معين، ولكن لها بعض الدلائل وسوف نتعرف عليها من خلال منصة وميض.
كيف نعرف ليلة القدر
شهر رمضان من أعظم شهور السنة حيث أنزل الله فيه القرآن الكريم، كما يوجد به ليلة القدر الليلة التي لا يوجد ليلة واحدة تماثل عظمتها وثوابها عند الله، ولكن ليلة القدر من الليالي المخفية فهي أحد الليالي العشر الأواخر من رمضان الغير محددة.
وعلى الرغم من أن ليلة القدر ليست ذات تاريخ محدد يمكن تحديدها عن طريق بعض العلامات التي نستدل عليها بها، وتتمثل تلك العلامات في الآتي:
1- طبيعة الجو
تتميز تلك الليلة بأن السماء تكون ذات صفاء وسكون، ويكون الجو مناخه معتدلًا، ومن أهم العلامات أن تكون الشمس في صباح اليوم التالي لها بدون شعاع ويعتبر شعاع الشمس هو الضوء الذي نراه عند الشروق والغروب.
وجاء في الحديث الشريف عن وصف الشمس في اليوم الذي يلي ليلة القدر عن أبي بن كعب ـ رضي الله عنه ـ عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :
” بأَيِّ شَيءٍ تَقُولُ ذلكَ يا أَبَا المُنْذِرِ؟ قالَ: بالعَلَامَةِ -أَوْ بالآيَةِ- الَّتي أَخْبَرَنَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ؛ أنَّهَا تَطْلُعُ يَومَئذٍ لا شُعَاعَ لَهَا” [صحيح مسلم].
كما أن تلك الليلة لا يرمي فيها بنجم كما جاء في الحديث الشريف :
عن عبادة بن الصامت ـ رضي الله عنه ـ عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال ” ليلَةُ القَدْرِ لَيْلَةٌ بَلْجَةٌ، لا حارَّةٌ ولا بارِدَةٌ، ولا يُرْمَى فيها بنَجْمٍ، ومِنْ علامةِ يومِها تَطلُعُ الشمْسُ لا شُعاعَ لَهَا” [صحيح حسن].
اقرأ أيضًا: كيفية صلاة ليلة القدر
2- الإقبال على العبادات
لنجيب عن كيف نعرف ليلة القدر، سنجد أن الهدوء والسكينة الذي يشعر به المسلم في تلك الليلة يجعل لديه طاقة كبيرة لأداء العبادات، حيث يشعر براحة بال ونفس لا مثيل لها كما أنه يقبل على عمل الطاعات بنشاط غير مسبوق، كما أنه يتلذذ بتلك الطاعات.
إن تلك السكينة التي يشعر بها المسلمون في تلك الليلة يكون سببها الملائكة التي تتنزل على العباد وتحيط بهم كما جاء في قوله تعالى:
}تَنَزَّلُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ وَٱلرُّوحُ فِيهَا بِإِذۡنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمۡرٖ(4)سَلَٰمٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطۡلَعِ ٱلۡفَجۡرِ(5) [سورة القدر: الآية 1ـ 5].
3- تكون ليلة وترية
تكون ليلة القدر في أحد الليالي الوترية في العشر الأواخر أي يوم 21 أو 23 أو 25 أو27 أو 29 فجاء في الحديث الشريف:
عن أبى سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ عن الرسول ـ صلي الله عليه وسلم ـ قال ” فمَن كانَ اعْتَكَفَ مَعِي فَلْيَبِتْ في مُعْتَكَفِهِ، وَقَدْ رَأَيْتُ هذِه اللَّيْلَةَ فَأُنْسِيتُهَا، فَالْتَمِسُوهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ، في كُلِّ وِتْرٍ” [صحيح مسلم].
4- الشعور الداخلي بالاطمئنان
في هذه الليلة يجود الله على عباده بالطمأنينة والإحساس بالفرحة نتيجة إقبالهم على قيام تلك الليلة، فإذا شعر المسلم بتلك المشاعر يجب عليه أن يقوم للصلاة والدعاء وأحب الدعاء في تلك الليلة هو “اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني” لما جاء عن السيدة عائشة حين سألت الرسول ماذا تقول في تلك الليلة.
ما أثر معرفة موعد ليلة القدر على المسلم
عندما يستدل العبد على العلامات الخاصة بليلة القدر ويعلم أنه أدركها وأحس بها يدخل ذلك السرور والفرح على قلبه، كما يظل المسلم يشكر الله على أنه أقام تلك الليلة بالوجه الذي يرضيه عنه، على الجانب الآخر يشعر المسلم بالمسؤولية حين يعلم أنه قصر في إقامتها على الوجه الذي يرضي الله.
فضل ليلة القدر
ليلة القدر لا يعظمها الله إلا إذا كانت ذات ثواب عظيم ومختلف عن باقي الليالي وباقي شهور السنة ومن فضائل ليلة القدر الآتي:
- نزلت فيها سورة كاملة توضح ثوابها وسميت باسمها.
- أنزل الله فيها القرآن الكريم على الرسول.
- تعتبر ليلة سلام وهدوء ولا يقدر فيها غير الخير والسلامة كما جاء في قوله تعالى: }سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ{ [سورة القدر: الآية 5].
- قيامها على الوجه الأمثل تكون سبب في الغفران والرحمة وإجابة الدعوات.
- تعتبر هي ليلة الفصل والتقدير حيث يتنزل على الملائكة صحيفة كل عبد من عباد الله مثل الرزق والأجل فقال تعالي: }فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ{ [سورة الدخان: الآية 4].
- تعتبر هي ليلة غفران الذنوب عند المسلمين فقال الرسول في ثوابها عن أبو هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال ” مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ” [صحيح البخاري].
اقرأ أيضًا: أفضل دعاء ليلة القدر
الحكمة من إخفاء موعد ليلة القدر
لا يخلق الله أمر بدون حكمة بالغة منه حتى لو كانت الحكمة مجهولة على العباد، فمن الأكيد أن هناك أمر لا يعلمه إلا الله من عدم إظهار موعد ليلة القدر في شهر رمضان مثل إخفاء الكثير من الأمور كموعد الأجل ويوم القيامة وإعطاء بعض العلامات البسيطة التي تدل على وجودها.
وكيف نعرف ليلة القدر ما هي إلا بعض العلامات البسيطة التي تدل عليها ويرجع عدم التعرف على موعدها بالتحديد إلى بعض الأسباب، والتي منها الآتي:
- من أهم الأسباب تفسير عظمة قول الله عز وجل: }قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ{ [سورة البقرة: الآية30].
- أن ينال المسلم أجر العبادة فيها والاجتهاد في طلب الثواب.
- حتى ينشغل المسلم بالعبادات في تلك العشر الأواخر ولا يشغل باله بتحديد موعدها.
- ليؤدي المسلم كل ليالي رمضان بنفس القدر من الطاعات والعبادات ولا تقتصر عبادته على ليلة القدر فقط.
- ليتجنب المسلم الوقوع في الذنوب والمعاصي لأنها إذا عرف موعدها وأرتكب الذنوب يكون عقابه كبير عند الله.
أفضل الأعمال في ليلة القدر
هناك الكثير من الأعمال التي يمكن أن تستقبل بها ليلة القدر بعد أن توصلنا لكيف نعرف ليلة القدر، يجب أن تعرف بعض الأعمال التي تقربنا من الله في تلك الليلة المباركة والتي منها الآتي:
1- قراءة القرآن الكريم
القرآن الكريم هو أفضل الأعمال التي يمكن استقبال ليلة القدر به، وذلك من خلال القراءة والتدبر والفهم لكل المعاني الموجودة فيه، حيث يعتبر ثواب قراءة القرآن في رمضان مضاعف، وورد عن الإمام الشافعي أنه كان يختم القرآن الكريم ستين مرة في ذلك الشهر كما أن الإمام مالك إذا جاء هلال رمضان يتفرغ لقراءة القرآن ويترك مجالس العلم.
2- إخراج الصدقات
من الأعمال التي يتقرب بها المسلم إلى الله في ليلة القدر بعد نافلة قيام الليل هي الصدقة التي يقدمها المسلم للفقراء والمحتاجين، حيث تعتبر الصدقات من الأفعال التي تساعد المسلم في التخلص من الذنوب، والصدقة ثوابها وأجرها مضاعف في العشر الأواخر وخصوصًا في ليلة القدر، فالعمل الصالح في هذه الليلة خير من العمل الصالح في ألف شهر كما قال الله.
3- العمل الصالح
هناك الكثير من الأعمال الصالحة التي يمكن أن يفعلها المسلم في ليلة القدر ليتقرب بها إلى الله لينال الثواب والأجر العظيم ومن تلك الأعمال الآتي:
- بر الوالدين وطاعتهم.
- تعجيل وقت الإفطار وكثرة الدعاء وتأخير السحور.
- الذهاب إلى المسجد قبل الصلاة والدعاء أثناء الذهاب.
- تفريغ القلب والعقل من متاع الدنيا والانشغال بالعبادة.
- المداومة على قراءة أذكار الصباح والمساء.
- مساعدة الآخرين في كل ما يحتاجونه.
اقرأ أيضًا: معلومات عن ليلة القدر
4- قيام الليل والصلاة
قيام الليل هي العبادة الأقرب إلى الله بعد أداء الصلوات الخمسة التي أمرنا بها، فقيام الليل لا يقتصر على الصلاة فقط ولكن هناك الكثير من العبادات التي يمكن أن نقيم بها الليل غير الصلاة مثل كثرة الدعاء والاستغفار والتسبيح، وقيام الليل هو أحد وسائل الحصول على رضا الله ومغفرته ورحمته.
وتتمثل الصلاة في صلاة التراويح وصلاة التهجد وهو ترك النوم ومتاع الحياة والذهاب إلى الله بكل الحواس ويجب تواجد النية السليمة عند الذهاب للصلاة.
تعتبر عبادة قيام الليل من العبادات التي هي أحد أبواب الجنة فهي التي لها الفضل الكبير كما أن من أهم الأفضال التي تقدمها صلاة قيام الليل أن الذين يقيمون الليل دعواتهم مستجابة، لأن المؤمن تقرب إلى الله بالفروض والسنن والنوافل وقيام الليل هي أحب نافلة إلى الله من عباده.
يجب على المسلم الذي يقيم الليل ألا يكون في عجلة من أمره أو يشغل باله بأمر آخر غير الصلاة حتى تتقبل منه، وتكون كل ركعة بتضرع وخشوع إلى الله عز وجل وإعطاء النفس الشعور بالأمان فأنت في حضرة الله خصوصًا في العشر الأواخر من رمضان.
ليلة القدر هي ليلة مجهولة التاريخ ولكنها معلومة ببعض العلامات التي نستدل بها على وجودها، وذكر الرسول بعض العلامات التي يمكن أن نتعرف بها على ليلة القدر حتى نشعر بالفرح والسعادة.