ما حكم الحجامة في رمضان
ما حكم الحجامة في رمضان؟ وما هي مبطلات الصيام؟ يعتبر شهر رمضان من الشهور المفضلة لدى جميع المسلمين في كافة أنحاء العالم، ولذلك يحرصون على عدم ارتكاب أي فعلة يؤدي إلى إفساد الصيام، وكان من ضمن الأمور التي اختلف عليها الفقهاء عمل الحجامة في نهار رمضان، ولذلك سوف نعرف من خلال منصة وميض الإجابة على سؤال ما حكم الحجامة في رمضان؟
ما حكم الحجامة في رمضان؟
ظهرت الكثير من الأقوال والمذاهب للعلماء والفقهاء حول مسألة عمل الحجامة في نهار رمضان، وهي يكون بذلك الشخص غير صائم أم يجوز صيامه، فكان الرد على سؤال ما حكم الحجامة في رمضان يكمُن في قولين أساسيين، وكان أحدهما يشير إلى أنها تفسد الصيام بالفعل، والقول الآخر ذهب إلى أنها لا تفسد الصيام، وسوف نعرف تفاصيل كلا القولين كما يلي:
1- الحجامة تفسد الصيام للحنابلة
ذهب رأي الحنابلة أن الحجامة بإمكانها إفساد الصيام ولا يمكن للشخص الصائم عمل الحجامة في نهار رمضان، بالإضافة إلى أن المحتجم في نهار رمضان عليه قضاء تلك الأيام، وذلك وفقًا إلى قول عبد الله بن عباس وعلى بن أبي طالب وعائشة رضي الله عنها جميعهم أقروا أن ذلك وفقًا لاحتجام النبي صلى الله عليه وسلم بعد الصيام حرصًا على عدم إفساد الصيام.
اقرأ أيضًا: هل الاستفراغ يبطل الصيام للحامل
2- الحجامة لا تفسد الصيام لأبي حنيفة
يرجع هذا القول إلى الحنيفة، الأمر الذي جعله الرأي الأقوى والذي يتم الأخذ به في الكثير من الأحيان، وعلى ذلك الإمام أبي حنيفة رحمه الله عليه على سؤال ما حكم الحجامة في رمضان؟ بأنها تتمثل في عمل شق بسيطة في الوريد وبالتالي يؤدي ذلك إلى خروج الدم ومن ثم سحب عينة منه ويتم تحليلها.
هذا الدم لا يمكن مقارنته بدم فترة النفاس أو دم الحيض، بالإضافة إلى أنه لا يمكن أن يصل إلى جوف المعدة فلا يمكن أن يكون من مبطلات الصيام.
3- الحجامة لا تفسد الصيام للشافعية
أقر الشافعية حول إجابة سؤال ما حكم الحجامة في رمضان؟ أن الحجامة في نهار رمضان تعتبر من الأمور المكروهة، ولكن لا يمكن القول على أنها من الأشياء المحرمة أو التي تتسبب في إفطار الصائم، وذلك وفقًا لاستشهادهم بكلام الرسول صلى الله عليه وسلم الذي كان يدور حول إباحة عمل الحجامة للصائم.
4- الحجامة لا تفسد الصيام للمالكية
استند المالكية في قولهم بأن الحجامة لا تؤدي إلى إفساد الصيام على أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قام بعمل الحجامة قبل ذلك في نهار رمضان، الأمر الذي يشير إلى أنها لا تعتبر من المفطرات.
استندوا بذلك أيضًا على أن الدم الذي يخرج من الحجامة يتم قياسه على الرعاف، لذا فلا يستوجب من الشخص الاغتسال مما يشير إلى أنه لا يعتبر من المفطرات، ولا يعتبر الدم الذي يخرج من الجروح بمثابة إفساد للصيام والحجامة تكون أشبه بالجرح.
مشروعية الحجامة في الإسلام
في ضوء التعرف على إجابة سؤال ما حكم الحجامة في رمضان؟ يجدر بنا ذكر مدى مشروعية عمل الحجامة في الإسلام، فهناك الكثير من الأقوال المتضاربة حول ذلك الأمر، ولكن بالرجوع إلى الأحاديث النبوية الشريفة وكلام الله عز وجل في القرآن الكريم يمكن الحد من ذلك الجدل، وتتمثل مشروعية الحجامة في الإسلام في النقاط التالية:
- إن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يحرص على عمل الحجامة للشفاء من العديد من الأمراض، وكان ذلك وفقًا لما يلي: عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (احْتَجَمَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، حَجَمَهُ أَبُو طَيْبَةَ، فأمَرَ له بصَاعَيْنِ مِن طَعَامٍ، وَكَلَّمَ أَهْلَهُ، فَوَضَعُوا عنْه مِن خَرَاجِهِ، وَقالَ: إنَّ أَفْضَلَ ما تَدَاوَيْتُمْ به الحِجَامَةُ، أَوْ هو مِن أَمْثَلِ دَوَائِكُمْ).
- هناك العديد من الأحاديث الشريفة الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم والتي تشيد بمشروعية الحجامة في الإسلام وكانت على النحو التالي: عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (أنَّه سُئِلَ عن أجْرِ الحَجَّامِ، فَقَالَ: احْتَجَمَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، حَجَمَهُ أبو طَيْبَةَ، وأَعْطَاهُ صَاعَيْنِ مِن طَعَامٍ، وكَلَّمَ مَوَالِيَهُ فَخَفَّفُوا عنْه، وقَالَ: إنَّ أمْثَلَ ما تَدَاوَيْتُمْ به الحِجَامَةُ، والقُسْطُ البَحْرِيُّ وقَالَ: لا تُعَذِّبُوا صِبْيَانَكُمْ بالغَمْزِ مِنَ العُذْرَةِ، وعلَيْكُم بالقُسْطِ).
- بالرجوع أيضًا إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم يثبت أن تقنية الحجامة بإمكانها علاج الكثير من الأمراض وذلك وفقًا إلى قول النبيّ -عليه الصلاة والسلام- فيما أخرجه الإمام البخاريّ عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه: (إنْ كانَ في شيءٍ مِن أدْوِيَتِكُمْ، أوْ: يَكونُ في شيءٍ مِن أدْوِيَتِكُمْ خَيْرٌ، فَفِي شَرْطَةِ مِحْجَمٍ، أوْ شَرْبَةِ عَسَلٍ، أوْ لَذْعَةٍ بنارٍ تُوافِقُ الدَّاءَ، وما أُحِبُّ أنْ أكْتَوِيَ).
- أما عند السؤال عن الحجامة من السنن النبوية أم لا فهي لا تعتبر من السنن، حيث إن الرسول كان يقوم بفعلها كالأكل والشرب والنوم فهذا يدل على أنها مباح فقط ولا تمثل سُنة نبوية، ولكن حثنا الرسول الكريم على أهمية الحفاظ على الصحة والعمل على التعافي من المرض.
مفهوم الحجامة
بعد أن تمكنا من الإجابة على سؤال ما حكم الحجامة في رمضان؟ سوف نتطرق إلى ذكر تعريف الحجامة، حيث يوجد الكثير من الأشخاص في كافة أنحاء العالم لا يعرفون ما هي الحجامة وماذا تفعل في جسم الإنسان، فهي عبارة عن شكل كان يُستخدم قديمًا كواحد من أشكال العلاجات البديلة، وظهرت لأول مرة في العديد من الثقافات.
من أشهر الثقافات التي كانت تعتمد على الحجامة، الثقافات المصرية القديمة، وفي الشرق الأوسط، والثقافات الصينية، وتتم تلك الطريقة في العلاج من خلال وضع بعض الكؤوس على بعض الأماكن في الجسم، بالإضافة إلى استخدام تقنية الشفط لمدة تصل إلى بضع دقائق.
الجدير بالذكر أن الحجامة لها العديد من الاستخدامات في مجال الطب البديل، ونظرًا إلى فاعليتها في القضاء على أغلب الأمراض اِعتمد عليها الكثير من الأطباء في علاج بعض الحالات المستعصية.
اقرأ أيضًا: هل تحليل الدم يفطر الصائم؟
أنواع الحجامة
قد لا يعلم الكثيرون أن الحجامة لها أنواع، فقد يظنوا أنها عبارة عن طريقة واحدة في العلاج متبعة على مر العصور ولم تتغير، ولكن الجدير بالذكر هنا أن الأطباء قاموا بتقسيم الحجامة إلى نوعين رئيسيين تتمثل في الآتي:
- الحجامة الجافة: ويعتمد هذا النوع من أنواع الحجامة على شد طبقات الجلد فقط من دون إحداث أي شق أو جرح في جسم الشخص المريض.
- الحجامة الرطبة: يعتبر هذا النوع من الأنواع الشائعة في عمل الحجامة العلاجية، وتتم تلك التقنية عن طريق عمل شق بسيط في الجلد واستخدام الشفط من أجل خروج الدم الفاسد من الجسم.
فوائد الحجامة
قد يطرح الكثير من الناس سؤال ما حكم الحجامة في رمضان؟ والجدير بالذكر أن هذا الإقبال الكبير على عمل الحجامة يرجع إلى أن فوائدها متعددة، بالإضافة إلى أنها من الأمور التي كان يفعلها الرسول صلى الله عليه وسلم، الأمر الذي يثبت مدى فاعليتها في القضاء على الأمراض، ولذلك سنعرض أبرز فوائد الحجامة للجسم من خلال النقاط التالية:
- تساهم في الحد من الإحساس بآلام المفاصل.
- تعمل أيضًا على علاج الأشخاص الذين يعانون من وجود فقر في الدم أو الأنيميا.
- ثبت أن الحجامة بإمكانها علاج الكثير من أمراض الجلدية، ومن أمثلتها حبوب الشباب، وكذلك الالتهابات الجلدية.
- تم استخدامها في مجال الطب النفسي، ولذلك اعتمد عليها الكثير من الأشخاص في علاج حالات الاكتئاب الحاد.
- تساعد في القضاء على الكثير من الأمراض المزمنة، ومن أشهرها مرض السكري.
- تعالج جميع مشكلات الخصوبة التي تؤدي إلى تأخر الإنجاب.
- تعمل أيضًا على علاج الصداع النصفي الذي يصاب بها الكثير من الأشخاص باختلاف فئاتهم العمرية.
- بالإضافة إلى علاج الارتفاع المفاجئ الذي يحدث في ضغط الدم.
أضرار الحجامة
بالرغم أن الحجامة لها الكثير من الفوائد العلاجية، إلا أنها في الكثير من الحالات تتسبب في حدوث أضرار وآثار جانبية ضارة، وتكمُن أضرار عمل الحجامة في الآتي:
- تتسبب في ترك آثار دوائر على الجلد نظرًا إلى شدة تماسك الكؤوس بالجلد، ولكن قد تختفي تلك العلامات بعد مرور بضع أسابيع.
- يشعر الكثير من الأشخاص بحرقة في الجلد نتيجة عمل الحجامة.
- الإحساس بالحكة الشديدة في منطقة عمل الحجامة من الأعراض الجانبية الشهيرة، والتي تحدث نتيجة تعرض الجلد للضغط والحرارة فترة طويلة.
- تظهر بعض الكدمات في الأماكن التي يتم فيها عمل الحجامة، ولكن من المتوقع أن تختفي الكدمات في غصون 10 أيام على الأكثر.
- تؤدي الحجامة في معظم إلى الإصابة بظاهرة كوبنر (Kobner phenomenon).
- تتكون بعض الفقاعات والندبات في الجلد نتيجة عمل الحجامة.
- من الممكن أن يتعرض الشخص إلى الحروق نتيجة الاستخدام الخاطئ للحجامة.
موانع استخدام الحجامة القطعية
ينصح الأطباء الكثير من المرضى الذين يعانون من أمراض معينة بعدم عمل الحجامة الرطبة أو القطعية التي يلزم فيها عمل خدوش في الجلد، وذلك يرجع إلى خطورة التعرض إلى الآثار الجانبية الضارة، وتتمثل تلك الحالات في الآتي:
- الأشخاص الذين يعانون من نزيف الدم المستمر لا يجب أن يقوموا بعمل الحجامة القطعية ومن الأفضل اللجوء إلى الحجامة الجافة.
- مرضى السرطان لا يمكنهم عمل الحجامة نظرًا للألم الشديد الذي سوف يتعرضون له من خلالها.
- الحالات التي تعاني من أمراض القلب.
- ينصح الأطباء الأشخاص المصابون بمرض الفشل الكلوي بضرورة تجنب عمل الحجامة للحد من خطر التعرض للآثار الجانبية السيئة.
- مرض الكبد من شأنه منع المريض من عمل الحجامة.
- جميع الأشخاص الذين يقوموا باستخدام جهاز تنظيم ضربات القلب لا يمكنهم عمل الحجامة بحسب نصيحة أغلب الأطباء.
- الأشخاص المصابون بالأمراض المزمنة الشديدة عليهم تجنب استخدام الحجامة إلى فترة مؤقتة حتى يأذن لهم الطبيب بذلك.
- تعتبر أمراض فقر الدم من الأمراض التي تقف أمام المريض لتمنعه من عمل الحجامة، وذلك يرجع إلى أن فقد الدم قد يتسبب لهم في حدوث مضاعفات سيئة.
اقرأ أيضًا: حكم سماع الأغاني في رمضان
معلومات هامة حول الحجامة
هناك بعض المعلومات الهامة الواجب وضعها في الاعتبار عند عمل الحجامة، حيث إن تلك الأشياء من شأنها الحد من خطر تعرض الشخص إلى الآثار الجانبية الضارة أو المضاعفات السيئة، وتكون تلك المعلومات كالتالي:
- يجب اختيار المكان المناسب والآمن لعمل الحجامة، مع الحرص على أن يكون الشخص طبيب أو فني متمرس في عملها، حيث إن الأخطاء البسيطة في عمل الحجامة تؤدي إلى الإصابة بمضاعفات خطيرة.
- لا تعتبر الحجامة قاصرة على الرجال فقط، بل أنها فعالة في علاج كافة الأمراض التي تصيب النساء.
- تجنب القيام بعمل الحجامة بشكل مباشر على الأماكن التي تحتوي على جروح أو أوردة، بالإضافة إلى أنه يلزم الابتعاد عن أماكن الأعصاب والشرايين.
- يلزم الابتعاد عن أماكن العقد الليمفاوية ودوالي الساقين.
تعتبر الحجامة من أهم العلاجات التي كانت تستخدم قديمًا، نظرًا لقدرتها على علاج الكثير من الأمراض، ولكن يجب توخي الحذر من عملها في الأماكن الغير مضمونة حتى لا تؤدي إلى حدوث مضاعفات سيئة.