ما الفرق بين الغيبة والنميمة
ما الفرق بين الغيبة والنميمة من أكثر الأسئلة التي يبحث عنها الجميع كي يعرف الفروق الأخلاقية بينهما، كما أن هناك فرق في تفسير القرآن الكريم والفتاوى والأحاديث النبويّة كل ذلك وأكثر سوف نتعرف عليه، بالإضافة إلى أهم الآثار التي تنتج عن الغيبة والنميمة سواء على الفرد أو المجتمع، وسوف نستعرض أيضًا طرق للتخلص من عادةً الغيبة والنميمة وحكم الدين في هذا الموضوع وأبرز الحالات التي يُباح فيها الغيبة أو النميمة فَتابعوا معنا هذا المقال للإستفادة من خلال منصة وميض.
ما الفرق بين الغيبة والنميمة
- تُشير الغيبة والنميمة إلى شخص يقوم بذكر غيره بالمكروه من صفات وأفعال لا توجد فيه من قبل أو صفات موجودة كعيوب خَلقية على سبيل المثال أو أن يصفه بالبُخل أو يَعيب عليه بالمرض وغيرها من الأمثلة.
- أما النميمة فهي أمرٌ مكروه ومذموم إذ أنه إشارة إلى نقل الأحاديث بين الناس بغرض إثارة الفتن والمشاكل والإيقاع بينهم، وقد يكون هذا الكلام مغلوط وغير حقيقي وسببه أن يكون الشخص الناقل حاسدًا أو مُنافقًا وحاقدًا على الشخص المُستغيب.
- فذاك الأمر يعمل على إفساد العلاقات بين هذا الشخص وبين أحبائه، لذلك يجب أن نعرف خطورة هذه الكبيرة التي تؤدي إلى تقلُّب المودة والحب بين الجميع، وتُعتبر الغيبة والنميمة ذات معنًا واحد من حيث الصفات السيئة والبغيضة، والتي حرّمها الدين الإسلامي فهي من أكبر أسباب الفتنة وسوء الظن والتي جاء عنها آية قرآنية تُحرّم الغيبة في قول الله تعالى:” يا أيُها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرًا من الظن، إنَّ بعض الظن إثمٌ ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضًا، أيُحبُّ أحدُكم أن يأكلَ لحمَ أخيه ميتًا فَكرهتموه، واتقوا الله إنَّ الله توابٌ رحيمٌ”.
- ففي هذه الآية الكريمة تنبيه كبير عن سوء خطر النميمة وعاقبة كلّ من يقوم بهذا الفعل الذميم، وهذا ما أخبرنا به الرسول صل الله عليه وسلم وهو يقول:” لا يدخلُ الجنّة نمّامٌ”، كما وصف النبي عليه الصلاة والسلام بأن من يسير بالنميمة بين الناس يُعد من أشرِّ خلق الله وسوف ينال عذابًا عظيمًا في مماته وعند الحساب.
كيفية الحفاظ على النفس البشرية من الغيبة والنميمة
كما أوضحنا لكم ما الفرق بين الغيبة والنميمة وأنهما معنيان يحملان نفس صفات السوء، لكننا نحاول أيضًا إيجاد حلول تُفيد الكثيرين في الحفاظ على أنفسهم وعلى ألسنتهم من التحدث بالغيية والنميمة بين العباد، وهذه بعض محاولات يُمكن للشخص إتباعها كي يبتعد عن فعل الغيبة والنميمة كما يلي:
- عليك عزيزي القارئ بتقوى الله عز وجل وأن تُراقبه في كل شيء في حياتك ومعاملاتك.
- قم بعمل حساب لنفسك يُقوّمها ويُذكرها بعقاب الغيبة والنميمة عند الله تعالى.
- أن تقوم باللجوء إلى الله تعالى بالدعاء والاستغفار والتضرع بأن يُعينك على بَغضّ هذا الفعل الذميم.
- عليك بتذكُر عيوبك والانشغال بها وبمحاولة إصلاح نفسِك بعيدًا عن اللهث وراء عيوب الناس.
- تذكر بأن عاقبة الغيبة والنميمة وإثم فعلهما من الأمور التي تُذهِبُك إلى جهنم نعوذ بالله وإياكم من شرها.
- لا تُجالس الأشخاص السيئين الذين يقومون بنفس الفعل حتى لا تنساق خلف كلامهم وتنسى نفسك وتبدأ في الأحاديث الذميمة عن الآخرين.
- عليك أن تعلم خطورة نقل الكلام بين الناس وبأنه سبب في حدوث القطيعة وشحن النفوس وإشاعة الأخبار الغير صحيحة التي تجعل الشخص مكروهًا دون أن يعلم لماذا.
- قم بذكر الله دومًا على لسانك وقول كل ما هو مفيد وجميل من طيب الكلام.
- اعلم عزيزي القارئ بأن للغيبة والنميمة آثارًا سلبية تؤثر على المجتمع كـ الحسد والحقد والكراهية.
- لابد من أن تتعلم كيف تحافظ على أسرار الناس كي تجد من يحافظ على أسرارك وأن تصون أعراض الآخرين بأن ترُد عنهم ما يُقال حتى تتقي شر النفوس البغيضة.
- عليك بمراجعة القرآن الكريم عن تفسير آية أكل لحم الغير ميتًا ومدى بشاعةً الموقف عندما تجد نفسك مع هؤلاء الناس مُستبيحي الأعراض والأقاويل الكاذبة على الآخرين.
- عليك أن تعلم بأن الغيبة والنميمة تعدٍ على حرية الآخر بذكر حياته الخاصة دون إعلامٍ له، وأن من يتوب عن هذا الفعل لابد وأن يرد حق الشخص المُستغيب ويطلب منه العفو والصفح.
كيف يتوب الشخص عن فعل الغيبة والنميمة
لقد أعطانا الله تعالى فرص كثيرة كي نتوب عن أي فعل ذميم بشرط أن تكون توبة نصوح لا رجعة بعدها إلى الذنب، أما بالنسبة للتوبة عن الغيبة والنميمة فإن لها شروط ينبغي التعرف عليها كما يلي:
- يجب أن يبغضّ الشخص فعل الغيبة والنميمة ويكرهها في نفسه.
- أن يقوم المُغتاب بطلب العفو والصفح من الشخص الذي قام باغتيابه كي يسمع منه لفظ المسامحة كي لا يتعرض للعقاب في قبره وعند الحساب.
- ينبغي أن يعقد النيّة بكل عزّم على ألّا يعود لهذا الفعل مرة أخرى.
- يندم الشخص على ما أتى به من معصية ذميمة بكل جوارحه.
- يبدأ في التصميم عن الابتعاد عن كل مواطن الغيبة والنميمة ومجالس السوء حتى وإن كانوا أقرب الأصدقاء.
الآثار المترتبة على فعل الغيبة والنميمة
لقد تحدثنا عن ما الفرق بين الغيبة والنميمة وأجبنا على الفروق بالرغم من أنها ليست بعيدة عن نفس المعنى إلّا أن فعل هذه المعصية الذميمة تترتب عليها آثار اجتماعية والتي من أهمها ما يلي:
- يحدث أن تجد كُرّه الناس للشخص الذي يقوم بفعل الغيبة والنميمة وأنه أصبح رمزًا للنميمة واغتياب الآخرين.
- كما تجد أن الشخص المُغتاب يستحق أن يوقع عليه عذاب القبر وذلك فيما جاء به الرسول صل الله عليه وسلم عندما قال:” إن رسول الله عليه الصلاة والسلام مرّ على قبرٍ وقال: إن فيه من يُعذَّب بسبب عدةً أفعال كان يقوم بها في حياته الدنيا وأنّ أحد أسباب عذابه النميمة بين الناس”.
- كذلك يحدث أن يأخذ الشخص المُستغيب من الذي اغتابه حسناته يوم القيامة وذلك كما جاء في حديث المُفلس” إن من وقع في أعراض الناس وشتمهم واغتابهم فإنهم يأخذون من حسناته يوم القيامة، فإن فُنيّت حسناته طُرِحَ عليه من سيئاتهم ثم طُرِحَ في النار”.
- يُحاسب النمامّ بعذابٍ شديد في الحياة والآخرة وهذا في قوله تعالى:” إن الذين يُحبون أن تشيعَ الفاحشة في الذين آمنوا، لهم عذابٌ أليمٌ في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون”.
ما هي الحالات المُستثنى منها الغيبة
لقد قال بعض علماء الفقه الإسلامي بأن هناك إجازة لعدد من الحالات يتم استثنائُها في استخدام فعل الغيبة، كما أنها لا تعتبر من الحالات الموصوف بأنها مُحرّمة بل أنها تعمل على تحسين العلاقات الاجتماعية نوضح لكم منها الآتي:
- إذا كان هناك شخص مظلوم فَيمكن أن يقوم هذا الشخص بوصف ما وقع عليه من ظلم وأن يتحدث عن الظالم بدون أن يكون عليه شيئًا وذلك فيما جاء عن رب العزة تعالى:” لا يُحب الله الجهر بالسوء من القول إلّا من ظُلِمَ”.
- كما يمكن استخدام فعل الغيبة عند سؤال الشخص عن شخص آخر عند الزواج ولابد وأن يكون صادق عند الإجابة حتى وإن قام بذكر صفاته السيئة.
- كذلك يمكن استخدام فعل الغيبة في حالة السؤال عن قضية خاصة بالشرع وذلك كما جاء عن سؤال هند زوجة أبي سفيان لرسول الله صل الله عليه وسلم في أخذها من مال زوجها لأنه بخيل عليها.
نتائج الغيبة والنميمة التي تؤثر على الفرد والمجتمع
- يهوىَ صاحبها إلى النار وعذابٍ شديد.
- تؤدي إلى النفور والأذى والخصام بين الناس.
- دليل على جُبن الشخص المُغتاب ودناءته.
- زيادة المنافقين وكيدهم وضعف حجتهم.
- تؤدي إلى التجسس وتتبع أخبار الآخرين بدون وجه حق.
- تقطع الرزق والخير والبركات بين الجميع.
- تحلق الدين وذلك فيما جاء به الرسول صل الله عليه وسلم في حديثه الشريف قائلّا:” ألاَ أدُلُكُم على أفضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة؟قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إصلاحُ ذات البين فإن فساد ذات البين هي الحالقة، لا أقولُ إنها تحلقُ الشعر ولكن تحلقُ الدين”.
خلاصة الموضوع في 6 نِقاط
- ما الفرق بين الغيبة والنميمة : هذين المصطلحين إشارة إلى نفس الصفات السيئة والبَغيضة التي تمنع فاعلها من دخول الجنّة وتؤدي إلى إحداث الفتن والمشاكل بين الناس.
- كيفية الحفاظ على النفس البشرية من الغيبة والنميمة: يقوم الشخص بالندم والتوبة وكُرّه هذا الفعل في نفسه حتى لا يُطيع هواه بالاستمرار في نقل الكلام وشحن النفوس وإثارة الفِتن.
- كيف يتوب الشخص عن فعل الغيبة والنميمة: عليك بعدم مجالسة رُفقاء السوء الذين يأتون بفعل الغيبة والنميمة وألّا تطاوعهم وأن استغفر الله كثيرًا وتشغل نفسك بعيوبها وليس بعيوب غيرك.
- الآثار المترتبة على فعل الغيبة والنميمة: ستجد الكراهية والحسد والحقد بين الناس نتيجة لكثرة الأقاويل الكاذبة والباطلة عن البعض من المُستغيبن.
- ما هي الحالات المُستثنى منها الغيبة: تلك التي تعني بكل ما يؤدي إلى إصلاح ذات البين وكذلك المظلوم وعند السؤال عن شخص ما سيخطب أو سيتزوج.
- نتائج الغيبة والنميمة التي تؤثر على الفرد والمجتمع: من أهمها نشر الفتنة وجعل النفوس تكره الشخص المنام وكذلك الشخص المُستغيب لعدم معرفتهم به إلّا من خلال من ينقل عنه صورة باطلة وليست صحيحة.
وفي النهايه نكون قد أجبنا عن ما الفرق بين الغيبة والنميمة وكيفية التخلُص من هذا الفعل البذيئ وطريقة معالجة النفس وإصلاحها بالابتعاد عن فعل الغيبة والنميمة، كما أشرنا إلى النتائج التي تترتب على فعل الغيبة والنميمة بالنسبة للمجتمع والفرد وأشرنا أيضًا إلى بعض الحالات التي يمكن استخدام فعل الغيبة بدون حُرمانية مع تمنياتنا لكم بقراءة مُفيدة.