ما حكم المداعبة لغير المتزوجين
ما حكم المداعبة لغير المتزوجين؟ وهل من الصحيح أنه لا يتحقق الزنا دون الإيلاج؟ تعتبر المداعبة من الأمور الأساسية خلال الحياة بين الزوجين وهي من الأمور المهمة في الزواج وتضيف إليه نوع من المتعة والتنوع.
في ظل التفريط في التعاليم الدينية أو عدم الإلمام بها يتساءل البعض عن إمكان القيام بهذه المداعبات دون الزواج الرسمي، لذا فمن خلال منصة وميض سنقوم بالإجابة على كل هذه الأسئلة بشيء من التفصيل.
ما حكم المداعبة لغير المتزوجين؟
جميع الشرائع السماوية والأديان جاءت ببعض الأحكام التي تساهم في تيسير الحياة وتنظيمها، ولم يتم فرض هذه الشرائع كبتًا للنفس، بل ليسود الأمن والسلام وخاصةً في الأمور المتعلقة بالعلاقات الحميمة والزنا.
فالفروض الخاصة بهذا الأمر الغرض منها عدم اختلاط الأنساب وتجنب العديد من المشاكل المترتبة عليه، وفي الإسلام لا يحل للرجل مساس يد الأجنبية عنه حتى، ومن هنا نجد أن إجابة سؤال ما حكم المداعبة لغير المتزوجين هي أنها محرمة ولا تجوز بأي حال.
فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لأنْ يطعنَ في رأسِ أحدِكُمْ بمِخيطٍ منْ حديدٍ خيرٌ لهُ منْ أنْ يمسَّ امرأةً لا تحلُّ لهُ)، بالرغم من أن مداعبة الأجنبية لا تصل إلى الزنا، إلا أن الأمر يقع في بند المعاصي الكبرى التي لابد من التوبة منها.
فمن الممكن أن يكون هذا الأمر خطوة من خطوات الشيطان الذي يستعملها ضد الإنسان للوصول إلى الزنا في النهاية والوقوع في واحدة من الكبائر.
اقرأ أيضًا: حكم الشرع في الزوجة التي تخون زوجها عن طريق الإنترنت
عاقبة المداعبة لغير المتزوجين
من خلال إجابة سؤال ما حكم المداعبة لغير المتزوجين وجدنا أنه من الأمور غير المباحة في الدين، وأنه من الأخطاء التي تحتاج إلى كفارة وعقوبتها شديدة فلا يباح للرجل الخلو بامرأة أجنبية عنه ولو كانت خطيبته دون اكتمال مراحل الزواج الشرعي.
في الشرع يعتبر الفردان آثمان وعليهم التوبة ويخرجهم الله تعالى من رحمته، لأنه يؤدي إلى كبيرة من الكبائر.
هل مداعبة المرأة من دبرها يعتبر زنا؟
بعدما أجبنا على ما حكم المداعبة لغير المتزوجين، يجب أن نعلم أنه من خلال الزواج الشرعي كامل الأركان من المكروه والمحرم معاشرة الزوجة من دبرها لما يسببه الأمر من مخاطر صحية شديدة، ولما يمثله من إهانة للمرأة، وقد حلل الله تعالى للزوج كل ما في زوجته إلا بعض الأمور القليلة التي بها إهانة لها.
أما عن السؤال السابق فحكمه يشابه حكم مداعبة الرجل للأجنبية فهو آثم في كلتا الحالتين، ويندرج الأمر تحت الأمور التي تؤدي إلى الزنا، ويعتبر هذا الأمر هو الآخر من الكبائر لما يقوله الله تعالى في كتابه الكريم:
(وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا).
يجب عند الوقوع في هذا الإثم الإسراع بالتوبة النصوحة قبل فوات الأوان، بالإضافة إلى الإقلاع عن هذا الأمر، وعدم الجهر بهذه المعصية والتفاخر بها.
اقرأ أيضًا: حكم زواج الرجل على زوجته بدون سبب ومتى يسمح له بالزواج
أسئلة من واقع الحياة وإجابة الفقهاء عنها
استكمالًا لإيضاح إجابة سؤال ما حكم المداعبة لغير المتزوجين نعرض بعض الأسئلة من واقع الحياة لمعرفة إجابة علماء الدين، وفي هذا السؤال قام شاب في العشرينات من عمره بإرساله إلى أحد الشيوخ قائلًا: أنه يعيش ببلد أوروبية.
يقول الشاب أنه دائمًا ما ادعى الإيمان حتى وقع في شر الفتنة وقام بمداعبة إحدى الفتيات دون الجماع، فقد اكتفى باللمس وقامت الفتاة بجعله يقوم بالاستمناء بيدها ومن خلال الجنس الفموي، وهذا محاولة منها في عدم الوقوع في الزنا، والسؤال هنا هل وقع الشاب في الفاحشة أم لا؟
أما إجابة الفقيه فجاءت كما يلي: ذكر الشيخ للفتى الحديث الشريف الذي ذكرناه سابقًا عن الرسول صلى الله عليه وسلم: (لأنْ يطعنَ في رأسِ أحدِكُمْ بمِخيطٍ منْ حديدٍ خيرٌ لهُ منْ أنْ يمسَّ امرأةً لا تحلُّ لهُ)، مؤكدًا أن هذا الفعل من المنكرات التي تحتاج إلى التوبة النصوحة، وبالرغم من هذا فلا يقع الأمر تحت بند الزنا، كما أن بقاء الفتى في مكان منفتح دون القدرة على السيطرة على شهوته والبحث المستمر لسد هذه الشهوة من المحرمات يصبح محرمًا عليه.
أما لمحاربة هذه الشهوة والسيطرة عليها يجب على الشاب أن يصوم ويتقرب من الله عزم وجل، حتى يجد الزوجة الصالحة التي تساعده على إكمال دينه، وهذا لما جاء في الحديث الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم: (امَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فإنَّه أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بالصَّوْمِ، فإنَّه له وِجَاءٌ).
الشروط التي تحقق الوقوع في الزنا
بالرغم من أن المداعبات التي من الممكن أن تحدث بين الرجل والأجنبية عنه لا تقع تحت بند الزنا إلا أنها خطوة من الخطوات التي في نهايتها يقع أمر الزنا، ومن المهم الإلمام بالأمور التي من خلالها يقع أمر الزنا الذي به يقام الحد على الآثم.
المفهوم الشرعي للزنا هو أن يتم الإيلاج والدخول بالمرأة بشكل كامل دون وجود زواج شرعي، ويحدث الأمر عند إدخال حشفة الذكر في قُبل المرأة أو دبرها بشكل كامل، ويجب أن يكون الرجل عاقل وعلى علم كامل بما يفعل.
لا يشترط للوقوع في الزنا خروج السائل الخاص بالرجل في فرج المرأة أو خارجه، وعقوبة هذا الفعل معروفة لما ورد في القرآن الكريم في سورة النور الآية الثانية:
(الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ).
لكن لإقامة الحد على الزاني أو الزانية هناك بعض الشروط التي يجب توافرها وذلك لمنع الظلم أو الافتراء، وتتمثل تلك الشروط فيما يلي: الإيلاج من الدبر أو القُبل وثبوت الأمر، ويتم إثبات الزنا عندما يقر أربعة أشخاص بالغين عاقلين برؤية الواقعة، دون التراجع عن الشهادة فيما بعد.
واحد من الطرق التي من خلالها يقام الحد هو إقرار الزاني على نفسه والاستمرار بهذا القرار حتى قيام الحد.
كما تتواجد بعض الحالات التي بها يتم إيقاف الحد وتتمثل فيما يلي:
- رجوع الزاني عن إقراره بهذا الفعل.
- تراجع بعض الشهود عن الشهادة برؤية الفعل.
- امتناع واحد من الشهود عن الرجم..
اقرأ أيضًا: حكم مداعبة المرأة الغير متزوجة نفسها
خطوات الوقوع في الزنا
بعد الإلمام بإجابة سؤال ما حكم المداعبة لغير المتزوجين من المهم معرفة الخطوات التي تؤدي إلى الوقوع في الزنا بشكل كامل يتحتم فيه القيم بالحد كما فرضه الإسلام ومن تلك الخطوات ما يلي:
- الامتناع عن غض البصر وإطلاقه على المحرمات.
- الاستماع إلى الكثير من الألفاظ البذيئة والفاحشة التي تثير الرغبة والشهوة في النفس.
- لمس جسد المرأة المرغوبة من قبل الرجل واحد من الخطوات التي يحدث بها الوقوع في الزنا.
يعود توضيح هذه الخطوات إلى الحديث الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللَّهَ كَتَبَ علَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنَ الزِّنا، أدْرَكَ ذلكَ لا مَحالَةَ، فَزِنا العَيْنِ النَّظَرُ، وزِنا اللِّسانِ المَنْطِقُ، والنَّفْسُ تَمَنَّى وتَشْتَهِي، والفَرْجُ يُصَدِّقُ ذلكَ كُلَّهُ ويُكَذِّبُهُ).
لذا فالبداية الحقيقة للزنا هي إطلاق النظر والتساهل في الأمر.
يفرض الدين الإسلامي بعض الفرائض التي تحسن من حال المجتمع والأفراد وليس تعقيدًا للنفس البشرية، لذا على كل مسلم عاقل الاهتمام بتعلم شريعة دينه.