من مشى في حاجة أخيه
من مشى في حاجة أخيه نال الكثير من الثواب في الدنيا والآخرة، وفي هذا الأمر ذكرت كثير من الأحاديث النبوية والآيات التي تحث على مساعدة الغير، وتخبر عن الخير الذي سيناله قاضي تلك الحوائج، وتعظم فعله كما تعظم أجره ومن خلال موقع وميض نعرض فضل من مشى في حاجة أخيه.
من مشى في حاجة أخيه
حوائج الناس هي تلك الأمور التي يحتاجونها لإكمال أو لإتمام ما ينقصهم، ويكون الثواب خاص بالإعانة على الخير من الأمور ليست الإعانة على الشر الذي يؤذي الآخرين أو يؤذي صاحب الحاجة نفسه مهما ألح فيها.
قد دلت كثير من الأحاديث عن فضل من مشى في حاجة أخيه وأعانه على الخير، نذكر الآيات والأحاديث التي تدل على التآخي والتعاون فيما يلي:
الدليل من القرآن
قوله تعالى (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (سورة الحجرات:10)
اقرأ أيضًا: أجمل عبارات طلب المساعدة
شرح الآية
أنه إذا رأى أحد من المسلمين اخوه متخاصمين سواء كانوا إخوة في الدين أو أخوه في النسب، فيجب عليه أن يسعى للإصلاح بينهم لإزالة ذلك الخلاف وقضاء حوائجهم حتى تتنزل عليك رحمة من الله جزاء إصلاحك لما بينهم من خلاف.
تتمثل رحمته سبحانه في أنه يحجب عنك شر القضاء ويغفر ذنوبك جزاءً سعيك في مرضاته.
وجه الدلالة من الآية
في الآية الكريمة يحث الله على المشي الإصلاح بين الناس من خصام ويسمى بقضاء الحوائج لأنه يعين الإخوة ويساعدهم على انقضاء ما بهم من هم أو حزن، وجزاءه عند الله جزاءً عظيمًا.
قوله تعالى (وَالْعَصْرِ إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) سورة العصر
فيوصي الله المؤمنون بعضهم بعضًا ويحثهم ويرغبهم في معاونة بعضهم بعضا ويساندون بعضهم في وقت الشدة حتى يأتي الرخاء
وجه الدلالة
أن الله يحثهم على قضاء حوائج بعضهم بعضًا في وقت الشدة حتى وقت الرخاء، ففي السورة يوصيهم الله ليثبتوا برابط واحد هو الأخوة.
قوله تعالى (وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي) سورة طه:29-32
شرح الآية
ذكر الله في قصة سيدنا موسى أن سيدنا موسى عليه السلام دعا الله أن يجعل أخاه في عونه حتى يستطيع مجابهة الطاغية فرعون.
وجه الدلالة من الآية
الحث على التعاون بين الأخوة في مصائبهم حتى انقضاء همومهم فتلك المهمة العظيمة من مهام قضاء حوائج الناس.
الدليل من السنة
من الأحاديث النبوية الشريفة ما رغب في قضاء حوائج الناس وعظم من أجر من مشى في حاجة أخيه في العديد من الأحاديث نذكرها فيما يلي:
عن عبد الله بن عمر قال: قال الرسول صلَّ الله عليه وسلم (الْمُسْلِمُ أخُو المُسْلِمِ، لا يَظْلِمُهُ ولا يُسْلِمُهُ، مَن كانَ في حاجَةِ أخِيهِ كانَ اللَّهُ في حاجَتِهِ، ومَن فَرَّجَ عن مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللَّهُ عنْه بها كُرْبَةً مِن كُرَبِ يَومِ القِيامَةِ، ومَن سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَومَ القِيامَةِ).
شرح الحديث
بعد هجرة الرسول الكريم إلى يثرب التي سماها فيما بعد بالمدينة المنورة، آخى بين المهاجرين والأنصار وكان دائما ما كان يحثهم على التآخي في الله وعلى معاونة بعضهم بعضًا والتنافس في الخيرات لبناء مجتمع إسلامي متين ويتسم بالقوة فيقول الرسول الكريم
- المسلم أخو المسلم: ويدل هذا على الرباط القوي بين المسلمين فتشبيه العلاقة بينهم بالأخوة تعظيمًا من شأنها واقترابها من منزلة الأخ من النسب.
- لا يظلمه ولا يسلمه: لا يترك الظلم يلحق الأذى بأخيه المسلم حتى وإن كان حرًا أو عبدًا صغيرًا أم كبيرًا فباختلاف حالهم لا تختلف منزلتهم عند الله ولا يتركه لظلم نفسه دون أن ينهاه ويأخذ بيده حتى ينتهي عن ذلك الأذى.
- من مشى في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ويبين رسولنا الكريم منزلة قاضي الحوائج ويخبر أن من سعى في تفريج هم أو كرب أو حاجة أخيه، سيعينه الله على قضاء حوائجه ويسلمه من الكربات في الدنيا.
- من فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة: الكربة هي الشدة والمصيبة التي تنزل بالمرء، فيخبر رسولنا الكريم أن من سعى في قضاء حاجة أخية وأزاح عنه مصيبة في الدنيا، سيفرج الله عنه من مصائب يوم القيامة ويالها من منزلة عظيمة.
- من ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة: والستر يكون بعدم فضيحة واستخدام زلات أخيك المسلم وأن تستر عيبه ولا تشيعه بين الناس حتى يسترك الله يوم العرض عليه أمام الحشد والجمع الكبير يوم القيامة.
اقرأ أيضًا: أسماء جمعيات خيرية في العالم
وجه الدلالة من الحديث
أن النبي صلَّ الله عليه وسلم يعلم المسلمين كيفية السعي في قضاء حوائج الناس نذكرهم فيما يلي:
- الحث على ترابطهم.
- الأخذ بيد بعضهم حتى ولو كان ظالمًا تفهمه وتساعده على أن يضع حدًا للظلم.
- بيان أهمية من مشى في حاجة أخيه المسلم.
- أيضاً الحث على معاونة بعضهم بعضًا في الشدة.
- كذلك عن عدم الإفصاح عما علمت من زلات أخيك المسلم.
- بيان منزلة الماشي في حوائج الناس ووعده بتفريج همه والتخفيف عنه من أهوال يوم القيامة.
من الأحاديث النبوية الشريفة التي تحث على قضاء حوائج الناس حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلَّ الله عليه وسلم قال:
(مَن نَفَّسَ عن مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِن كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللَّهُ عنْه كُرْبَةً مِن كُرَبِ يَومِ القِيَامَةِ، وَمَن يَسَّرَ علَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللَّهُ عليه في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَن سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللَّهُ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ في عَوْنِ العَبْدِ ما كانَ العَبْدُ في عَوْنِ أَخِيهِ، وَمَن سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فيه عِلْمًا، سَهَّلَ اللَّهُ له به طَرِيقًا إلى الجَنَّةِ، وَما اجْتَمع قَوْمٌ في بَيْتٍ مِن بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عليهمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَهُ، وَمَن بَطَّأَ به عَمَلُهُ، لَمْ يُسْرِعْ به نَسَبُهُ. غيرَ أنَّ حَدِيثَ أَبِي أُسَامَةَ ليسَ فيه ذِكْرُ التَّيْسِيرِ علَى المُعْسِرِ).
شرح الحديث
ففي الحديث الكريم الحث على السعي في قضاء حوائج الناس من
- من حيث التيسير عليهم في طلب حوائجك منهم حتى ولو كنت رب العمل.
- بذل المال في قضاء ديونهم، أو مساعدتهم في قضاء حوائجهم المادية بغير مَنٍّ منك ولا أذى.
- قضاء حوائجهم بتعليمهم من علمك ما ينفعهم وما يحتاجونه لفهم ما تعسر عليهم.
- كذلك قضاء حوائجهم ومساعدتهم وإسداء النصائح لهم لتخطي أزماتهم ومشاكلهم في الدنيا، ما دام في استطاعتك ذلك.
- يتم قضاء الحوائج بعدم تتبع زلات الناس حتى بعد معرفتك بها.
- تتم قضاء حوائج الناس بالتعليم حتى ولو أيه.
اقرأ أيضًا: http://الجمعيات الخيرية
حسن الجزاء
وفي الحديث بيان جزاء من مشى في حاجة أخيه نوضحه فيما يأتي:
- أن من أزال همًا ولو صغيرًا عن أخيه المسلم سيهون الله ويزيح هنه همًا من هموم يوم القيامة.
- وإذا يسرت على معسر سيجازيك الله خيرًا بالتيسير عنك من الهموم ما تعني.
- ويجزيك الله ويستر عيوبك وأخطاءك عن الناس في الدنيا والآخرة.
- ويجازيك الله عن علمك الذي تبذله علمًا كثيرًا ورزقًا وفيرًا.
- ذكر اسمك في الملأ الأعلى بين الملائكة فيستغفرون لك ويدعون لك في الملأ الأعلى.
فقد بين لنا القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة فضل من مشى في حاجة أخيه وسعى إليها وبيان منزلته في الدنيا وعند الله في الآخرة.