ما معنى زواج مسيار
ما معنى زواج مسيار هو سؤال يبحث الكثير عن جوابه، وذلك بعدما انتشر هذا المصطلح في عدة دول إسلامية خلال العقود الأخيرة، وكثيرًا ما يقع خلط بين زواج المسيار والزواج العرفي وزواج المتعة بالرغم من الاختلاف الكبير بينهم، لذلك في هذا المقال سنوضح كافة التفاصيل التي تخص هذا الزواج والفروق بينه وبينه أنواع الزواج الأخرى، وللتعرف على إجابة سؤال ما معنى زواج مسيار يمكنكم متابعة مقالنا عبر منصة وميض.
ما معنى زواج مسيار
- هناك مسمى آخر للزواج المسيار، وهو زواج الإيثار، وهذا اللفظ انتشر كثيراً في الفترة الأخيرة، وخاصتاً في الدول العربية، والقليل من الدول الإسلامية أصبحت معترفة به وتسمح بالقيام به.
- وللإجابة على سؤال ما معنى زواج مسيار يمكننا قول إنه زواج بشروط، بمعنى أنه يتم وفق الشريعة الإسلامية، أي بمعرفة الأب وألام، وفيه إشهار، ولكن بشرط وهذا الشرط هو أن تتنازل الزوجة، أو العروس عن حقوقها.
- وتتمثل حقوقها تلك في أن يشتري الزوج لها بيت، وأن يعيش معها طوال الأيام، ويتم دفع نفقة لها في حال انفصلت عنه، كل تلك الحقوق ليس لها أي حق في المطالبة بها، وبعض الطوائف والجماعات أعلنوا أن هذا الزواج حلال، والبعض الأخر حرمه.
- على سبيل المثال أعلن الشيخ القرضاوي، والشيخ العزيز بن باز، مشروعية هذا الزواج، ولكنهم ذكرو أنه ليس مستحب، وأقام هذا الموضوع صدد كبير في وسائل الإعلام، وأثار الجدل فهناك من انتقده، وهناك من حرمة، وهناك من دافع عنه.
- مما جعل الهيئة المختصة تعلن فتوة وتوقف الجدال في هذا الأمر، وكانت الفتوى تنص على مشروعية زواج المسيار، أو ما يعرف بزواج الإيثار.
موقف علماء الدين من زواج المسيار
- اتخذت مجموعة من العلماء موقفاً معاكساً رفضوا الفكرة تماماً، موضحين أن رغم وجود الشروط التي تحقق زواج حلال، إلا أنه من جانب أخر يسلب هذا الزواج من الزوجة حقوقها في العيش في بيت ومطمئنة.
- وهناك مجموعة أخري كان رأيها محايد أي لا يحرمون الفكرة، ولا يحللوها في نفس الوقت، والسبب يعود لكون الزواج المسيار وفر الشروط والأحكام التي تحلله، معللين الأمر أيضاً بأنه قد يكون تيسير عملية الزواج لغير القادرين على الزواج.
- ولكن رغم ذلك يفضلون الزواج العادي الذي يعطي للمرأة حقوقها، ويتم وفق الشروط والأحكام التي وضعها الإسلام، ذاكرين أنهم معارضون للمجموعة المعارضة للفكرة.
- لأن الحقوق التي يوفرها الزواج العادي لا تكون كافية أو مانعة للطلاق والخلافات التي قد تحدث بين الزوجين.
- وتوجد مجموعة أخرى أجازت الفكرة، ولكنهم لا يفضلونه أيضاً لأنهم يرون أنه ينتهك كرامة المرأة، وحقوقها.
الانتقادات الموجهة للزواج مسيار
- ذكر الشيخ الجليل محمد ناصر الدين الألباني في حديثة قائلاً إن الزواج المسيار له أضرار كثيرة منها إنشاء أطفال تحت ضغط وتأثير سلبي وتنمر من المجتمع المحيط بهم المعارض لفكرة الزواج المسيار.
- ذكر الشيخ الجليل عبد العزيز المسند في حديثة قائلاً إن الزواج المسيار هذا لهو ولعب، ولا يري أنه زواجاً حقيقياً، بل هو مجرد إهانة لكرامة المرأة وما هو إلا مجرد تسلية للزوج.
- وإن كان زواج المسيار هذا أباحه الإسلام قديماً لكان وسيلة لنشر الفسق، وانتهاك لحقوق المرأة، وكان الرجل تزوج أكثر من امرأة لسهولة الأمر، وقال أيضاً أن كل من يقبلوا على هذا الزواج، ليسوا إلا جبناء.
- وذكر الدكتور عجيل جاسم النشمي الذي كان في السابق عميد كلية الشريعة بالكويت، أن زواج المسيار عقداً باطلاً، في حال لم يكن باطل فهو فاسد.
- وذكر الدكتور محمد عبد الغفار الشريف قائلاً زواج المسيار حيلة جديدة، اصطنعها ضعفاء الشخصية، والغير قادرين على تحمل المسؤولية، حتى يتمتعوا بالزواج والزوجة.
- ويقضوا حاجتهم الجنسية تحت مسمي الزواج الشرعي، وهذا لا يرضي الله وأنا لا أحلله من وجهة نظري، والله تعالي أعلي وأعلم.
- ذكر الدكتور محمد الراوي عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، أن زواج المسيار، ليس له أي علاقة بالزواج، لأن الزواج هو المنزل، والرأفة، والسكينة، والاستقرار، وحفظ للعرض.
أشكال إتمام زواج المسيار
1- الشكل الأول
- هو أن يقوم الزوجين بقعد زواجهم بعد موافقة كل من الأب والأم وبحضور الشهود، ويدفع الزوج مهر الزوجة، ويطبق كل الشروط التي وضعها الإسلام للزواج، فيما عدا شرطين وهو أن يكون للزوجة منزل تعيش فيه مع زوجها.
- وفي حالة الانفصال لا يدفع الزوج نفقة للزوجة، بمعنى أن الزوجة ستظل في بيت أبيها ويأتي لها زوجها، من دون أن يدفع لها أي أموال متعلقة بطعامها، أو ملابسه أو مشربها.
2- الشكل الثاني
- هو أن يقوم الزوجين بقعد زواجهم أيضاً بعد موافقة كل من الأب وألام وبحضور الشهود، ويدفع الزوج مهر الزوجة، ويطبق كل الشروط التي وضعها الإسلام للزواج أيضاً ولكن يدفع لزوجته في حالة انفصلا نفقتها.
- ولكن يكون شرطه الوحيد هو ألا تلزمه الزوجة بالبقاء عندها، وله حرية الذهاب والإياب لها وقتما يشاء.
- ويلجأ الرجال لهذا النوع من الزواج عادتاً في حالة كانوا يريدون الزواج زوجة ثانية ولكن دون علم الزوجة الأولى، حتى لا يقع في مشاكل مع زوجته الأولى.
الشروط التي تجعل زواج المسيار حلالاً
- أولاً الإشهار أي يعلم كل من أهل الزوجين، وأقاربهم، وأن يشهد على عقد الزواج شخصين راشدين.
- ثانياً منح الزوجة مهرها، وفي حال لم يكن مذكور في العقد أن للزوجة حق في المهر، يجب أن يعطيها الزوج المهر نقداً في يديها قبل عقد الزواج.
- ثالثاً ألا يكون من شروط إتمام هذا الزواج تنازل الزوجة عن حقها في الجماع، أو تقسيم أيام المبيت، وإذا توافر هذا الشرط في العقد، فهذا شرط كاف لإبطال الزواج.
- رابعاً أن يكون من إحدى الشروط عدم التصرف في مال الصداق، حيث قال علماء الدين أن هذا الشرط إذا تواجد في عقد الزواج يفسد العقد أيضاً.
- خامساً أن يكون للزوجة حق في الرجوع في أي وقت عن أمر إعفاء الزوج عن المبيت، والنفقة والمطالبة بهم في أي وقت تشاء.
حكم إتمام الزواج المسيار بدون ولي
- لا يوجد اختلاف بين الزواج المسيار بدون ولي أمر، وبين الزواج العادي بدون ولي أمر الحكم واحد في كلا الحالتين والحكم هو:
- أن في حالة تغيب ولي الأمر ولم يكن حاضراً أثناء عقد القران فهذا العقد باطلاً، ولا يمكن إتمامه أو الاعتراف به، وفي حال قامت الفتاة بالزواج من دون علم والدها أو حضوره، فهذا الزواج غير محلل والعقد فاسد.
- وهذا ما ذكره العديد من الصحابة مثل ابن عباس، وابن عمر، وأبو هريرة، والسيدة عائشة أم المؤمنين، وابن مسعود رحمة الله عليهم جميعاً، وكان الدليل علي ذلك قول السيدة عائشة رحمة الله عليها.
- أن في آن ما سمعت نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم يقول أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها، فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، فإن دخل بها، فلها المهر بما استحل من فرجها، فإن اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له.
- وذكرت أيضاً قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نكاح إلا بولي، وقال أبي هريرة سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول لا تزوج المرأة امرأة أخرى، ولا تزوج المرأة نفسها، فإن الزانية هي التي تزوج نفسها وكان هذا رأي الجمهور.
- أما بالنسبة لرأي الحنفية قالوا إن يصح الزواج بدون ولي أمر في حال كانت الفتاة طليقة أي حرة، راشدة، عاقلة وهذا الرأي استناداً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم الأيم أحق بنفسها من وليها، والبكر تستأذن في نفسها، وإذنها صماتها.