متى أسلم عمر بن الخطاب
متى أسلم عمر بن الخطاب؟ وما هي أهم أعماله؟ كان عمر بن الخطاب أحد الخلفاء الراشدين ومن العشرة المبشرين بالجنة، وكان له دور مؤثر في الإسلام ونشر الدعوة، وكان عمر من أحب أصدقاء الرسول وأقربهم إلى قلبه بعد أبا بكر، ومرت رواية إسلامه بعدة مراحل سنتطرق إليها من خلال منصة وميض ، وسنُجيب على متى أسلم عمر بن الخطاب، عبر السطور التالية.
متى أسلم عمر بن الخطاب؟
الخليفة عمر بن الخطاب هو ثاني الخلفاء الراشدين، كما أنه أكثر علماء الإسلام علمًا، حيث قام بتولي خلافة المسلمين في عام 23 أغسطس 634 م، ولقبه المسلمين بالفاروق، ولذلك يريد العديد من الأشخاص معرفة متى أسلم عمر بن الخطاب؟ حيث كان أحد أصدقاء الرسول ودخل في الإسلام في سن 26 عامًا.
كان في السنة السادسة من الدعوة من شهر ذي الحجة، وأسلم عمر بن الخطاب بعد 39 رجلًا، ويقول بعض الأشخاص أنه دخل الإسلام بعد هجرة المسلمين إلى الحبشة، وبالرغم من قصة إسلامه الكبيرة، إلا أنه كان من أكثر الأعداء الذين هاجموا الإسلام في بداية الدعوة.
اقرأ أيضًا: معلومات عن عمر بن الخطاب
قصة إسلام عمر بن الخطاب
بداية الأمر كان عمر من أشد أعداء الإسلام، فلم يكن من الناصرين للإسلام في بداية كفاح المسلمين لنشر الإسلام في البلاد العربية، لذلك تنقسم قصة إسلام سيدنا عمر إلى عدة مراحل، وتتمثل في:
1- الرغبة في قتل الرسول
حيث أراد عمر قتل الرسول عندما اجتمعوا قريش على هذا الأمر، وبالفعل قام بحمل سيفه وتوجه على مكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان الرسول في هذا الوقت يجلس مع أصحابه يتشاورون في أمر المسلمين، وكان يتواجد في دار الأرقم، وأثناء دخول عمر بسيفه أعترض نعيم بن عبد الله طريقه.
كان في ذلك الوقت قد دخل نعيم بن عبد الله في الإسلام، وسأل عمر عن المكان الذي يريد الذهاب إليه فأخبره عمر أنه يريد قتل الرسول فجرى بينهم حديث شديد لذلك تشاجر الرجلان، وقام نعيم بسب آلهة قريش، لذلك عزم عمر على قتل الرسول وبشدة.
عندما أدرك نعيم مدى إصراره وانه لن يستطيع منعه، قام بإخباره أن كل أهله قاموا بالدخول في الإسلام، فغضب عمر وتوجه إلى بيت أخته.
2- موقف عمر من أخته
استكمالًا للحديث عن مراحل متى أسلم عمر بن الخطاب، نتطرق إلى ما حدث بعد ذهاب عمر إلى بيت أخته، حيث كانت أخت سيدنا عمرو فاطمة وأسلمت في هذا الوقت هي وزوجها وكانت تتعلم القرآن على يد خباب بن الأرت، حيث كان يقرأ لهم سورة طه، فعندما دخل عمر بيت أخته خاف خباب وقام بالاختباء.
فسأل عمر فاطمة ما الصوت الذي كان يسمعه، فأخبرته أنهم كانوا يتحدثون، فقال لهم عمر: لعلكما قد صبوتما، فقال زوج فاطمة: أرأيت يا عمر إن كان الحق في غير دينك؟ فقام عمر بمحاولة ضرب زوج أخته فمنعته فاطمة فقام بضربها، ودار بينهم حديث شديد وعندما فقد عمر الأمل طلب رؤية الكتاب الذين يقرأون فيه.
فأصرت فاطمة على التطهر أولًا قبل الحصول على الكتاب، وبالفعل قام عمر بالتطهر وحصل على الكتاب، وعندما قام بقراءته شعر بالتعجب الشديد من طريقة صياغة القرآن، بعد ذلك أخبره خباب أن رسول الله يدعوه للدخول في الإسلام.
اقرأ أيضًا: مقولات عمر بن الخطاب عن العفو والتواضع والعمل
3- إسلام عمر بن الخطاب
مازلنا في صدد التعرف على متى أسلم عمر بن الخطاب، ونصل إلى نهاية الرواية عندما حصل عمر على القرآن وتم إخباره بالدعوة، فعندما قام عمر بقراءة الآيات القرآنية شعر بالراحة الشديدة، لذلك سأل عن مكان تواجد رسول الله لكي يعلن إسلامه على يد النبي، ويستطيع مشاورته في هذا الأمر.
عندما توجه عمر إلى حجرة تواجد الرسول شعر جميع الصحابة بالخوف من سبب تواجده، فطلب منهم حمزة ألا يفزعوا، حيث قال: “إن يرد الله به خيرًا يسلم، وإن لم يرد غير ذلك يكن قتله علينا هينًا”، لذلك قام كلًا من حمزة وأحد الرجال وأمسكوا بعمر، وتوجهوا به على رسول الله.
فطلب منهم أن يتركوه، وقام الرسول بسؤال عمر عن سبب مجيئه، فأخبره عمر أنه أراد الدخول في الإسلام، ففرح الرسول كثيرًا وقام بالتكبير، فعلم كلًا من يتواجد في المكان ففرحوا كثيرًا لهذا الأمر، لأن بإسلامه سيزيد المسلمين قوة.
أثر إسلام عمر على اتجاه الدعوة
شعر المسلمين بعد دخول سيدنا عمر الإسلام بالقوة، نظرًا لمدى قوته وشجاعته، حيث يخشاه العديد من الأشخاص من كبار حكام قريش حتى أصغرهم لمدى قوته، لذلك قام المسلمين بإعلان صلاتهم فكانوا يخشون ذلك من قبل خوفًا من كبار قريش، لكن مع إسلامه شعروا بالعزة.
لذلك قاموا بالصلاة عند الكعبة وأخذوا يطوفون حولها، واستطاعوا أخذ ثأرهم من الذين ظلموهم، وبعد ذلك قام عمر بإعلان إسلامه في قريش، مما جعلهم يشعرون بالحزن والغضب وأصبحوا يسخطوا على الإسلام بصورة أكبر، لأنهم هكذا فقدوا قوة عمر وأصبح ضدهم.
كما قام بالذهاب إلى أبا جهل وأخبره بقصة إسلامه بشجاعة كبيرة دون شعوره بالخوف، هكذا يكون عمر بن الخطاب السبب الرئيسي في إعلان المسلمين صلاتهم.
أهم إنجازات عمر بن الخطاب
بعد معرفة متى أسلم عمر بن الخطاب وكيف أسلم، لابُد من التعرف على أهم أعماله التي كان لها أثر على الدعوة الإسلامية، سواء كانت تلك الأعمال في حياة الرسول أو حتى بعد وفاته أثناء تولي الخلافة، ومن أهم أعماله:
1- القيام بجمع القرآن الكريم
بعد وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- حدثت العديد من الاضطرابات بين المسلمين، فقد ارتدت عدة قبائل عن الإسلام، وهو الأمر الذي دفع المسلمين إلى نشأة العديد من الحروب، مما نتج عن ذلك استشهاد العديد من الأشخاص والكثير من حفظة القرآن، لذلك خشي عمر أن يتفرق القرآن نتيجة لهذه الاضطرابات وأن يتم ضياعه ونسيانه.
لذلك توجه عمر إلى أبو بكر وطلب منه جمع القرآن في كتاب واحد، تعجب كثيرًا أبو بكر وقال له: “أتفعل ما لم يفعله رسول الله؟ فقال عمر: هذا والله خير”، ثم أخذ عمر يوضح لماذا يريد هذا الأمر حتى شعر الصديق بالأرتياح وبالفعل قاموا بحفظ القرآن الكريم وتجميعه في كتاب واحد.
2- توسيع المسجد الحرام
عندما قام سيدنا عمر بإتمام شعائر العمرة في البيت الحرام، قرر القيام بتوسيعه، بعد قيام سيدنا رسول الله بهذا في حياته، وقام بتغطية الكعبة بقطعة من القماش المميزة، وأحاط المسجد بالسور، وأصدر بعض الأوامر منها إنارة المساجد حتى يساعد على إتمام المسلمين عبادتهم بسهولة.
كما أمر بإنشاء المساجد في مختلف أنحاء البلاد، لذلك يقول بعض الفقهاء أنه بلغ عدد المساجد التي تم إنشائها في عهد سيدنا عمر حوالي 4 آلاف مسجد، وعزم على إعادة تعمير مسجد رسول الله، حيث قام بتوسيعه، وقام بضم العديد من الدور للمسجد، بالإضافة إلى قيامه باستبدال التراب بالحصى في فرش أراضي المسجد.
اقرأ أيضًا: لماذا لقب عمر بن الخطاب بالفاروق
3- الصلاة في عهد عمر
كان الرسول في شهر مضان الكريم يقوم بصلاة التراويح وهي من السنن النبوية المتعارف عليها، لذلك لم يكن يؤديها الرسول في جماعة إلا في بعض أيام الشهر، بينما في غير ذلك كان الرسول يقوم بأدائها بمفرده حتى لا يظن الناس إنها من الفرائض.
فعندما قام عمر وعبد الرحمن بن القاريء بالتوجه إلى المسجد في أحد الأيام رأي أن الناس متفرقين في صلاتهم، فالبعض يصلي بمفرده والبعض الآخر في جماعة، مما دفع عمر باقتراح جمع صلاة المسلمين وفقًا لقارئ واحد حتى لا يتفرقوا هكذا، وبالفعل قام عمر بالتشاور مع الصحابة وعزم الأمر وتم إصدار أمر جمع المصلين على قارئ واحد.
يُعد سيدنا عمر من أقوى الحكام الذين تولوا خلافة المسلمين بعد وفاة النبي، حيث قام بالعديد من الأعمال التي تيسر على المسلمين عبادتهم، والتي ساهمت بشكل واضح في اتجاه الدعوة الإسلامية.