من هو النبي الذي يفر من زوجته يوم القيامة
من هو النبي الذي يفر من زوجته يوم القيامة؟ وهل كانت زوجته كافرة به؟ إن تلك الأسئلة كثيرًا ما تدور حول قصة واحد من أنبياء الله ولكن قليلًا من الناس يعرف الإجابة عنها.
سنقدم عبر منصة وميض الإجابة المفصلة عن سؤال من هو النبي الذي يفر من زوجته يوم القيامة، كما سنتعرف إلى سبب موقف هذا النبي منها ومن كانت وما هو مصيرها.
من هو النبي الذي يفر من زوجته يوم القيامة
إن الإجابة عن سؤال من هو النبي الذي يفر من زوجته يوم القيامة هي نبي الله لوط عليه السلام، فهو النبي الذي سوف يهرب من زوجته يوم القيامة ويتبرأ منها. لأنها كانت من الكفار في قومه وبالرغم من كونها كانت زوجة لواحد من أنبياء الله، إلا إن هذا لن يشفع لها عند الله أمام ما كذبت به وكفرت به وارتكبته من الفواحش مع قومها.
اقرأ أيضًا: نسب النبي صلى الله عليه وسلم عن أبيه وأمه وما قيل من إشاعات في هذا الأمر
ما هي قصة سيدنا لوط
إن الإجابة عن سؤال من هو النبي الذي يفر من زوجته يوم القيامة لن تصبح كاملة من دون أن نسرد بإيجاز قصة سيدنا لوط عليه السلام لكي تصبح المعرفة أكثر شمولًا، إنه هو لوط بن هاران بن آزر وهو ابن أخت خليل الله إبراهيم عليه السلام، ولد ونشأ في مدينة بابل بالعراق ثم هاجر مع سيدنا إبراهيم إلى حوران وبعدها انتقل لوحده إلى قرية سدوم وتزوج واحدة من نسائها، وسدوم هي قرية واقعة في شرق النهر في غور الأردن.
لقد آمن النبي لوط بدعوة سيدنا إبراهيم وهاجر معه من مدينتهم عندما هجر إبراهيم عليه السلام قومه ووالده إلى أرض الشام، ولقد حمل الله تعالى لوطًا عليه السلام برسالة ثقيلة وهي الدعوة في قوم قرية سدوم إلى عبادة الله وترك الشرك والمعاصي، ولكي يكون سببًا في هدايتهم وتركهم لطريق الفحشاء الذي يسلكونه والذي تمكن منهم وتمكنوا منه، وجدير بالذكر أن الله أوحى إلى لوط عليه السلام ببدء دعوته عندما أتم عامه الأربعين.
دعوة النبي لوط لقومه
بدأ لوط عليه السلام يدعو قومه بالحكمة والموعظة الحسنة كما أوصاه الله تعالى ونوع في أسلوبه في الدعوة، فكان يدعوهم بالترغيب تارة وبالترهيب تارة أخرى مرة كان يستخدم اللين ومرة يستخدم الشدة، وعرف عنه أيضًا أنه كان يستخدم أسلوب الاستفهام لكي يقوم بتنبيه مشاعرهم وعقولهم في آن واحد لما كانوا يرتكبونه من جرائم.
لقد كان قوم لوط يأتون بأعظم الفواحش وأكثرها كراهية على الإطلاق وهي اللواط واللواط هو ضرب من ضروب الشذوذ الجنسي، بمعنى أن الرجال كانوا يأتون الرجال أمثالهم شهوة من دون الناس وكانت النساء تفعل المثل تأتي المرأة المرأة الأخرى مثلها شهوة من دون الرجال، وهذا من أعظم الكبائر على وجه الأرض وهي جريمة يهتز لها عرش الرحمن ولم يأت بها أحد من البشر من قبل قط.
كما كان قوم لوط من المترفين يحبون الخذف أي إلقاء الحصى على المارة وإيذائهم وكثيرًا ما فعلوا ذلك مع نبي الله لوط عليه السلام، فكانوا أحيانًا يرمونه بالطين باستخدام السبابتين وكانوا يحبون التصفير والتصفيق بشكل دائم وكان الرجال منهم يحبون لبس الحرير الذي حرمه الله على الرجال، بالإضافة إلى أنهم كانوا يحبون قص اللحية وإطالة الشارب ويحبون السكر حتى الثمالة.
دعا لوط قومه مرارًا وتكرارًا ومن شدة وقاحتهم كانوا ينظرون له هو النبي الطاهر ذو النخوة والرجولة بازدراء وكأنه هو المذنب الآثم، ولقد نبههم كثيرًا وحذرهم من بطش الله بهم وجزاءهم على ما يرتكبونه وذلك وفقًا لما أورده العزيز الحكيم في سورة العنكبوت
(وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ*أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ)
اقرأ أيضًا: من هو النبي الذي قبضت روحه في السماء
استقبال قوم لوط لدعوة نبيهم
إن الإجابة عن سؤال من هو النبي الذي يفر من زوجته يوم القيامة لن تكون مكتملة الجوانب من دون أن نذكر تفاصيل دعوة النبي لوط لقومه بالكامل، وذلك في المقام الأول لأن زوجته كانت ضمن قومه الغابرين وما أن بدأت دعوة لوط حتى تفجرت منهم عيون الشرك والعناد، فكانوا بئس القوم وحثالة الأقوام منذ قديم الأزل وحتى هذه الساعة.
لقد توعد النبي لوط لقومه بعذاب من الله إزاء ما يرتكبونه من خبائث وفواحش تقشعر لها الأبدان ويشيب لها الولدان، ولكنهم من فرط كفرهم طلبوا منه أن يستعجل هذا العذاب الذي يتوعدهم به وذلك وفقًا لما أورده الله تعالى في سورة العنكبوت (ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ)
ابتلى الله تعالى قوم لوط بامتحان أخير لهم قبل أن ينزل عليهم عذابه وبطشه الشديد، فأرسل الله إليهم ملائكة على هيئة بشر وكانوا في طريقهم قد مروا على نبي الله إبراهيم عليه السلام وزوجته سارة، وما أن وصلوا إلى قرية لوط عرفهم في حينها وخاف أن يمسهم قومه بسوء وشعر بالحزن الشديد والخوف القاتل عليهم وكان إحساسه بالعجز هو المسيطر، فهو رأى أنه عاجز عن حمايتهم من هؤلاء القوم الخبثاء.
راود قوم لوط الخبثاء نبيهم عن ضيوفه الملائكة الذين نزلوا في ضيافته ولقد وشت به زوجته بأن لديه ضيوفًا من الرجال ذوو شكل حسن، فأرادوا بهم السوء وأرادوا يفعلوا معهم ما يفعلونه مع بعضهم ولكن سيدنا لوط رفض بشدة وعرض عليهم أن يتزوجوا من بناته ولكنهم أصروا على طلبهم وذلك وفقًا لما أورده الله تعالى في سورة هود
(وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ* قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ)
طرد قوم لوط لنبيهم من القرية
بعد ما حدث تمنى لوط عليه السلام من الله أن يؤتيه القوة وليعينه على صد هؤلاء القوم فقال (قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ)، فأجابه الله وطمأنه وثبت فؤاده وأخبره الله أن الله سوف يحميه وضيوفه الملائكة من هؤلاء الخبثاء وأن هؤلاء الملائكة ما جاءوا إلا ليهلكوا هؤلاء القوم ولينزلوا بهم أشد ألوان العذاب جزاءً لهم على ما اقترفت أيديهم، ولقد وعد الله نبيه لوط بذلك حي قال (قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ)
أمر قوم لوط نبيهم الكريم بأن يكف عن دعوته تلك وإلا أخرجوه من قريتهم ولقد أورد الله تهديدهم له على لسانه في سورة الأعراف (أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ) فأمروا بإخراجه بالفعل لكيلا يعكر بدعوته تلك صفو حياتهم القائمة على الفسق والفجور والفاحشة العظيمة.
خرج لوط عليه السلام من قريته بعد أن يأس كل اليأس من هداية هؤلاء القوم ولقد أيقن أن الله أراد أن يأخذهم بكفرهم وفسوقهم، ودعا لوط ربه قائلًا (رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ)
موقف زوجة النبي لوط
إن معرفة موقف زوجة النبي لوط عليه السلام من دعوة زوجها هي أهم ما يجب ذكره ضمن أركان الإجابة عن سؤال من هو النبي الذي يفر من زوجته يوم القيامة، فلقد كانت هذه المرأة في نعمة من عند الله وهي أن زوجها أحد أنبياء الله ولكنها كفرت بتلك النعمة، وعارضت زوجها في دعوته وصدت عنها واستمرت على كفرها وعنادها معه.
إن زوجة لوط لم تكتفِ بكفرها بدعوة لوط فحسب بل إنها كانت تحرض قومها الملاعين على محاربة نبي الله، كما إنها كانت تساعدهم في ارتكاب تلك الفاحشة وكانت أيضًا تشي بأسرار وأخبار سدينا لوط إلى أعدائه هؤلاء لكي ينالوا منها، وأسوأ ما ارتكبته أيضًا هو أنها وشت بضيوف لوط من الملائكة إلى قومها لكي يأتوا إليهم ويقضوا شهوتهم النجسة منهم.
اقرأ أيضًا: من هو النبي الذي لم يمت ؟ وما أسمه ؟
مصير قوم لوط
لقد أمرت الملائكة أو ضيوف لوط بأن يأخذ أهله ويتسلل بهم في وقت متأخر من الليل ويخرج من تلك القرية الملعونة لأن الله توعد لهم بالعذاب في صباح اليوم التالي، وذلك وفقًا لما أورده الله تعالى في سورة هود
(قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ)
كان جزاء قوم لوط أن خسف الله بهم الأرض بأن أرسل عليهم حجارة من النار المتقدة، وكان على كل حجر من تلك الحجارة اسم من سوف ينزل عليه من هؤلاء القوم فانقلبت القرية بأكملها على من فيها، ولقد كانت من بينهم زوجة النبي لوط عليه السلام أي أنها كانت في الغابرين.
جدير بالذكر أيضًا في ظل تناول الإجابة عن سؤال من هو النبي الذي يفر من زوجته يوم القيامة، أن قرية سدوم لا تزال موجودة حتى الآن لتكون عبرة لمن يرتكب جريمة اللواط.