ما هي الأداة التي استخدمها قابيل بقتل هابيل
ما هي الأداة التي استخدمها قابيل بقتل هابيل؟ وكيف قتله؟ جريمة قتل قابيل لهابيل هي أول الجرائم التي حدثت في تاريخ البشرية، حيث يعد قابيل هو قاتل سدس البشرية، كيف ذلك، وبم، ولماذا؟ هذا ما سنتعرف عليه من خلال الفقرات التالية الي نذكرها من خلال منصة وميض، فهي من القصص المثيرة للعجب، والتي تستحق التدبر في كافة أجزائها.
ما هي الأداة التي استخدمها قابيل بقتل هابيل
خلق الله آدم أبو الأنبياء وأمر الملائكة بالسجود له حين قال في محكم التنزيل في الآيات من 28 إلى 31 من سورة الحجر:
“وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ* فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ*فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ* إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ“.
بعد ذلك خلق الله من ضلعه حواء وأوحى إليهما الشيطان أن يأكلا من الشجرة التي نهى الله عنها، وذلك استنادًا للآية التالية التي وردت في القرآن الكريم، حيث قال تعالى في سورة البقرة الآيات من رقم 35 إلى 37:
“وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ* فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ* فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ“.
هنا بدأت حياة آدم وحواء على الأرض وأنجبا قابيل وعقبه هابيل، إلا أن هناك الكثير من الروايات التي أثبتت كراهية قابيل لأخيه لما كان يملك من صفات حسنة، فكانت النتيجة أن سولت له نفسه أن يقتل أخيه، وبالفعل قتله باستعمال صخرة، حيث انهال بها على رأس أخيه وهو نائم عدة مرات إلى أن توفى إلى الله -عز وجل- في الحال، وهنا نكون قد أجبنا على سؤال ما هي الأداة التي استخدمها قابيل بقتل هابيل.
اقرأ أيضًا: المهدي المنتظر في صحيح البخاري
بداية عيش آدم وحواء على الأرض
بعد أن هبط آدم وحواء على الأرض كما أمرهما الله عز وجل، نزلا في مدينة الهند، وأوحى الله إلى نبيه أنه سوف ينزل عليه بيتًا للطواف، وهي الكعبة المشرفة الآن، وذلك ما جاء في رواية نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم، والتي أتت على النحو التالي:
“عنْ عبدِ اللهِ بنِ عمرٍو قال لما أهبطَ اللهُ آدمَ بأرضِ الهندِ ومعه غَرْسٌ من غرْسِ الجنةِ فغرسَ بِهَا وكان رأْسُهُ بالسماءِ ورجلاهُ بالأرْضِ وكان يسمعُ كلامَ الملائكةِ فكان ذلكَ يُهَوِّنُ عليه وحدتَهُ فغُمِرَ غَمْرَةً فتَطَأْطَأَ إلى سبعينَ ذراعًا فأنزلَ اللهُ عزَّ وجلَّ إني مُنْزِلٌ عليكَ بيتًا يطافُ حولَه كما تطوفُ حولَ عرشي الملائكةُ ويُصَلَّى عندَهُ كما تُصَلِّي الملائكةُ حولَ عرشي فَأقْبَلَ نحو البيتِ فكان موضِعُ كلِّ قدمٍ قريَةً وما بينَ قدميْهِ مفازَةً حتى قدِمَ مكةَ فدخل من بابِ الصفا فطاف بالبيتِ وصلَّى عندَهُ ثم خرج إلى الشامِ فماتَ بِهَا” (صحيح).
فقد عاش آدم وحواء في تلك البلدة، وأنجبا قابيل وأخته في بطن واحدة، وعقبه هابيل وأخته في بطن واحدة، وهو السبب الذي كان وراء مقتل هابيل، والذي سنتناوله بشيء من التفصيل عبر السطور التالية.
اقرأ أيضًا: هل يعذب الميت بسبب الدين
قتل قابيل لأخيه تبعًا لتفسير آيات الذكر الحكيم
في سياق الجواب على سؤال ما هي الأداة التي استخدمها قابيل بقتل هابيل، نجد أنه بقتل قابيل لهابيل، فقد أصبح قاتلًا لسدس البشرية، كيف ذلك؟ هذا ما سنعرفه في السطور التالية:
شرع الله في قديم الزمان أن يتزوج الأخ من أخته على ألا تكون توأمه، فلما أنجبت السيدة حواء قابيل أنجبت معه فتاة غاية في الجمال، بينما كانت توأم هابيل ليست على هذا القدر من حسن المظهر، وهنا أبى قابيل أن يتزوج منها، وأراد أن يخالف شرع الله ويتزوج من ولدت معه في نفس الوقت.
هنا رفض آدم عليه السلام ما جاء به ابنه قابيل، ولكن شرع لهم أن يقدما إلى الله القرابين، لعل وعسى يتقبل من قابيل ويكن له الحق في الزواج من توأمه.
فقدم هابيل أفضل أنواع الماشية إلى الله عز وجل، بينما قدم قابيل أنواعًا من ثمار الأرض غير صالحة، فما كان من الله -جل وعلا- إلا أن تقبل من هابيل ولم يتقبل من قابيل، مما كان سببًا في شعوره بالغيظ والخزي، الأمر الذي دفعه للانتقام من أخيه بالقتل.
يقال إن إيمان قابيل كان رياء، ولم يؤمن بقلبه، وإلا ما كان ليعترض على أمر الله عز وجل، ويتملك الحقد من فؤاده ليصل إلى ما وصل إليه، هنا علينا أن نعرف أنه وقت قتل هابيل، كانوا ستة في الأرض، فحين قتل هابيل فقد تم قتل سدس البشرية بأكملها، ولا ندري أيحسب قابيل قاتلًا كافرًا، أم أنه آثمًا؟ الأمر في علم الغيب.
قصة قابيل وهابيل في القرآن الكريم
لا زلنا بصدد التعرف على قصة قابيل وهابيل التي أثارت العالم، والتي نذكرها لكم في سياق الإجابة على سؤال ما هي الأداة التي استخدمها قابيل بقتل هابيل، حيث جاءت أجزاء من القصة في القرآن الكريم، حيث قال الله -عز وجل- في سورة المائدة الآيات من 27 إلى 30:
“وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ ۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ* إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ* فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ“.
بعد أن قتل قابيل هابيل بالأداة التي ذكرناها من قبل وقف مكتوف الأيدي، ولم يدري ما الذي يفعله بجثمان أخيه، حتى بعث الله له غرابًا كان يدفن في الأرض مثيله ممن توفى وخرجت منه الروح، هنا علم قابيل أن الله قد أرسله له، كي يتعلم كيف له أن يدفن أخيه.
أدرك حينها جرم ما فعل وأنه حتى غير قادر على أن يواري عورة أخيه، وقد جاءت تلك القصة في محكم التنزيل في سورة المائدة الآية رقم 31، حيث قال -عز وجل-:
“فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ ۚ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي ۖ فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ“.
اقرأ أيضًا: هل يغفر الله الذنب المتعمد
قصة قابيل وهابيل رواية عن رسول الله
أيضًا لم يتركنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دون أن نتيقن من صحة تلك القصة، حيث ترك لنا في السنة النبوية الشريفة، ما يثبت أن تفسير الآيات كان في محله، فحريٌ بالمسلم أن يرجع إلى آيات الله وسنة رسوله من أجل معرفة القصص التي تخص أنبياء الله دون أي طمس لأحداثها، فقد روي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما يلي:
“عن ابنِ عباسٍ أنَّ آدمَ كان يزوجُ ذكرَ كلِّ بطنٍ بأنثى الأُخرى [وأن هابيل أراد أن يتزوج بأخت قابيل، وكان أكبر من هابيل، وأخت قابيل أحسن فأراد قابيل أن يستأثر بها على أخيه] وأمره آدمُ عليه السلامُ أن يزوِّجَه إياها فأبى فأمرَهما أن يُقرِّبا قربانًا وذهب آدمُ ليحجَّ إلى مكةَ واستحفظ السمواتِ على بنيه فأَبَينَ والأرضِينَ والجبالَ فأبَينَ…
… فتقبَّل قابيلُ بحفظ ذلك فلما ذهب قرَّبا قُربانَهما قرَّب هابيلُ جذَعةً سمينةً وكان صاحبَ غنمٍ وقرَّب قابيلُ حزمةً من زرعٍ من رديءِ زرعِه فنزلت نارٌ فأكلت قربانَ هابيلَ وتركت قربانَ قابيلَ فغضب وقال لأقتلنَّك حتى لا تنكِحَ أختي فقال إنما يتقبَّل اللهُ من المتَّقين” (صحيح).
قتل قابيل لهابيل من الجرائم التي لازالت تحمل في طياتها الكثير، نحاول قدر المستطاع التعرف عليها من خلال تفسير ما ورد بشأنها كتاب الله والسنة النبوية الشريفة.