متى يهجر الزوج زوجته في الفراش
متى يهجر الزوج زوجته في الفراش؟ ومتى لا يجوز له أن يقوم بذلك؟ فالرجل من شأنه أن يعاقب زوجته على عدم طاعتها له في الأمور التي لا تغضب المولى عز وجل، وذلك من خلال عدة سبل قد أجازها الله له، ومن أهمها الهجر في الفراش، لذا ومن خلال منصة وميض سوف نتعرف على إجابة سؤال متى يهجر الزوج زوجته في الفراش؟ بشيء من التفصيل، عبر الفقرات القادمة.
متى يهجر الزوج زوجته في الفراش
في بعض الأحيان يلجأ الرجل إلى أن يهجر فراش زوجته، فلا يطئها ولا يشرع في أن يقترب منها، حتى وإن كان يحبها حبًا جمًا وذلك امتثالًا لقول الله تعالى في محكم الآيات في سورة النساء الآية رقم 34:
“الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا“.
في سياق الآية السابقة نجد أن الهجر في المضجع يأتي في المرتبة الثانية، بعد أن يكون الزوج قد استنفذ السبيل الذي يسبقه، وهو أن يعظها من تكرار الخطأ أو الأمر الذي تسبب في غضبه، فإن لم ترضخ لطاعته، عليه أن يقوم بتقويم سلوكها من خلال الهجر في المضجع.
فذلك من شأنه أن يكون سببًا في أن تعدل عن سلوكها الخاطئ، وتعود إلى رشدها، أما إن لم يحدث ذلك، فإنه من الممكن أن يلجأ إلى أن يضربها الضرب الذي أباحه الله تعالى من أجل تقويم السلوك.
اقرأ أيضًا: هل تعتبر الزوجة مطلقة إذا طالت مدة غياب الزوج؟
أسباب هجر الزوجة في الفراش
في سياق الجواب على سؤال متى يهجر الزوج زوجته في الفراش؟ نجد أن ذلك لا يمكن أن يأتي من فراغ، فإن هجر الزوج لزوجته يجب أن يكون لسبب واضح وصريح كما جاء في النص القرآني السابق، حيث أشار تفسيره إلى الأسباب التالية:
1- نشوز المرأة
نشوز المرأة هو تكبرها وتعنتها عن طاعة زوجها وهو الأمر الذي يبغضه الله ورسوله، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في رواية معاذ بن جبل:” يا رسولَ اللهِ، رَأَيتُ رِجالًا باليَمنِ يَسجُدُ بعضُهم لبعضٍ، أفلا نَسجُدُ لك؟ قال: لو كنتُ آمِرًا بَشَرًا يَسجُدُ لبَشَرٍ، لأمَرتُ المَرأةَ أنْ تَسجُدَ لزَوجِها” (صحيح).
لذا على الزوجة المسلمة أن تتسم بصفات أمهات المؤمنين، وألا تعمل على عصيان الزوج ليس خوفًا من أن يعاقبها قدر خوفها من الله عز وجل، خاصةً إن لم يكن الزوج سيء الخلق أو يقوم اتجاهها بأي من الأعمال التي يكرهها الله ورسوله.
2- امتناع الزوجة عن فراش الزوج
أيضًا من أهم الأسباب التي من الممكن أن تكون مبيحه لهجران الزوج زوجته، أن يكون الأمر تأديبًا لها على امتناعها فترة كبيرة عن فراش الزوج دون أن يكون هناك سببًا لذلك، فهي لم تكن مريضة أو لديها ظرف قهري يمنعها من معاشرة الزوج.
حيث إنها في تلك الحالة تكون عاصية لربها ورسول الله صلوات الله عليه وسلامه وزوجها، والجدير بالذكر أنها في تلك الحالة تنصب عليها اللعنة صبًا، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في رواية عبد الله بن عمر:
“ أنَّ امرأةً قالَت: يا رسولَ اللهِ ما حَقُّ الزَّوجِ علَى زوجَتِه؟ قالَ: لاتمنعْهُ نَفسَها، وإن كانَت علَى ظهرِ قَتَبٍ ولا تَصومُ إلَّا بإذنِهِ، ولا تخرجُ من بيتِه إلَّا بإذنِه، فإن فعَلتْ لعَنتَها الملائكةُ حتَّى تموتَ، أو تُراجِعَ، قالتْ: يا نبيَّ اللهِ، وإنْ كانَ لها ظالمًا؟ قالَ: وإنْ كانَ لها ظالمًا” (صحيح).
ضوابط هجر الزوج لزوجته
في سياق التعرف على جواب سؤال متى يهجر الزوج زوجته في الفراش؟ علينا أن نعرف أنه على الرغم من أن جرم المرأة كبير، وهو الذي أدى بالزوج إلى هجرها، إلا أن الأمر قد تم إحكامه بالضوابط الشرعية، فلا يجوز للرجل أن يتعداها، حتى لا يكون مذنبًا في حد من حدود الله عز وجل، وأتت الضوابط المعنية بنشوز الزوجة على النحو التالي:
1- عدم ترك المنزل
لا يحق أبدًا للزوج أن يترك المنزل كونه قد هجر زوجته في الفراش، فذلك من شأنه أن يشعرها بعدم الأمان، وهو ما لم يأمرنا به ديننا الحنيف، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في رواية أبي هريرة:
” مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ وَالْيَومِ الآخِرِ، فَإِذَا شَهِدَ أَمْرًا فَلْيَتَكَلَّمْ بخَيْرٍ، أَوْ لِيَسْكُتْ، وَاسْتَوْصُوا بالنِّسَاءِ، فإنَّ المَرْأَةَ خُلِقَتْ مِن ضِلَعٍ، وإنَّ أَعْوَجَ شيءٍ في الضِّلَعِ أَعْلَاهُ، إنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وإنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ، اسْتَوْصُوا بالنِّسَاءِ خَيْرًا” (صحيح).
اقرأ أيضًا: حكم بقاء الزوجة في بيتها بعد الطلاق البائن
2- الإنفاق على الزوجة
هجر الرجل لزوجته لا يعني أن يتوقف عن الإنفاق عليها، فإنه ملزم بذلك، أما في حالة توقفه عن ذلك الأمر فمن شأن الزوجة أن تعظه وتنوه إلى أنه في تلك الحالة لا يلتزم بقول الله تعالى أن الرجال قوامون على النساء، والقوامة هنا معناها أنه ملزم بالإنفاق عليها مادامت زوجته شرعًا وقانونًا.
فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في رواية معاوية بن حيدة:” قلتُ يا نبيَّ اللهِ نساؤُنَا ما نأتي منها وما نَذَرُ قال حرثُكَ ائتِ حرثَكَ أنَّى شئتَ غيرَ ألا تضربَ الوجهَ ولا تُقَبِّحْ ولا تَهْجُرْ إلا في البيتِ وأَطْعِمْ إذا طَعِمْتَ واكْسُ إذا اكتسيتَ كيفَ وقد أفضَى بعضُكم إلى بعضٍ إلا بما حلَّ عليها” (صحيح).
3- عدم الامتناع عن التحدث معها
حين شرع الله تعالى أن يقوم الزوج بهجر زوجته في الفراش، لم يشمل ذلك أن يقطعها في الحديث، فهذا ليس من شيم المسلم، أما في حالة إن كان لا يمكنه أن يتحدث إليها من قسوة ما اقترفت، فإنه لا يحق له أن يقوم بذلك أكثر من ثلاثة أيام.
حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في رواية عمر بن الخطاب:” ولا يحِلُّ لك أنْ تهجُرَ أخاك فوقَ ثلاثةِ أيَّامٍ. ومَن أتى ساحرًا أو كاهنًا أو عرَّافًا، فصدَّقَه بما يقولُ؛ فقد كفَرَ بما أُنْزِلَ على محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ” (صحيح).
الجدير بالذكر أن الأمر هنا لم يعني الأخ الشقيق، بينما أي من المسلمين لا يحث أن يكون بينهما مهاجرة في الحديث أكثر من ثلاث أيام.
اقرأ أيضًا: ماذا يريد الرجل من الزوجة الثانية
4- الانتهاء عن الهجر إن انتهى السبب
ديننا دين العفو والتسامح، وهذا ما يمكننا أن نستشعر في سياق الجواب على سؤال متى يهجر الزوج زوجته في الفراش؟ فإن رأى الزوج أن الزوجة قد عادت إلى رشدها، وأتت إليه تطلب منه أن يسامحها، فذلك من شأنه أن يكون سببًا لأن ينهي ذلك الهجر.
فعلى الرغم من أنه من الأمور التي شرعها الله -عز وجل- لمعاقبة الزوجة في حال عدم نجاح الأمر حال وعظها، إلا أن المغالاة فيه دون داعي من شأنها أن تكون سببًا في تولد الجفاء بين المرأة وزوجها، وهو الأمر الذي لا يحمد عقباه.
على كلًا من الزوج والزوجة أن يعملا على أن تكون حياتهما خالية من المشكلات، وذلك من خلال امتثال كلٍ منهما لأوامر الله -عز وجل- فيما يخص الحياة الأسرية والزوجية.