صلاة المائة ركعة في ليلة القدر
هل تجوز صلاة المائة ركعة في ليلة القدر؟ ومتى يبدأ قيام ليلة القدر؟ حيث إن المسلمين بشكل كامل يظلون شوقًا انتظارًا لقدوم تلك الليلة لِما فيها من مباركة والقيام بالعبادات على أكمل وجه، لِما يؤجر عليه من ثواب كبير، وهذا ما نوضحه من خلال منصة وميض.
صلاة المائة ركعة في ليلة القدر
إن القدر لغةً هو اسم مصدر من قدّر الشيء وهو مفرد يُجمع على أقدار، ويقصد به المكانة، والعظمة، والرفعة بين الناس، والشرف، والشأن الاجتماعي، كقولنا رجل رفيع القدر بين أهله، أي له شرف ومنزلة بينهم ومن المعاني أيضًا النصيب.
أما شرعًا يعني ما يقدره الله من القضاء ويحكم به من الأمور، فهو القضاء، والحُكم، قال الله تعالى:
(إنّا أنزلناهُ في ليلة القدر)، وأيضًا (ليلة القدر خير من ألف شهر) سورة القدر.
فالمقصود بذلك الحكم، والقدر هو اسم سورة من السور المكية في القرآن، وهي الصورة ذات الترتيب السابع والتسعين في المصحف، وهي مكونة من خمس آيات.
اختلفت المذاهب في عدد ركعات صلاة ليلة القدر، فقدرها المذهب الحنفي والشافعي بنحو 20 ركعة، والمذهب الحنبلي أيضًا قدرها بحوالي 20 ركعة، ولا بأس من الزيادة، في حين قدرها المذهب المالكي بعدد 36 ركعة.
لكن اتفق الأغلبية على أنها تكون 11 ركعة وذلك كما يصلي النبي -صلى الله عليه وسلم- كما ورد إلينا في الحديث:
قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: (ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان، ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعًا، فلا تسأل عن حُسنهن وطُولهن، ثم يصلي أربعًا، فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثًا).
فما عن صلاة المائة ركعة في ليلة القدر بالتحديد؟ هي جائزة ويؤجر المسلم بشكل كبير عليها، لكن من الأفضل عدم ربط عدد محدد من الصلوات بل الإكثار من العبادات بشكل عام.
اقرأ أيضًا: هل يستجاب الدعاء في ليلة القدر؟
فضل ليلة القدر
ليلة القدر هي ليلة من الليالي المباركة والعظيمة ذات الشأن الرفيع في مكانتها، فذكرها الله -سبحانه وتعالى- بأنها ليلة خيرٌ من ألف شهر، فالقيام في ليلة واحدة إيمانًا واحتسابًا يساوي تعبد وقيام ألف شهر أي ما يعادل 83 عام و4 أشهر.
هي ليلة لها العديد من الفضائل والتي تم ذكرها في العديد من المواضع في القرآن الكريم، والأحاديث النبوية، فعقب أن تعرفنا على صلاة المائة ركعة في ليلة القدر، سنوضح فضل تلك الليلة فيما يأتي:
- هي الليلة التي اختصها الله سبحانه وتعالى بنزول القرآن الكريم فيها على نبيه ورسوله محمد -صلى الله عليه وسلم- ليكون هدى ورحمة للناس، والعالمين، قال الله سبحانه وتعالى:
(إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر) سورة القدر.
- من أعظم أسباب الهداية هو قراءة القرآن الكريم في تلك الليلة مما يحقق صلاح الحال، وتقوى القلوب بإذن الله.
- من الأمور الجليلة نزول الملائكة في ليلة القدر من السماوات السبع بإذن الله، فتؤمّن على دعاء الناس وتنتشر الرحمة والمغفرة وذلك حتى طلوع الفجر.
- تملأ البركة حياتك في ليلة القدر فليلة القدر ليلة مباركة، قال الله تعالى: (إنا أنزلناه في ليلة مباركة) سورة الدخان.
- من يقوم ليلة القدر مصدقًا بفضلها وفضل العمل بها، محتسب الأجر من الله سبحانه وتعالى، ابتغاء وجه الله، يغفر له الله بإذنه ما تقدم من ذنبه كما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:
(من يقم ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدم من ذنبه) “رواه البخاري”، وتأتي كلمة غفر في الماضي مع أن المغفرة تكون في المستقبل لتحقق ثبوت الإيمان والاحتساب، وهي من صفات المؤمن الذي يثق ويؤمن بربه عز وجل.
- في ليلة القدر تُكتب الأرزاق والأعمار لعام جديد قادم، قال الله سبحانه وتعالى: (فيها يفرق كل أمرٍ حكيم) “سورة الدخان”.
- ليلة القدر هي ليلة سالمة من الشر والأذى، استنادًا لقوله: (سلامٌ هي حتى مطلع الفجر) “سورة القدر”.
تحري ليلة القدر
ليلة القدر هي ليلة لا تتكرر إلا مرة واحدة في العام الواحد، ولا نعلم على وجه الدقة ميعاد هذه الليلة المباركة إلا أنها في شهر رمضان ولاختلافها عن باقي ليالي الدهر، ولفضلها وعظيم بركتها، يحرص المسلم على تحري موعدها.
حيث لم يرد فيها نص محدد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في بيان موعدها من شهر رمضان الكريم تحديدًا، وكل ما نعرفه هو أن نتحرى موعدها في العشر الأواخر من شهر رمضان فعن أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها وأرضاها- أنها قالت:
(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا دخل العشر، أحيا الليل، وأيقظ أهله، وجد وشد المئزر) “أخرجه البخاري”.
كما نتحرى موعدها في إحدى الليالي الفردية في العشر الأخيرة من رمضان “ليلة وترية” وذلك استنادًا لقوله صلى الله عليه وسلم:
“وقد رأيت هذه الليلة فأنسيتها، فالتمسوها في العشر الأواخر في كل وتر”.
اقرأ أيضًا: كيفية صلاة ليلة القدر
علامات ليلة القدر
هي معظمها علامات ترتبط بحالة الجو كما ورد على لسان أبي بن كعب -رضي الله عنه- أنه قال:
(ليلة القدر ليلة سمحة، طلقة، لا حارة ولا باردة، تصبح الشمس صبيحتها ضعيفة حمراء)
لذلك فمن علاماتها:
- تكون ليلة صافية يشعر فيها المرء بطمأنينة القلب، وانشراح الصدر، وهدوء النفس.
- اعتدال الجو في الحرارة والبرودة، وسكون الرياح.
- يكون القمر فيها كشق الجفنة، وشق بمعنى نصف، والجفنة هي القصعة أو وعاء الطعام.
- تطلع الشمس في صبيحتها دون شعاع.
- هي ليلة لا ينزل فيها أي نيازك أو شُهب على الأرض.
كيفية الاستعداد لليلة القدر
ليلة القدر هي من الليالي التي منّ الله علينا بها، فهي من الأبواب التي يفتحها الله للعبد ليغفر ذنوبه مهما كانت، وقيامها يكون ببعض العادات حتى وإن قلت أو كانت بسيطة، ومن خلال تعرفنا على صلاة المائة ركعة في ليلة القدر، نوضح كيفية الاستعداد لها فيما يلي:
- استحضار النية أن يوفقك الله لرؤيتها وذلك من بداية شهر رمضان.
- عمل الخيرات ولا تستصغر شيء ويكون ثوابه عظيمًا عند الله.
- ورد عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها: (قلت: يا رسول الله، أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: قولي: اللهم إنك عفوٌ تحب العفو، فاعفُ عني).
- قراءة القرآن الكريم.
صلاة ليلة القدر وعدد ركعاتها
لبيان كيفية صلاة ليلة القدر وماهي صلاة المائة ركعة في ليلة القدر، يجب توضيح أنه تختلف طريقة الصلاة بين السنة والشيعة، فالشيعة هم جماعة من المسلمين لهم عاداتهم وطرقهم الخاصة في أداء الشعائر والعبادات، وكذلك طريقتهم الخاصة في أداء صلاة ليلة القدر.
هم أصحاب صلاة المائة ركعة في ليلة القدر، ولكن ما يحقق الخير للمرء هو الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم واتباع سنته، لذلك من الأفضل القيام بالصلاة وأدائها كما كان يؤديها النبي، فتتم صلاة ليلة القدر بعد التراويح ويمكنك قضاء الليل كله في الصلاة حتى الفجر.
اقرأ أيضًا: ما هو الدعاء الذي كان الرسول يقوله في ليلة القدر
صلاة ليلة القدر عند الشيعة
صلاة الشيعة في ليلة القدر هي ما تُعرف بصلاة المائة ركعة في ليلة القدر ولها بعض العادات التي يقومون بها وهي:
- الدعاء لله، ثم الاغتسال حتى يكون كامل الجسد طاهرًا، وتوقيت الاغتسال يكون بعد غروب الشمس وقبل صلاة العشاء.
- البدء في الصلاة ركعتين، ركعتين وقراءة سورة الإخلاص في الركعة الواحدة 10 مرات.
- بعد انتهاء المائة ركعة يقول هذا الدعاء: “اللهم إني امسيت لك عبدًا داخرًا، لا أملك لنفسي نفعًا ولا ضرًا ولا أصرف عنها سوءًا، أشهد على نفسي بذلك، واعترف لك بضعف قوتي وقلة حيلتي، فصل على محمد وعلى أل محمد وانجز لي ما وعدتني وجميع المؤمنين والمؤمنات من المغفرة في هذه الليلة، وأتمم على ما آتيتني فإني عبدك المسكين المستكين الضعيف الفقير المهين، اللهم لا تجعلني ناسيا لذكرك إنك سميع الدعاء“.
ليلة القدر هي من الليالي المباركة التي نتمنى من الله رؤيتها وقيامها لِما لها من فضل عظيم كما ورد في الذكر الحكيم والأحاديث الشريفة.