ما هو الورد اليومي من التسبيح
ما هو الورد اليومي من التسبيح؟ وكيف يمكنني الانتظام عليه؟ تلك أسئلة قد تكون شائعة لمعرفة كيفية العبادة الصحيحة والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، لأن البعض منا على علم بمفهوم الورد اليومي ولكن قد لا يعرف مدى فضله وأثره على النفس، لذا من خلال منصة وميض أعددنا هذا المقال لنوضح لكم مدلولات الورد اليومي من القرآن والأحاديث النبوية وفوائد الانتظام عليه.
ما هو الورد اليومي من التسبيح
هناك بعض العبادات التي يمكن للناس القيام بها، وهي لا تكلفهم الكثير من العناء، أو يمكننا القول إنها لا تتطلب مجهودًا كبيرًا، وقد كانت لتقرب دومًا العبد من ربه ويصبح متعلقًا به ليلا ونهارًا، ومن هذه العبادات هي ذكر الله، حيث كلما ذكر العبد ربه كلما يسر الله له الخير أينما كان.
هيأ له التيسير في جميع أحواله، ويتم ذكره بالتسبيح والتكبير والاستغفار، جميع أشكال الذكر يمكن أن يتواصل بها العبد مع ربه طالما كان مذكور فيها اسم الله تعالى، ومن هنا قد أتينا بأصول تلاوة الذكر أو ما يعرف بالورد اليومي حيث يمكن أن تتم على الأشكال التالية:
- مبدئيًا قد تم الاتفاق على أن الورد اليومي قائم على الأذكار، حيث يبدأ العبد باستغفار الله ثم الصلاة والسلام على الرسول.
- يتم تكرار كلمة “لا إله إلا الله” حيث يكون الاستغفار طهارة للقلب والصلاة على النبي هو النور الذي يتهلل عبر المكان وينتشر.
قد تمت الإشارة بشكل عام إلى أن الورد اليومي الذي يجب الثبات على ذكره هو القرآن الكريم وسنة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ويمكن ذكر ورد التسبيح أو الاستغفار أو الكرب بقدر مائة مرة، كل يوم، مثلا في “سبحان الله الحمد لله”، و”أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه”.
اقرأ أيضًا: صيغ التسبيح بعد الصلاة
أشكال الورد اليومي
في ظل الحديث عن سؤال ما هو الورد اليومي من التسبيح، سنتعرف على أشكال الورد اليومي والتي تتمثل في الآتي:
1- الاستغفار
قد روى أبو داود والترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم أن
“من قال استغفر الله العظيم الذي لا إله هو الحي القيوم وأتوب إليه، غفر له وإن كان فر من الزحف”.
ولها أيضًا من الفضل الكبير خاصة بعد أداء الصلوات الخمس، حيث روى الترمذي أن عن أبي سعيد وحسنه عنه صلى الله عليه وسلم قال: “من قالها حين يأوي إلى فراشه غفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر، وإن كانت عدد ورق الشجر وإن كانت عدد رمل عالج (سلسلة جبال بالحجاز)، وإن كانت عدد أيام الدنيا”.
2- الصلاة على النبي
تعد من الأذكار التي يعظم ثوابها حيث أن هناك العديد من الفوائد التي تعود للشخص حتى وإن صلى على النبي مرة واحدة.
فقد ورد في حديث رواه الطبري أن: “من صلى علي حين يصبح عشرًا وحين يمسى عشرًا، أدركته شفاعتي يوم القيامة” وكما هو واضح في الحديث أن الذكر على الرسول صلى الله عليه وسلم يكون عشر في الصباح وكذلك في المساء، وفي حديث آخر رواه الترمذي عن عبد الله بن مسعود أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:
“أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة”
3- قول لا إله إلا الله
قد روى أحمد، والنسائي، وابن حبان في صحيحه عن فضل التهليل أن عن أبي أيوب الأنصاري أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:
“من قال إذا أصبح: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير عشر مرات، كُتب له بهن عشر حسنات، ومحي عنه بهن عشر سيئات ورفع له بهن عشر درجات وكن له عدل عشر رقبات، وكن له حرزًا حتى يمسي ومن قالها إذا صلى المغرب دبر صلاته فمثل ذلك حتى يصبح”
اقرأ أيضًا: خاتم التسبيح في المنام للعزباء
4- أذكار الصباح والمساء
يمكن اعتبار الأذكار المسائية والصباحية من أنواع الورد اليومية والتي يتمكن فيها العبد من ذكر اسم الله تعالى، ففي فضلها خير كثير، وذلك بما جاء في حديث الحارث بن مسلم التميمي قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم:
“إذا صليت الصبح فقل قبل أن تكلم أحدًا من الناس: اللهم أجرني من النار سبع مرات، فإنك إن مت من يومك ذلك كتب الله عز وجل لك جوارًا من النار، وإذا صليت المغرب فقل قبل أن تكلم أحدًا من الناس، اللهم إني أسألك الجنة، اللهم أجرني من النار سبع مرات، فإنك إن مت من ليلتك تلك كتب الله عز وجل لك جوارًا من النار”
5- تسبيح الله
للتسبيح كذلك فضل عظيم فيما يخص الورد اليومي، وذلك عن قوله تعالى في سورة الصافات عن يونس:
“فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون” ويقول الرسول (ص) عليه وسلم: “من قال سبحان الله وبحمده في اليوم مائة مرة، حطت خطاياه، وإن كانت مثل زبد البحر”
كذلك أشار إلى فضل التسبيح بعد الصلوات، حيث عن أبي هريرة عن الرسول (ص) عليه وسلم قال:
“من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين وحمد الله ثلاثا وثلاثين وكبر الله ثلاثا وثلاثين فتلك تسعة وتسعون وقام تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر”
الانتظام على الورد اليومي
من خلال التعرف على سؤال ما هو الورد اليومي من التسبيح، يمكنك المتابعة فيه يوميًا من خلال قراءة أجزاء قرآنية، خاصة الآيات التي أوصى النبي بقراءتها، كذلك الاهتمام بوضع جدول خاص بالقرآن والتسبيح، والتعرف على فضل الانتظام عليه.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع التسبيح قبل النوم
فضل الاستغفار بشيء من التفصيل
في صدد الحديث عن سؤال ما هو الورد اليومي من التسبيح، وإدراك فوائده، نتحدث عن الاستغفار الذي هو جزء لا يتجزأ من الورد اليومي، وله من الأفضال كثيرة، والتي تعددت أشكالها من خلال الأحاديث النبوية فيما سنستعرضه بالآتي:
- قد أشار الرسول محمد صلى الله عليه وسلم على ما يعرف بسيد الاستغفار حيث روى البخاري عنه انه قال: “ألا أدلك على سيد الاستغفار: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت”
- في رواية: “وارحمني فإنك أنت الغفور الرحيم”، قال الرسول (ص) عليه وسلم أن من قالها حين يمسي فمات من ليلته دخل الجنة، ومن قالها حين يصبح فمات من يومه دخل الجنة.
- من فضل الاستغفار هو قول الله تعالى: “وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون” – سورة الأنفال.
- يقول أيضًا سبحانه وتعالى: “فقلت استغفروا ربكم، إنه كان غفارًا، يرسل السماء عليكم مدرارًا، ويمددكم بأموال وبنين” – سورة نوح، وهذا ما يحسب كجزاء في الدنيا.
- روى ابن السني عن عائشة قال صلى الله عليه وسلم: “من استغفر الله في يوم سبعين مرة لم يكتب من الكاذبين، ومن استغفر الله في الليلة سبعين مرة لم يكتب من الغافلين”.
- قد روى أبو داود عن ابن عباس عنه صلى الله عليه وسلم قال: “من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجًا، ومن كل هم فرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب”
- روى الترمذي عن أنس عنه صلى الله عليه وسلم قال: يقول الله تعالى: “يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني، غفرت لك..”
- روى أحمد، والحاكم وصححه مرفوعًا: “قال إبليس: وعزتك لا أزال أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم. فقال الله عز وجل: وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني”.
الورد في القرآن
ما هو الورد اليومي من التسبيح، هي كلمات الله التي أنزلها، لكي يعلمنا من خلالها الفرق بين الحق والباطل، ولندرك بين ما ينبغي اتباعه والعكس، والورد في القرآن هو الاعتياد على قراءة أجزاء معينة من الآيات بشكل يومي ومنتظم حيث قال الله صلى الله عليه وسلم:
“اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه.”
ورد النبي من القرآن
لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من تلاوة القرآن ليلا ونهارًا، ويطيل الصلاة بالليل، وقد يحدث أن يقرأ في ركعة واحدة سورة البقرة أو النساء.
وقد كان يقرأ كل ليلة قبل أن ينام سورتي “السجدة والملك”، حيث إن عن جابر رضي الله عنه قال
“أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا ينام حتى يقرأ الم تنزيل، وتبارك الذي بيده الملك”.
كان لا ينام الرسول حتى يقرأ سورة الإسراء وسورة التذمر، حيث روى الترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت:
“كان النبي صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ الزمر، وبني إسرائيل.”
وفي تلاوة المعوذات، قد روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه جمع كفيه، ثم نفث فيهما ليقرأ:
“قل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس، ثم يمسح ما استطاع من جسده، ويقوم بذلك ثلاث مرات”.
اقرأ أيضًا: دعاء الاستيقاظ من النوم منتصف الليل
المحافظة على قراءة الورد اليومي
اقتداء بنظام النبي في قراءة الورد اليومي، يمكنك أنت أيضًا عمل النظام الخاص بك لقراءة الورد اليومي من القرآن حيث يقول الله تعالى: “واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك”، ومن هنا بعض الخطوات التي قد تساعدك على الحفاظ على الورد اليومي:
- تخصيص وقت ثابت ويومي لقراءة الورد
- الحرص على وضع مصحف جيب معك أينما كنت، أو استخدام تطبيق على الموبايل.
- استغلال أوقات الزحمة والانتظار من أجل القراءة.
- البدء بورد بسيط، لأن الثقيل قد يثقل النفس.
- العزم على جعل قراءة الورد من المهام اليومية التي ينبغي إنجازها.
- تشجيع وحث النفس بالاتفاق مع الأصدقاء الصالحين على ختم القرآن.
- تذكير نفسك والآخرين بثواب قراءة القرآن وذلك من خلال الحديث النبوي: “اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه”
يمكننا القول إن الورد اليومي من التسبيح هي عبادة قريبة من القلب، يتواصل بها الفرد مع إلهه ويشعر من خلالها بأن كل الأمور من حوله أسهل وأكثر لطفًا من ذي قبل.