لماذا سميت سورة الإسراء بسورة بني إسرائيل
لماذا سميت سورة الإسراء بسورة بني إسرائيل وما هي معجزة رحلة الإسراء والمعراج؟ فسورة الإسراء تعتبر سورة مكية فيما عدا بعض الآيات منها مدنية، وعدد آياتها مائة وإحدى عشرة آية وترتيبها في المصحف السابعة عشر، وفيما يلي بمنصة وميض سنجيب عن سؤالكم لماذا سميت سورة الإسراء بسورة بني إسرائيل.
لماذا تسمي سورة الإسراء بسورة بني إسرائيل
سبب تسمية سورة الإسراء بسورة بني إسرائيل يرجع إلى أن الله ذكر قوم إسرائيل عما حدث لهم في الماضي، ويخبرنا عما سوف يحدث لهم في المستقبل، حيث أخبرنا الله سبحانه وتعالى إن شأن إسرائيل سوف يعلو في الأرض وسينتشر الفساد في الأرض، وهناك عدة تفسيرات سنوضحها فيما يلي:
- التفسير الأول: هو أن طغيان قوم إسرائيل في الأرض في الماضي، فبعث الله عباده فدمروا علو بنيانهم، وهناك أقاويل عمن بعثهم هم البابليون أو المَجوس، حيث ذهبوا إلى البيت المقدس وقد جعلوا قوم بني إسرائيل أسرى وذهبوا بيهم كسبايا إلى العراق.
- التفسير الثاني: هو أن هزيمة بني إسرائيل سيحدث في عهد المسلمين كما سبق هزيمتهم على يد سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم – في معارك كبني النضير وبني قريظة وبني قينقاع، وقد هزموا أيضًا على يد سيدنا عمر بن الخطاب – رضي الله عنه وأرضاه – ودخل إلى البيت المقدس منتصرًا.
- التفسير الثالث: وهو سيظهر فسدة الأرض بعد ظهور الإسلام، فلقد حصل فساد في عهد رسول الله – صل الله عليه وسلم -، ويحصل إفساد حاليا بما يرتكبه الكيان الصهيوني من قتل الأبرياء وسفك الدماء، والله وعد انه سيرسل عباده المؤمنين لهزيمة بني إسرائيل وفسادهم.
اقرأ أيضًا: لماذا سميت سورة الأعلى بهذا الاسم
أحاديث وآيات عن سبب تسمية سورة الإسراء بسورة بنى إسرائيل
هناك عدد من الأدلة التي توضح لنا سبب تسمية سورة الإسراء باسم بني إسرائيل، وسنوضح لكم تلك الأدلة من خلال ما يلي:
- عن عبد الله بن مسعود (رضي الله عنه) ” بَنِي إسْرَائِيلَ، والكَهْفُ، ومَرْيَمُ، وطه، والأنْبِيَاءُ: هُنَّ مِنَ العِتَاقِ الأُوَلِ، وهُنَّ مِن تِلَادِي “ [رواه عبد الرحمن بن يزيد].
- كما رُوي أيضًا عن عائشة (رضي الله عنها) أم المؤمنين ” كانَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ لا ينامُ علَى فِراشِه حتَّى يقرأ بَني إسرائيلَ، والزُّمَرِ “.
- كما أن هناك سبب آخر وهو يرجع إلى فساد قوم بني إسرائيل، حيث قال تعالى: {سُبحانَ الَّذي أَسرى بِعَبدِهِ لَيلًا مِنَ المَسجِدِ الحَرامِ إِلَى المَسجِدِ الأَقصَى الَّذي بارَكنا حَولَهُ لِنُرِيَهُ مِن آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّميعُ البَصيرُ* وَآتَينا موسَى الكِتابَ وَجَعَلناهُ هُدًى لِبَني إِسرائيلَ أَلّا تَتَّخِذوا مِن دوني وَكيلًا* ذُرِّيَّةَ مَن حَمَلنا مَعَ نوحٍ إِنَّهُ كانَ عَبدًا شَكورًا* وَقَضَينا إِلى بَني إِسرائيلَ فِي الكِتابِ لَتُفسِدُنَّ فِي الأَرضِ مَرَّتَينِ وَلَتَعلُنَّ عُلُوًّا كَبيرًا} [الإسراء: 1 – 4]
ما هو سبب تسمية سورة الإسراء بهذا الاسم
سبب تسمية سورة الإسراء بهذا الاسم يرجع إلى معجزة الإسراء والمعراج التي حدثت للنبي محمد، فالمقصود بالإسراء هي الانتقال من مكة وبالتحديد من المسجد الحرام إلى القدس وبالتحديد إلى المسجد الأقصى، أما عن المعراج فتعريفه هو الصعود إلى السماوات السبع لقد كانت رحلة الإسراء والمعراج لم تكن رحلة سهلة بل كانت أشبه بمعجزة.
اقرأ أيضًا: ما ترتيب سورة الأعلى في المصحف الشريف
معجزة رحلة الإسراء والمعراج
في بداية الأمر كانت رحلة الإسراء والمعراج لتخفيف آلام وأحزان النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – لذلك كانت تلك الرحلة إكرامًا له، وقد كانت تعويضًا عظيما للنبي بعد تكذيب أهل الطائف له، فقد قال تعالى:
{ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا} ]سورة النساء: 70 [.
بدأت الرحلة بصعود الصخرة المشرفة فلقد ذهب جبريل – عليه السلام – مع الرسول – صلى الله عليه وسلم – وحمل جبريل الرسول على جناحه وصعد به إلى السماء.
فرأى الرسول السماء الأولى وعرف أحداثها ثم صعد جبريل بالرسول إلى السماء الثانية فاستفتح فأذن له وكان جبريل كلما صعد إلى السماء أكثر وأكثر رأى الرسول الله – صلى الله عليه وسلم – أحد الأنبياء في كل سماء، حتى صعدوا إلى السماء السابعة.
وعندها وصل إلى جنة المأوى، فوقف سيدنا محمد بين يدي الله فأوحى الله له فأكرمه بالصلاة وخواتيم سورة البقرة وقد رأى في رحلته الملائكة والجنة وبعض من صور نعيم الجنة ورأى النار والكافرين فيها وعذابهم.
كل هذا حدث في ليلة واحدة، لا يوجد دليل يؤكد متى حدثت تلك المعجزة ولكن الله أعلم هناك أقاويل تشير إلى أنها وقعت قبل هجرة سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم – إلى المدينة، وهناك أقاويل تشير إلى أنها وقعت في السنة الأولى قبل الهجرة، وهناك أقاويل أخرى تشير إلى وقوعها قبل الهجرة بثلاث سنوات كما أن هناك أقاويل تقول إنها وقعت قبل شهر .
ولكن هناك سؤال هل صعد النبي بجسده أم بروحه؟
قال تعالى:
{سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الإسراء: 1[
تفسير أهل العلم لتلك الآية أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قام بتلك الرحلة وهو في روحه وفي جسده وقد قال النبي – صلى الله عليه وسلم -:
“بينا أنا عندَ البيتِ، بين النائمِ واليقِظانِ، إذ أقبل أحدُ الثلاثةِ بين الرجُلَين، فأتيتُ بطستٍ من ذهبٍ، ملآنَ حكمةً، وإيمانًا، فشق من النحرِ إلى مراقِ البطنِ، فغسل القلبَ بماءِ زمزمَ، ثم مُلئَ حكمةً، وإيمانًا، ثم أتيت بدابةٍ دون البغلِ، وفوقَ الحمارِ، ثم انطلقتُ مع جبريلَ عليه السلامُ، فأتينا السماءَ الدنيا” [رواه مالك بن صعصعة الأنصاري].
فهذا دليل على أن الرسول قد قام بتلك الرحلة وهو بداخل جسده وروحه
من معجزات رحلة الإسراء والمعراج رؤية الرسول – صلى الله عليه وسلم – لهيئة جبريل عليه السلام – كاملة، وقد رأى البيت المعمور والملائكة تطوف من حوله ورأى نهر الكوثر الذي منحه الله تعالى له، ورأى أيضًا الدجال على هيئته ورأى المرأة الصالحة التي قام بحرقها فرعون.
اقرأ أيضًا: لماذا سميت سورة البقرة بهذا الاسم
ما هو رأي الكافرين في رحلة الإسراء والمعراج؟
بكل تأكيد قاموا بالتكذيب في تلك المعجزة وسخروا منها، ومع الأسف هناك أيضًا من كانوا مرتدين الذين لم يدخل الإسلام قلوبهم، طلبوا من الرسول أن يصف كيف هو شكل المسجد الأقصى؟ فجسده الله تعالى له، فوصفه الرسول – صلى الله عليه وسلم – كما جسده له الله.
لعل في بحثك عن إجابة سؤال لماذا سميت سورة الإسراء بسورة بني إسرائيل خير دليل على وعيك وحرصك الدائم على استبيان كل ما يخص التساؤلات حول تسمية سور القرآن الكريم فإن كنت كذلك فاحرص على الاستمرار فإن فيه منفعة لك.