أيهما أفضل زواج الأقارب أو الغرباء
أيهما أفضل زواج الأقارب أو الغرباء؟ وهل زواج الأقارب ينتج عنه أطفال تعاني من التأخر العقلي حقًا؟ هذه هي الفكرة التي كانت تحذرنا منها أمهاتنا عندما نعترف بإعجابنا لأحد الأقارب.
فمنا من لاحظ وجود بعض الدول بيننا تمنع زواج الأقارب، على الرغم من كوننا محاطين بالعديد من نماذج الزيجات الناجحة من أبن العم أو الخالة أو حتى أقارب الدرجة الثانية، من هنا سيعرض منصة وميض هل زواج الأقارب أفضل من زواج الغرباء.
ما هو الزواج الأفضل الأقارب أم الغرباء
الزواج في أيامنا هذه معضلة، مما يجعلنا نسأل عن الأسباب التي تجعل من الزواج ناجح ومتكامل ويوجد عدد من النصائح المقدمة في هذا الشأن التي يقدمها المختصون بالمشورة الأسرية.
فمثلًا يوكدون على التوافق الاجتماعي أو المادي، وهذا أمر هام وضروري لا شك فيه، ولكن توجد زيجات كثيرة وناجحة جاءت دون مراعاة أي فوارق مادية.
ذات الحال عندما نتحدث عن زواج الأقارب، قد يواجه بعض التحديات مثل أي زواج أخر من تدخل العائلة وهكذا، وكذلك زواج الغرباء يواجه بعض الصعوبات في مواجه تحديات الحياة.
بشكل عام الزواج السائد عليه جو من التفاهم والثقة المتبادلة والحب هو الزواج الأفضل ولا يمكننا الجزم أيهما أفضل زواج الأقارب أم الغرباء، أنتي وأنت وحدكما من تقرران خوض التجربة وأنتما فقط القادران على جعل هذا الزواج إما في أفضل حال أو زواج ميت أمام الصعوبات.
لهذا واستنتاجًا مما سبق فإن لكل من تلك الزيجات العيوب والمميزات التي سنناقشها بالتفصيل وسنساعد عقلك قبل قلبك أن يأخذ القرار المناسب لك.
اقرأ أيضًا: مميزات وعيوب الزواج من مطلقة
فوائد الزواج من خارج العائلة
لماذا الكسل في العلاقات فالكوكب به مليارات الإناث والذكور الذين يصلحون إلى التعارف والمواعدة فلماذا تجعل من الحلقة ضيقة وتقتصرها على زواج الأقارب، فالشعور بالحب تجاه شخص من خارج العائلة له العديد من المميزات أبرزها ما يلي:
- التمتع بالخصوصية في العلاقة، وعدم تدخل الأهل في المشكلات التي يواجهها الزواج.
- عدم الشعور بالخوف والقلق من التخلف العقلي المحتمل للأطفال.
- يجد بعض الناس الزواج من شخص يعرف تاريخ طفولتهم يعرضهم للإحراج في حين أنه يوجد أشخاص أخريين يعطون المواقف الخاصة بطفولتهم بمنتهى الدقة والتفصيل لمن يحبون ولكن في الحالتين سيكون اختيار السرد أو الاحتفاظ بالذكريات في يدك أنت.
- إذا كان لديك عائلة واحدة فبزواجك من شخص غريب ستمتلكين عائلة إضافية.
- القدرة على اتخاذ القرارات المصيرية بمفردكما.
- تقديم الزوج الدعم الكامل لزوجته وعدم انتظار الأهل أن يقوموا بهذا الفعل.
عيوب زواج الأقارب
قد تجمعنا العديد من الذكريات بين الأقارب مما يحفزنا على خلق الذكريات السعيدية القادمة معهم ولكن هل يكون الزواج منهم هو الطريقة المناسبة، أم امتداد علاقات الصداقة الصحية هو الأمثل فمن عيوب زواج الأقارب التي تمنع من اتخاذ تلك الخطوة ما يلي:
- العيب البارز في زواج الأقارب هو الاحتمالية الكبيرة لإنجاب أطفال تحمل أمراض وراثية، ولكن في حقيقة الأمر نسب الإصابة بتلك الأمراض غير شائعة بالصورة المعروف بها.
يروج لتلك الفكرة الإعلام بصورة أكبر مما تبدو، ولكنها تظل موجودة ويجب توخي الحرص والاستمرار على التحاليل وتقديم المتابعة الطبية للطفل.
فطبقًا لبعض الدراسات فإن زواج الأقارب يورث 82 مرض كأمراض ضمور عضلات الوجه والكتفين، الأورام المتعلقة بالقولون والثلاسيميا المنتشرة بشدة في منطقة حوض البحر المتوسط وغيرها.
- تعتبر 75% من حالات التأخر العقلي السبب الرئيسي فيها هو زواج الأقارب المتكرر، وبشكل خاص عندما يكون الزواج من أقارب الدرجة الأولى
- قد تستغل العائلات الزواج لإنهاء الخلافات بينهم وتلك الطريقة معروفة على مدار التاريخ بل هي طريقة للتوسع عند بعض الحكام والمماليك، ولكن مع فشل إصلاح الخلافة يبقى الزوجين بين تلك الحيرة وهم من يدفعون ثمن الخلافات.
- عندما ينشأ خلاف زوجي معتاد بين الزوجين تعيين الأهل نفسها قاضي لحلها على الرغم من عدم حرص الزوجين على العمل بها مما يجعل الزواج مضطرب ويبدأ طرفي العلاقة في إلقاء اللوم على بعضهما من الذي ضخم الخلاف وجعله يصل إلى الأهل.
اقرأ أيضًا: تجارب صلاة الاستخارة في الزواج
مميزات زواج الأقارب
لا يلجأ الكثير من الناس للزواج الأقارب من فراغ حيث له عدد لا يحصى من المميزات التي تجعل من هذا الخيار هو الأنسب لهم ومنها ما يلي:
- في معظم الأحيان تكون الفوارق الاجتماعية معدومة تقريبًا مما يجعل الزوجين يشعرون بالراحة تجاه تلك الخطوة.
- المعرفة الوثيقة بين الزوجين فتكون ممتدة من سنوات وتختصر عبء معرفة شخص من جديد، فالأقرب لا يعرف بعض معرفة سطحية فقط بل يصلن إلى درجة حفظ التفاصيل، وهذا هو السبب الأساسي لنجاح أي علاقة.
- لا يحتاج طرفي العلاقة إلى الاندماج في الاسرة الجديدة بل أنهم بالفعل يعرفون بعضهم البعض وبينهم العديد من الألفة والمودة.
- إذا كانت الجينات المنتشرة في العائلة تحمل الذكاء أو الجمال فاحتمالية المحافظة على تلك الصفات كبيرة بشرط ألا يمتد زواج الأقارب إلى عدة أجيال.
زواج الأقارب عبر التاريخ
كان زواج الأقارب هو الأقرب للإنسان على مر التاريخ، وحتى يومنا هذا عند بعض المجتمعات لا يمكن طرح سؤال ما الأفضل زواج الأقارب أو الغرباء؛ لأن الإجابة ستكون بالتأكيد الشخص المعروف.
وليست المعرفة بالشخص وحدها هي الدافع وراء زواج الأقارب ولكن الحرص على المحافظة على الإرث، فكيف لرجل غريب يأتي ويأخذ الفتاة بنصيبها في الأرض الزراعية.
كما كان الإنسان البدائي قديمًا حريص على مفهوم القبيلة والعشيرة فكانت يشجع الزيجات الداخلية وإذا سمح بتبادل النساء فيكون هذا بهدف الهدنة أو المصالح المشتركة وتأييد علاقة القبائل فيما بينها بعلاقة أكثر صلابة كالزيجة وكانت تُعرف تلك الطريقة في علم الأنثروبولوجي ب(الإكسوغامي) أي الزواج الاغترابي.
وعندما نرجع إلى التاريخ المصري القديم نجد الملك توت عنخ آمون جاء إلى هذه الدنيا نتيجة زواج الأخ لأخته وهذا ما فسر وجود بعض التشوهات في جسده، فكان الاعتقاد السائد هو المحافظة على العرش والدم الملكي.
لم يقف زواج الأقارب على هذا الحد بل استمر إلى عصر البطالمة حينما تزوجت كليوباترا الثانية من أحد الأخوة وهو بطليموس السادس حتى أن بعد موته فضلت الزواج من أخيها الثاني المعروف في التاريخ باسم بطليموس الثامن لتحافظ على السلطة خالصة في هذه السلالة النقية.
كذلك قامت الإمبراطورة الإنكا بحصر الزواج على الأخت والأخ فقط، بدأ زواج الأقارب في الاختفاء من أوروبا منذ ما يقرب من 600 عام، أما اليهود فزواج الأقارب هو الأمر الاعتيادي عند طائفة الأشكيناز منهم.
لذلك يحرصون على المتابعة الطبية بشكل مستمر قبل الزواج بسبب انتشار الأمراض المتوارثة عندهم، أما الولايات المتحدة الأمريكية فبعض منهم يمنح زواج الأقارب من الدرجة الأولى بشكل خاص.
اقرأ أيضًا: ماذا يقال في عقد الزواج الشيعي
ما هو الزواج الأفضل
لا يوجد معيار واحد يحدد ما هو الأفضل بالنسبة لك زواج الأقارب أم الغرباء، لأنه سيأتي ألف سؤال إلى الذهن زواج الحب أو الزواج التقليدي، الزواج القائم على التوافق سواء المادي أو الاجتماعي أو التعليمي أم الزواج الذي يدعم الفوارق ويحترمها.
على الرغم من أن الزواج لغز لبعض الناس ولكنه يبقى في منتهى البساطة بالنسبة لآخرين هو رجل رأى فتاة ثم نبض قلبه من أجلها ولم يكتفي بهذا بل عمل على التقرب منها ومعرفتها وتحديد ما الذي يسعدها أو يحزنها.
كما أن إدراك الفروق بين الطرفين هام ومناقشة إذا كانت ستقف في طريق سعادتهما أم هم قادرين على تجاوزها وحلها وجعلها هي المقوي للعلاقة.
زواج الأقارب من الممكن أن يكون ناجح إذا تمتع بالحب الكافي الشافي والتفاهم الناضج المدرك لصعوبات الحياة بعيد عن وهم الرومانسية البراقة الخادعة مع أنه لا يخلو من تلك الحقيقة التي يكون سرها هو القبول لكل العيوب.
كذلك زواج الغرباء والعيش مغامرة التعرف على شخص جديد والغوص في أعماقه، واكتشاف الطريقة التي تجعل القلب سعيد، سيظل.
أنت من تحدد المناسب لك وليس لأي شخص آخر أن يحدد ما هو الذي يليق بك، وكل حالة وشخصية تختلف عن الأخر فتمعن في التفكير ولا تتجاهل صوتك قلبك أو تجعله يعلو على صوت العقل.