ما هو حق الجار على الجار
ما هو حق الجار على الجار؟ وما فضل الإحسان إلى الجار؟ حيث إنه يجهل بعض الأشخاص الحقوق الواقعة عليهم تجاه جيرانهم، ويوجد العديد من التعليمات والإرشادات التي أوصانا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بها نحو الجار؛ لذلك من خلال منصة وميض نطلع إلى ما هو حق الجار على الجار.
ما هو حق الجار على الجار؟
تهتم الكثير من الثقافات المتنوعة بالحفاظ على راحة المحيطين بهم، والاهتمام بالعلاقات بين الجيران، حيث إنه يمكن أن تختلف الجيران على المستوى الديني أو العرقي أو الاجتماعي، ولكن رغم هذا قادرين على التعامل بلطف وإحسان تجاه بعضهما.
يمتع الدين الإسلامي بضمان حق للجار، حيث إن الله تعالى كرم الجيران وأعطاهم أهمية ومكانة كبيرة، حتى قبل انتشار الإسلام كان العرب يتفاخرون بكرمهم وإحسانهم للجار، وضيافته أحسن ضيافة، والحرص على عدم مضايقته بأي سلوك أو كلمة.
كما ورد في كتاب الله – عز وجل –: (َوَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ..) [النساء: 36].
بالإضافة إلى توصية سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم – على الجار وحقوقه، حيث قال: “والذي نَفْسِي بيَدِهِ، لا يُؤْمِنُ عَبْدٌ حتَّى يُحِبَّ لِجارِهِ (أَوْ قالَ: لأَخِيهِ) ما يُحِبُّ لِنَفْسِهِ” (رواه مسلم).
اقرأ أيضًا: كلام عن جارتي الغالية
أهم حقوق الجار على جاره
أكدت الشريعة الإسلامية أن للجار حق كبير وعظيم في الدين الإسلامي، ووردت حقوقه في العديد من الأمور، وعند الرغبة في معرفة ما هو حق الجار على الجار، نذكر أهم تلك الحقوق من خلال ما يلي:
- رد الغيبة عنه: أي عدم الصمت عن سماع أي كلمة سيئة في حقه أو على سمعته، إذا لم تكن هذه السمعة السيئة موجودة به.
- حمايته وتأمينه: إذا احتاج الجار إلى الاستعانة بمساعدة جاره، لا بد من عدم التأخر عليه وتقديم له يد العون قدر المستطاع وعلى حسب قدرة الجار أيضًا.
- الإحسان إليه فعلًا وقولًا: عدم التحدث معه بطريقة غير لطيفة، والابتعاد عن إلحاق الأذى به سواء كان التعدي بالألفاظ أو بالفعل.
- كتم سر الجار: من المهم عند مشاركة الجار إحدى أسراره مع جاره الآخر، عدم البوح به والاحتفاظ به بعيدًا عن أذن الآخرين.
- تلبية دعوته: في حالة دعوة الجار إلى جاره، ينبغي تلبية هذه الدعوة إذا كان باستطاعته الذهاب إليه.
- السؤال عنه عند المرض: حيث من المهم السؤال عن الجار إذا عانى من المرض.
- تفقده من حين لآخر: السؤال عنه والاطمئنان على الجار كلما سمحت له الفرصة في السؤال عنه.
- تبادل الزيارات: يعد من الضروري زيارة الجار من حين لآخر، حيث إن هذا يجعله يشعر بالمحبة والآلفة.
- مواساته في الأحزان: من المهم الوقوف بجانب الجار في الأحداث الحزينة والمصاعب التي يمر بها، وتقديم يد العون قدر المستطاع.
- مشاركته الأفراح: يتقاسم الجار مع جاره الأخبار السارة والسعيدة، والاحتفال معه عند وجود احتفال بمناسبةً ما.
- مساعدته في حل المشكلات: من واجب الجار أن يقدم المساعدة التي يقدر عليها إلى جاره، والوقوف بجانبه من أجل تخطي تلك الأزمات والخلافات التي يواجهها في تلك الفترة.
- مشاركته العلم: يمكن أن يعلم الجار الحاصل على التعليم العالي جاره الغير متعلم بعض الأشياء التي تنفعه في حياته.
- مصاحبته إلى المسجد: إذا كان الجيران مسلمين يحفز كل منهما الآخر في القيام بالأمور الدينية مثل الصلاة في المسجد أو الصيام.
- إحسان الظن به: عدم الظن فيه بنية سيئة، والتماس له الأعذار.
- مُبادرته بالسلام: عند رؤيته يتم إلقاء السلام والابتسام في وجه.
اقرأ أيضًا: شعر حزين قصير عن الدنيا
فضل الإحسان إلى الجار
استكمالًا لحديثنا عما هو حق الجار على الجار، نجد أن الإحسان إليه مهم وحثنا الإسلام عليه، وربط أيضًا بين الإيمان وبين إحسان وإكرام الجار، حيث قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – “مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا، أوْ لِيصْمُتْ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جارَهُ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ” (رواه مسلم).
يعتبر الجار هو من يجاور ويرافق الشخص في حياته أو في عمله، أو في دراسته سواء كان مسلمًا أو غير ذلك، حيث إن الشرع دين محبة وخير، والإحسان للجار علامة من علامات الإيمان، وعن عبد الله بن عمرو – رضي الله عنه – قال: قال سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم – “خيرُ الأصحابِ عند اللهِ خيرُهم لصاحبِهِ، وخيرُ الجيرانِ عند اللهِ خيرُهم لجارِهِ” (رواه الألباني).
توجد عدة صور توضح ما هو حق الجار على الجار وتوضح أيضًا صور الإحسان إليه، والتي يمكن أن نذكرها من خلال ما يلي:
- إعطاؤه المال إن طلب.
- السؤال عنه عند المرض.
- المشي في جنازته.
- الدعاء إليه عند تذكره.
- تمنى حدوث الأمور الجيدة في حياته.
- عدم تمني زوال النعم التي يتمتع بها.
- وعظه بطريقة صحيحة، والتقديم إليه الفرق بين الصواب والخطأ إذا كان يجهل هذا.
- عدم إلحاق الأذى به.
- تقديم إليه النصيحة.
- تقديم الطعام إليها في حالة عدم استطاعته في إحضاره.
- إقراضه النقود إذا طلب هذا، وبإمكان الجار أن يعطيه هذا المال.
- تعليمه ما لا يعلمه من علم ينتفع به.
- عدم إزعاجه سواء بالقول أو بالفعل.
- الدفاع على سمعته وكرامته.
- إذا كان يؤذي جيرانه، فيجب التحلي بالصبر والسيطرة على الغضب، ومحاولة التكلم معه بهدوء، حيث قال تعالى: (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) [فصلت: 34].
- إلقاء التحية على الجار، عند رؤيته والسلام عليه بوجه بشوش.
- دعوته إلى مشاركته الطعام من حين لآخر.
- زيارته والسؤال عنه في حالة اختفائه.
- اختيار النصيحة التي يستفيد منها الجار بشكل كبير، وتقديمها له.
- إبعاد النظر عما يفعله من أذى.
- في حالة رؤيته يفعل شيء سيئ، يتم إرشاده بصورة صحيحة ومناسبة لتفكيره.
اقرأ أيضًا: كلام عن الجار الطيب
مراتب حق الجار في الدين الإسلامي
بعد معرفة ما هو حق الجار على الجار، نجد أنه تم تقسيم هذا الحق إلى ثلاثة أجزاء من قِبل الشريعة الإسلامية، ونذكرها من خلال ما يلي:
- المرتبة الأولى: تعد هذه أعلى المراتب، وهي عبارة عن الإحسان إلى الجار وإكرامه جيدًا.
- المرتبة الثانية: تعتبر هذه المرتبة هي عند تعرض الجار للأذى، ويقوم المسلم بالتغاضي عنه وعدم الاكتراث له، وتجاهله قدر المستطاع.
- المرتبة الثالثة: تتضمن هذه المرتبة كف الأذى عن الجار، ويعد هذا أقل حق من حقوق الجار على جاره، في حالة عدم إكرامه أو تقديم الإحسان إليه.
يعد من أهم حقوق الجار على جاره هو السلام عليه، وهذا ما حثنا عليه الدين الإسلامي، وأوصانا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بتقديم الإحسان والابتسام في وجه الجار، والسؤال عنه في كل وقت.