متى يكون الطلاق أفضل حل للرجل
متى يكون الطلاق أفضل حل للرجل؟ وكيف له أن يتأكد من ذلك؟ ربما في بادئ الأمر يكون الرجل في حيرة من أمره بصدد قرار الطلاق، وتتعدد الأسباب، إما خشية ما يقوله البعض.. الأقارب والجيران، أو الخوف من ضياع وتشرد الأطفال، وما إلى ذلك، ومع هذا عندما يكون الطلاق أفضل حل للرجل يتخذ قراره على الفور.. هذا ما نشير إليه فيما يلي من خلال منصة وميض.
متى يكون الطلاق أفضل حل للرجل
لا خلاف على كون الطلاق أبغض الحلال عند الله، وربما هو المآل الأخير إن استنزفت كافة المحاولات، لكنه في أحيان بعينها يصير هو الحل الأنسب الذي يعول عليه حينما تستحيل المودة جفاءً.
يسعى الزوج حثيثًا إلى الاحتفاظ بكيانه الأسري في كنف زوجته وأولاده إن وجدوا، إلا أن هذا الكيان ربما ينتابه الانهيار المحقق في ظل اعتقاده الجامح أنه لا مجال لعودته إلى ما كان عليه من الاستقرار، من هنا يتخذ الحل الأقرب إلى الصواب حتى لا تضيع حياته هباءً مع الريح الصاخبة، فيفر بنفسه ويتخذ قرار الطلاق، في تلك الحالة يكون الطلاق أفضل حل للرجل.
فقد جعل الله في الزواج السكن والرحمة، فمتى يتسنى قبول الطرفين لبعضهما البعض تنشأ بينهما رابطة الألفة والمودة، إلا أن الحياة لا تسير على وتيرة واحدة، فمن الممكن أن ينجرف الطرفان في أنهار من الخلافات والمشاحنات التي تؤول إلى الانفصال.
نعلم أن الاستقرار الأسري يكمن في استقرار أركانه فلا تهدم بسهولة، فإن باءت كافة المحاولات الساعية لهذا الاستقرار المنشود بفشل ذريع تكون حينئذ سلبيات الزواج قد تفاقمت عن إيجابياته ليكون الطلاق هو الحل الأمثل، هذا ما يتوق إليه الزوج حينما تكون زوجته هي السبب في الخلل القائم في تلك الزيجة.
الأمر نسبيّ ولا شك في ذلك، فما يراه أحدهم كافيًا للطلاق ربما لا يلتفت إليه آخر، فالرجال متفاوتون في الحكم على المسببات التي من شأنها أن تكون مدعاة للانفصال، هذا لا ينفي أن هناك أمورًا بعينها لا خلاف على أن نهايتها الطلاق لا محالة، فلا يقبلها أي من الرجال مهما تباينت طاقات احتمالهم.
حينما يكون قرار الرجل بالانفصال جادًا تجده لا يلقي بالًا بمشاعر زوجته ولا يرغب في تخيل الحال الذي ستصبح عليه بعد الطلاق، كذلك لا يسترجع أي ذكريات جامعة بينهما، حتى لا يميل قلبه إليها ثانية.. هذا ما ينم عن وجود أسباب قوية جعلته غير مكترث لشيء سوى تنفيذ قرار الطلاق، يسعنا أن نذكر بعضًا منها فيما يلي:
1- خيانة الزوجة
لا يقبلها سوى أشباه الرجال، من يتهاونون وهذا الداء في نفوسهم، فيقبلون الخيانة وكأنها خطأ غير مقصود، أما عند الرجال فلا مجال لها ولا غفران إثرها، ولم لا والأمر ذاته عند المرأة التي لا تقبل بأي حال أن يخونها من أحبته بصدق.
الزوجة التي تفكر في خيانة زوجها وتبرر لذاتها الأمر.. دعونا نؤكد أنه ليس لها أسباب كافية، وكل ما تختلقه مجرد أعذار واهية، فالزوج المغترب، الغائب، المريض، لا ينبغي أن يكون جزائه الخيانة حتى وإن كان مخطئًا في حق زوجته.. فالخيانة لا تغتفر.
لذا يسعنا القول إن الخيانة الزوجية هي الجواب الأمثل في سؤالنا المطروح “متى يكون الطلاق أفضل حل للرجل” ولا يضاهيها سبب آخر، فعندما يستشعر الرجل خيانة زوجته له ويتأكد من الأمر يكون الانفصال عنها الخيار الأمثل، علّه يجد من تصون عرضه ونفسه فيما بعد.
أما عن الخيانة الزوجية فلا تقتصر على الزنا، فالبعض لا يدرك مداها، فهي تشمل حتى الخيانة الهاتفية، فمن لا تعف نفسها تكون قد انتهكت حرمات الله، وقد أحل الله لها الزواج في سبيل عفتها فلم الخيانة إذًا؟ ومن لا تحافظ على عفتها لا يكون بوسعها الحفاظ على زوجها وبيتها.
اقرأ أيضًا: حكم الطلاق من الزوج البخيل
2- زوجة غير مسؤولة
مَن مِن الرجال لا يفضل أن تكون زوجته على قدر من المسؤولية لتكون أهلًا لثقة زوجها وأبنائها وترعى بيتها على أكمل وجه، فالزوجة التي لا تشغل بالًا بالتزاماتها تقلل من قدرها في عين زوجها، وحينما يتفاقم الوضع سوءًا يكون انفصاله عنها هو الحل.
يشمل انعدام تحمل الزوجة للمسؤولية أنها تفرط في حقوق زوجها عليها، حتى في المعاملة الطيبة التي لا تدخر جهدًا في إعطائه إياها، فهنا يكون الطلاق أفضل حل للرجل الذي يأس من طباع زوجته غير المقدرة لما يبذله من جهد وما يقع على كاهله من أعباء.
كما هو الحال حينما يتخلى الزوج عن قوامته فلا تستشعر زوجته معه أمانًا قط، فانعدام مسؤولية الزوجة يشمل أنها تسمح بتدخل أطراف خارجية فتنتهك بذلك خصوصية الكيان الأسري فيكون عرضة للخراب، فالمسؤولة هي التي تسعى جاهدة لإدارة شؤون بيتها بسرية تامة فتحفظ سر زوجها وأبنائها ولا تجعله متاحًا أمام العيان.
3- تدخل أهل الزوجة في العلاقة
إحجام الزوج عن علاقة يشوبها تدخل بيّن من أطراف خارجية ليس بشيء عُجاب، فالرجل يرغب في مزيد من الخصوصية مع زوجته في أمورهما الخاصة ولا يسمح بوجود مجال للقيل والقال، فهذا ما يبغضه ويجده أمرًا مرهقًا له على المدى البعيد.
فما إن تجعل زوجته حياتهما الخاصة متاحة أمام الجميع، يبدأ في النفور من تلك الطباع فيها، وربما يعاتبها تارة ويقسو عليها تارة أخرى إلا أنها تستمر في الإفصاح أمام أهلها وذويها عن زوجها المصون.
من هذا التدخل ينشب الخلاف، لذا يكون في تلك الحالة الميؤوس منها الطلاق أفضل حل للرجل، فهو من يأس تمامًا من تغير حال زوجته مُفشية الأسرار، فلن يرضى بالطبع أن تكون خصوصيته منعدمة، لذا يتوق إلى الارتباط بزوجة ناضجة تعرف كيف تحفظ أسرار زوجها وبيتها.
اقرأ أيضًا: أسباب رفض دعوى الطلاق للضرر
4- الشعور بقلة التقدير
نعلم أن أي من الرجال لا يقبل أن يتعرض إلى الإساءة من زوجته، والإهانة بأنواعها وأقلها اللفظية، سواء كان في السر أو العلن، لذا عندما يشعر بقلة التقدير والاحترام يكون الطلاق أفضل حل للرجل في تلك الحالة، لاسيما إن عاتب زوجته غير مرة على ما تفعله، ولا زالت تصر على إهانته، فمن لا تكنّ له احترامًا لا تكنّ له حبًّا بأي حال.
فالعلاقة الزوجية السوية تُبنى على الاحترام المتبادل الذي ما إن أخل به أحد طرفيها تنشب الخلافات الممهدة للطلاق، فالاحترام أدعى من الحب وأشمل، فهو الحافز الذي يجعل الشريك راغبًا في الاستمرار.
لذا يكون الطلاق أفضل حل للرجل حينما لا يجد من زوجته احترامًا وتقديرًا وهو يستحق لذلك، فيجد أن علاقته بها تسبب له من الأذى النفسي ما لا يمكن احتماله، ولا شك أن المرأة التي لا تنال نصيبـًا من احترام زوجها لها تشعر بالشيء ذاته.
قد يتجسد شعور الرجل بقلة التقدير والاحترام حينما تمتنع زوجته عن ممارسة العلاقة الحميمة معه دون وجود عذر مقبول، فيشعر بالإذلال، وعندما يحاول النقاش ومعرفة السبب من وراء ذلك، لا يجد منها سوى التململ والتعليقات السلبية والنقد اللاذع.
لا تستعجبين إن طلقك زوجك نتيجة تمنعك هذا فحسب، فالأمر عند الرجل حازم طالما لا يوجد لديك من الأسباب الكافية التي تجعلك تجحفين بحقوقه الزوجية الأساسية.
5- لا مجال للتفاهم
نعلم أن العلاقة الناجحة بين طرفين تعتمد تمام الاعتماد على وجود حلقة من التفاهم فيما بينهما، ما نعنيه بلغة الحوار الجيدة والنقاش الدائم وتقبل النقد، فما بال الزوجين وهما الأكثر احتياجًا لمثل هذا التفاهم في ظل ظروف الحياة المتغيرة وتقلباتها الصاخبة؟
فمتى يكون الطلاق أفضل حل للرجل عليك أن تعلمين أنه لم يجد من التفاهم ما يدفعه للاستمرار، فتكثر المشاحنات والخلافات دون أن تُحل، وتشبع النفوس بالضغينة والعناد، وينقلب الحال رأسًا على عقب وكأنهما ليسا بزوجين إنما أخصام بحق.
فمن الطبيعي أن تكثر الخلافات الزوجية لكن ما هو غير طبيعي أن تتفاقم تلك الخلافات إلى حد النفور، فلا يوجد لدى الزوجين ما يعزز من وجود الحلول المختلفة والمرضية لهما.
اقرأ أيضًا: كيف أكون قوية بعد الطلاق
الطلاق أفضل خيار للطرفين
قرار مثل الطلاق لا يجب اتخاذه باستخفاف، فإن كان من السهل الانفصال ما كان للزواج قيمة من بادئ الأمر، إلا أن الأسباب والدواعي متباينة، منها ما يجعل الانفصال حتميًا عند أحد الأطراف دون الآخر، ومنها ما يتفق عليه الطرفان سويًا.
قد علمنا وباستفاضة متى يكون الطلاق أفضل حل للرجل، لكن هناك من الدواعي الأخرى ما إن توافرت يتفق الطرفان على أن الطلاق هو الخيار الأمثل لهما، فلا رجعة فيه، فهو لم يكن قرار سريع دون روية، بل جاء نتاجًا لأمور عدة، ومن العلامات التي تجعل الطلاق هو الخيار المناسب للطرفين ما يلي:
- رغبة الزوج في الزواج من أخرى لسبب ما، في ظل عدم موافقة زوجته على الأمر واعتبارها إياه من قبيل الخيانة.
- افتقار مشاعر الحب سببًا كافيًا بذاته للوصول إلى قرار الانفصال، عند أي من الطرفين، على الرغم من أن هناك زيجات قائمة على مصالح أخرى بخلاف الحب، وما زالت مستقرة.
- عندما يبقى الزوجان معًا فقط من أجل أولادهما، يكون ذلك إنذارًا بقرب الانفصال، فالأطفال حتمًا سيصلون إلى النضج الذي يمهد باستيعابهم عدم رغبة والديهم في الاستمرار معًا.
- البعض يعتبر أن الزواج هو أهون الشرين، فيمكث الرجل في علاقة جافية لأنه لا يقدر على العيش بمفرده، وتستمر المرأة في زواجها لأنها تعي أن الطلاق محفوفًا بالمخاطر بالنسبة إليها.. وهنا على الأغلب يصل بهما الحال في نهاية المطاف إلى الطلاق.
- فقدان الثقة في الشريك يمهد لإنهاء العلاقة، لأن الثقة هي الركن الركين في الزواج، دونها يتسنى المجال للشك والكراهية والنفور.
لقليل من الموضوعية، ينبغي أن يتحرى الطرفان كافة الجهود لإصلاح ذات البيّن في إطار الحفاظ على العلاقة الزوجية السديدة، حتى لا ينتابهما الندم جراء الانفصال حفاظًا على الكيان الأسري من مآسي الحياة وتقلباتها.