ما هو التنمر الإلكتروني
ما هو التنمر الإلكتروني؟ وكيف يُمكن أن نتجنبها؟ التنمر مصطلح أصبحنا كثيرًا ما نسمعه في الآونة الأخيرة، ففي ظل غياب الدور الديني والآباء أصبح الكثير يُلقي السخرية على شخصٍ ما بهدف الضحك ولكنها تُعتبر تنمر، ويتسبب في ضرر نفسي كبير على المُتنمر عليه، هذا ما يتم في الحياة الواقعية، لكن ما هو التنمر الإلكتروني؟ هذا ما سنوضحه بشكل مفصل من خلال منصة وميض.
ما هو التنمر الإلكتروني؟
التنمر الإلكتروني هو تنمر يُستخدم على وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات المراسلة والألعاب الإلكترونية وهو سلوك يهدف إلى إخافة الشخص الواقع عليه التنمر أو إهانته وتشويه سمعته ومن أمثلة ذلك ما يلي:
- يتم مشاركة صور غير لائقة على الشخص الواقع عليه التنمر على أي من وسائل التواصل الاجتماعي.
- إرسال رسائل التهديد عبر الهاتف المحمول أو مواقع التواصل الاجتماعي.
- نشر الأخبار المزيفة عن شخصٍ ما.
- انتحال شخصية شخص آخر على منصات التواصل الاجتماعي، من ثم فعل بعض الأشياء التي تتسبب في إحراجه من الآخرين، أو إيقاعه في مشاكل.
اقرأ أيضًا: بحث عن التنمر الإلكتروني
أنواع التنمر الإلكتروني
إن التنمر من أكثر الأساليب السيئة المُتبعة في مجتمعنا، ويتسبب في وقوع ضرر كبير على الشخص الواقع عليه التنمر سواء ضرر جسدي أو ضرر نفسي، وهناك عدة أنواع للتنمر بشكل عام منها التنمر الإلكتروني، وللتنمر الإلكتروني أنواع وهي كالتالي:
- التحرش (harassment): ويعني إرسال رسائل تهديد مباشرة إلى شخص تؤذيه وتتعمد إلحاق الضرر به.
- الخداع (trickery): وهو محاولة المتنمر كسب ثقة الطرف الآخر لكسب ثقته ومعرفة المعلومات عنه ثم نشرها بصورة غير لائقة على مواقع التواصل الاجتماعي.
- الاستبعاد والاستثناء (exclusion): ويعني عدم دعوة شخص بعينه لحدث معين وتركه خارج مجموعة محادثة تضم أصدقائه على سبيل المثال.
- المطاردة (cyberstalking): هو مراقبة المتنَمر عليه على مواقع التواصل الاجتماعي وقد يصل إلى مراقبته في الواقع وإلحاق الأذى الفعلي به وهنا يتحول إلى جريمة جنائية تقابَل بعقوبات شديدة قد تصل إلى السجن.
- انتحال الشخصية ((fraping: ويعني أن يقوم المتنمر بإنشاء حساب على مواقع التواصل الاجتماعي باسم المتنمر عليه، والبدء في نشر معلومات وصور مزيفة تسيئ إليه وتشوه سمعته.
- التنكر (fake profiles): هو أن يقوم المتنمر بإنشاء حساب باسم مزيف للتنمر على شخصٍ ما دون كشف هويته وغالبًا ما يكون ذلك بسبب معرفة الشخص المتنمر بالمتنمر عليه.
- التصيد (trolling): في هذا النوع يقوم المتنمر بكتابة تعليقات مسيئة هدفها الاستهزاء بالآخرين وإجبارهم على الرد بنفس الطريقة.
- الإهانة المباشرة(flaming): أن يقوم المتنمر بإرسال رسائل على مواقع التواصل الاجتماعي تحتوي على إهانات وألفاظ مسيئة.
- كشف أسرار المتنمر عليه ((outing/doxing: هو الإفصاح عن معلومات خاصة عن الشخص المتنمر عليه ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي بهدف مضايقته وإذلاله.
أسباب التنمر الإلكتروني
بعد توضيح ما هو التنمر الإلكتروني؟ يجب علينا معرفة أنه لا يوجد ما يمكنه أن يبرر التنمر ولكن هناك مجموعة من العوامل والأسباب قد تؤدي إلى التنمر وتنقسم إلى أسباب شخصية، وأسرية، واجتماعية، وغيرها مما سنوضحه فيما يلي:
- أسباب شخصية: تشمل العمر والجنس والسلوك الاجتماعي ومستوى الرفاهية ومدة استخدام الشخص لمواقع التواصل الاجتماعي، مما يتسبب في زيادة الرغبة بالسخرية من الغير بهدف الضحك.
- أسباب مدرسية: تتمثل في نوع وبيئة ومستوى ثقافة المدرسة التي نشأ فيها الشخص، بالإضافة إلى طريقة إدارة هذه المدرسة وعلاقة الطالب بمعلميه، وهذا يوضح الخطأ الذي تقوم به المدرسة.
- أسباب أسرية: تتلخص في العلاقة بين أفراد الأسرة ومستوى الترابط المنعدم بينهم والحالة الاقتصادية والاجتماعية للأسرة بالإضافة إلى الدعم المعنوي المقدم من الأبوين للأطفال.
- أسباب اجتماعية: وتشمل ثقافة البيئة التي نشأ فيها الشخص وتأثير المجتمع مثل زملاء الدراسة وضغط العمل.
- قد يكون صعوبة شعور المتنمر بالتعاطف مع الآخرين وشعوره بالقوة عند التنمر على الآخرين، وأيضًا شعور المتنمر بالنقص والوحدة قد يدفعه إلى محاولة اكتساب شعبية من خلال التنمر والسخرية من الغير.
اقرأ أيضًا: ندوة قصيرة عن التنمر
أضرار التنمر الإلكتروني
للتنمر الإلكتروني عدة أضرار بالغة التأثير على كلٍ من الفرد والمجتمع، الجدير بالذكر أن هذه الأضرار لا تقتصر فقط على التنمر الإلكتروني، بل هي تشمل كافة أنواع التنمر بشكل عام، لذا فعقب التعرف على ما هو التنمر الإلكتروني سنوضح أضراره بشكل مفصل عبر السطور التالية:
1- أضرار التنمر على الفرد
يتعرض الكثير من الأشخاص إلى التنمر، الأمر الذي يتسبب في أضرار جسيمة عليه، لذا فعلى المرء الدراية بهذه الأضرار والكف عن ملاحقة الأذى للغير، وتتمثل هذه الأضرار في السطور التالية:
- قلة احترام الفرد لذاته فبسبب التنمر قد تتدنى ثقة الشخص المتعرض للتنمر بنفسه خاصةً إذا تم التنمر عليه بسبب مظهره الخارجي أو ملامحه، ويجعل ذلك الشخص يشعر بالخجل الشديد ويتعمد تقليل تفاعله واختلاطه بالآخرين.
- يتعرض ضحية التنمر للاكتئاب والحزن الشديد بسبب التنمر عليه وقد يؤثر ذلك على صحته النفسية خاصةً أنه لا يستطيع مشاركة تعرضه للتنمر مع غيره وذلك لخوفه من السخرية.
- قد يصل الأمر إلى ظهور بعض أعراض الأمراض الجسدية على ضحية التنمر مثل الأرق والصداع وآلام الصدر وغيرها.
- غالبًا ما يتسبب التنمر في شعور ضحيته باليأس الشديد ويحفز ذلك الأفكار الانتحارية عنده.
2- أضرار التنمر على المجتمع
لا تقتصر أضرار التنمر الإلكتروني على الفرد فقط بل أيضًا تظهر على المجتمع، وهذا ما سنتطرق لذكره بشكل مفصل فيما يلي:
- تزايد القلق بشكل واضح في المجتمع وبين أفراده بعد الانتشار الرهيب لمواقع التواصل الاجتماعي في السنوات الأخيرة.
- يؤدي تعرض الطلاب للتنمر الإلكتروني إلى إعاقة تقدمهم الأكاديمي وبذلك يتأثر مستوى التعليم في المجتمع.
- فقدان ثقة الأشخاص بأنفسهم نتيجة تعرضهم للتنمر يجعلهم أقل إنتاجًا في العمل ويعيق ذلك الحركة الإنتاجية في بعض الأحيان.
اقرأ أيضًا: إذاعة مدرسية عن التنمر كاملة الفقرات
كيفية التخلص من التنمر الإلكتروني
لتعدد مظاهر التنمر الإلكتروني وكثرة أضراره وتأثيره السلبي على الفرد والمجتمع يجب علاج هذه الظاهرة بشكل عاجل وتقع مسئولية علاج هذه الظاهرة التي تعتبر آفة في مجتمعنا على كلٍ من المدرسة وأولياء الأمور والجمعيات التعاونية، وسنوضح دور كل منهم فيما يلي:
1- أساليب المدرسة لعلاج ظاهرة التنمر
تلعب المدرسة دورًا هامًا في محاربة التنمر الإلكتروني وذلك عن طريق توعية الطلاب والتأكد من إدراكهم ما هو التنمر الإلكتروني، واستغلال الإذاعة المدرسية الصباحية لتوضيح أضرار التنمر والتحذير منها، تطبيق العقوبات على المتنمرين أيضًا، ويجب على المدرسة شرح أهداف مواقع التواصل الاجتماعي وكيفية استخدامها وتوعية الطلاب لها منذ الصغر.
2- دور الآباء لعلاج التنمر
يتمثل دور أولياء الأمور في مراقبة سلوك الأبناء وطرق استخدامهم لمواقع التواصل الاجتماعي وتحديد أوقات معينة لاستخدام أبنائهم لمواقع التواصل خاصةً في السن الصغير، كما يجب على تحذير الأبناء من فتح الرسائل الإلكترونية مجهولة المصدر التي قد تحتوي عبارات التنمر والإساءة.
3- أساليب الجمعيات التعاونية لعلاج التنمر
إن دور الجمعيات التعاونية يكون من خلال نشر حملات التوعية التي توضح ما هو التنمر الإلكتروني وما أضراره وطرق مواجهته والتعاون مع المعاهد والجامعات لإقامة ندوات التوعية بأنواع وأخطار وأساليب التنمر الإلكتروني.
اقرأ أيضًا: خاتمة عن التنمر
هل يوجد عقوبة للتنمر الإلكتروني؟
بالرغم من أن التنمر الإلكتروني لا يعتبر جريمة قانونيًا ولكن نعم، قد يتم معاقبة المتنمر بقوانين “الحماية من التحرش” و”الاتصالات غير اللائقة” والتي تنص على غرامات مالية وقد تصل إلى السجن في بعض الأحيان، لذا على الشخص الواقع عليه التنمر عند التعرض إلى الإساءة والتنمر من قِبل الغير التوجه إلى رفع قضية للكف عن التعرض لذلك.
نصائح لضحايا التنمر الإلكتروني
إن الكثير من الأشخاص يتعرض إلى التنمر الإلكتروني، ويتوجهون إلى عدم الاختلاط بالآخرين، على الرغم أن ذلك قد يتسبب في تفاقم الحالة النفسية لديهم، لذا سنوضح مجموعة من النصائح والإرشادات لضحايا التنمر حتى يتمكنوا من مواجهة هذا الفعل المشين والسلوك البغيض فيما يلي:
- أن يتوقف الشخص المتعرض للتنمر عن لوم نفسه باستمرار لأن الأمر ليس خطأه.
- عدم رد الضحية على المتنمر لأن ذلك يشعره بالقوة والسيطرة بل يجب الانسحاب من الموقف.
- الطلب من المتنمر التوقف عن ذلك مع التعبير عن الاستياء والامتعاض.
- الاحتفاظ بدليل على التعرض للتنمر الإلكتروني ويكون ذلك بأخذ لقطة للشاشة لاستخدامها كدليل إذا خرجت الأمور عن السيطرة.
- عدم الشعور بالحرج وطلب المساعدة من الآخرين دون خجل.
- حظر الأشخاص المتنمرين على مواقع التواصل الاجتماعي مع الإبلاغ عنهم وتحذير الآخرين من التعامل مع هذه الحسابات.
اقرأ أيضًا: نصائح عن التنمر للأطفال في المدارس
ارتفاع معدلات التنمر الإلكتروني حول العالم
ارتفعت معدلات التنمر الإلكتروني بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة في جميع أنحاء العالم وما ندرجه هو على سبيل المثال لا الحصر فيما يلي:
- أكدت دراسة قام بها مركز أبحاث التسلط عبر الإنترنت عام 2019 أن الأشخاص مما تتراوح أعمارهم بين 12-17 سنة في الولايات المتحدة تعرضوا للتنمر بنسبة 36% في آخر 30 يوم وهو معدل مرعب.
- بينت مديرة إدارة الوقاية والبحوث العلمية ببرنامج الأمان الأسري الوطني في السعودية في ورقة العمل التي قامت بتقديمها أثناء ملتقى الوقاية من العنف والتنمر ارتفاع معدلات التنمر الإلكتروني بشكل واضح خاصةً ضد الأطفال والإناث.
يجب علينا آلا نقف مكتوفي الأيدي حول التنمر الإلكتروني بل نقوم بدورنا في مواجهة هذه الظاهرة سواء بالتوعية بأخطار التنمر أو مساعدة ضحاياه.