ما أخذ بسيف الحياء فهو حرام
ما أخذ بسيف الحياء فهو حرام ما صحة تلك العبارة؟ وهل هي حديث شريف؟ فعادةً ما نجد أن الإلحاح في الطلب ومحاولة إثارة الشفقة هو أسلوب تعامل الكثيرين من أجل طلب المال وأخذ الحقوق، ومن هنا سوف نتطرق إلى توضيح إن كان ما أخذ بسيف الحياء حرام أم لا من خلال منصة وميض.
ما أخذ بسيف الحياء فهو حرام
الإسلام من الأديان السماوية التي تحفظ حق المسلم الاجتماعي، النفسي والمادي ويكفل له الحياة الكريمة التي يحظى فيها بهدوء النفس والرضا، وقد حرّم الله تعالى أن يؤخذ من مال المسلم دون أي وجه حق، أو في حالة لم يكن راضٍ عن ذلك.
من هنا يمكننا التطرق إلى توضيح فتوى دار الإفتاء بأن ما أخذ بسيف الحياء فهو حرام، وذلك بالإجماع من كبار الشيوخ فلا يمكن أن يتم أخذ الأموال الخاصة بالمسلم دون رضا نفس منه، أو أن يتم الإكراه وإجباره على أخذ تلك الأموال.
اقرأ أيضًا: هل البكاء على الميت حرام
صحة ودليل أن ما أخذ من المال بالإكراه حرام
إن آيات الله تعالى وسنة نبيه ـ عليه الصلاة والسلام ـ هما الميثاق الذي يسير عليه المسلم، وبالتدبر في آياته الكريمة نجد العديد من الأوامر والتوضيحات للتعاملات الإنسانية، وقد ذكر الله تعالى في كتابه الكريم الآيات التي تنص على أن ما أخذ بسيف الحياء فهو حرام.
كما أن الأحاديث النبوية الشريفة توضح التعاليم الدينية التي يجب أن يسير عليها العبد المسلم، ففيها جميع النقاط التي تحمي الناس من الوقوع في الإثم والتي تنظم المعاملات الإنسانية.
فعن صحة حديث أن ما أخذ بسيف الحياء فهو حرام، فعن حنيفة عم أبي حرة الرقاشي ـ رضي الله عنه ـ أن الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ قال: “ لَا يَحِلُّ مَالُ امْرِئٍ مسلمٍ إِلَّا بِطِيبِ نَفْسٍ” [حديث صحيح الجامع].
كما عن أبو حميد الساعدي ـ رضي الله عنه ـ أن الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ قال: “ أَلَا لا تَظْلِموا، أَلَا لا يَحِلُّ مالُ امرِىءٍ إلا بِطِيبِ نفسٍ منه” [حديث صحيح الألباني].
أما عن جملة ما تم أخذه بسيف الحياء فهو حرام، فهي ليست بحديث عن رسول الله ـ عليه الصلاة والسلام ـ بل إنها من الأقاويل الشائعة بين الناس والمتداولة التي تبين نفس معنى الحديث.
اقرأ أيضًا: هل السعي لفك السحر حرام
حكم أخذ الأموال من الناس بالإحراج أو الضغط
من الجدير بالذكر في موضوعنا أن نعرض حكم أخذ الأموال من شخص ما بالإحراج أو وضعه في خانة ضيقة، فقد أوضح فقهاء الإفتاء بأن أخذ الأموال دون طيب نفس أو بوضع الطرف الآخر في موضع حرج حرام شرعًا.
فإن المسلم لا يقوم بأخذ ما يحل له، أو يضع أخيه المسلم في وضع لا يمكنه في الرفض، كما أن محاولة الضغط والتبرير والإلحاح على الآخر لكي يتم أخذ الأموال منه تجعله آثم، وهي حرام كذلك.
اقرأ أيضًا: هل تحديد نوع الجنين حرام
كفارة أخذ الأموال دون رضا صاحبها
في حالة قمت بأخذ الأموال من شخص ما دون وجه حق، أو بالإلحاح ووضعه في موقف محرج، فقد أوضح الفقهاء أن ذلك الفعل يعد إثم ومن الهام أن يتم رد تلك الأموال إلى صاحبها في حالة الإمكان.
أما في حالة إن لم يتمكن الشخص من رد الأموال إلى صاحبها، فعليه أن يتصدق بها لأحد الفقراء أو المساكين، ويتوب إلى الله تعالى توبة نصوحة وهو عز وجل رحيم غفور.
لا يجوز للمسلم أن يضع أخاه في موضع حرج، أو أن يأخذ منه الأموال دون طيب نفس منه، ومن يفعل ذلك فهو آثم وعليه أن يقوم برده إلى صاحبه.