متى يتحسن طفل التوحد
متى يتحسن طفل التوحد؟ وهل يمكن أن يحدث هذا التحسن دون مساعدة؟ حيث يصاب الكثير من الأطفال في المراحل الأولى من أعمارهم باضطراب طيف التوحد الذي ينجم عنه الكثير من المشكلات التي تتمثل في صعوبة التواصل مع الآخرين، وتتراوح حالات الإصابة بطيف التوحد بين الخفيف إلى الشديد وهو ما يتوقف على أساسه مدى إمكانية تحسن حالة الطفل كما سنوضح اليوم بمنصة وميض.
متى يتحسن طفل التوحد
قد يكون السبب في عدم قدرة استجابة طفل التوحد إلى تلك البيئة المحيطة به هو رفضه للحياة، إذ تتوقف الإجابة عن سؤال متى يتحسن طفل التوحد على إجابة سؤال آخر وهو متى يمكن أن يحب طفل التوحد تلك الحياة الطبيعية، من خلال الخروج من عالمه الخاص الذي يفضل فيه أن يعيش بمفرده دون الاتصال بالآخرين.
يتمثل تحسن طفل التوحد في قدرته على الكلام مع الأشخاص المحيطين به في حياته، حيث إن أغلب الأطفال المصابين بطيف التوحد لديهم مشكلة في القدرة على التواصل أو التحدث، بل إن هناك بعض منهم لا يفضل الحديث إطلاقًا.
حيث يمكن أن تتطور قدراتهم اللغوية ويتمكنون من التواصل في المراحل العمرية المتأخرة عن تلك التي يصل فيها الطفل العادي إلى قدرته الجيدة على التواصل.
جدير بالذكر أن الطفل العادي يستطيع أن يبدأ الحديث والتواصل مع المحيطين به عندما يبلغ من العمر ثمانية إلى اثنا عشر شهرًا، من جانب آخر يبدأ الطفل التوحدي كلماته الأولى عندما يصل عمره إلى 36 شهر وهو ما يتمثل في عمر ثلاثة أعوام، ويتوقف ذلك في العام على تطور قدراته اللغوية ومدى استجابته لجلسات التخاطب.
كما أن هناك بعض المعتقدات الشائعة القائلة بأن الأطفال المصابين بالتوحد إذا لم تتحسن حالتهم فهم لم يستطيعوا الحديث أبدًا بعد ذلك ولم تتحسن حالتهم.
مع ذلك أوضحت الدراسات الحديثة التي تم التعرف إليها من تجارب قد أجريت على مجموعة من الأطفال المصابين بطيف التوحد تم تطبيق مجموعة من التدريبات اللغوية عليهم وبالفعل تمكن نصفهم من اكتساب تلك المهارات اللغوية.
مقابل ذلك هناك ما يقرب من 70% من الأطفال المصابين بطيف التوحد أصبح لديهم قدرة على نطق بعض العبارات البسيطة على الرغم من أن أغلبهم لا يستطيع التحدث إلا بعد مرور عامهم الرابع.
اقرأ أيضًا: كيف أعرف أن طفلي سليم من التوحد
كيف يمكن تدريب طفل التوحد على التحدث؟
على الرغم من أنه لا يوجد علاج خاص لمرض التوحد يمكن إعطاؤه للأطفال، إلا أن هناك بعض الوسائل التي تساعد على التواصل معهم وتحسن حالتهم، وهو ما يقلل تلك الفترة التي يتخذها الطفل في التحسن مقارنةً بتحسنه بمفرده.
لكن كل طفل له أسلوبه الخاص في التعامل وتطوير القدرات اللغوية لديه، فقد يتوافق مع طفل أحد الأساليب التي لا تتناسب مع طفل آخر، على هذا الأساس يمكن الإشارة إلى مجموعة من تلك النصائح العامة التي قد تكون مساعدة لحالات الأطفال المصابة بالتوحد:
1- تشجيع الطفل على تقليد ما تفعل
يمكن تحفيز طفل التوحد على الكلام من خلال تقليدك بعد أن تقوم بقول بعض الكلمات التي سيصدر بعدها أصوات غير مفهومة، وعلى الرغم من أن تلك الخطوة في البداية لكنها تعتبر مهمة وانتقالية للطفل من حالة الصمت وعدم القدرة على التواصل مع الآخرين إلى المحاولة.
حيث إن التقليد هى الوسيلة الأولى التي يمكن بها تطوير مهارات الطفل اللغوية، ولكن من الأمور الضرورية أن تبدأ تلك الخطوة ببعض الحركات البسيطة كأن تقوم بالتصفيق وتجعل تلك الحركة تجذب انتباهها بأن يحاول أن يتأثر بها قولًا أو فعلًا.
يمكن البدء بأن تقوم بتقبيله أو تربيت رأسه وقد يحتاج هذا الأمر بعض الوقت إلى أن يستجيب الطفل ويخرج من عالمه الخاص إلى العالم الطبيعي المحيط به، ولكن دائمًا يجب الحرص على تشجيعه عندما يستطيع تقليدك، ومن خلال تلك الخطوة يمكن البدء بقول كلمات بسيطة للغاية ليقوم بقولها مثلك مع تكرارها أمامه حتى يتعود على تقليدها.
اقرأ أيضًا: تجربتي في علاج ابني من التوحد
2ـ الغناء للطفل المُصاب بالتوحد
من ضمن الوسائل التي تساهم في تحسن حالة طفل التوحد في تلك المهارات اللغوية أن تقوم بالغناء له، حيث يعد الغناء من الأشياء التي يستجيب لها الأطفال بوجه عام خاصةً طفل التوحد، ولكن في تلك الحالة يفضل اختيار الكلمات البسيطة التي تحتوي على مجموعة من الكلمات البسيطة أو التي تعتمد على مقاطع سهلة ومتكررة حتى يستطيع تقليدها.
عندما تستمعين إلى طفل التوحد بأنه يبدأ في محاولة قول تلك الكلمات توقفي عن الغناء حتى تعطي له فرصة بأن يكمل بعض الكلمات حتى وإن كانت مشابهة للحقيقة أو حتى يحاول تقليد الموسيقي ويمكن أن تشاركيه ثم تصمتي حتى يحاول أن يقولها بمفرده، أو يكمل تلك الكلمات الناقصة وبالتالي يبدأ في التفاعل.
3ـ الذهاب إلى جلسات التخاطب
إن أكثر الوسائل المعينة في تحسن حالة الطفل المتوحد هو خضوعه إلى تلك الجلسات التي تساعد في ذلك، وهي أهم الخطوات التي يجب القيام بها حتى يستجيب من خلال تلك الجلسات التي يتم عقدها بشكل منظم، كما أنها تعتبر من أكثر الأمور التي ستساعده في تطوير مهارات التواصل في وقت مبكر.
اقرأ أيضًا: لماذا يضع الطفل ذو اضطراب طيف التوحد يديه على أذنيه بشكل مستمر
حقائق حول حالة الطفل المتوحد
بشكل عام أظهر عدد من الدراسات أن الأطفال المصابين بالتوحد يميلون إلى أن يكون لديهم شدة أقل للسلوك السيئ ويزيدون من السلوك التواصلي مع نموهم.
أظهرت الدراسات أن الأطفال المصابين بالتوحد غير اللفظي (الذين لا يتحدثون أو يعانون من مشكلات خطيرة في التحدث) يثرثرون أو يتحدثون أقل من أقرانهم المتحدثين.
مع ذلك، تعد هذه الأصوات مؤشرًا جيدًا إلى أن طفلك يحاول التحدث، كما أكدت الأبحاث أن معظم الأطفال المصابين بالتوحد يطورون لغة أسرع إذا كان لديهم تفاعلات وتواصلات اجتماعية قوية مع من حولهم، ولم يكن لديهم أي إعاقة ذهنية، فإذا كان صوت الطفل قد تم تشخيصه بالتوحد غير اللفظي، فيمكن استخدام التواصل البصري والإيماءات كأدوات للتواصل معه.
فهناك بعض الدراسات التي تظهر معدلات تحسن أو تعافي تصل إلى 25 في المائة للأطفال المصابين بالتوحد، وتقترب دراسة أمريكية نشرت في مجلة طب الأطفال من تلك النسبة، حيث أظهرت نتائجها أنه تم تشخيص حوالي الثلث في وقت مبكر.
حيث تختفي الأعراض عند الأطفال المصابين بالتوحد عندما يكبرون، يعتقد أن بعض الأطفال المصابين بالتوحد لديهم تحسن ملموس، لكن بعض الأطباء يرون أنه تحسن وليس علاجًا، تتفق معه الدكتورة ديبورا فاين من جامعة كونيتيكت لأنها تعتقد أن جميع الأطفال المصابين بالتوحد يمكن أن يتقدموا، لكنهم كانوا كذلك.
جدير بالذكر أنه من أهم النصائح للآباء حول الطرق التي يجب على الأسر اتباعها لتحسين مستقبل الأطفال المصابين بالتوحد، وهي:
- الاكتشاف والتدخل المبكر.
- العلاج المكثف والدعم والدعم المستمر.
- الاهتمام بتحسين حالتهم.
- تنسيق الأطفال وتضامنهم مع الخبراء والمسؤولين، ليس فقط في مجال التعليم، ولكن أيضًا في حالتهم الجسدية والعقلية، للتخطيط والمشاركة في اكتساب جميع حقوق الأطفال المصابين بالتوحد، سواء كانت علاجًا طبيًا أو تعليميًا أو اجتماعيًا أو ترفيهيًا
بالإضافة إلى التواصل والتواصل مع أسر الأطفال المصابين بالتوحد، وإجراء الاتصالات والاستفادة من الخبرات السابقة وتبادل الخبرات.
يحتاج طفل التوحد إلى معاملة خاصة تتطلب بعض الوقت حتى يمكن التعرف على علامات التحسن، والتي يعتبر أهمها البدء في التواصل بالكلام مع الأشخاص المحيطين به.