من هو سيف الله المسلول
من هو سيف الله المسلول؟ وما سبب تسميته بذلك اللقب؟ حيث إن صحابة النبي –صلى الله عليه وسلم- حصلوا على العديد من الألقاب التي كانت تلائمهم، فكان الصحابة كانوا شركاء النبي الكريم في إيصال رسالة الدين الإسلامي إلى العالم، انطلاقًا من ذلك نعرض لكم عبر منصة وميض إجابة سؤال من هو سيف الله المسلول؟
من هو سيف الله المسلول؟
هو خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب، وكان يلقب بأبي سليمان، ولد عام 592م، أي العام الثلاثين قبل الهجرة، وكان من خير قائدي المسلمين العسكريين.
والدة خالد بن الوليد هي لبابة بنت الحارث، التي تعد أخت أم المؤمنين، وهي ميمونة بنت الحارث، كان والده الوليد بن المغيرة من أسياد قريش، وعرف بريحانة قريش، وعرف بغناه وإطعامه للناس خلال موسم الحج.
يتقابل خالد بن الوليد مع نسب النبي-صلى الله عليه وسلم- مع مرة بن كعب، وقبل الإسلام كان من فرسان قبيلة قريش، لكن بعد إسلامه شارك في الكثير من الغزوات والفتوحات التي حققت النصر العظيم على المسلمين.
لُقب خالد بن الوليد بسيف الله المسلول من الرسول –صلى الله عليه وسلم-؛ لأنه كان مثل السيف في مواجهته للكفار وأعداء الدين، وبسبب أنه كان قائدًا عسكريًا يستطيع قيادة الجيوش بكل حكمة وعقل، كما أنه كان معروفًا بخططه العسكرية العبقرية.
حصل خالد بن الوليد على ذلك اللقب في معركة مؤتة، التي حول مجرياتها بين المسلمين والروم بطريقة سريعة، واستطاع أن يجلب النصر إلى المسلمين بعد استشهاد ثلاثة من قائدي المسلمين.
اقرأ أيضًا: من هو يزيد بن معاوية
صفات خالد بن الوليد
بعد معرفة من هو سيف الله المسلول، نعرض الصفات التي تمتع بها في حياته، وذلك من خلال الفقرات التالية:
1- الصفات الخَلقية
عرف سيف الله المسلول بجسده القوي، الذي كان يتشابه مع جسد عمر بن الخطاب-رضي الله عنه-، وكان الناس يخلطون بينهما بسبب ذلك.
2- الصفات الخُلقية
عرف سيف الله المسلول بالعديد من الصفات الخلقية، ونعرضها من خلال النقاط التالية:
- تميز خالد بن الوليد بالجود والكرم وحب العطاء، حيث إنه كان يعطي كثيرًا إلى إشراف العرب من المال الخاص به، وكان يحب التضحية بنفسه من أجل الاخرين؛ لكي ينال الأجر من الله تعالى.
- اتصف خالد بن الوليد بالحكمة فكان من أصحاب المشورة والرأي، وكان عميقًا بالفكر، فكان لا يبدي رأيه إلا بعد تمحيص ورؤية.
- الشجاعة التي كان يعد من أفضل ضروب أمثلتها على مر العصور، عرف عنه الثبات والتثبيت إلى الغير.
- عرف خالد بن الوليد أحكام الجهاد؛ بسبب حاجته إليها، لكنه لم يكن عالمًا ببعض العلوم الأخرى مقارنة مع الصحابة الآخرين الذين قد لازموا الرسول –صلى الله عليه وسلم- لفترة أكبر.
- عرف عن خالد بن الوليد الفصاحة والبلاغة، حيث قام بإلقاء خطبة بعد أن تمت مبايعة أبو بكر الصديق –رضي الله عنه- بالثناء عليه فيها، وقام أحد الشعراء بمدح تلك الخطبة.
سيف الله المسلول قبل إسلام
في صدد معرفة من هو سيف الله المسلول، نذكر أنه قبل الإسلام كان خالد بن الوليد فارسًا من فرسان قبيلة قريش، وشارك في الكثير من الحروب ضد المسلمين مثل: معركة أحد، وكان من الأسباب الرئيسية في هزيمة المسلمين بها، حيث إنه كان قائد الميمنة بالجيش وبواسطة فطنته الحربية وسرعة البديهة والدهاء، تمكن أن يحول هزيمة المشركين إلى انتصار كبير.
كان خالد بن الوليد من في صفوف جيش الأحزاب من المشركين بغزوة الخندق، وكان قائدًا لمائتي جندي من أجل تأمين مؤخرة جيش المشركين، وكان قد عارض دخول المسلمين لمكة المكرمة من أجل صلح الحديبية.
لكن بعد إسلامه شارك في العديد من الغزوات مع النبي –صلى الله عليه وسلم-، كما عرف عنه عدم مشاركته في غزو بدر مع المشركين ضد المسلمين، مقارنة بأخيه الذي قد تعرض للأسر في تلك الغزوة، وقد ذهب إلى المدينة المنورة من ليفدي أخيه.
إسلام خالد بن الوليد
دخل خالد بن الوليد إلى دين الإسلام بعد تجاوزه عمر الأربعين في العام الثمن من الهجرة، وتم ذلك بعد أن قام أخيه بإرسال رسالة له يخبره بسؤال النبي –صلى الله عليه وسلم- عنه، وكان يدعوه إلى الدخول في الإسلام وأن يترك الضلال والجهل والشرك بالله.
بعد تلك الرسالة رق قلب خالد بن الوليد، وذهب إلى المدينة المنورة مع عثمان بن طلحة من أجل إعلان إسلامهم، وفي الطريق التقوا بعمرو بن العاص الذي كان متوجهًا إلى المدينة المنورة من أجل اعلان اسلامه أيضًا.
اقرأ أيضًا: متى كان صلح الحديبية
المعارك التي شارك بها سيف الله المسلول
بينما نتناول من هو سيف الله المسلول، قام خالد بن الوليد بالمشاركة في الكثير من الغزوات بعد إسلامه، سوف نعرضها من خلال الفقرات التالية:
1- غزوة مؤتة
تمت بعد قتل الحارث بن عمير الأزدي على يد الروم، بعد أن أرسله الرسول –صلى الله عليه وسلم- إلى هرقل من أجل دعوته إلى الإسلام.
بعد ذلك قام النبي الكريم بإرسال جيشًا إلى بلاد الشام في ثلاثة آلاف مقاتل من بينهم خالد بن الوليد وقائدهم زيد بن حارثة، ومن بعده جعفر بن أبي طالب، ويليه في القيادة عبد الله بن رواحة.
بعد استشهاد الثلاثة قواد، تسلم سيف الله المسلول خالد بن الوليد راية القيادة لجيش المسلمين، وأن عليه أن يخرج المسلمين من تلك المعركة بأقل الخسائر الممكنة، وتم ذلك من خلال قيامه إعادة ترتيب الجيش في خطة محيرة للعدو بأن هناك مددًا قد وصل إلى المسلمين.
قام خالد بن الوليد بجعل الميسرة في الميمنة والعكس، وجعل مقدمة الجيش في مؤخرته والعكس، كما عرف بن الوليد باندفاعه نحو القتال الذي أدى إلى اثارة الحماسة في نفوس المقاتلين، وقام بتوجيه الهجمات السريعة المتتابعة على العدو.
تمكن خالد بن الوليد من إخراج القوة الكبرى من المسلمين، ثم إخراج المؤخرة دون أن يستطيع العدو أن يطارد المسلمين؛ لأنهم ظنوا أن جيش المسلمين وصل إليه الإمداد؛ لذلك لم يخسر المسلمون كثيرًا مقارنة بالروم.
خلال تلك المعركة كان الرسول-صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة يسرد اخبار غزوة مؤتة إلى المسلمين، وقال عليه الصلاة والسلام:” ثمَّ أخذَ الرَّايةَ سيفٌ من سيوفِ اللَّهِ خالدُ بنُ الوليدِ ففتحَ اللَّهُ عليهِ” رواه عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، ومن ذلك حصل خالد بن الوليد على لقب سيف الله المسلول.
2- فتح مكة
فتحت مكة المكرمة في العام الثامن من الهجرة بعد أن نقض المشركون صلح الحديبية؛ لذلك قام الرسول –صلى الله عليه وسلم- والمسلمين بالتجهيز للدخول إلى مكة.
تم تجهيز جيش المسلمين في أربع مجموعات، وكان خالد بن الوليد أميرًا على الميمنة من أجل دخول مكة من جهة الجنوب في اتجاه الشمال، وكان النبي الكريم قد أوصى جيشه بألا يقتلوا أحدًا إلا إذا بدأ في المقاتلة.
خلال ذهاب خالد بن الوليد اعترض طريقه صفوان بن أمية وعكرمة بن أبي جهل وسهيل بن عمرو ومجموعة من المشركين، وبدأت المعركة بين المسلمين بقيادة خالد بن الوليد والمشركين.
نتج عن تلك المعركة استشهاد ثلاثة من جيش المسلمين، وقتل ثلاثة عشر من المشركين، وبعد تجمع كافة قوات المسلمين بمكة المكرمة، بدأوا في الطواف حول الكعبة الشريفة مكبرين، وأرسل النبي –صلى الله عليه وسلم- خالد بن الوليد ومعه ثلاثون فارسًا من أجل هدم صنم العزى الذي كان يعد من أعظم أصنام قريش وبني كنانة.
3- غزوة حنين
في إطار معرفة من هو سيف الله المسلول، كان خالد بن الوليد في مقدمة جيش المسلمين بغزو حنين، وقد أصيب بالجراحات الكبيرة، وكانت قبيلة هوازن قد نصبت للمسلمين الكمائن في الطريق، لكن على الرغم من إصابة خالد بن الوليد إلا أنه امتثل لأوامر النبي صلى الله عليه وسلم، وقاتل إلى أن حظي المسلمون بالانتصار.
بعد ذلك كلف النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد بمهمة الذهاب إلى الطائف من أجل إكمال غزوة حنين، وكان معه ألف مقاتلًا، حيث كان الذهاب إلى الطائف هو امتداد غزوة حنين.
4- معركة دومة الجندل
قام النبي –صلى الله عليه وسلم- بإرسال السرايا إلى المناطق التي تجاور تبوك، بعد سيره مع المسلمين من أجل قتال الروم، وكانت من هذه السرايا السرية الخاصة بخالد بن الوليد التي كانت مرسلة إلى أكيدر بن عبد الملك، مالك دومة جندل وكان نصرانيًا.
قام خالد بن الوليد بنصب الفخ له، واتخذه كأسير إلى الرسول-صلى الله عليه وسلم- وتمت المصالحة معه وإطلاق سراحه على أساس الجزية، ثم قام النبي الكريم بإرسال خالد بن الوليد –رضي الله عنه- من أجل هدم صنم ود الموجود في دومة جندل، لكن أهل تلك البلدة قد تصدوا له وقاتلهم إلى أن نفذ أوامر الرسول الكريم وهدمه.
5- اليمن ونجران
في صدد عرض من هو سيف الله المسلول، تم إرسال خالد بن الوليد إلى نجران من قبل الرسول –صلى الله عليه وسلم- من أجل دعوة الحارث بن كعب إلى دين الإسلام، وأمر النبي الكريم بأن تتم الدعوة خلال ثلاثة أيام، وفي حالة عدم الاستجابة يتم القتال.
لكن أسلم أهل نجران ولم تتم مقاتلتهم، ووصل ذلك الخبر إلى الرسول –صلى الله عليه وسلم-، وظل خالد بن الوليد في نجران من أجل تعليم أهلها تعاليم الدين الإسلامي، إلى أن عاد مرة أخرى مع المسلمين الذين من قبيلة بني الحارث.
كما تم إرسال خالد بن الوليد –رضي الله عنه- إلى قبيلة همدان باليمن من أجل دعوتهم إلى الإسلام، وبقي هناك لفترة ستة أشهر، لكنها لم تستجب إلى الدعوة، فقام النبي –صلى الله عليه وسلم- بإرسال علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- من أجل دعوتهم واستجابوا له.
6- معركة اليرموك
وقعت معركة اليرموك في العام الثالث عشر من الهجرة، وقاد فيها خالد بن الوليد جيش المسلمين، وتم تسمية المعركة بذلك الاسم بسبب قيامها في وادي اليرموك.
قام سيف الله المسلول بتقسيم الجيش إلى ثلاثة فرق، ومن قائديها عمر بن العاص وأبا عبيدة عامر بن الجراح ويزيد بن أبي سفيان، وقام بتشجيع المسلمين على القتال وإظهار أن النصر لا يكون إلا من فضل الله تعالى، ومن ذلك انتصر المسلمون على الروم.
7- حروب الردة
بينما نتناول من هو سيف الله المسلول، فإن بعد وفاة النبي-صلى الله عليه وسلم- أصبح خالد بن الوليد قائد جيش بلاد فارس من قبل أبو بكر الصديق- رضي الله عنهما-، فقام خالد بن الوليد بمقاتلة سجاح ومسيلمة الكذاب الذي قد ادعوا النبوة.
كما تمت معركة كبيرة بين جيش المسلمين بقيادة خالد بن الوليد والجيش الخاص بمسيلمة الكذاب، وتم انتهاء تلك المعركة بهزيمة جيش بنو حنيفة ومقتل مسيلمة الكذاب، وانتصر جيش المسلمين.
كما قام خالد بن الوليد بمقاتلة الوليد مالك بن نويرة الذي قد ارتد عن الإسلام بعد وفاة النبي-صلى الله عليه وسلم.
8- فتح بلاد فارس
ذهب أبو بكر الصديق –رضي الله عنه- بعد انتهاء حروب الردة إلى افتتاح بلاد فارس، وكان خالد بن الوليد أول الخارجين إلى ذلك الفتح، واستطاع تحقيق العديد من الانتصارات على الفرس، حيث فتح جزءً كبيرًا من العراق، ثم ذهب الى الأنبار لفتحها.
كان أهل الأنبار متحصنين بشدة، لكن استطاع بن الوليد –رضي الله عنه- قتالهم بطريقة مذهلة إلى أن استسلم قائدهم، وأصبحوا تحت حكم المسلمين.
وفاة سيف الله المسلول
في إطار معرفتنا من هو سيف الله المسلول، توفي خالد بن الوليد في مدينة حمص بعد أن شارك في مقاتلة الرومان وفتح بلاد الشام، في عهد عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- بالعام الواحد والعشرين هجريًا، وكان في عمر يناهز الخامسة والخمسين.
في يوم وفاته بكى، لكن لم يكن ذلك البكاء خوفًا من الموت، لكن بسبب رغبته في الموت شهيدًا بسبب محاربته وقتاله وقيادته للكثير من المعارك، وخوف المشركين منه؛ لذلك عز عليه أن يتوفى وهو في فراشه.
توفى خالد بن الوليد تاركًا فقط سلاحه وفرسه، اللذان قد اوقفهما من أجل الجهاد في سبيل الله، وقال رضي الله عنه قبل وفاته:” لقيت كذا وكذا زحفاً، وما في جسدي شبر إلّا وفيه ضربة بسيفٍ، أو رمية بسهمٍ، وها أنا أموت على فراشي حتف أنفي، كما يموت العير، فلا نامت أعين الجبناء“.
اقرأ أيضًا: من هو سيف الله المسلول ولماذا لقب بهذا اللقب؟
الدروس المستفادة من حياة سيف الله المسلول
في صدد عرض من هو سيف الله المسلول، نذكر بعض العبر والدروس المستفادة من حياة سيف الله المسلول خالد بن الوليد، وذلك من خلال النقاط التالية:
- أهمية الشجاعة والإقدام، حيث قام خالد بن الوليد بتقديم الكثير من الدروس العظيمة في الخداع وفن الحرب، وقام بوضع الخطط بشكل دقيق وثاقب.
- الدنيا هي المرر الذي نصل إليه إلى الحياة الأخرى.
- يقوم المسلم بالاستمرار في العمل الصالح لاكتساب رضا الله تعالى.
إن خالد بن الوليد-رضي الله عنه- كان من خير صحابة النبي –صلى الله عليه وسلم-، وعلى الرغم من إسلامه المتأخر ومشاركته في عدة معارك ضد المسلمين، لكن بعد إسلامه ساهم في تحقيق الكثير من الانتصارات والفتوحات للمسلمين.