هل تختار المرأة غير زوجها في الجنة
هل تختار المرأة غير زوجها في الجنة؟ أم أنها تتزوج نفس الرجل الذي تزوجته في الحياة الدنيا؟ كثير من الأسئلة تدور في العديد من أذهان المرأة كونها لا تعلم ما الذي ينتظرها في الآخرة، لذا ومن خلال منصة وميض، سوف نجيب عن تلك الأسئلة من خلال الاستشهاد بالآيات القرآنية والأحاديث الشريفة التي تخص الأمر.
هل تختار المرأة غير زوجها في الجنة؟
تحاول المرأة المسلمة قدر المستطاع أن تطيع ربها، وتعمل على إقامة فرائضه واتباع أوامره واجتناب ما نهى عنه، كما تقتدي بأمهات المؤمنين في أفعالهن إلى أن تُرقى إلى أعلى مراتب الإيمان، حيث تضع الآية التالية نصب أعينها، فقد قال الله تعالى في محكم التنزيل في سورة النور الآية رقم 31:
“وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ”
تلك الآية التي من شأنها أن جمعت كل ما فرض على المرأة في الدين الإسلامي، والذي إن اتبعته نالت رضوان الله عز وجل عليها، إلا أنها في الكثير من الأحيان تتساءل عن الجنة وما يمكن أن يكون مجهز لها فيها، ولعل أهم الأسئلة التي تواجهها هو سؤال هل تختار المرأة غير زوجها في الجنة.
حيث جاءت إجابته متشعبة، فالنساء يوم القيامة خمسة أنواع منهن من لها حرية اختيار الزوج في الآخرة، ومنهن من لن تحصل على تلك الرخصة، لذا ومن خلال الفقرات التالية سوف نتعرف على العوامل التي تؤدي إلى ذلك في كلتا الحالتين عبر السطور التالية:
1- العزباء في الدنيا
إن توفيت المرأة في الحياة الدنيا وهي عزباء لم تتزوج في حياتها، على أن تكون صالحة ومأواها الجنة، فإن الله يختار لها زوجًا صالحًا مثلها تقضي معه الحياة السرمدية السعيدة، فهي لن تمكث وحيدة في الدارين، ولربما لم يرزقها الله بزوج في الدنيا، كي يكافئها بزوج ليس له مثيل في الآخرة، فقد قال الله تعالى في سورة ق الآيات من 33 إلى 35:
” مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ* ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ* لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ“.
اقرأ أيضًا: حكم نفور الزوجة من زوجها
2- المرأة المتزوجة
تأتي إجابة سؤال هل تختار المرأة غير زوجها في الجنة، في حالة وفاة المرأة وهي متزوجة من أحد الرجال الذي لم يسبقه أحد، فهو أول وآخر من تزوجت، على النحو التالي:
- إن كان الزوج صالحًا ودخل معها الجنة، فإنه سوف يكون زوجها أيضًا في الدار الآخرة، ولن تتمكن من الزواج من غيره.
- أما إن كان من غير الصالحين، فكان مثواه جهنم وبئس المصير، فإن الله يبدلها خير منه الآخرة من يعيش معها على أن ترضى به، ففي الجنة لن يكون هناك إجبار على فعل أي شيء، فقد قال الله تعالى من خلال القرآن الكريم في سورة فصلت الآيتين 30، 31:
” إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ* نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ“.
كذلك على المرأة أن تعلم أنه إن كان زوجها سيء الخلق في الدنيا إلا أن الله قد من عليه بالهداية والتوبة وكان من أهل الجنة، فإن زوجته في الدنيا هي زوجته في الآخرة، وسوف يسخره الله لها، فلا يكون سببًا في شعورها بالألم أو الحزن أبدًا، فقد قال الله تعالى في سورة يونس الآيات من 62 إلى 64:
“ ألا إِنَّ أَوْلِيَاء اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ* الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ* لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ“.
3- المرأة المطلقة
أما عن المرأة التي طلقت في الحياة الدنيا، فهي قد اختارت أن تترك زوجها في الدار الفانية، أي أنها لا تود أن تعيش معه، لذا فقد جاءت إجابة سؤال هل تختار المرأة غير زوجها في الجنة في تلك الحالة بانقسام بين من قامت بالزواج بعد الطلاق ومن لم تتزوج، ونوضحها تفصيليًا عبر السطور الآتية.
المطلقة التي لم تتزوج بعد الطلاق
في حالة أن المرأة لم تتزوج بعد أن طلقت من زوجها لأي سبب كان، وماتت وهي على طاعة الله عز وجل، فكان مثواها جنة النعيم، فإنها في تلك الحالة لها أن تختار زوجها من أهل الجنة، حيث ترضى معاشرته جزاء لها على طيب عيشها والطاعات التي كانت تتقرب بها إلى الله عز وجل.
الجدير بالذكر أن المرأة من شأنها أن تستمتع بالكثير من النعم في الجنة، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في رواية عبد الله بن عباس:
“لمَّا خلق اللهُ جنَّةَ عدنٍ خلق فيها ما لا عينٌ رأت ولا أُذنٌ سمِعت ولا خطر على قلبِ بشَرٍ، ثمَّ قال لها: تكلَّمي فقالت: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ، وفي روايةٍ: خلق اللهُ جنَّةَ عدنٍ بيدِه، ودلَّى فيها ثمارَها، وشقَّ فيها أنهارَها، ثمَّ نظر إليها فقال لها: تكلَّمي فقالت: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ، فقال: وعزَّتي وجلالي لا يُجاورني فيك بخيلٌ” (صحيح).
المطلقة التي تزوجت بعد طلاقها
بينما في حالة زواج المرأة بعد طلاقها، فإنها تختار الزوج الأخير في الآخرة يكن لها زوجًا أبديًا، يعيشان في كنف الله عز وجل، ويستمتعان بنعم الجنة التي أعدها الله للمؤمنين، ذلك إن كان الزوج صالحًا ومن أهل الجنة، أما إن كان من أهل النار، فإنها لن تعود إلى زوجها الأول حتى وإن كان من أهل الجنة، بل سيزوجها الله عز وجل ممن تريده وترضى أن يكون زوجًا لها في دار البقاء.
اقرأ أيضًا: ما حكم المرأة التي ترفع صوتها على زوجها وتتطاول عليه بالكلام
3- حال الأرملة في الجنة
الأرملة هي من توفي عنها زوجها في الحياة الدنيا، حيث إنها في تلك الحالة تأتي إجابة سؤال هل تختار المرأة غير زوجها في الجنة على النحو التالي:
الأرملة التي لم تتزوج بعد وفاة الزوج
في حالة أن الأرملة لم تتزوج بأي من الرجال بعد وفاة زوجها، فهذا دليل على أنها كانت تحبه، لذا يمن الله عليها به يوم القيامة إن كان من أهل الجنة، أما إن كان عاصيًا لله عز وجل، فكان مصيره النار، فإن الله يزوجها ممن ترضى أن يكون لها ذخرًا في الآخرة.
اقرأ أيضًَا: متى تحرم الزوجة على زوجها حرمة أبدية؟
الأرملة التي تزوجت بعد زوجها المتوفى
بينما في حالة أن المرأة قد تزوجت بعد أن توفى عنها زوجها، وكان ذلك الزوج من الأتقياء ودخل الجنة، فإنه سوف يكون زوجها إلى الأبد، والجدير بالذكر أن الله عز وجل قد حرم على زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يتزوجن من بعده لهذا السبب.
تتعدد الأسئلة حول جنات الله ونعيمها، إلا أننا على يقين أنها ستكون مأوانا أملًا في رحمة الله تعالى بعباده الصالحين.