أين يقع مضيق هرمز
أين يقع مضيق هرمز الذي يمر ثلث نفط العالم من خلاله؟ حيث يمتلك المضيق موقع جغرافي متميز جعله يتوسط قارة آسيا ويربط بين الدول الواقعة في آسيا الشرقية مثل الصين والهند، والدول الواقعة في آسيا الغربية ويُمكن أيضًا من خلاله المرور إلى أوروبا فهو يعتبر من أقدم الممرات المائية التي عرفتها البشرية عبر تاريخها، وإن كانت أهميته تقتصر على تمرير حاملات النفط فقط لبعض الدول في العالم، فإن أهميته تتضاعف بالنسبة إلى دول الخليج التي تقع على بحر العرب والخليج العربي لأنه يعتبر المنفذ المائي الوحيد بالنسبة لهذه الدول وكل هذا نقدمه لكم عبر موقع وميض.
أين يقع مضيق هرمز
- يقع مضيق هرمز في قارة آسيا في الخليج العربي فهو عبارة عن ممر مائي ضيق يفصل مياه المحيط الهندي عن مياه بحر العرب، ومياه خليج عمان، والخليج العربي، وخليج مكران، وتُعرف نقطة الالتقاء بين هاتين الجهتين بمنطقة فك الأسد.
- أما بالنسبة إلى الجهة الجنوبية فتطل عليه سلطنة عمان فهو يقع بالتحديد في محافظة مسندم في منطقة الخليج العربي.
- تُشرف عليه بعضًا من الدول العربية وغير العربية مثل إيران التي تُطل عليه من الجهة الشمالية تحديدًا مدينة بندر عباس وبذلك يصبح مضيق هرمز واحدًا من أهم المسطحات المائية الإقليمية لهاتين البلدين.
- توجد كذلك بعض الدول الأخرى المُستفيدة من المضيق باعتباره المنفذ المائي الوحيد لها، ولتجارتها، ولمرور السفن الخاصة بها ومن هذه الدول العراق، البحرين، قطر، الإمارات، والكويت.
سبب تسمية مضيق هرمز
- بعد أن علمنا أين يقع مضيق هرمز ننتقل معًا لنعرف أصل تسمية المضيق بهذا الاسم مُنذ الزمن الغابر حيث كان يقع في وسط مملكة قديمة تسمى مملكة هرمز، واشتهرت أيضًا باسم “باب الشرق السحري”.
- يرجع كذلك سبب تسميته بهُرمز إلى أحد ملوك بلاد فارس.
- بالإضافة إلى أحد الجزر التي كان يُطلق عليها اسم هرمز وكانت تقع في إقليم مكران الذي كان تابعًا لبلاد فارس سابقًا (إيران حاليًا) لكن الجزيرة نفسها كانت تابعة لحكم أسرة عربية من عمان في القرن السادس عشر.
- في النهاية تمكن الاحتلال البرتغالي من السيطرة على الجزيرة عام 1515 ميلاديًا، وفي عام 1632 ميلاديًا تمكنت إيران بالاتحاد مع القوات البريطانية من طرد الاحتلال البرتغالي من الجزيرة وأصبحت الجزيرة إيرانية حتى وقتنا الحالي.
- أما بالنسبة إلى إيران فهو يُعرف بالنسبة لسكانها باسم مضيق نهر ميتاب أيضًا.
معلومات عن مضيق هرمز
- يعبُر من خلال هذا المضيق ما بين عشرين إلى ثلاثين سفينة تجارية تقريبًا وفي الغالب تكون حاملة للنفط بشكلِ يومي، مما جعله من أكثر الممرات المائية ازدحامًا حول العالم، وجعله يتحكم في خط سير أكثر من 40% من نفط العالم.
- يُعتبر الجزء الجنوبي من المضيق أي الجزء المُطل على محافظة مسندم بسلطنة عمان هو الجزء الصالح للملاحة.
- تنتشر كميات كبيرة من الصخور وعددًا من الجبال والتي تسببت في تشكيل العديد من الجزر مثل جُزر سلامة وبناتها، وجزر مسندم، وجزيرة الطير التي تحتوي على عدد كبير جدًا من الطيور وهذا السبب وراء تسميتها بهذا الاسم، وجزيرة قشم الإيرانية، وجزيرة لاراك، وجزيرة هرمز.
- يوجد أيضًا ثلاثة جُزر شهيرة مُتنازع عليها بين إيران ودولة الإمارات العربية المتحدة وهما طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبو موسى.
- توجد مسارات مخصصة في المضيق للرحلات السياحية، كي يتمكن السياح من الاستمتاع بالمناظر الخلابة، وخوض تجربة المرور في أحد الممرات المائية الأكثر شهرة في العالم.
- تم تصنيف المضيق كواحد من أهم عشرة مضايق مائية حول العالم من أصل مائة وعشرون مضيقًا.
- يمتلك المضيق أهمية اقتصادية، وتجارية، وسياسية، واستراتيجية، جعلت للبلدين المتحكمين فيه مركز ثقل في المنطقة وهما إيران وسلطنة عمان.
- بحسب إحصائية قامت بها إدارة معلومات الطاقة الأمريكية في عام 2011 ميلاديًا فإن عدد الناقلات المحملة بالنفط التي مرت من الخليج العربي مرورًا بمضيق هرمز يصل عددها إلى أربعة عشر ناقلة في اليوم، وكانت حمولة كل ناقلة منفردة تصل إلى سبعة عشر مليون برميلًا من النفط الخام.
- يُلقب مضيق هرمز بشريان النفط العالمي.
- رغم أن المضايق هي في الأصل مسطحات مائية ضيقة نوعًا ما إلا أن إجابة سؤال أين يقع مضيق هرمز هي من جعلت له أهمية استراتيجية خاصة بالإضافة إلى مساحته التي تسمح بمرور عدد لا يُستهان به من السفن يوميًا حيث تبلغ المساحة التي تسمح بدخول السفن ومرورها حوالي عشرة كيلومترًا مربعًا ونصف.
- يبلغ طول المضيق 63 كيلو مترًا، وعرضه يصل إلى خمسون كيلومترًا بحيث تُقدر المسافة بداية من جزيرة لاراك الإيرانية إلى المضيق بنحو أربعة وثلاثين كيلومترًا.
- لا تُعد مياه المضيق عميقة حيث يصل عمق المياه إلى ستين مترًا فقط.
- أما بالنسبة إلى المساحة الخارجية والإقليمية للمضيق فتصل لمئة كيلومترًا بداية من جزيرة قشم الإيرانية، حتى الشواطئ الواقعة في مدينة كنكان الإيرانية أيضًا وعندها تنتهي مساحة المضيق.
- تعتبر المملكة العربية السعودية من رابع الدول الخليجية المستفيدة من المضيق حيث يعبر منه 88% من إجمالي إنتاجها النفطي، بينما تُعد العراق في المركز الثالث حيث يمر 98% من إجمالي إنتاجها النفطي من خلال المضيق.
- أما المركز الثاني فمن نصيب الإمارات التي يمر 99% من إجمالي الناتج المحلي للنفط عبر المضيق، بينما يحتل المركز الأول كل من الكويت وقطر وإيران لأن كل إنتاج هذه الدول من النفط يمر من خلال مضيق هرمز.
- تُعد دولة اليابان أكبر مستورد للنفط العابر من خلال مضيق هرمز.
- تُعد دولة إيران هي المتحكم الرئيسي في المضيق وهي المشرفة على أكبر مساحة منه ويُعد المضيق أحد نقاط قوتها الاستراتيجية لذلك كلما أحست بخطر لوحت بقدرتها على إغلاق المضيق، أو حتى احتجاز أحد السفن الحاملة للنفط من الدول المُعادية لها.
- لذلك وبسبب الخلافات بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية منذ الثورة الإسلامية الإيرانية التي مكنت آية الله الخميني من الحكم في طهران، وإسقاط الشاه الإيراني، أصبحت أمريكا تحتفظ بوجود عسكري في المضيق لضمان انسياب عملية مرور النفط عبر المضيق إلى العالم.
أهمية مضيق هرمز
- كان ومازال مضيق هرمز ذات دورًا فعالًا في النقل البحري مُنذ قديم الأزل بفضل معرفة أين يقع مضيق هرمز حيث أنه يُعد ممرًا رئيسيًا للتجارة بين مختلف أنحاء العالم.
- يُعتبر واحدًا من أهم المعابر المائية التي تُسهل من حركة الملاحة العالمية حيث أنه يُسهل حركة السفن القادمة من الصين والهند والعابرة اتجاه أوروبا من خلال دول غرب آسيا، ودول شمال أفريقيا.
- كانت البضائع التي تمر من خلال المضيق مُنذ القدم هي التوابل، والبهارات، والعود والبخور، والأقمشة.
- أما في عصرنا الحالي فهو شريان النفط العالمي حيث يُعد المعبر الرئيسي والأكثر حيوية لتجارة النفط العالمية لأنه يقع بين أكبر الدول المنتجة للنفط مثل السعودية والعراق والكويت والإمارات، وبين أوروبا وبقية دول آسيا أكبر مستورد للنفط.
- هو المنفذ الوحيد للبحر لبعض دول الخليج العربي مثل قطر، والعراق، والكويت، والإمارات.
- له أهمية سياسية وجيوسياسية كبرى حيث يُمكننا القول إنه مصدر النفط الوحيد لبعض الدول المستوردة للنفط مثل اليابان.
- يُعد مضيق هرمز العمود الفقري للاقتصاد الخاص ببعض الدول التي تعتمد على النفط كمصدر دخل قومي لها مثل الكويت والعراق.
- من الجدير بالذكر أن أهمية مضيق هرمز بالنسبة لبقية دول العالم في كافة وبالنسبة لإيران في كافة أخرى حيث تعتبر إيران هذا المضيق هو ورقة ضغط على كبار دول العالم يُمكنها من خلالها الربح في أي حرب أو مقاطعة أو في حالات فرض المزيد من العقوبات الاقتصادية عليها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.
- التهديد بإغلاق المضيق كفيل بزعزعة استقرار جميع قارات العالم، ومن الجدير بالذكر أيضًا أن إيران قادرة على تنفيذ تهديدها بسبب ما تمتلكه من أسلحة، وزوارق حربية، وأسطولها البحري الضخم المُجهز من الطائرات والصواريخ بعيدة المدى، وقدرتها الذاتية على التسليح من خلال إنتاج المزيد من الصواريخ البالستية.
- هذه الاحتمالات ليست تخمين شخصي لأحد المحللين السياسيين بل تصريح نُشر في مقال تابع لصحيفة إنترناشونال سيكيورتي عام 2008 زعم أن إيران قادرة على غلق المضيق لمدة شهر على أقل تقدير وأي محاولات لفتحه من قبل الولايات المتحدة ستبوء بالفشل في الغالب بل ستزيد من تصعيد الوضع.
- لدولة إيران سوابق في استخدام المضيق ككارت حاسم لها في النزاعات فمثلًا في 19 يوليو 2019 قام الحرس الثوري الإيراني “الذراع العسكري الأقوى في إيران” بإعلانه عن احتجاز ناقلات نفط بريطانية في مضيق هرمز وذلك لم يكن من فراغ بل كان ردًا على احتجاز إحدى ناقلات النفط الإيرانية في مستعمرة جبل طارق التابعة لبريطانيا العظمى.
أين يقع مضيق هرمز هي نقطة قوة للعديد من الدول وعلى رأسهم إيران، لكنه أيضًا نقطة ضعف للبعض الآخر مثل الولايات المتحدة الأمريكية حيث تعرضت ناقلات نفط أمريكية للهجوم في المضيق في 13 يونيو 2019 وعُرفت هذه الحادثة بحادثة خليج عمان وتدخل رئيس الوزراء اليابان السابق شينزو آبي كوسيط بين إيران وأمريكا بأمر من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لحل النزاعات بينهما حتى تستقر الملاحة في المضيق وهو أمر عظيم للعالم أجمع.