ما يستفاد من سورة المزمل
ما يستفاد من سورة المزمل أمور عديدة، حيث أمر الله تعالى بتعلم القرآن الكريم والتدبر فيه والوقوف على بعض أحكامه وفضائله، وسورة المزمل ثالث سورة نزلت من القرآن الكريم على سيدنا محمد، بعد سورة العلق والمدثر، ونزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة، وهي عشرون آية، ويبين الله لنا فيها مقاصد كثيرة، وفوائد عظيمة، يمكنك معرفة المزيد حولها من خلال منصة وميض.
ما يستفاد من سورة المزمل
هناك الكثير من المقاصد التي تضمنتها سورة المزمل، والتي منها:
- التوكل دائما على الله والتفويض إليه في كل أمور الحياة.
- المحافظة على قيام الليل، وذكرت فضل قيام الليل في حصول القرب من الله وأنها أفضل وقت لاستجابة الدعاء، حيث أُمر فيها الرسول بقيام الليل وترتيل القرآن،
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمْ اللَّيْلَ إِلا قَلِيلًا)،
وقوله تعالى:
(وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرتِيلًا).
- مراقبة الله في جميع الأعمال، وعدم التعلق بغير الله، والإكثار من الذكر والتسبيح، والسعي لنيل رضا الله.
- تحث السورة الرسول صلى الله عليه وسلم على الصبر على إيذاء قومه، وعدم رد الأذى لهم، قال تعالى:
(فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرهم هجرًا جَمِيلًا)
، وأن الله تعالى سيأخذ له حقه منهم في الدنيا والآخرة، لقوله تعالى:
(إِنَّ لَدَيْنَا أَنكَالًا وَجَحِيمًا)
- فيها عبرة من قصص الأقوام السابقة، حيث يذكر الله فيها كيفية هلاكهم بسبب تكذيبهم وايذائهم للرسل، وتصبير الرسول على إيذاء قومه له، قال تعالى:
(إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولا* فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلا* فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِن كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا). (المزمل:11).
- نسخ حكم صلاة قيام الليل حيث فرضت في بدء الدعوة الإسلامية ثم صارت تطوعًا وسنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، تخفيفًا عليه وعلى المسلمين، لأنه منهم المريض الذي لا يستطيع قيام الليل كله، والانشغال بنشر الدعوة والقتال في سبيل الله.
- وذكر الله فيها رحمتها بالرسول وبالمسلمين، وذلك برفع وجوب قيام الليل والتهجد وتخفيفها إلى الصلاة والزكاة وفعل الخير رغبة في رضا الله، وبيان أثر القيام بذلك من الأجر والثواب العظيم عند الله، قال تعالى:
(وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا).
اقرأ أيضًا: فضل سورة طه للزواج
سبب نزول سورة المزمل
ذكر في سبب نزول السورة أنه عند بدء نزول الوحي، كان الرسول صلى الله عليه وسلم منقطع في غار حراء للتعبد، فلما كان عائدًا، ونزل من الغار سمع صوتًا يناديه، فالتفت إلى يمينه وشماله فلم يجد أحد حوله، وعندما رفع رأسه إلى السماء رأى الملك الذي رآه من قبل عند الغار، فأخذه الخوف من هول الموقف، وذهب إلى السيدة خديجة وهو يرتجف وأخذ يردد “دثروني، دثروني” وفي أحد الروايات الأخرى “زملوني، زملوني”، فنزلت سورة المدثر، ثم نزلت بعدها سورة المزمل.
وقيل إن نزلت سورة المزمل على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- رأفة بحاله ودعمًا له، لما صدر من قومه عندما اجتمعوا في دار الندوة من أكاذيب واتهامات باطلة، حيث أن بعضا منهم اتهمه بأنه ساحر وكاهن، واتهمه آخرون بأنه مجنون والبعض الآخر قالوا إنه يقوم بالتفريق بين المرء وزوجه.
عندما عرف الرسول بالكلام الذي صدر منهم، قام وتزمل بثيابه، وعندها أنزل الله عليه سيدنا جبريل بالوحي، فنزل
قوله تعالى: “يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ” (المزمل: 1)
، وفي هذا النداء رحمة وتلطف بحال النبي، ولذلك سميت السورة بهذا الاسم.
اقرأ أيضًا: متى تقرأ خواتيم سورة البقرة
حكم قيام الليل في سورة المزمل
قال تعالى في أول سورة المزمل:
(قمِ اللَّيلَ إلَّا قلِيلًا * نصفَهُ أوِ انقُصْ منْهُ قلِيلًا)
، كانت صلاة قيام الليل فرض في أول بدء الدعوة الإسلامية، فكان الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة يصلون قيام الليل سنة كاملة، حتى أنزل الله آخر سورة المزمل وفيها تخفيف علي الرسول والمسلمين بفرض الصلوات الخمس، وصار قيام الليل تطوعًا بعدما كان فرضًا.
وهي سنة مؤكدة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وتقرب العبد من ربه، فالذي يقوم في الليل للصلاة وعبادة الله فيدل ذلك على صدق إيمانه، وإخلاص نيته في العبادة، ولها فضل عظيم وأجر كبير عند الله، ولها أثر كبير على حياة المسلم، فقيام الليل يقي الإنسان من الفتن، وينجيه من عذاب النار وتكون سبب في دخول الجنة، ورد عن النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- إنّه قال: “أيُّها الناسُ أفْشوا السَّلامَ، وأَطعِموا الطَّعامَ، وصَلوا باللَّيلِ والناسُ نيامٌ، تَدْخُلوا الجَنَّةَ بسَلامٍ”.
اقرأ أيضًا: متى نزلت سورة الفتح
فضل قراءة سورة المزمل
قراءة القرآن وحفظه، له الكثير من الفضل والأثر على صاحبه، ولكن يجب العمل به واتباع الأحكام التي يشتمل عليها حتى يحل عليه فضله، وسورة المزمل لها العديد من الأفضال التي لا يمكن إحصائها، ومنها:
- قراءة القرآن له فضل كبير عند الله، ويكسب الإنسان الأجر والثواب وله أثر عظيم في حياة الإنسان.
- عند قراءة سورة المزمل يكون لها فضل كبير في قضاء الحاجة وسداد الدين، فقد ورد عن التابعين أنهم كانوا يقومون بقراءة سورة المزمل بعد صلاة الفجر 40 مرة، ثم يتوجهوا إلى الله بالدعاء وطلب حاجتهم، فيستجيب لهم الله ويعطيهم ما يريدون من فضله، كما قيل إنه عند قراءة سورة المزمل عند فقد أحد الأشياء، برد الله عليه ضالته.
- لها فضل كبير في الرزق، فعند قراءة سورة المزمل والدعاء إلى الله عند ضيق الرزق، سوف يرزقه الله من فضله.
- لها فضل كبير في الوقاية من الخلافات التي تحدث بين الأزواج، والإصلاح بينها وعودة المودة بينها عند حدوث الخلافات.
- لها فضل كبير في تيسير الإنجاب، فعند وجود بعض المشاكل والصعوبة في إنجاب ولد، فإن قراءة سورة المزمل والإلحاح في الدعاء إلى الله، يرزقه الله بالذرية ويستجيب لدعائه.
- قيل إن لها دور كبير في تخفيف الآلام، وفك الأسحار.
قراءة القرآن من أعظم الأمور التي تقرب العبد من ربه، لذلك احرص على قراءة ورد من القرآن كل يوم وتدبر معانيه والعمل بما جاء فيه من أجل تحصيل الأجر والثواب عند الله.