أين ولد علي بن أبي طالب
أين ولد علي بن أبي طالب؟ وفي أي عام ولد؟ هو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كِلاب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة، وهو ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم، واختلفت الآراء في مكان ولادته، لذا من خلال منصة وميض سنوضح أين ولد علي بن أبي طالب، ونتطرق إلى ذكر بعض المعلومات حوله.
أين ولد علي بن أبي طالب؟
ولد علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- في مكة المكرمة، وقال بعض العلماء مثل ابن إسحاق، وابن حجر العسقلاني أنه ولد قبل بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- بعشر سنوات، وقال الحسن البصري أنه ولد قبل بعثة النبي بخمسة عشر أو ستة عشر عامًا، وقال محمد بن علي الباقر أنه ولد قبل البعثة بخمس سنوات.
اختلفت الروايات حول مكان ولادة علي بن أبي طالب، فمنهم من قال إن عليًا ولد في جوف الكعبة مثل ما نقله الفاكهي، وروى الحاكم محمد بن عبد الله النيسابوري في كتابه المستدرك قال: (تواترت الأخبار أن فاطمة بنت أسد رضي الله عنها ولدت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في جوف الكعبة) وهذا قول ضعيف.
قال جمهور من العلماء أن حكيم بن حزام -رضي الله عنه- هو الشخص الوحيد الذي ولد في الكعبة، وروى في ذلك الملقن مخالفًا على الحاكم النيسابوري قال: (حكيم بن حزام رضي الله عنه ولد في جوف الكعبة، ولا يُعرَف أحد ولد فيها غيره، وأمّا ما رُوِي عن علي بن أبي طالب أنه ولد فيها فضعيف).
أجمع عدد كبير من العلماء والفقهاء أن عليًا لم يولد داخل الكعبة، وقول الحاكم قال فيه العلماء أن مقصده من كلمة التواتر أي الأخبار المنتشرة في ذلك العصر، ولا يُقصد به حقيقة بل يقصد بأنه خبر معروف ومنتشر.
اقرأ أيضًا: كم كان عمر الرسول عندما توفيت أمه
تعريف بعلي بن أبي طالب
علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- صحابي جليل من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وله الكثير من المناقب، والفضل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمه هي فاطمة بنت أسد بن عبد مناف من بني هاشم، وهي بنت عم أبي طالب.
أكرم الله -جل وعلا- عليًا فجعله أول من أسلم من الصبيان مع النبي صلى الله عليه وسلم، وهو الذي نام في فراش النبي أثناء هجرته إلى المدينة، حينما كانت قريش تنوي قتله، وتزوج علي بن أبي طالب من السيدة فاطمة ابنة رسول الله، وأنجبت منه سيدًا شباب أهل الجنة، وهما الحسن والحسين رضي الله عنهما.
كما أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد بشره بالجنة، حيث روى جابر بن عبد الله قال: (خرَجنا معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ إلى نخيلِ امرأةٍ منَ الأنصارِ فقالَ: يطلُعُ عليْكم رجلٌ من أَهلِ الجنَّة، فطلعَ أبو بَكرٍ فبشَّرناهُ، ثمَّ قالَ: يطلعُ عليْكم رجلٌ من أَهلِ الجنَّة، فطلعَ عمرُ فبشَّرناهُ، ثمَّ قالَ: يطلعُ عليْكُم رجلٌ من أَهلِ الجنَّة وجعلَ ينظرُ منَ النَّخلِ ويقولُ: اللَّهمَّ إن شئتَ جعلتَهُ عليًّا. فطلعَ عليٌّ رضيَ اللَّهُ عنْهُ) حديث حسن.
كان علي بن أبي طالب مثالًا يحتذى به في التواضع، والتسامح، وكان له مواقف عظيمة عبرت عن شخصيته الأسطورية، وكان قويًا في المعارك، والغزوات، لا يعرف الاستسلام طريقًا إليه، ولم يتخاذل في إطاعة أوامر النبي صلى الله عليه وسلم، وكان مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في القلة القليلة الذين ظلوا بجواره في غزوة حنين.
فتح الله -جل وعلا- على يدي علي بن أبي طالب حصن خيبر، حينما أمره الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأن يأخذ الراية ويتوجه إلى خيبر، وقتل زعماء المشركين والكفار في غزوتي بدر، وأحد، وفي غزوة خيبر أستطاع علي بن أبي طالب أن يتصدى لأحد زعماء الكافرين، وعتادهم، وأقواهم، وأشرسهم، وهو عمرو بن عبدّ ود، وقد أرداه علي بن أبي طالب صريعًا بين جثث جيشه.
كنية عليّ رضي الله عنه ولقبه
كنّي علي بن أبي طالب بأبي الحسن، وبأبي التراب، والنبي -صلى الله عليه وسلم- هو من كناه بأبي التراب، حين رآه في المسجد راقدًا، ووجد ثيابه قد أصابها تراب، فمسح النبي التراب عنه، وقال له يا أبا التراب، وهذا ما رواه سهل بن سعد الساعدي قال:
(جَاءَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَيْتَ فَاطِمَةَ فَلَمْ يَجِدْ عَلِيًّا في البَيْتِ، فَقالَ: أيْنَ ابنُ عَمِّكِ؟ قالَتْ: كانَ بَيْنِي وبيْنَهُ شيءٌ، فَغَاضَبَنِي، فَخَرَجَ، فَلَمْ يَقِلْ عِندِي فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِإِنْسَانٍ: انْظُرْ أيْنَ هُوَ؟ فَجَاءَ فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، هو في المَسْجِدِ رَاقِدٌ، فَجَاءَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو مُضْطَجِعٌ، قدْ سَقَطَ رِدَاؤُهُ عن شِقِّهِ، وأَصَابَهُ تُرَابٌ، فَجَعَلَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَمْسَحُهُ عنْه، ويقولُ: قُمْ أبَا تُرَابٍ، قُمْ أبَا تُرَابٍ) حديث صحيح.
اقرأ أيضًا: أسئلة وأجوبة في السيرة النبوية الرحيق المختوم
زوجات علي بن أبي طالب وأبناؤه
تزوج علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- الكثير من الزيجات، ولم يجمع بينهم، وأنجب منهم بنات، وأولاد حملوا لواء الإسلام على عاتقهم، وفي إطار موضوع مقالنا أين ولد علي بن أبي طالب؟ نوضح من خلال هذه الفقرة زوجات وأبناء علي بن أبي طالب:
1- فاطمة بنت رسول الله
هي أول زوجات علي بن أبي طالب، وهي ابنة النبي -صلى الله عليه وسلم- وأنجب منها خمسة أبناء منهم سيدًا شباب أهل الجنة، وهما الحسن، والحسين رضي الله عنهما، وسوف نعرض لكم فيما يلي أبناءه من فاطمة استكمالًا لموضوع مقالنا أين ولد علي بن أبي طالب:
- الحسن بن علي بن أبي طالب.
- الحسين بن علي بن أبي طالب.
- أمّ كلثوم بنت علي بن أبي طالب
- زينب الكبرى بنت علي بن أبي طالب.
- مُحسن بن علي بن أبي طالب.
2- أم البنين بنت حزام الكلابية
هي فاطمة بنت حزام الكلابية، وعرفت باسم أم البنين، وتزوجها علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- بعد وفاة فاطمة، وأنجب منها أربعة أبناء سوف نتعرف على أسمائهم فيما يلي في إطار موضوع مقالنا أين ولد علي بن أبي طالب:
- العبّاس بن علي بن أبي طالب.
- جعفر بن علي بن أبي طالب.
- عثمان بن علي بن أبي طالب.
- عبد الله بن علي بن أبي طالب.
3- ليلى بنت مسعود التميميّة
هي الزوجة الثالثة لعلي بن أبي طالب بعد أم البنين، وأنجبت منه ولدين وسوف نتعرف على أسمائهم في النقاط القادمة:
- عُبيد الله بن علي بن أبي طالب.
- أبو بكر بن علي بن أبي طالب.
4- أسماء بنت عُميس الخثعميّة
هي صحابية تزوجت عليًا بعد أن كانت زوجة لجعفر بن أبي طالب، بعدها أبو بكر الصديق، وأنجبت لعلي بن أبي طالب ثلاثة أولاد سوف نتعرف عليهم في إطار موضوع مقالنا أين ولد علي بن أبي طالب:
- يحيى بن علي بن أبي طالب.
- محمد الأصغر بن علي بن أبي طالب.
- عون بن علي بن أبي طالب.
5- أم حبيبة بنت زمعة التغلبيّة
هي الصهباء بنت بن عباد ربيعة، تزوجها علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- بعد أسماء بنت عميس، وأنجبت منه ولدين، وسوف نتعرف على أسمائهم ضمن موضوع مقالنا أين ولد علي بن أبي طالب:
- عمر بن علي بن أبي طالب.
- رقية بنت علي بن أبي طالب.
6- أم سعيد بنت عروة الثقفيّة
هي أم سعيد بنت عروة بن مسعود بن صعب بن مالك، وتزوجها علي بن أبي طالب وأنجبت منه أربعة أولاد، وهم:
- أم الحسن بنت علي بن أبي طالب.
- رملة بنت علي بن أبي طالب.
- عمر ابن علي بن أبي طالب.
- أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب.
8- أُمامة بنت أبي العاص
تزوجها علي، وأنجب منها محمد الأوسط بن علي بن أبي طالب.
9- خولة بنت جعفر الحنفيّة
تزوج منها علي بن أبي طالب، وأنجبت له محمد الأكبر بن علي بن أبي طالب، المشهور بمحمد بن الحنفيّة.
اقرأ أيضًا: معلومات عن سيدنا عمر بن الخطاب
وفاة علي بن أبي طالب
نال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- الشهادة في سبيل الله، في العام الأربعين من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، واستشهد على يد ابن ملجم، حيث جلس يترقب خروجه، ولما قام علي ينادي في الناس بالصلاة ضربه ابن ملجم بالسيف في جانب رأسه، واختلفت الآراء في عمر علي بن أبي طالب وقت استشهاده.
قال بعض العلماء أن عمره كان في الثامنة والستين، وقال البعض الآخر أنه كان في السابعة والخمسين، وعاش عليّ فترة خلافة دامت أربع سنوات، وستة أشهر.
علي بن أبي طالب صحابي جليل له من المناقب، والفضل مع النبي صلى الله عليه وسلم الكثير، وكان قدوة للمسلمين في حكمته، وتواضعه، وهو خير مثالًا لنا في حبه للنبي عليه الصلاة والسلام.