هل ينتقم الله من الظالم في الدنيا
هل ينتقم الله من الظالم في الدنيا أم يؤجل عقابه إلى الأخرة؟، فالظلم من الظلمات التي توعد الله به عباده الظالمين، حيث أن الظلم حرمه الله بذاته وقد حرم الظلم عن نفسه أيضًا، وهذا يدل على بشاعة هذا الفعل وبشاعة فاعله.
ويتساءل الكثير ممن تعرضوا للظلم هل ينتقم الله من الظالم في الدنيا أم ماذا يحدث لهم، ولذلك فإننا نقدم في هذا المقال عبر موقع وميض الإجابة على هذا التساؤل بالتفصيل.
اقرأ أيضا: عبارات عن الظلم للواتس كثيرة ومتنوعة
مفهوم الظلم
الظلم من الناحية اللغوية هو عبارة عن تجاوز الإنسان عما بحوزته لينتقل إلى ما في حوزة الآخرين، ويعتبر الظلم هو التعدي على حق الغير وما يمتلكونه سواء كان بالفعل أو القول.
ومن الناحية الشرعية هو القائم بأمور تخالف الشريعة الإسلامية وتقع بالضرر على الأشخاص الآخرين، كما أن هناك ظلم الإنسان لنفسه مثل الشرك بالله، الذي وصفه القرآن الكريم بأنه ظلم عظيم فهو أشد أنواع الظلم.
هل ينتقم الله من الظالم في الدنيا
هل ينتقم الله من الظالم في الدنيا هو سؤال يتردد في أذهان الناس حول الظلم وكيفية الانتقام من الظالم في الدنيا من قبل الله عز وجل، وبالفعل قد ينتقم الله عز وجل من الظالم في الحياة الدنيا بالكل التالي:
- إن الله عز وجل يمهل الظالمين حتى يطغوا ويتجبروا في الأرض دون رادع أو حساب، ولكنه في الوقت المحدد ينتقم منهم أشد الانتقام.
- وقد يتركهم الله تعالى لعلهم يتوبوا ويعودوا إلى رشدهم ويرجعوا الحق إلى أهله، فإن لم يعودوا فإنه يبعث لهم العذاب والذل والمهانة التي لا يستطيعون أن يفلتوا منها.
- وما يؤكد ذلك ما وري عن الإمام مسلم عن النبي صل الله عليه وسلم أنه قال:
” إن الله -عز وجل- يملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته ثم قرأ:
(وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد”.
- يعيش الإنسان ذليلًا في هذه الدنيا وغير محبوب من الغير حيث يقول الله تعالى:
” فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا”.
- الخوف المرتقب وعدم الآمان، فمهما بلغ الإنسان من قوة فإنه يبقى خائفًا من المظلوم، حيث يقول الله تعالى:
” الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون”.
- كما يمكن أن تكون تسليط الظالمين على بعضهم صور من صور العقاب في الدنيا حتى يتخلص الناس من شرهم مباشرة حيث قول الله تعالى:
“وكذٰلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون”.
- دعاء الظالم لا يتقبله الله تعالى حيث أن الله تعالى لا يقبل إلا الفعل الطيب حيث روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال:
“قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا ، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين.
فقال تعالى:
{ يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا}.
- وقال تعالى:
{يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم}، ثم ذكر الرجل يطيل السفر، أشعث أغبر، يمدّ يديه إلى السماء: يا رب يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغُذّي بالحرام، فأنّى يُستجاب له”.
اقرأ أيضا: طريقة دعاء سورة الفيل أقسم بالله من أخطر الأعمال للظالم
الإسلام وانتقام الله من الظالم
في خلال حديثنا عن هل ينتقم الله من الظالم في الدنيا فإننا نؤكد على وجود الكثير من الآيات القرآنية والأدعية النبوية التي تؤكد على بشاعة الظلم والتي تحث الظالم على أن يتوب مرة بالترغيب ومرة بالترهيب والعقاب وعقاب الله لهم ومن هذه الآيات والأدعية:
- قال رسول الله صل الله عليه وسلم:
“الظلم ثلاثة؛ فظلم لا يغفره الله، وظلم يغفره، وظلم لا يتركه، فأما الظلم الذي لا يغفره الله فالشرك، قال الله: إن الشرك لظلم عظيم.
وأما الظلم الذي يغفره الله فظلم العباد أنفسهم فيما بينهم وبين ربهم، وأما الظلم الذي لا يتركه الله فظلم العباد بعضهم بعضا حتى يدين لبعضهم من بعض”.
- وهذا إشارة إلى أن ظلم الإنسان لعباد الله تعالى لا يمكن أن يغفل الله عنه، وحتما سيجد الظالم العقوبة على ظلمه.
- قال تعالى:
“إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم”.
وفي هذا إشارة بقوة العذاب الذي ينتظر الظالم.
- ولقد وصف الله تعالى عاقبة الظلم حيث قال:
“ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطو أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون”.
- ومما يؤكد على أن عقوبة الظالم ستكون في الدنيا وكذلك في الآخرة هي ما روي عن الرسول صل الله عليه وسلم أنه قال:
“اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة”.
- وقد قال:
“بابان معجلان عقوبتهما في الدنيا: البغي، والعقوق”.
اقرأ أيضا: تجربتي مع التسبيح قبل النوم
صور من عقاب الظالمين في الدنيا
إن الإجابة عن سؤال هل ينتقم الله من الظالم في الدنيا يأتي في إطار الظالمين الذين أهلكهم الله في الدنيا وهم:
عقوبة فرعون وجنوده
كان فرعون من أشد الناس ظلمًا الذين جاءوا على مر التاريخ، حتى أنه تحدى الله عز وجل، فكان فرعون يعذب بني إسرائيل ويسعى بالفساد في الأرض، حتى وصل ظلمه إلى قتل أطفال بني إسرائيل.
وعندما لم يعد إلى الله تعالى ويعرف حقيقة ظلمه قال تعالى عنه:
“فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين، وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون، وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين”.
عقوبة قوم ثمود
بالنسبة لقوم ثمود، فإنه كانا قومًا جبارين ولم يرجعوا إلى الله تعالى، ولم يتبعوا نبي الله صالح، بل زادوا في ظلمهم وقتلهم ناقة الله تعالى على الرغم من تحذيرات النبي لهم وأن الله سيعاقبهم، ولكنهم لم يبالوا بكلام الله تعالى.
فأهلكهم الله تعالى حيث قال في كتابه:
“وأخذ الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين، كأن لم يغنوا فيها ألا إن ثمود كفروا ربهم ألا بعدا لثمود”.
اقرأ أيضا: أقوى 20 دعاء على الظالم
أنواع الظلم
إن للظلم صور وأشكال يجب أن ينتبه الإنسان منها حتى لا يقع بها ومن أشكال وصور الظلم:
ظلم الإنسان نفسه
- يعتبر ظلم الإنسان لنفسه من أشد الظلم التي من الممكن أن يقع بها أي إنسان، فلا يمكن لإنسان أن يعرض نفسه للهلاك والنار، وهذا هو الظلم في حد ذاته.
- وقد وجاء عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:
“لما نزلت آية الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم”، شق ذلك على المسلمين، فقالوا: يا رسول الله أينا لا يظلم نفسه؟.
قال: ليس ذلك إنما هو الشرك، ألم تسمعوا ما قال لقمان لابنه وهو يعظه: يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم”.
- كما يقول تعالى:
“وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون”.
الظلم في المال
- ظلم الأموال كثير ومتعدد في أيامنا هذه حيث أن الناس لا يتنزهون عن أكل الناس في أموالهم.
- وقد يقول قائل بأنه لا يسرق المال أو يأخذه من أحد، ولكن هناك أشكال ظلم المال التي تتلخص في شراء السلع بأقل من سعرها بهتانًا.
- وكذلك بيع السلع بأغلى السعر مستغلًا حاجة الناس، والتلاعب في الموازين وعدم إعطاء كامل الأجرة للمأجورين، وهذا كله يقع في إطار ظلم المال والتعدي على حق الغير.
انتهاك أعراض الناس بالظلم
التعرض لأعراض الناس بالظلم والبهتان من أنواع الظلم وقد توعد الله تعالى فاعله حيث يقول:
“إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم”.
فلا يجب لأي شخص أن يتحدث عن أعراض الناس وأن يظلمهم في أعراضهم.
الظلم في السلطان
ظلمات السلطان كثيرة ومتعددة، فهو ذلك الإنسان الذي لديه سلطة وجاه تمكنه من تزييف الحقائق والاعتداء على حقوق الناس بالظلم وتحويل الباطل إلى حق والعكس، وهو متيقن أنه لا يستطيع أحد أن يقف أحد أمامه، ولكنه نسي الله عز الذي روي الرسول عنه:
” يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا”.
اقرأ أيضا: عدد مرات الاستغفار لقضاء الحاجة
وفي نهاية مقالنا عن هل ينتقم الله من الظالم في الدنيا نكون قد قدمنا المعلومات عن إجابة هذا السؤال وأهم الأحاديث النبوية والآيات القرآنية التي تؤكد على جزاء الظالم وعقوبته سواء في الدنيا أو الآخرة وصور العقاب التي أبلغنا عنها الله تعالى.
لذلك فاحرص على ألا تكون ظالم لنفسك أو لغيرك، لأنك بذلك تكون في عداوة مع الله تعالى، ولا يتحمل إنسان عداوة الله عز وجل.