هل يشفى مريض التهاب الدماغ
هل يشفى مريض التهاب الدماغ وما هي طرق علاجه، وكيفية تشخيص المرض وعوامل الإصابة فلربما زادت الأسئلة بأكثر من ذلك حول خطورة التهاب الدماغ ومضاعفاته التي قد تكون لها مخاطر تؤدي إلى الوفاة، إذ يعد التهاب الدماغ من الأمراض التي تحتاج إلى علاج سريع داخل المستشفى بعد أن يتم فحص المرض حسب الإجراءات المُتبعة، وللمزيد من المعلومات يرجى استكمال القراءة فيما يلي عبر منصة وميض.
اقرأ أيضًا: هل يشفى مريض سرطان الدماغ
هل يشفى مريض التهاب الدماغ
إن مرض التهاب الدماغ هو حالة غير شائعة يكون فيها الدماغ مصابًا بالتهاب وتورم ناتج عن التعرض لعدوى فيروسية، أو ربما مشكلة في الجهاز المناعي، وقد يتسبب ذلك في تعرض الشخص للخطر، ويعد كبار السن والأطفال الصغار من أكثر الفئات تعرضًا لهذا المرض.
يختلف خطر الإصابة بالتهاب الدماغ حسب أسباب وعوامل الخطر، فعلى سبيل المثال هناك نوع يعرف بـ التهاب الدماغ بفيروس الهربس البسيط، يعد أكثر الأنواع المعروفة بأنه مميت بدرجة كبيرة، فيمكن أن يتوفى شخص واحد من بين 5 أشخاص مصابة بالتهاب الدماغ حتى وإن تم العلاج.
كما أن التهاب الدماغ قد يتسبب في حدوث مضاعفات تظل فترة طويلة عند نصف الحالات المصابة، وقد تكون نسبة الشفاء مضمونة إذا ما تم فحص وتشخيص التهاب الدماغ بشكل دقيق، وعلاج الحالة سريعًا دون انتظار.
حيث ان مسألة شفاء المريض من التهاب الدماغ تعد بطيئة وقد تمتد لعدة أشهر أو ربما سنوات، وهناك حالات لا يتم شفائها بشكل كامل حتى بعد وصف العلاج، وتجدر الإشارة إلى أن عملية التعافي والشفاء من التهاب الدماغ تتطلب تأهيل شديد للمريض من قِبل التخصصات الآتية:
- العلاج الطبيعي لعمل جلسات تساعد على الحركة والتنقل.
- العلاج الوظيفي للقيام بمعالجة مشكلات اللغة والنطق والتنسيق.
- متخصص في علم النفس العصبي لإعادة تأهيل المريض.
- أخصائي في علم الأعصاب.
- أخصائي في علم التغذية.
اقرأ أيضًا: الجلطة الدماغية في الجانب الأيمن
أنواع التهاب الدماغ
إن تعرض الشخص للإصابة بالتهاب الدماغ قد يكون نتيجة العدوى الفيروسية في حال وجود أوبئة أو حالات معزولة في غالب الأحيان، ويوجد أنواع من التهاب الدماغ سنتطرق إلى معرفتها حتى تتضح الإجابة عن هل يشفى مريض التهاب الدماغ من بينها:
- التهاب الدماغ الذي يتم نقله بواسطة حشرة القراد.
- التهاب الدماغ الياباني المنتشر عن طريق البعوض، ويكثر بشكل ملحوظ في مناطق زراعة الأرز ببعض دول آسيا.
أسباب وعوامل خطر الإصابة بالتهاب الدماغ
توجد مجموعة من الأسباب والعوامل الخطيرة التي تؤدي إلى إصابة الشخص بالعدوى، ومن خلال ذلك يتم تحديد هل يشفى مريض التهاب الدماغ فإليكم أبرز هذه الأسباب على النحو التالي:
الأسباب
- حدوث مشكلات في الجهاز المناعي ومن ثم مهاجمته للدماغ دون أي سبب، حتى يؤدي الأمر إلى التهاب الدماغ المناعي الذاتي.
- في بعض الأحيان يكون السبب مرتبط بالعدوى البكتيرية والطفيليات ويحدث في حالات نادرة.
- عدوى فيروسية مثل فيروس الهربس، فيروسات معوية، فيروس نقص المناعة، فيروس يتم انتقاله بواسطة الحشرات.
عوامل الخطر
- الفئات العمرية مثل كبار السن والأطفال الصغار.
- المناطق التي بها شجيرات كثيفة أو المناطق الجغرافية الموجود بها الحشرات التي ت تقوم بنقل الفيروس.
- فترة الموسم الصيفي: حيث تقوم حشرات البعوض والقراد بالانتقال خلال هذه الفترة مما يؤدي إلى انتشار الفيروسات المُسببة لالتهاب الدماغ.
اقرأ أيضًا: هل يشفى مريض التهاب الأعصاب
أعراض الإصابة بمرض التهاب الدماغ
حتى يمكننا تحديد هل يشفى مريض التهاب الدماغ من عدمه، فإن تحديد أعراضه التي تبدأ في الظهور قد تحدد كيفية العلاج ومن ثم الشفاء، ومن علامات التهاب الدماغ نذكر ما يلي:
- أعراض في الجهاز الهضمي تتضمن ألم في البطن، غثيان، تقيؤ، إسهال.
- الشعور وكأن المريض لديه زكام مع أعراض نزلات البرد كالسعال، التهاب في الحلق، حمى، سيلان الأنف، انتفاخ الغدد اللمفيّة مع آلام في العضلات.
- الصداع.
- الإحساس بالتنميل أو شلل في بعض أجزاء من الجسم.
- اضطرابات في الشخصية أو في الذهن.
- الشعور بالنعاس المؤدي إلى الغيبوبة أو الوفاة.
- التحسس من أي ضوء.
- تيبس في منطقة الرقبة.
- القيء.
- فقدان التحكم في المثانة والأمعاء.
وقد تكون هذه الأعراض أقل حدة عن تلك التي يتسبب في ظهورها التهاب السحايا، حيث أن التهاب الدماغ الناتج عن فيروس الهربس البسيط تكون أعراضه مائلة في تشابهها إلى بدايات الأنفلونزا، بالإضافة إلى شمّ روائح غير مألوفة أو الإحساس بتغييرات مُفاجئة في المشاعر.
وفي حالة تقدم المرض يشعر المريض بصعوبات في التركيز والنطق وتكرار الاختلاجات حتى ينتهي الأمر إلى غيبوبة، لذلك فإن الشفاء من التهاب الدماغ يستغرق وقتًا طويلًا، كما أن التعافي يعتمد بدرجة كبيرة على المسببات ومدى الاستجابة في معالجة العدوى الفيروسية.
المضاعفات التي تترتب على التهاب الدماغ
لتحديد إجابة السؤال هل يشفى مريض التهاب الدماغ، فإن المضاعفات التي تحدث نتيجة المرض وطرق علاجها هي التي ستحدد احتمالية الشفاء والتعافي ومن بين هذه المضاعفات:
- حدوث مشاكل في السمع أو الرؤية بشكل كبير.
- التعرض لشلل في بعض أعضاء الجسم.
- الإحساس بالتعب والخمول بشكل دائم.
- حدوث مشاكل في توازن الجسم وحركته.
- عدم القدرة على التركيز أو أخذ القرار ووضع حلول للمشكلات التي يواجهها الشخص المريض.
- التعرض لمشكلات نفسية مثل القلق والاكتئاب واضطرابات مزاجية.
- تكرار الإصابة بالتشنجات العصبية.
- عدم قدرة المريض على بلع الطعام.
- صعوبات في النطق واللغة.
- حدوث بعض تغييرات في السلوك والتصرف والشخصية بوجه عام.
- اضطرابات في الذاكرة.
- الخرف.
- النوم بشكل زائد.
- التعرض للهلوسة.
- تهيُج وارتباك.
- نوبات صرع.
- وربما تؤدي المضاعفات الشديدة الخطورة إلى تعرض الدماغ لفقدان الوعي أو ما يعرف بالغيبوبة أو يؤدي الحال إلى وفاة المريض.
اقرأ أيضًا: أعراض الجلطة الدماغية قبل حدوثها
فحص وتشخيص التهاب الدماغ
استنادًا على العلامات التي تظهر على الشخص المريض الذي يعاني من التهاب الدماغ، وعن احتمالية هل يشفى مريض التهاب الدماغ ويعاود حياته بشكل طبيعي، يبدأ الطبيب المُختص بعمل تشخيص للمرض بناءً عليها يتم تقديم العلاج المناسب، فيتم فحص التهاب الدماغ من خلال مجموعة من الإجراءات التالية:
- تشخيص باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الذي يكشف أنماط التغيير في الدماغ مما يؤكد وجود المرض.
- استخدام التصوير المقطعي المحوسب CT في حالة عدم توفر الإجراء السابق، حيث يساعد على استبعاد أي أعراض مشابهة كالسكتات الدماغية وأورام الدماغ والبحث عن المشكلات التي تجعل إجراء البزل الشوكي غاية في الخطورة.
- إجراء فحص التهاب الدماغ بأخذ عينة من السائل النخاعي لتحديد الفيروس المسبب للمرض، وهو ما يعرف بـ البزل النخاعي (البزل القطني).
- إجراء فحص وتشخيص التهاب الدماغ من خلال تقنية التفاعل التسلسلي للبُوليميراز PCR، وذلك لتحديد الفيروسات التي يمكن أن تؤدي إلى التهاب الدماغ.
- وهناك بعض حالات مرضية تستلزم أخذ عينة من نسيج الدماغ وفحصها مخبريًا، حتى يتم التأكد من نوع الفيروس المؤدي إلى حدوث التهاب الدماغ.
- إجراء تحليل دم أو بول أو أي سوائل أخرى للتأكد من وجود العدوى الفيروسية في الجسم.
- وفي أحيان أخرى قد لا يقوم الطبيب بعمل إجراء لتحديد أي فيروس أو سبب آخر للعدوى حتى بعد الفحوصات المكثّفة، فربما يكون السبب في مثل هذه الحالات هو التهاب الدماغ بالأباعد الورمية أو المناعة الذاتية، حيث لا يمكن لتلك الإجراءات التأكيد على الإصابة بهذه الأعراض بشكل دائم.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع التهاب العصب الثامن
كيف يمكن علاج مريض التهاب الدماغ؟
عندما يبدأ الطبيب في إجراء الفحص الطبي لتحديد العلاج، حينها يتم وضع احتمالية هل يشفى مريض التهاب الدماغ بالأدوية أو بأي طرق أخرى، حيث تشتمل معالجة التهاب الدماغ على الآتي:
علاج بالأدوية المضادة
- حسب السبب المؤدي إلى ظهور اضطرابات في الدماغ يقوم الطبيب المعالج بتحديد علاج مضاد للفيروسات أو أدوية الستيرويدات القشرية ( الميثيل، البريدنيزون، البريدنيزولون).
- عمل تبادل البلازما من خلال دم شخص آخر لديه جهاز مناعي طبيعي عن طريق الوريد، أو إعطاء المريض الغلوبولين.
- وفي حالة الفيروسات الأخرى فلا توجد علاجات محددة، ولكنها تتضمن تقليل حدة الأعراض التي تظهر كالحُمّى والاختلاجات، مع استخدام أنبوب التنفس للتخلص من العدوى خلال مدة تتراوح بين 7-14 يوم تقريبًا.
- وعند الفشل في التخلص من فيروس الهربس البسيط والفيروس النُّطاقي الحُماقِي، يتم وصف الأسيكلوفير المضاد للعدوى الفيروسية.
- كما يمكن علاج التهاب الدماغ المُضخِّم للخلايا بإعطاء غانسيكلوفير.
- استخدام دواء الفوسكارنيت.
علاجات داعمة
- في حالة الإصابة بالتهاب الدماغ المزمن يتم استخدام الأدوية المضادة للاختلاجات ومنها الفينيتوين لمنع أو إنهاء النوبات.
- إعطاء أدوية الكورتيكوستيرويدات لتخفيف التضخم أو التورم في الجمجمة.
- إعطاء سوائل عن طريق الوريد للحفاظ على معدلات المعادن والعناصر الأساسية.
- متابعة عملية التنفس ووظائف الجهاز القلبي.
اقرأ أيضًا: ما هو مرض التهاب السحايا
هل يمكن الوقاية من التهاب الدماغ؟
قد لا يستطيع الشخص حماية نفسه من حدوث التهاب الدماغ بشكل عام، ولكن يمكن الوقاية بقدر المستطاع من التعرض لأي عدوى تتسبب في حدوث التهاب الدماغ من خلال الطرق التالية:
استخدام طارد الحشرات
تتسبب بعض الحشرات في انتقال العدوى الفيروسية لجسم الإنسان وإصابته بالعديد من الفيروسات الخطيرة، ولتجنُب ذلك يمكن استخدام المبيدات الحشرية الفعالة في القضاء على الحشرات مثل البعوض أو جهاز طارد الحشرات.
نمط الحياة اليومي والممارسات الصحية السليمة
- من خلال اتباع مجموعة من الأساليب الإيجابية خلال اليوم مثل غسل اليدين بشكل متكرر باستخدام الماء والصابون قبل وبعد كل وجبة طعام، وبعد استعمال المرحاض، فإن هذا من شأنه وقايتك من التعرض لأي عدوى فيروسية أو بكتيرية.
- يجب الحرص على تعليم الطفل كيفية الحفاظ على النظافة الجيدة بعدم مشاركته لغيره أي متعلقات شخصية في المدرسة أو البيت مع المحيطين به، حتى لا يتعرض لفيروس الهربس البسيط أو أي عدوى تسبب التهاب الدماغ.
- أيضًا يجب عدم استخدام الأدوات الشخصية للآخرين مثل المنشفة، أدوات الطعام، فرش الأسنان، أدوات المكياج وغيرها.
استخدام أغطية أثناء النوم
في حال أن كان الشخص ينام بدون تغطية جسده فعليه أن يغير هذه العادة ويقوم بتغطية جسده لكي يقي نفسه من لدغات البعوض الذي يحمل العدوى الفيروسية المُسببة لحدوث التهاب الدماغ، وذلك في المناطق الأكثر انتشارًا لحشرة البعوض وعند أوقات الفجر تحديدًا.
كما ينبغي الابتعاد عن الأماكن التي يكثر فيها البعوض، مثل المناطق المليئة بالأعشاب والأشجار الكثيفة، وأماكن تجمع المياه الراكدة.
الحرص على تناول اللقاحات
ينبغي على الشخص أن يحرص على تلقي اللقاحات، فهي أكثر فعالية في تخفيف خطر الإصابة بأعراض التهاب الدماغ، والتي من بينها:
- لقاحات مضادة للحصبة الألمانية.
- لقاحات ضد فيروس التهاب الدماغ الياباني.
- لقاحات ضد التهاب الدماغ المنقول بواسطة البعوض في حالة انتشار الفيروس.
- لقاحات ضد الحصبة والنكاف.
طرق أخرى وقائية
- يجب على الشخص عدم ممارسة أي أنشطة غير لازمة في المناطق التي ينتشر بها البعوض.
- يجب التخلص من قصاري الزرع الغير مستخدمة أو الأسقف المسطحة أو الإطارات الغير مستعملة والمزاريب القديمة.
- تجفيف أي تجمعات ماء راكدة خارج البيت حتى لا يقوم البعوض بالتجمع حولها ووضع البيض فيها، مما يتسبب في العدوى الفيروسية على المدى البعيد.
- الحرص على إصلاح النوافذ والأبواب الغير سليمة لمنع دخول الحشرات ليلًا خاصة حشرة البعوض.
- الإكثار من تناول السوائل وشرب الماء عند تناول العقاقير المساعدة على تسكين الألم.
اقرأ أيضًا: أعراض التهاب العصب الخامس و معرفة الفئات الأكثر عرضة
وفي نهاية موضوعنا هل يشفى مريض التهاب الدماغ سنجد أن التعافي من مضاعفات المرض تتطلب فترة طويلة من الوقت ربما تمتد إلى سنوات، حتى يتم التخلص من الأعراض بشكل تام من خلال العلاجات المقترحة بالإضافة إلى إعادة تأهيل المريض حتى يستطيع ممارسة حياته كما كان في السابق قبل الإصابة، مع العلم بأن هناك علامات لبعض الحالات المرضية قد تؤدي إلى الغيبوبة ومن ثم الوفاة.