متى ينتهي وقت صلاة الوتر
متى ينتهي وقت صلاة الوتر؟ وهل يجوز فيها الدعاء؟ تلك الأسئلة كثيرًا ما تدور في ذهن المسلم الذي لا يعلم الكثير عن تلك الصلاة، سنعرف من خلال منصة وميض الإجابة عن سؤال متى ينتهي وقت صلاة الوتر، كما سنوضح كل التفاصيل والمعلومات الخاصة بصلاة الوتر وكيفية أدائها وما هو عددها.
متى ينتهي وقت صلاة الوتر
إن الإجابة عن سؤال متى ينتهي وقت صلاة الوتر هي أن صلاة الوتر يمكن أدائها بدءًا من وقت صلاة العشاء وحتى وقت طلوع الفجر، وهذا وفقًا لما ورد في الصحيحين فعن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صلاةُ اللَّيلِ مَثنى مَثنى فإذا خشِيَ أحدُكمُ الصُّبحَ صلَّى رَكعةً واحدةً توترُ لَهُ ما قد صلَّى“
رواه عبد الله بن عمر بن الخطاب، وحدثه الألباني، المصدر: صحيح النسائي.
لكن جدير بالذكر أن فريق كبير من الفقهاء وعلماء الدين اختلفوا في آرائهم حول الإجابة عن سؤال متى ينتهي وقت صلاة الوتر، فهناك مثلًا من ذهب إلى أن وقت صلاة الوتر هو ما يقع بعد طلوع الفجر ما دام الشخص لم يصل الصبح، بينما ذهب فريق آخر إلى أنها تصلى بعد صلاة العشاء مباشر.
لكن أبرز ما يؤكد لنا أن الإجابة الصحيحة عن سؤال متى ينتهي وقت صلاة الوتر هو ما “رواه أبو سعيد عن الخدري أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: أوتروا قبلَ أن تُصْبِحوا”
رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه، وحدثه الألباني، المصدر: صحيح الترمذي
حكم الحديث: صحيح قوي الإسناد.
بمعنى أن صلاة الوتر ينتهي وقتها بعد طلوع الفجر مباشرة حيث يجوز للمسلم أن يصلي ركعة الوتر بعد أن يصلي صلاة العشاء، وإن لم يستطع أن يصلها بعد العشاء بإمكانه أن يصليها في أي وقت من بعد صلاة العشاء وحتى طلوع فجر اليوم الثاني.
اقرأ أيضًا: متى ينتهي وقت صلاة الفجر
ما هي صلاة الوتر
لا يمكننا أن نجيب عن سؤال متى ينتهي وقت صلاة الوتر من دون أن نوضح أولًا لمن لا يعلم ما هي تلك الصلاة، وركعة الوتر هي صلاة تقام في الوقت الواقع فيما بين صلاة العشاء وحتى طلوع الفجر اليوم الثاني، وتختم صلاة الليل أو قيام الليل بصلاة الوتر، ولقد تمت تسميتها بهذا الاسم لأنها وترًا أي أنها أنها تصلى كركعة واحدة أو ثلاثة فيما فوق وغير جائز أن يتم اعتبارها تشفعًا.
عدد ركعات صلاة الوتر
في إطار الإجابة عن سؤال متى ينتهي وقت صلاة الوتر يجب أن نذكر أيضًا عدد الركعات التي تختص بها صلاة الوتر عن غيرها، وفي الحقيقة لقد اختلف على هذا الأمر فريق كبير من علماء وفقهاء الإسلام فعلى سبيل المثال نرى أن الحنفية ذهبوا على أنه لا يجوز للمسلم أن يوتر بركعة واحدة فقط.
بينما ذهب كل من الشافعية والمالكية والحنابلة أنه يجوز للمسلم أن يوتر بركعة واحدة، ولكن نجد هنا فريق من المذاهب الأربعة قول إنه يجوز للمسلم أن يوتر بركعة أو أكثر حتى يبلغ ثلاثة عشر ركعة، واستند هذا الفريق في تأييد رأيه إلى قول أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها: “كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ يوترُ بثلاثِ عشرةَ ركعةً، فلمَّا كبِرَ وضعُفَ أوترَ بتسعٍ“
روته أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها، وحدثه الألباني، المصدر: صحيح النسائي، حكم الحديث: صحيح قوي الإسناد.
بمعنى أن المسلم له حرية الاختيار فإن أوتر بركعة واحدة أعطاه الله تعالى ثوابها كاملًا دون نقصان، وإذا زاد وأوتر بأكثر من ركعة وهبه الله ثواب الزيادة وأجره غير منقوص.
اقرأ أيضًا: كيفية صلاة الوتر ثلاث ركعات
كيف تُصلى صلاة الوتر
لن تصبح الإجابة عن سؤال متى ينتهي وقت صلاة الوتر مكتملة الجوانب من دون أن نوضح كيف يتم أداء هذه الصلاة، فهناك حتى الآن من لا يعلم كيف تؤدى صلاة الوتر وكذلك الآباء الذين يعلمون أبنائهم ما هي هذه الصلاة.
في الواقع قد أجمع فريق من علماء وفقهاء الدين الإسلامي على أن صلاة الوتر يمكن أدائها ركعتين ركعتين أي مثنى مثنى، وبعد أن ينتهي المصلي من أداء كل ركعتين يقوم بالتسليم، ثم يبدأ بعدها في أداء ركعة واحدة منفردة ثم يسلم بعدها.
يرى فريق ثانٍ من علماء الدين أن يقوم المسلم بأداء أحد عشر ركعًة أو ثلاثة عشر ركعًة، ثم يقوم بالفصل بين كل ركعتين منهم بتشهد وتسليم، ثم يصلي ركعة واحدة ويسلم بعدها، وهذا الفريق من العلماء هم الحنابلة والشافعية والمالكية.
هناك فريق ثالث من علماء الدين رأوا أن يقوم المسلم بصلاة ثلاث ركعات، ثم يقوم بالفصل بعد أول ركعتين وهما الشفع بتشهد ثم تسليم، وبعدها يقوم بصلاة ركعة واحدة يقوم فيها بالتشهد ثم التسليم، ولقد تبنى ذلك الرأي كل الفرق سالفة الذكر فيما عدا الحنفية.
لقد اتجهت فئة مختلفة من علماء الدين الإسلامي إلى أن المسلم يجب أن يصلي الركعات الثلاثة بتشهد وتسليم واحد، ولقد اتفقت معهم الحنفية على تلك الطريقة لصلاة الوتر.
فريق آخر من العلماء ذهبوا إلى أن المسلم إذا ما أراد أن يوتر فعليه أن يقوم بصلاة ركعة واحدة منفردة، ولقد أجاز هذا فريق الحنابلة من دون كراهة بينما أجازته الشافعية بكراهة.
ذهب كل من المالكية والحنابلة أن المسلم إذا ما ود أن يوتر فعليه أن يقوم بالتسليم بين كل ركعتين حتى يصلع إلى الركعة الثامنة، ثم يقوم بأداء خمس ركعات أخرى بتشهد وتسليم واحد.
اقرأ أيضًا: صلاة الشفع والوتر جهرا أم سرا
فضل صلاة الوتر
إن النبي صلى الله عليه وسلم أكد على مدى عظم صلاة الوتر، فهو وصفها بأنها أغلى وأفضل من ثروات وكنوز العرب، وهي خير عند الله من أموال وخيرات الدنيا وأنها من أعظم وأجمل العبادات التي تضمن للمسلم درجاتٍ عُلا عند الله، وتلك هي خلاصة حديثه صلى الله عليه وسلم حين قال:
“عن خارجة بن حذافة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إِنَّ الله أمَدَّكُمْ بِصَلاَةٍ هِيَ خَيرٌ لَكُمْ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ، قُلْنَا: وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ الله؟ قالَ: الوِتْرُ مَا بَيْنَ صَلاَةِ العِشَاءِ إِلى طُلُوعِ الفَجْرِ”
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ما قام بأداء صلاة الوتر حرص كل الحرص على الدعاء، ويمكن لكل مسلم أن يتقرب إلى الله بالدعاء خلال هذا الوقت المفعم بنفحات مباركة من عند الله وترديد هذا الدعاء:
“اللهم إنا نسألك من خير ما سألك عبدك ونبيك، ونعوذ بك من شر ما عاذ به عبدك ونبيك، اللهم إنا نسألك الجنة وما قرّب إليها من قول أو عمل، ونعوذ بك من النار وما قرّب إليها من قول أو عمل، ونسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لنا خيرا”
بعد الإجابة عن سؤال متى ينتهي وقت صلاة الوتر يمكننا القول بأن تلك الصلاة من أجمل ما قد يتقرب به العبد إلى ربه ويمكن قراءة ورد قرآني بعدها.