من هو النبي الذي سيحرر فلسطين
من هو النبي الذي سيحرر فلسطين؟ ولماذا سيبعث نبي مرة أخرى؟ كلها أسئلة غاية في الأهمية وجميعها محورية، ولعل الدافع وراء طرح مثل هذا النوع من الأسئلة إما العامل الثقافي أو الوازع الديني والعقائدي.
سنجيب من خلال منصة وميض عن سؤال من هو النبي الذي سيحرر فلسطين، كما سنعرف أيضًا ما الأحداث الذي سوف تقع عندها والتي بشر بها النبي منذ قرون طوال.
من هو النبي الذي سيحرر فلسطين؟
إن الإجابة عن سؤال من هو النبي الذي سيحرر فلسطين تتلخص في اسم السيد المسيح عيسى ابن مريم عليهما السلام، فهو المخلص الموعود الذي وعد الله عباده على لسان النبي محمد صلى الله عليه وسلم وهو الذي سوف يقوم بتحرير أرض فلسطين المقدسة، وسوف يكون نزوله في آخر الزمان واحدًا من علامات الساعة الكبرى الذي أنبئنا الله سبحانه وتعالى بها.
لقد روى حذيفة بن أسيد الغفاري رضي الله عنه في هذا النبي صلى الله عليه وسلم وقال: كانَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ في غُرْفَةٍ وَنَحْنُ أَسْفَلَ منه، فَاطَّلَعَ إلَيْنَا، فَقالَ: ما تَذْكُرُونَ؟ قُلْنَا: السَّاعَةَ، قالَ: إنَّ السَّاعَةَ لا تَكُونُ حتَّى تَكُونَ عَشْرُ آيَاتٍ: خَسْفٌ بالمَشْرِقِ، وَخَسْفٌ بالمَغْرِبِ، وَخَسْفٌ في جَزِيرَةِ العَرَبِ وَالدُّخَانُ وَالدَّجَّالُ، وَدَابَّةُ الأرْضِ، وَيَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ، وَطُلُوعُ الشَّمْسِ مِن مَغْرِبِهَا، وَنَارٌ تَخْرُجُ مِن قُعْرَةِ عَدَنٍ تَرْحَلُ النَّاسَ. قالَ شُعْبَةُ: وَحدَّثَني عبدُ العَزِيزِ بنُ رُفَيْعٍ، عن أَبِي الطُّفَيْلِ، عن أَبِي سَرِيحَةَ، مِثْلَ ذلكَ، لا يَذْكُرُ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وقالَ أَحَدُهُما في العَاشِرَةِ: نُزُولُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وقالَ الآخَرُ: وَرِيحٌ تُلْقِي النَّاسَ في البَحْرِ. وفي روايةٍ: كانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ في غُرْفَةٍ، وَنَحْنُ تَحْتَهَا نَتَحَدَّثُ، وَسَاقَ الحَدِيثَ، بمِثْلِهِ. قالَ شُعْبَةُ: وَأَحْسِبُهُ قالَ: تَنْزِلُ معهُمْ إذَا نَزَلُوا، وَتَقِيلُ معهُمْ حَيْثُ قالوا. قالَ شُعْبَةُ: وَحدَّثَني رَجُلٌ هذا الحَدِيثَ، عن أَبِي الطُّفَيْلِ، عن أَبِي سَرِيحَةَ، وَلَمْ يَرْفَعْهُ، قالَ: أَحَدُ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ: نُزُولُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، وقالَ الآخَرُ: رِيحٌ تُلْقِيهِمْ في البَحْرِ. وفي روايةٍ: كُنَّا نَتَحَدَّثُ، فأشْرَفَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، بنَحْوِ حَديثِ مُعَاذٍ وَابْنِ جَعْفَرٍ. وفي روايةٍ: بنَحْوِهِ. قالَ: وَالْعَاشِرَةُ نُزُولُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ”
رواه حذيفة بن أسيد الغفاري، وحدثه الإمام مسلم، المصدر: صحيح مسلم
حكم الحديث: صحيح قوي الإسناد.
اقرأ أيضًا: طريقة عمل العرايس الفلسطينية بـ 5 وصفات مختلفة
لماذا سوف ينزل المسيح في آخر الزمان؟
إن الإجابة عن سؤال من هو النبي الذي سيحرر فلسطين لا يجب أن تخلو من ذكر الأسباب الكاملة، التي قدر الله لأجلها أن ينزل المسيح عليه السلام من السماوات العلا إلى الأرض مرة أخرى ويعيش فيها حتى يلقى حتفه، ولعل ثاني ما يمكننا الحديث عنه بعد نزوله ليحرر القدس هو قتاله للمسيح الدجال وقتله في النهاية.
إن المسيح الدجال أو الدجال الأعور كما تسميه بعض المصادر هو رجل سوف يخرج إلى الناس قرب قيام الساعة، ليكون فتنة لهم في دينهم ودنياهم ليضلهم ويخرجهم مما هم عليه من هدى إلى الضلال، وهو سوف يظهر من قرية يهودية ويدعي أنه رجل صالح ثم يدعي لاحقًا أنه ملكًا ثم نبيًا ثم يقول إنه هو الله تعالى.
إلا أن الله قد كتب مصيره منذ أمد بعيد وهو أن النبي عيسى عليه السلام سوف يقوم بقتله لكي يبطل كلمته ويرفع كلمة الله فوق كل الشيء ويحق بذلك الحق ويبطل الباطل، ولقد وردت آيات في الإنجيل وكذلك في بعض الأحاديث النبوية والمصادر التاريخية الموثوقة، أن الأعور الدجال سوف يلقى حتفه على يد عيسى ابن مريم في مدينة تدعى اللد.
لقد قال الإمام الرازي أن هناك علامات تميز شخصية المسيح الدجال وفي ذلك قال بكتابه تفسير الكبير: “وأمّا المسيح الدجّال فإنّما سُمّي مسيحاً لأحد وجهين أولهما: لأنّه ممسوح العين اليمنى، وثانيهما: لأنّه يمسح الأرض أي يقطعها في زمن قصير لهذا قيل لهُ: دجّال لضربهِ في الأرض وقطعهِ أكثر نواحيها، وقيل سُمّي دجّالاً من قوله: دَجَلَ الرجلُ إذا مَوَّه ولبَّس”
كما كتب للمسيح عليه السلام أن ينزل من السماوات إلى الأرض مرة أخرى لكي يثبت الله به حق وصدق وعده وكلماته، بأن المسيح سوف ينزل مرة أخرى بعد أن رفع للسماء لكي يقاتل اليهود وينتصر عليهم، وينتصر لما فعلوه به وأمه العذراء عليها السلام في حياتهما على الأرض والذي بسببهم وبسبب شرهم رفع إلى السماء لكي ينجيه الله من خطرهم.
لقد تحدث النبي صلى الله عليه وسلم عما سوف يفعله السيد المسيح عليه السلام عندما ينزل على الأرض، وفي ذلك قال أبو هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلًا، فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلَ الخِنْزِيرَ، وَيَضَعَ الجِزْيَةَ، وَيَفِيضَ المَالُ حَتَّى لاَ يَقْبَلَهُ أَحَدٌ، حَتَّى تَكُونَ السَّجْدَةُ الوَاحِدَةُ خَيْرًا مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا. ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَاقْرَئوا إِنْ شِئْتُمْ: (وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ، وَيَوْمَ القِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا).
اقرأ أيضًا: ترتيب جوازات السفر في العالم
لماذا خص الله المسيح بتحرير فلسطين؟
من يطلع على إجابة سؤال من هو النبي الذي سيحرر فلسطين يتساءل بدوره لما اختص الله سبحانه وتعالى المسيح عيسى ابن مريم، دونًا عن سائر أنبيائه جميعًا لكي يدحض به الباطل ويظهر به الحق ويتمم فتح القدس وتطهيرها على يديه، ويقوم أيضًا بقتال ومحاربة اليهود حتى يبيدهم عن آخر نفر فيهم.
إن الإجابة عن ذلك السؤال ببساطة هي لأن اليهود هم من نكلوا بالسيد المسيح عليه السلام، وهم من اتهموا أمه العذراء في شرفها وكرامتها ونكلوا بها واتهموها بالبهتان والظلم، وهم من ادعوا أنهم قتلوا السيد المسيح وهم على علم ويقين بأنهم لم يقوموا بذلك ولم يفعلوه، وكانوا هم السبب في تضليل أمة المسيحيين بأكملها لاعتقادهم بأن المسيح قد قتل بالفعل.
لقد ورد في أحد الأحاديث الصحيحة أن السيد المسيح سوف يقتل المسيح الدجال الذي سوف يكون منحازًا إلى اليهود، أن المسيح ومعه المسلمون سوف يعملون القتل في اليهود ومعهم الدجال وذلك عند باب اللد، فلا تبقى أي دابة أو شجرة أو حجر لكي يختبئ خلفه أي يهودي ويحتمي من قوة المسيح ومن معه من جنود الله.
أما عن التوقيت المحدد الذي سوف ينزل فيه المسيح فسوف يكون قبل أن يخرج مأجوج ومأجوج، وقبل أن تشرق الشمس من مغربها وعقب أن يخرج الإمام المهدي والمسيح الدجال، وكل تلك من علامات الساعة الكبرى التي اختلف في ترتيبها علماء وفقهاء الدين.
كما ورد في الأحاديث أن السيد المسيح عليه السلام سوف ينزل عند المنارة البيضاء في شرقي دمشق كما ورد في حديث البخاري أنه قال: لا تقوم الساعة حتى ينزل فيكم ابن مريم حكماً مقسطاً فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد.
اقرأ أيضًا: متى ولد عيسى عليه السلام
من خلال الإجابة عن سؤال من هو النبي الذي سيحرر فلسطين بات واضحًا أمامنا، أن وعد الله في النهاية هو النافذ وهو الذي سيصبح حقًا في نهاية المطاف.