ما يقال في جلسة الصلح بين الزوجين
ما يقال في جلسة الصلح بين الزوجين عند وقوع الخلاف بينهم، حيث تقع الكثير من الخلافات الزوجية وخاصة في أول سنه من الزواج، وهذا الأمر طبيعي نظرا لاختلاف كل زوج عن الآخر في الثقافة والعادات والتقاليد والتدين والتفاوت المالي وكذلك الأخلاق وغير ذلك من أسباب الخلاف.
وفي هذا الموضوع سنتكلم عبر موقع وميض عما يقال في جلسة الصلح بين الزوجين.
اقرأ أيضًا: عدم حضور الزوجة جلسات طلاق الشقاق
ما يقال في جلسة الصلح بين الزوجين
- قال تعالى:
(فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً) [النساء:19].
- مع اختلاف كل من الزوجين لابد من معرفة أنه ربما يزداد الخلاف لقسوة في القلوب، وربما أيضا يسوء الموقف لقول الألفاظ السيئة من أحد منهما أو كليهما.
- فتصبح الحياة لا طعم لها ويبقي قرار البقاء لأجل الأولاد فقط فلا يسود الود بينهما ولا يبقي.
- حينما تصل الأمور لهذا الحد يجب أن يتدخل أحد ويسعي في جلسة للصلح بينهما، وهو ما يسمي:
“الصلح بين الزوجين”.
والله يقول في كتابه العزيز في سورة النساء
“والصلح خير”.
- فهاتان الكلمتان فيهما من البهجة والسرور والأفراح، والتفاؤل لمن أراد السعي في الصلح بين أي شخصين متخاصمين، فما بالك بالصلح بين الزوجين.
- فالصلح خير في إنهاء أي خلاف أو فرقة أو نزاع أو قطيعة وكذلك أي تمسك بالرأي وبالأخص إن كان هذا الرأس خطأ وغير صواب.
- والصلح خير بين الزوج وزوجته أو العكس، فإذا قبلا الصلح وفتحا بابه وتم الصلح بينهما فهو خيراً لهما، بدلا من الخلافات والنزاعات بينهما.
- لما يترتب على الصلح بين الزوجين عدم شتات الأولاد والمشكلات النفسية التي تواجههم، لذا فإن الصلح كان لازماً لعل الله ينزل السرور والمودة والألفة مرة أخرى في قلوبهما.
اقرأ أيضًا: كم عدد جلسات طلاق الشقاق
قواعد الصلح بين الزوجين
للصلح قواعد يسير عليها الإنسان ليستطيع أن ينجح في هذه الجلسة، فنسرد عليكم بعض الطرق والقواعد والإرشادات التي قد تضئ الطريق وتفتح الآفاق:
- قد يصل الخلاف بين الزوجين لمد الزوج يده علي زوجته ويضربها ويهينها إما أمام أحد أو بمفردهما، ولا يجب أن يتم الصلح هنا بتقديم الاعتذار من المخطئ فقط.
- فيجب علي المصلح أن يجمع البيانات من كل منهما ويدونها في ورقة ويسمع من كل منهما بالتفصيل والسماح لكل زوج الحديث عن الآخر بهدوء.
- من الأمور الواجبة علي المصلح أن يقدر الأمور حسب الشرع، فإن كانت سبب الخلاف مثلا إن كان الزوج يطلب من الزوجة أموراً محرمة في الشرع يجب هنا أن يتم رضوخ الزوج عن أفعاله.
- أما إن كانت الزوجة هي الملامة فمثلا إن كانت لا تريد ارتداء الحجاب أو مثل ذلك من الأمور الشرعية فيجب عليها الانقياد للشرع والسمع والطاعة للزوج.
- من الأمور الجيدة أيضا هي تقديم الاعتذار من المخطئ أياً كان من المخطئ، فالاعتذار أمرا جميلا حث عليه الإسلام أيضا.
- عندما يتم الاتفاق علي أن الزوجة هي المخطئة، فالأفضل أن تترك بعض الوقت في بيت أهلها لتعرف قدر زوجها وتعرف أن أسرتها كل شيء وأن بيتها هو مستقرها.
- يظن بعض الرجال أن ليس للمرأة حق في إعطاء النصائح لزوجها في تصليح عيوبه، ويرفض نصائحها وكلامها فتنشب الخلافات من هنا.
- بعض الأوقات لا يتم حل المشكلات بشكل صحيح، فيرجع الزوجان لنفس المشاكل مرة أخرى عندها يجب حلها بشكل قوي وحازم.
- مثال علي ذلك إن كانت الزوجة أخطأت في حق والدة الزوج عليها أن تعتذر لها على الفور.
- مثال آخر إن كان الزوج ضرب زوجته أمام الأولاد، يجب أن يعتذر لها أمامهم ويوعدهم جميعا بأن هذا الأمر لن يتكرر مرة أخرى، وأنه أخطأ في حق زوجته.
- كذلك دموع المرأة ليست دليلا علي أنها الصادقة، أو أن علو صوت الرجل ليس أيضا دليلا علي صدقه.
- هناك خطأ يقع فيه بعض الرجال، أنه أحيانا عند الخلاف يقوم بالاعتذار لزوجته حتى لو كانت المخطئة وهذا أمرا غير صحيحا، لأنه ربما تعود الزوجة لنفس الخطأ وتتكرر المشكلة مرة أخرى.
اقرأ أيضًا: كم عدد جلسات فسخ النكاح
رسائل لأهل الزوجين
قال الله تعالي {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا} [النساء:35].
- بعض الأمور لا يجب تدخل الأهل وإن كانت أمور بسيطة في الخلافات بين الزوجين، ولكن عندما تصل الأمور للطلاق فكان من الأفضل دخول أحد من الأهل لحل المشكلة بالعدل وبالحكمة.
- قال الله تعالي:
{وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ} [الأنعام:153].
- فتدخل الأهل في هذا الوقت من الأمور الجيدة وكذلك يجب تدخل شخص حكيم يرتضيه كلا الزوجين،
- وجود طرف من الأهل إن كان من أهل الزوج أو الزوجة في وقت الصلح، فيكون الأمر فيه نوع من الجدية عند الرجوع.
- فإن علم أهل الزوج بالمشكلة وإن ابنهم هو المخطئ، فيجب توجيهه وعليه أن يحترم مشاعر زوجته.
- أما إن كانت الزوجة هي المخطئة، فيجب علي والديها أن يتدخلا بكل حزم ويؤدبونها فلا تعود مرة أخرى للخطأ.
خلل عند الصلح بين الزوجين
- إن من الخلل في الصلح أن يصمت الآخر ويكتفي بما يقدمه مثلا من مال وذلك بحجة عدم تكبير المشكلة.
- أيضا من الخلل أن يصبر الزوجة على أخطاء الزوج وظلمه لها، وذلك من أجل الحفاظ علي أولادها بدون أن يعترف الزوج بأخطائه ويتعهد لها بألا يعود لفعل هذه الأخطاء مرة أخرى.
- يجب أيضا علي المصلح ألا يحكم علي الأمور قبل سمع كل طرف بدقة وتمعن.
- كما أن من الخلل أن يسكت الطرفان عند بداية أي مشكلة بأي حجة، فتتفاقم بعد ذلك المشكلات وتتراكم في القلب، ولكن وجب حلها من الأول بكل ذكاء وحزم وحكمة.
اقرأ أيضًا: نموذج طلب طلاق الشقاق من طرف الزوجة
طرق الاعتذار بين الزوجين
إن كنت ترى أن الاعتذار أمرا صعبا عليك، فهناك بعض الطرق السهلة والبسيطة لتعتذر بها:
- من الطرق الجميلة في إبداء الصلح من الزوج هي المزاح، فإن كانت المشكلة بسيطة ويمكن تجاوزها دون اعتذار مباشر، وبالأخص إن كان الشريك يتمتع بخفة الظل سيساعده هذا الأمر في حل مشكلته.
- أما إن كان الطرف الآخر ممن لا يتقبل المزاح في المصالحة، فعلي الشريك أن يختار طريقة أخرى.
- من الأمور أيضا الجيدة التي ستكسب قلب زوجتك بها وتصلح المشكلة دون نقاش حاد أو جدال، أن تساعدها في أعمال المنزل.
- أيضا يمكن للزوجة أن تمهد لزوجها الظروف الملائمة ليبدأ بحل الخلاف بينهما، كما تمهد نفسها للظهور بإطلالة جديدة وأنيقة.
- بغض النظر عن قيمة الهدية، فيمكنها أيضا أن تحل أي مشكلة بينهما، سواء كان للزوج أو للزوجة، يكفي أن أحدا منهما فكر في إسعاد الآخر.
- إن كانت المشكلة لم تحل بأي طريقة من المذكورة في الأعلى، فالاعتذار المباشر هو الحل الوحيد والأمثل لحل أي خلاف.
نصائح مهمة للزوجين
- عليكما تجنب أن يتدخل أحد في حياتكما وفي حل مشاكلكم، ولكن إن كانت المشكلة صعبة فالتدخل من شخص حكيم سيكون الحل الأمثل.
- كما يجب أن يكون الشخص أيضا علي قدر عالي من الاحترام والتقدير، وأن يكون موثوقا به ومفضلا من قِبل الطرفين حتي يسهل تقبل وجهة نظره.
اقرأ أيضًا: أسباب رفض دعوى صحة ونفاذ
وفي الختام في السنة الأولي من الزواج تقع الكثير من المشكلات، فعلي الزوجان أن يتحمل كل منهما الآخر وأن يحلا أي خلاف يحدث بينهما في نفس الوقت ولا يتركا الحل لوقت آخر أو يتم تأجيله.