لماذا سميت فاطمة الزهراء بالبتول
لماذا سميت فاطمة الزهراء بالبتول؟ وهل لها ألقاب أخرى؟ فإن السيدة فاطمة – رضى الله عنها- هي أصغر بنات الرسول – صلى الله عليه وسلم- وأبر الناس إليه، وكان لها دورًا كبيرًا في الإسلام حتى لُقبت باسم البتول انعكاسًا لصفاتها الجليلة، فلماذا سميت فاطمة الزهراء بالبتول؟ وهذا ما سنجيب عنه من خلال منصة وميض.
لماذا سميت فاطمة الزهراء بالبتول
إن أولى زوجات سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم- هي السيدة خديجة بنت خويلد – رضى الله عنها- ولقد أنجبت له العديد من الأبناء والبنات، ومن أصغر البنات سنًا وأكثرهن برًا هي فاطمة والتي سوف نسلط الضوء اليوم عليها في موضوعنا هذا.
فلقد روى عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- أنه قال إن فاطمة هي سيدة نساء العالمين، وهي أول من صُنع لها نعش في الإسلام ووضعت فيه، ومن الجدير بالذكر أنه قيل إن نسل سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم- انحسر فيها وفي أبنائها.
تلك السيدة العظيمة فاطمة كانت تتسم بصفات عديدة – رضي الله عنها- جعلتها تمتلك منزلة رفيعة وعالية في الإسلام، إلى جانب ذلك تم تلقيبها بالعديد من الألقاب التي عكست رضا ربها عنها ورضاه عليها، ومن أبرز هذه الألقاب هي البتول.
فلماذا سميت فاطمة الزهراء بالبتول؟ في حقيقة الأمر لقد تعددت الأقاويل بشأن تسمية السيدة فاطمة بذلك الاسم، إلى أن تم الاستقرار على الآتي:
- سُميت فاطمة بالبتول لأن كلمة البتول تعني في اللغة العربية الانقطاع، ويقصد بذلك أنها انقطعت عمن تنشغل بأمور الدنيا من النساء اللواتي حولها، وتفرغت لعبادة الله وحدة والاهتمام بأمور الآخرة وما يرضي الله – سبحانه وتعالى-.
- يُقال إن لقب البتول دلالة على انقطاعها عن الزواج عدا علي بن أبي طالب – رضي الله عنه- أو ربما انقطاعها عن نظرائها في كُلًا من الحسن والشرف.
اقرأ أيضًا: لماذا سمي البحر الأسود بهذا الاسم
ألقاب السيدة فاطمة
بعد أن تعرفنا على إجابة سؤال لماذا سميت فاطمة الزهراء بالبتول، فإننا في السطور التالية سوف نتناول عرض الألقاب الأخرى لفاطمة ودلالة بعضًا منها:
- فاطمة الزهراء: يقول علماء المسلمين أن السبب وراء تسميتها بذلك هو كونها امرأة بيضاء مستنيرة تشبه أبيها الرسول – صلى الله عليه وسلم-.
كما أنه ذهب البعض إلى قول إن لقب الزهراء أطلق عليها بسبب أن وجهها كان يزهر أي يصبح مشرقًا في الصباح والمساء لزوجها على بن أبي طالب – رضي الله عنه-.
- فاطمة أم أبيها: لقد لقب الرسول – صلى الله عليه وسلم- ابنته فاطمة بأم أبيها نظرًا لحبه الشديد لها لأنها كانت الأكثر اهتمامًا ورعاية له نظرًا لكونها عطوفة وحنونة.
- فاطمة الحوراء الإنسية: روى عن السيدة عائشة – رضى الله عنها- أن الرسول – صلى الله عليه وسلم- لقب فاطمة بذلك ولكن هذا الأمر لم يثبت صحته بعد.
- لقبت فاطمة بالصديقة نظرًا لأنها لا تحب الكذب، ولقبت بألقاب أخرى كسيدة نساء العالمين، وسيدة أهل الجنة، وخير نساء الأمة، والشهيدة، والزكية، والمباركة، والريحانة، وكلها ألقاب مشتقة من صفاتها.
معلومات عامة عن فاطمة البتول
سوف نتطرق في موضوعنا الذي يعرض لكم إجابة سؤال لماذا سميت فاطمة الزهراء بالبتول، وذلك من خلال تقديمنا لكم مجموعة من المعلومات عن حياة هذه السيدة الفاضلة والتي تعد من أحب بنات الرسول – صلى الله عليه وسلم- إليه.
ففي السطور التالية سوف نذكر لكم مولدها، ومواقفها مع أبيها سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم- وأسماء أبنائها، وموعد مماتها، وكل ما يلزم:
1- مولد السيدة فاطمة البتول
إن السيدة خديجة بنت خويلد ولدت فاطمة – رضي الله عنهما- قبل أن يُبعث رسول الله – صلى الله عليه وسلم- بنحو 5 سنوات أي قبل نزول الملك عليه، وكان ذلك في نفس العام الذي قامت فيه قريش بتجديد بناء الكعبة.
حيث إنها وُلدت في مكة المكرمة، وحينها كان عمر النبي – صلى الله عليه وسلم- هو 35 عام، ولقد قام بتسميتها بفاطمة لأن الله – سبحانه وتعالى- قام بفطمها عن النار.
نشأت السيدة فاطمة – رضى الله عنها- كسيدة كريمة قانعة بما رزقها الله – عز وجل- وصابرة على كل ما أصابها، وحسنة الأخلاق وصبورة.
فضلًا عن ذلك فإنها نشأت على حب الآخرة وعلى عبادة الله وحده لا شريك له، وعدم الانشغال عنه بملذات الحياة لهذا سُميت بالبتول كما أوضحنا لكم عند إجابتنا عن سؤال لماذا سميت فاطمة الزهراء بالبتول.
من الجدير بالذكر قول إن السيدة فاطمة – رضي الله عنها- لقيت الكثير في حياتها من الأذى والمتاعب، فلقد شاهدت ما فعله الكفار بأبيها سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم- قبل أن يهاجر في مكة المكرمة، وكذلك رأت طلاق أختيها من أبناء أبي لهب.
اقرأ أيضًا: لماذا لقب عمر بن الخطاب بالفاروق
2- زواج السيدة فاطمة المُلقبة بالبتول
استكمالًا لموضوعنا الذي يعرض لكم الإجابة عن سؤال لماذا سميت فاطمة الزهراء بالبتول، فإننا في السطور التالية سوف نسرد لكم أحداث زواج السيدة فاطمة من على بن طالب – رضي الله عنهما-.
يُروى أن سيدنا أبو بكر الصديق وسيدنا عمر بن الخطاب – رضي الله عنهما- جاءوا إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم ليسألوه أن يزوجهما من ابنته السيدة فاطمة – رضي الله عنها-.
لكن سيدنا محمد – صلى الله عليه- وسلم رفض ذلك، إلى أن جاء على بن أبي طالب – رضي الله عنه- فسأله بأن يزوجه من ابنته الجليلة فاطمة، ووافق عليه وكان ذلك بأمر من الله – سبحانه وتعالى-.
سأل النبي محمد – صلى الله عليه وسلم- على بن أبي طالب عما يملكه كمهر لابنته فاطمة، فأخبره أنه يملك فرسًا ودرعًا، فأبره الرسول أن يترك الفرس ويقدم الدرع كمهر لها بعد أن يبعه ويهبها ثمنه وبالفعل قام بذلك.
قيل إن علي ابن أبي طالب – رضي الله عنه- فرح كثيرًا بموافقة الرسول – صلى الله عليه وسلم- على زواجه بابنته فاطمة وسجد لله – سبحانه وتعالى- شكرًا له، وهذا لما تفضل عليه بجعله مصاهرًا لنبيه.
3- أبناء السيدة فاطمة الزهراء
لقد من الله – عز وجل- على السيدة فاطمة وعلي ابن أبي طالب زوجها بعدد من الأبناء والبنات، سوف نذكرهم لكم بوضوح فيما يلي.
فإنه وكما أسلفنا الذكر من خلال إجابتنا عن سؤال لماذا سميت فاطمة الزهراء بالبتول، كانت قد انقطعت عن الزواج إلا عن سيدنا علي ابن أبي طالب لأن ذلك كان بأمر الله، وأبناءها كالآتي:
- أبناء السيدة فاطمة: الحسن، والحسين، ومحسن.
- بنات السيدة فاطمة: زينب وأم كلثوم.
4- علاقة فاطمة الزهراء بأبيها النبي – صلى الله عليه وسلم-
في سياق حديثنا عن إجابة سؤال لماذا سميت فاطمة الزهراء بالبتول، فإنه يُجدر بالإشارة إلى توضيح العلاقة الرائعة بين فاطمة الزهراء وأبيها النبي محمد – صلى الله عليه وسلم- لما فيها من عظة وحكمة كبيرة، وإليكم بها:
- فاطمة كانت تحب الدفاع عن أبيها، وذكر ذلك عندما رأت أبا جهل وهو يحاول وضع بعض الأحشاء فوق ظهر سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم- ولكنها أسرعت وهي تبكي وإزالتها خشيةً عليه ورغبةً في مساندته.
- كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم- يحب فاطمة الزهراء حبًا جمًا فإذا عاد من سفر أو غزو يأتي إليها يقبل رأسها ويجعلها تجلس في مجلسه لكي يكرمها نظرًا لمنزلتها الكبيرة عنده.
- ترك رسول الله – صلى الله عليه وسلم- وصية لابنته فاطمة في آخر أيام مرضه وقبل موته ليخبرها بأن روحه سوف تُقبض وبشرها بأنها أول من سيلحق به من أهله، وهذه الوصية جعلتها تضحك وتحزن في آن واحد.
- عندما هجر يومًا علي ابن أبي طالب السيدة فاطمة نظرًا لحدوث خلاف بينهما، فذهب النبي – صلى الله عليه وسلم- ليخبره بأن بيت ابنة الرسول خير له من نومه على التراب، وهنا رق قلبه وعاد وانتهي الخلاف بينهما.
- روت أم سلمة أم المؤمنين ” أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جَلَّلَ على الحَسَنِ والحُسَيْنِ وعليٍّ وفاطمةَ كساءً ثم قال اللهم هؤلاءِ أهلُ بيتي وخاصَّتِي أَذْهِبْ عنهم الرِّجْسَ وطَهِّرْهم تطهيرًا“.
5- منزلة السيدة فاطمة في الإسلام
نظرًا لأن السيدة فاطمة فضلت انقطاعها عن كل من حولها لعبادة الله – عز وجل- كما تعرفنا من إجابتنا عن سؤال لماذا سميت فاطمة الزهراء بالبتول، فلقد مالت منزلتين كبيرتين في الإسلام، وهما كالآتي:
- السيدة فاطمة خير نساء العالمين: حيث إن أنس بن مالك روى عن الرسول أنه قال ” حسبُكَ مِن نساءِ العالَمينَ مَريمُ بِنتُ عِمرانَ، وخَديجةُ بِنتُ خوَيْلدٍ، وفاطمةُ بِنتُ محمَّدٍ، وآسيةُ امرأةُ فِرعَونَ“.
- السيدة فاطمة من نساء سيدة نساء أهل الجنة: يُستدل على ذلك ما رواه حذيفة بن اليمان عن الرسول – صلى الله عليه وسلم- أنه قال “ أتاني ملكٌ فسلمَ عليَّ، نزلَ منَ السماءِ لمْ ينزلْ قبلَها، فبشرني أنَّ الحسنَ والحسينَ سيدا شبابِ أهلِ الجنةِ، وأنَّ فاطمةَ سيدةُ نساءِ أهلِ الجنةِ”.
6- صفات السيدة فاطمة الزهراء والبتول
معظم ألقاب السيدة فاطمة الزهراء مشتقة من صفاتها عدل لقب البتول، لهذا تم طرح سؤال لماذا سميت فاطمة الزهراء بالبتول، فدعونا نتطرق في الصفات التي تميزت بها ونعرضها لكم بوضوح فيما يلي:
- كانت السيدة فاطمة – رضي الله عنها- أشبه الناس بسيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم-، وذلك في ثلاثة أمور وهم السمت أي التواضع، والهدى أي الوقار، والدل أي الأخلاق الحسنة وطيب الكلام.
فلقد روت السيدة عائشة – رضي الله عنها- ذلك في الحديث الشريف ” رأَيْتُ أحدًا كان أشبهَ سمتًا وهَدْيًا ودَلًّا. والهدى والدال، برسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم من فاطمةَ كرَّمَ اللهُ وجَهْهَا؛ كانت إذا دخَلَتْ عليه قام إليها، فأخَذَ بيدِها وقبَّلَها وأَجْلَسَها في مجلسِه، وكان إذا دخَلَ عليها قامت إليه، فأَخَذَتْ بيدِه فقَبَّلَتْه وأَجَلَسَتْه في مجلسِها “.
- السيدة خديجة أكثر الناس صبرًا: حيث إنها فقدت أمها في صغرها، وفقدت أخواتها رقية وأم كلثوم، وزينب، كما أنها عاشت حياة صعبة مع على ابن أبي طالب – رضي الله عنه- كما روي أنهما كان ينامان على فراش غير جلد.
اقرأ أيضًا: لماذا سمي الخلفاء الراشدين بهذا الاسم
7- وفاة السيدة فاطمة الزهراء
لقد توفيت السيدة فاطمة الزهراء بعد وفاة رسول الله – صلى الله عليه وسلم- بنحو 15 شهر، وكان عمرها 25 سنة، وذلك في اليوم الثالث من شهر رمضان للعام 11 من الهجرة النبوية.
أوصت فاطمة الزهراء بأن تُغسلها أسماء بنت عميس – رضي الله عنها- وبالفعل قامت بذلك هي وسيدنا علي ابن أبي طالب – رضي الله عنه- وكانت فاطمة أول من يغطى نعشها في الدين الإسلامي.
سُميت فاطمة الزهراء بالبتول لانقطاعها عن كل ما هو يلهي عن عبادة الله عز وجل ويشغلها بالدنيا عن الآخرة رغبةً منها في رضاه والوصول إلى الجنة.