من هو النبي الي قبضت روحه في السماء
من هو النبي الي قبضت روحه في السماء؟ وكيف تم ذلك؟ قصص أنبياء الله كثيرة ومتعددة ومليئة بالعجائب، فهم من اختصهم الله -عز وجل- بالمعجزات التي لا يمكن لبشر أن يقوم بها، لذا ومن خلال منصة وميض، سوف نتعرف على قصة النبي الوحيد الذي قبض روحه في سماء من السماوات العلى، وذلك عبر السطور التالية.
من هو النبي الي قبضت روحه في السماء
اصطفى الله من عباده الأنقياء واختصهم بالمعجزات التي مازلنا نتعرف عليها على الرغم من مرور العديد من السنوات، إلا أنها سوف تظل خالدة الذكر إلى أن يقوم الحساب.
فأنبياء الله -عز وجل- هم من عافروا وعانوا إلى أن تصل إلينا الدعوة، والتي لولاها ما كنا لنهتدي إلى طريق الرشاد، لذا علينا أن نكون ملمين على الأقل بأبرز المعجزات التي حدثت لهم، ولعل من أهم تلك المعجزات هو قبض روح نبي من أنبياء الله -عز وجل- في السماء.
حيث قبض الله روح سيدنا إدريس عليه السماء في السماء الرابعة، فقد قال الله تعالى في سورة مريم الآيتين رقم 56، 57: “وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا، وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا“.
فقد فسر العلماء الآيتين السابقتين على أن الرفع كان في الوفاة، حيث قبض الله روحه في السماء الرابعة، وهي السماء التي قابله فيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في رحلة الإسراء والمعراج.
في سياق التعرف على إجابة سؤال من هو النبي الذي قبضت روحه في السماء، نجد أن صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد ذكروا قصته حين رواها ابن حجر العسقلاني قائلًا:
“أنَّ كعبًا قالَ لابنِ عبَّاسٍ في قولِهِ تعالى وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا أنَّ إدريسَ سألَ صديقًا لَهُ منَ الملائِكةِ فحملَهُ بينَ جناحيْهِ ثمَّ صعِدَ بِهِ فلمَّا كانَ في السَّماءِ الرَّابعةِ تلقَّاهُ ملَكُ الموتِ فقالَ لَهُ أريدُ أن تُعلِمَني كم بقيَ من أجلِ إدريسَ قالَ وأينَ إدريسُ قالَ هوَ معي فقالَ إنَّ هذا لشيءٌ عجيبٌ أُمِرتُ بأن أقبضَ روحَهُ في السَّماءِ الرَّابعةِ فقلتُ كيفَ ذلِكَ وَهوَ في الأرضِ فقبضَ روحَهُ فذلِكَ قولُهُ تعالى وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا“.
قد جاء حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مؤكدّا للأمر، حين قال: “ لَمَّا عُرِجَ بي رأيتُ إِدْرِيسَ في السماءِ الرابعةِ” (صحيح).
اقرأ أيضًا: من هو النبي الذي قطع رأسه
قصة حياة إدريس عليه السلام
بعد أن أجبنا على سؤال من هو النبي الذي قبضت روحه في السماء نجد أن قصة سيدنا إدريس من القصص النبوية التي من شأنها أن تثير العجب، والتي نود أن نتعمق فيها بشيء من التفصيل، حيث احتوت على الكثير من المعلومات التي يتوجب علينا أن نعرفها كونه نبيًا من أنبياء الله عز وجل.
لذا ومن خلال الفقرات التالية سوف نلم بكافة المعلومات التي وردت عن نبي الله إدريس تبعًا لذكره في كتاب الله -عز وجل- وسنة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.
نشأة إدريس عليه السلام
يذكر التاريخ أن نبي الله إدريس قد ولد ببابل في العراق، إلا أن هناك قولًا ضعيفًا يقول إنه قد ولد في فلسطين، أما عن الفترة التي نشأ فيها، فقد عاصر إدريس -عليه السلام- سيدنا آدم وشيث، حيث ورث من كل منهما شريعة التوحيد بالله عز وجل، كذلك كان يتزود منهما بالعلم النافع والأخلاق الطيبة التي جعلته من العباد الذين اختارهم الله -عز وجل- للنبوة ونشر التوحيد في الأرض.
اقرأ أيضًا: من هو النبي الذي قبضت روحه في السماء
صفات إدريس عليه السلام
أما عن صفات نبي الله إدريس عليه السلام، والتي يستوجب علينا أن نعرفها في سياق الجواب على سؤال من هو النبي الذي قبضت روحه في السماء، فقد جاءت على النحو التالي:
- يذكر التاريخ أن نبي الله إدريس عليه السلام كان قليل الكلام، حيث كان يلتزم الصمت في الكثير من الأحيان.
- كان يتميز بالحكمة البالغة، والتأمل فيما خلق الله سبحانه وتعالى.
- كان يحث البشر على الالتزام بمكارم الأخلاق التي من شأنها أن ترفعهم بين الأمم، وتكون سببًا في فوزهم يوم القيامة كون الدنيا فانية.
- في عهد نبي الله إدريس كان هناك نحو 72 لغة، فكان نبي الله سريع التعلم، حيث تمكن من التحدث بلغات عدة على الرغم من أنه في تلك الفترة لم يكن هناك أي من الوسائل التعليمية التي من شأنها أن تسهل الأمر.
- كان يأمر الأناس بالصلاة والصيام، كما أنه كان يشدد عليهم في أمر الطهارة من الجماع، فقد كان أحرص الناس على ألا يكون هناك من البشر من لا يلتزم بتعاليم الله عز وجل.
- كذلك كان يحثهم على الابتعاد عن المشروبات المسكرة التي تذهب العقل.:
إنجازات إدريس عليه السلام
أما عن الإنجازات التي أحدثها سيدنا إدريس عليه السلام، فقد ذكر التاريخ أن نبي الله إلياس كان من أول من تحدث عن الهندسة والطب والمجالات المستجدة في عهد البشرية، حيث علمه الله الكثير من العلوم، والتي سنذكرها عليكم من خلال ما يلي:
- تعلم نبي الله إدريس علم النجوم والفلك وتعرف على الكثير من الكواكب التي خلقها الله تعالى، فكان حريصًا على أن يتعرف على كافة العلوم الكونية.
- كذلك كان أول من استعمل المكاييل والموازين.
- كان نبي الله إدريس هو أول من كتب بالقلم وخط به، وعلم ذلك لقومه، وكان ذلك من الطفرات التي أحدثها في تلك الحقبة الزمنية.
- نبي الله إدريس هو أول من عمل على تخييط الثوب، حيث كان يستعمل الخيوط الصوفية أو شعر الحيوانات من أجل خياطة الثوب وتفصيل المنسوجات من جلد الحيوانات، وعلم ذلك لقومه.
- الجدير بالذكر أنه كان يسبح الله -عز وجل- عندما يقوم بأعمال الحياكة، حيث ورد في التاريخ أنه لم يكن ليخيط ثوبًا دون أن يقوم بالتسبيح عند كل غرزة.
- عاش إدريس في مصر السنوات العديدة التي كان يحاول أن يعلم فيها أهلها الكثير من علوم الطب والكواكب، والتي على أثرها تم بناء الأهرامات.
اقرأ أيضًا: من هو النبي الذي يفر من زوجته يوم القيامة
ذكر نبي الله إدريس في القرآن الكريم والسنة النبوية
ذهب بعض الصحابة إلى القول بأن إدريس هو إلياس، والاسمين تم ذكرهما في القرآن في غير موضع، لكن رجح البعض الآخر بكونهما مختلقين، لكننا نشير إلى أنه مهما كان الأمر فالله أعلم وأعلى، وأيا ما كان فنحن ما علينا سوى الإيمان بالله ورسله وأنبيائه المصطفين وأخذ العبر والعظات من قصصهم الشريفة.
بعد أن تعرفنا على جواب سؤال من هو النبي الذي قبضت روحه في السماء، نقدم لكم المواضع التي ذكر فيها نبي الله إدريس في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، كونهما المرجعان الأساسيان للمسلم من أجل التعرف على قصص الأنبياء الكرام.
حيث قال الله تعالى عن سيدنا إدريس ما يلي:
- “وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ ۖ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ * وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا ۖ إِنَّهُم مِّنَ الصَّالِحِينَ” سورة الأنبياء الآيتين 85، 86.
- “وَاذْكُرْ فِي الكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِياًّ* وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيًا” سورة مريم الآية 56، 57
أما عن ذكره عليه السلام في السنة النبوية الشريفة، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في رواية أنس بن مالك:
“ثُمَّ عُرِجَ بنا إلى السَّماءِ الرَّابِعَةِ، فاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ عليه السَّلامُ، قيلَ: مَن هذا؟ قالَ: جِبْرِيلُ، قيلَ: ومَن معكَ؟ قالَ: مُحَمَّدٌ، قالَ: وقدْ بُعِثَ إلَيْهِ؟ قالَ: قدْ بُعِثَ إلَيْهِ، فَفُتِحَ لنا فإذا أنا بإدْرِيسَ، فَرَحَّبَ ودَعا لي بخَيْرٍ، قالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: {وَرَفَعْناهُ مَكانًا عَلِيًّا} [مريم: 57]” (صحيح).
حري بالمسلم أن يتعرف على الكثير من قصص الأنبياء ليتعلم منها الكثير من الحكمة البالغة، فينال خير الدنيا والآخرة، ومن أجلّ تلك القصص ما روي عن سيدنا إدريس النبي الكريم.